قِصَّةُ حَيَاةٍ
وَجَدْنَا ‹لُؤْلُؤَةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ›
وِنْسْتُون وَبَامِيلَا بَايِن يَخْدُمَانِ فِي مَكْتَبِ فَرْعِ أُوسْتْرَالَاسِيَا. لٰكِنَّ حَيَاتَهُمَا ٱلسَّعِيدَةَ لَمْ تَكُنْ بِلَا مَصَاعِبَ. فَكَانَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَأَقْلَمَا مَعَ حَضَارَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَيَتَحَمَّلَا خَسَارَةَ جَنِينِهِمَا. رَغْمَ ذٰلِكَ، حَافَظَا عَلَى فَرَحِهِمَا وَمَحَبَّتِهِمَا لِيَهْوَهَ وَشَعْبِهِ. سَنُقَابِلُهُمَا ٱلْآنَ كَيْ يُخْبِرَانَا قِصَّةَ حَيَاتِهِمَا.
أَخُ وِنْسْتُون، أَخْبِرْنَا كَيْفَ بَدَأْتَ تَبْحَثُ عَنِ ٱللّٰهِ.
تَرَبَّيْتُ فِي مَزْرَعَةٍ فِي كْوِينْزْلَنْد بِأُوسْتْرَالِيَا وَسْطَ عَائِلَةٍ غَيْرِ مُتَدَيِّنَةٍ. وَلِأَنَّنَا بَعِيدُونَ عَنِ ٱلنَّاسِ، نَادِرًا مَا تَوَاصَلْتُ مَعَ أَحَدٍ غَيْرِ عَائِلَتِي. وَمِنْ عُمْرِ ١٢ سَنَةً تَقْرِيبًا، بَدَأْتُ أَبْحَثُ عَنِ ٱللّٰهِ. فَصَلَّيْتُ إِلَيْهِ وَطَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يَدُلَّنِي عَلَى ٱلْحَقِّ. بَعْدَ فَتْرَةٍ، تَرَكْتُ ٱلْمَزْرَعَةَ وَبَدَأْتُ أَعْمَلُ فِي أَدِيلَايْد بِأُوسْتْرَالِيَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ. وَبِعُمْرِ ٢١ سَنَةً، تَعَرَّفْتُ إِلَى بَام خِلَالَ عُطْلَتِي فِي سِيدْنِي. فَأَخْبَرَتْنِي عَنِ ٱلْحَرَكَةِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَرِيطَانِيَّةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةِ ٱلَّتِي تَدَّعِي أَنَّ ٱلشُّعُوبَ ٱلْبَرِيطَانِيَّةَ هِيَ مِنْ سُلَالَةِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ ٱلْمَفْقُودَةِ. وَحَسَبَ هٰذِهِ ٱلْحَرَكَةِ، هٰذِهِ ٱلْأَسْبَاطُ هِيَ ٱلْأَسْبَاطُ ٱلْعَشَرَةُ فِي ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلشَّمَالِيَّةِ ٱلَّتِي أُخِذَتْ إِلَى ٱلسَّبْيِ عَامَ ٧٤٠ قم. لِذَا عِنْدَمَا عُدْتُ إِلَى أَدِيلَايْد، نَاقَشْتُ ٱلْمَوْضُوعَ مَعَ زَمِيلٍ لِي كَانَ يَدْرُسُ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ. فَأَخْبَرَنِي عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِمْ. وَبَعْدَ بِضْعِ سَاعَاتٍ فَقَطْ، أَدْرَكْتُ أَنَّ صَلَوَاتِي ٱسْتُجِيبَتْ. فَأَخِيرًا وَجَدْتُ ٱلْحَقَّ عَنِ ٱلْخَالِقِ وَمَلَكُوتِهِ، وَجَدْتُ «لُؤْلُؤَةً . . . عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ». — مت ١٣:٤٥، ٤٦.
أُخْتُ بَام، أَنْتِ أَيْضًا بَدَأْتِ بِعُمْرٍ صَغِيرٍ تَبْحَثِينَ عَنْ هٰذِهِ ٱللُّؤْلُؤَةِ. أَخْبِرِينَا، كَيْفَ وَجَدْتِهَا؟
وُلِدْتُ فِي بَلْدَةِ كُفْس هَارْبَر فِي نْيُو سَوْثْ وَيْلْز. كَانَتْ عَائِلَتُنَا مُتَدَيِّنَةً. فَوَالِدَايَ وَجَدَّايَ مِنْ جِهَةِ أُمِّي تَبِعُوا ٱلْحَرَكَةَ ٱلْبَرِيطَانِيَّةَ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةَ. فَتَرَبَّيْنَا أَنَا وَأَخِي وَأُخْتِي، وَكَذٰلِكَ أَوْلَادُ خَالِي وَخَالَتِي، عَلَى ٱلْفِكْرَةِ أَنَّ ٱلشَّعْبَ ٱلْبَرِيطَانِيَّ هُوَ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارُ. لٰكِنِّي لَمْ أَقْتَنِعْ بِذٰلِكَ وَلَمْ أَشْعُرْ أَنِّي قَرِيبَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ. لِذَا عِنْدَمَا صَارَ عُمْرِي ١٤ سَنَةً، زُرْتُ عِدَّةَ كَنَائِسَ فِي مِنْطَقَتِنَا، مِثْلَ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْأَنْغِلِيكَانِيَّةِ وَٱلسَّبْتِيَّةِ وَٱلْمَعْمَدَانِيَّةِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ تَقْوَ عَلَاقَتِي بِٱللّٰهِ.
لَاحِقًا، ٱنْتَقَلَتْ عَائِلَتُنَا إِلَى سِيدْنِي، حَيْثُ ٱلْتَقَيْتُ وِنْسْتُون فِي عُطْلَتِهِ. وَمِثْلَمَا قَالَ، دَفَعَتْهُ أَحَادِيثُنَا ٱلدِّينِيَّةُ أَنْ يَدْرُسَ مَعَ ٱلشُّهُودِ. فَأَصْبَحَتْ رَسَائِلُهُ إِلَيَّ مَلِيئَةً بِٱلْآيَاتِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، لَا أُنْكِرُ أَنِّي قَلِقْتُ وَغَضِبْتُ. لٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، عَرَفْتُ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْحَقُّ.
عَامَ ١٩٦٢، ٱنْتَقَلْتُ إِلَى أَدِيلَايْد لِأَكُونَ أَقْرَبَ إِلَى وِنْسْتُون. وَكَانَ قَدْ رَتَّبَ أَنْ أَعِيشَ مَعَ تُومَاس وَجَانِيس سْلُومَنَ، ٱللَّذَيْنِ خَدَمَا كَمُرْسَلَيْنِ فِي بَابْوَا غِينْيَا ٱلْجَدِيدَةِ. كَانَ هٰذَانِ ٱلزَّوْجَانِ لَطِيفَيْنِ مَعِي. فَآنَذَاكَ كَانَ عُمْرِي ١٨ سَنَةً فَقَطْ. وَهُمَا سَاعَدَانِي رُوحِيًّا. فَدَرَسْتُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَٱقْتَنَعْتُ بِسُرْعَةٍ أَنِّي وَجَدْتُ ٱلْحَقَّ. وَبَعْدَ زَوَاجِنَا أَنَا وَوِنْسْتُون، بَدَأْنَا فَوْرًا حَيَاةً جَمِيلَةً فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَهٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ، رَغْمَ مَصَاعِبِهَا، زَادَتْ تَقْدِيرَنَا لِلُّؤْلُؤَةِ ٱلثَّمِينَةِ ٱلَّتِي وَجَدْنَاهَا.
أَخُ وِنْسْتُون، كَيْفَ كَانَتْ سَنَوَاتُكَ ٱلْأُولَى فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
١- طَوَابِعُ مِنْ بَعْضِ ٱلْجُزُرِ (كَانَتْ كِيرِيبَاتِي وَتُوفَالُو مَعْرُوفَتَيْنِ بِجُزُرِ جِيلْبِرْت وَإِلِيس)
٢- خَرِيطَةٌ لِرِحْلَاتِنَا خِلَالَ ٱلْعَمَلِ ٱلدَّائِرِيِّ
٣- جَزِيرَةُ فُونَافُوتِي ٱلْمَرْجَانِيَّةُ ٱلْجَمِيلَةُ فِي تُوفَالُو، وَهِيَ إِحْدَى ٱلْجُزُرِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي زُرْنَاهَا قَبْلَ أَنْ يُعَيَّنَ فِيهَا مُرْسَلُونَ
بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ زَوَاجِنَا، فَتَحَ لَنَا يَهْوَهُ ‹بَابًا كَبِيرًا› لِنَزِيدَ نَشَاطَنَا. (١ كو ١٦:٩) فَٱلْأَخُ جَاك بُورْتِر، آنَذَاكَ نَاظِرُ دَائِرَتِنَا وَٱلْآنَ عُضْوٌ فِي لَجْنَةِ فَرْعِ أُوسْتْرَالَاسِيَا، شَجَّعَنَا هُوَ وَزَوْجَتُهُ رُوزَلِين أَنْ نَخْدُمَ كَفَاتِحَيْنِ عَادِيَّيْنِ. وَهٰذَا مَا فَعَلْنَاهُ طَوَالَ ٥ سَنَوَاتٍ. وَعِنْدَمَا صَارَ عُمْرِي ٢٩ سَنَةً، عُيِّنْتُ نَاظِرَ دَائِرَةٍ فِي جُزُرِ ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ ٱلْجَنُوبِيِّ، ٱلَّتِي أَصْبَحَتْ لَاحِقًا تَحْتَ إِشْرَافِ فَرْعِ فِيجِي. وَهِيَ جُزُرُ تُوفَالُو، تُوكِيلَاو، تُونْغَا، سَامْوَا، سَامْوَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ، فَانُوَاتُو، كِيرِيبَاتِي، نَاوُورُو، وَنِييُووِي.
كَانَ ٱلنَّاسُ فِي ٱلْجُزُرِ ٱلْمُنْعَزِلَةِ يَخَافُونَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. لِذٰلِكَ بَشَّرْنَاهُمْ بِحَذَرٍ وَحِكْمَةٍ. (مت ١٠:١٦) وَلِأَنَّ ٱلْجَمَاعَاتِ كَانَتْ صَغِيرَةً، لَمْ يَتَمَكَّنِ ٱلْإِخْوَةُ أَحْيَانًا مِنْ تَأْمِينِ مَنَامَةٍ لَنَا. فَطَلَبْنَا مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَى أَنْ نَنَامَ عِنْدَهُمْ. وَقَدْ لَبَّوْا طَلَبَنَا وَعَامَلُونَا بِكُلِّ لُطْفٍ.
عَرَفْنَا أَنَّكَ تَهْتَمُّ كَثِيرًا بِعَمَلِ ٱلتَّرْجَمَةِ. مَا ٱلسَّبَبُ؟
فِيمَا أُدِيرُ مَدْرَسَةً لِلشُّيُوخِ فِي سَامْوَا
كَانَ لَدَى ٱلْإِخْوَةِ فِي جُزُرِ تُونْغَا عَدَدٌ قَلِيلٌ مِنَ ٱلنَّشَرَاتِ وَٱلْكُرَّاسَاتِ بِٱلتُّونْغِيَّةِ. وَفِي ٱلْخِدْمَةِ، كَانُوا يَدْرُسُونَ مَعَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلنُّسْخَةِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مِنْ كِتَابِ ٱلْحَقِّ. وَلٰكِنْ خِلَالَ مَدْرَسَةٍ لِلشُّيُوخِ مُدَّتُهَا ٤ أَسَابِيعَ، وَافَقَ ٣ شُيُوخٍ مَحَلِّيِّينَ أَنْ يُتَرْجِمُوهُ إِلَى ٱلتُّونْغِيَّةِ رَغْمَ إِنْكِلِيزِيَّتِهِمِ ٱلْمَحْدُودَةِ. ثُمَّ طَبَعَتْهُ بَام عَلَى ٱلْآلَةِ ٱلْكَاتِبَةِ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى فَرْعِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ لِيُطْبَعَ هُنَاكَ. وَقَدِ ٱنْتَهَى كُلُّ ٱلْمَشْرُوعِ خِلَالَ ٨ أَسَابِيعَ تَقْرِيبًا. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلتَّرْجَمَةَ لَمْ تَكُنْ جَيِّدَةً جِدًّا، لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةَ سَاعَدَتْ كَثِيرِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلتُّونْغِيَّةَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ. وَمَعَ أَنَّنَا أَنَا وَبَام لَسْنَا مُتَرْجِمَيْنِ، دَفَعَتْنَا هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةُ أَنْ نَهْتَمَّ بِٱلتَّرْجَمَةِ.
أُخْتُ بَام، كَيْفَ ٱخْتَلَفَتِ ٱلْحَيَاةُ فِي ٱلْجُزُرِ عَنِ ٱلْحَيَاةِ فِي أُوسْتْرَالِيَا؟
أَمَامَ ٱلْبَاصِ ٱلَّذِي أَقَمْنَا فِيهِ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ أَثْنَاءَ ٱلْعَمَلِ ٱلدَّائِرِيِّ
اَلْفَرْقُ كَبِيرٌ بَيْنَهُمَا. فَفِي بَعْضِ ٱلْجُزُرِ، عَانَيْنَا مِنَ ٱلْحَرَارَةِ وَٱلرُّطُوبَةِ، ٱلْبَعُوضِ، ٱلْجُرْذَانِ، ٱلْأَمْرَاضِ، وَأَحْيَانًا قِلَّةِ ٱلطَّعَامِ. لٰكِنْ فِي نِهَايَةِ كُلِّ يَوْمٍ، كُنَّا نَسْتَمْتِعُ بِمَنْظَرِ ٱلْمُحِيطِ مِنَ ٱلْفَالِي، هٰكَذَا يُدْعَى بِٱلسَّامْوِيَّةِ ٱلْكُوخُ ٱلْبُولِينِيزِيُّ ٱلتَّقْلِيدِيُّ ٱلَّذِي سَقْفُهُ مِنْ قَشٍّ وَلَيْسَ لَهُ حِيطَانٌ. وَفِي بَعْضِ ٱللَّيَالِي، تَمَتَّعْنَا بِرُؤْيَةِ خَيَالَاتِ أَشْجَارِ جَوْزِ ٱلْهِنْدِ فِيمَا يُضِيءُ ٱلْقَمَرُ ٱلسَّمَاءَ وَيَنْعَكِسُ نُورُهُ عَلَى سَطْحِ ٱلْمُحِيطِ. وَهٰذِهِ ٱلْمَنَاظِرُ دَفَعَتْنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ وَنُصَلِّيَ وَنَمْلَأَ عُقُولَنَا بِأَفْكَارٍ إِيجَابِيَّةٍ.
أَحْبَبْنَا ٱلْأَوْلَادَ كَثِيرًا. فَقَدْ أَضْحَكَنَا فُضُولُهُمْ وَعَفْوِيَّتُهُمْ حِينَ رَأَوْا بَشَرَتَنَا ٱلْبَيْضَاءَ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، خِلَالَ زِيَارَةٍ إِلَى نِييُووِي، مَرَّرَ صَبِيٌّ يَدَهُ عَلَى ذِرَاعِ زَوْجِي ٱلْمَلِيئَةِ بِٱلشَّعْرِ وَقَالَ لَهُ: «رِيشُكَ جَمِيلٌ جِدًّا!». فَيَبْدُو أَنَّهَا أَوَّلُ مَرَّةٍ يَرَى فِيهَا ذِرَاعًا مُشْعِرَةً.
مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، كُنَّا نَتَأَلَّمُ عِنْدَمَا نَرَى ٱلْأَحْوَالَ ٱلصَّعْبَةَ ٱلَّتِي يَعِيشُ فِيهَا كَثِيرُونَ. فَمَعَ أَنَّ ٱلطَّبِيعَةَ حَوْلَهُمْ جَمِيلَةٌ، ٱحْتَاجُوا إِلَى عِنَايَةٍ صِحِّيَّةٍ وَمَاءٍ لِلشُّرْبِ. لٰكِنَّ ٱلْإِخْوَةَ هُنَاكَ لَمْ يَشْعُرُوا بِٱلْقَلَقِ. فَهُمُ ٱعْتَادُوا عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ. وَكَانُوا فَرِحِينَ لِأَنَّ عَائِلَاتِهِمْ إِلَى جَانِبِهِمْ، وَلَدَيْهِمْ مَكَانًا لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ. كَمَا قَدَّرُوا ٱمْتِيَازَ تَسْبِيحِهِ. وَمِثَالُهُمْ هٰذَا سَاعَدَنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمُهِمَّةِ وَنُبْقِيَ حَيَاتَنَا بَسِيطَةً.
اِضْطُرِرْتِ أَحْيَانًا أَنْ تُحْضِرِي ٱلْمَاءَ مِنَ ٱلْبِئْرِ وَتَطْبُخِي فِي ظُرُوفٍ جَدِيدَةٍ عَلَيْكِ. كَيْفَ تَدَبَّرْتِ أُمُورَكِ؟
بَام تَغْسِلُ ٱلثِّيَابَ حِينَ كُنَّا فِي تُونْغَا
فِي ٱلْحَقِيقَةِ، عَلَّمَنِي أَبِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً. فَكُنْتُ أَعْرِفُ كَيْفَ أُشْعِلُ نَارًا وَأَطْبُخُ عَلَيْهَا، وَكَيْفَ أَتَدَبَّرُ أُمُورِي بِمَوَارِدَ قَلِيلَةٍ. فَفِي إِحْدَى زِيَارَاتِنَا أَنَا وَوِنْسْتُون إِلَى كِيرِيبَاتِي، أَقَمْنَا فِي كُوخٍ أَرْضِيَّتُهُ مِنَ ٱلْحَصَى وَحِيطَانُهُ مِنَ ٱلْخَيْزَرَانِ. وَكَيْ أَطْبُخَ وَجْبَةً بَسِيطَةً، كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَحْفِرَ حُفْرَةً فِي ٱلْأَرْضِ وَأُشْعِلَ ٱلنَّارَ بِقُشُورِ جَوْزِ ٱلْهِنْدِ. وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَاءِ، كُنْتُ أَقِفُ فِي ٱلصَّفِّ مَعَ ٱلنِّسَاءِ لِٱسْتِخْرَاجِهِ مِنَ ٱلْبِئْرِ. فَكُنَّ يَسْتَعْمِلْنَ مَا يُشْبِهُ قَصَبَةَ صَيْدٍ فِي آخِرِهَا وِعَاءٌ مَعْدِنِيٌّ بَدَلَ ٱلصِّنَّارَةِ. فَكَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ تُلْقِي ٱلْقَصَبَةَ فِي ٱلْبِئْرِ، ثُمَّ تُحَرِّكُ يَدَهَا بِخِفَّةٍ فِي ٱللَّحْظَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ. فَيَنْقَلِبُ ٱلْوِعَاءُ عَلَى جَنْبِهِ وَيَمْتَلِئُ مَاءً. فِي ٱلْبِدَايَةِ، ظَنَنْتُ ٱلْأَمْرَ سَهْلًا إِلَى أَنْ جَاءَ دَوْرِي. فَقَدْ حَاوَلْتُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ، لٰكِنَّ ٱلْوِعَاءَ كَانَ يَضْرِبُ سَطْحَ ٱلْمَاءِ وَلَا يَنْقَلِبُ. فَضَحِكَتِ ٱلنِّسَاءُ عَلَيَّ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، سَاعَدَتْنِي إِحْدَاهُنَّ. فِعْلًا، ٱلشَّعْبُ هُنَاكَ لَطِيفٌ وَخَدُومٌ.
كِلَاكُمَا أَحْبَبْتُمَا تَعْيِينَكُمَا فِي ٱلْجُزُرِ. أَخْبِرَانَا عَنْ بَعْضِ ٱلذِّكْرَيَاتِ ٱلْمُمَيَّزَةِ.
وِنْسْتُون: اِحْتَجْنَا إِلَى ٱلْوَقْتِ كَيْ نَفْهَمَ بَعْضَ ٱلْعَادَاتِ. مَثَلًا، عِنْدَمَا دَعَانَا ٱلْإِخْوَةُ إِلَى بُيُوتِهِمْ، قَدَّمُوا لَنَا كُلَّ طَعَامِهِمْ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، لَمْ نَعْرِفْ أَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَ لَهُمْ بَعْضًا مِنْهُ. فَأَكَلْنَا كُلَّ مَا وُضِعَ أَمَامَنَا. لٰكِنْ طَبْعًا لَمَّا عَرَفْنَا، صِرْنَا نَتْرُكُ لَهُمْ طَعَامًا. وَرَغْمَ أَغْلَاطِنَا هٰذِهِ، تَفَهَّمَنَا ٱلْإِخْوَةُ وَفَرِحُوا بِرُؤْيَتِنَا خِلَالَ ٱلزِّيَارَةِ ٱلدَّائِرِيَّةِ. فَآنَذَاكَ، لَمْ يَزُرْهُمْ أَحَدٌ غَيْرُنَا مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ.
مَعَ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي جَزِيرَةِ نِييُووِي
وَزِيَارَاتُنَا هٰذِهِ كَانَتْ شَهَادَةً لِلنَّاسِ. فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْقُرَوِيِّينَ ظَنُّوا أَنَّ هٰذَا ٱلدِّينَ مِنِ ٱخْتِرَاعِ ٱلْإِخْوَةِ. لٰكِنْ عِنْدَمَا رَأَوْا خَادِمًا دِينِيًّا آتِيًا هُوَ وَزَوْجَتُهُ مِنْ وَرَاءِ ٱلْبِحَارِ، عَرَفُوا أَنَّهُمْ مُخْطِئُونَ وَتَأَثَّرُوا كَثِيرًا.
بَام: إِحْدَى أَحَبِّ ٱلذِّكْرَيَاتِ عَلَى قَلْبِي هِيَ فِي جَمَاعَةِ كِيرِيبَاتِي ٱلصَّغِيرَةِ جِدًّا. وَٱلشَّيْخُ ٱلْوَحِيدُ، سِنَاكَاي مَاتِيرَا، بَذَلَ جُهْدَهُ لِيَعْتَنِيَ بِنَا. فَذَاتَ يَوْمٍ، جَاءَ إِلَيْنَا حَامِلًا سَلَّةً فِيهَا بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقَالَ: «هٰذِهِ لَكُمَا». وَكَانَ بَيْضُ ٱلدَّجَاجِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا وَجْبَةً لَذِيذَةً نَادِرًا مَا حَصَلْنَا عَلَيْهَا. لِذَا تَأَثَّرْنَا كَثِيرًا بِكَرَمِهِ.
بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، خَسِرْتِ جَنِينَكِ. كَيْفَ تَحَمَّلْتِ هٰذِهِ ٱلْمِحْنَةَ؟
حَبِلْتُ سَنَةَ ١٩٧٣ حِينَ كُنَّا فِي جُزُرِ ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ ٱلْجَنُوبِيِّ. لِذَا عُدْنَا إِلَى أُوسْتْرَالِيَا. لٰكِنَّ ٱلْجَنِينَ مَاتَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ. فَحَزِنَّا كَثِيرًا. وَمَعَ أَنَّ ٱلْوَقْتَ خَفَّفَ حُزْنِي، لَمْ أَشْعُرْ أَنِّي شُفِيتُ إِلَّا بَعْدَمَا قَرَأْتُ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ»، فِي عَدَدِ ١٥ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠٠٩ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ. كَانَ ٱلسُّؤَالُ: «هَلْ مِنْ رَجَاءٍ بِٱلْقِيَامَةِ لِلْجَنِينِ ٱلَّذِي يَمُوتُ فِي رَحِمِ أُمِّهِ؟». فَطَمْأَنَتْنَا ٱلْمَقَالَةُ أَنَّ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ ٱلَّذِي يَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ دَائِمًا. وَهُوَ سَيَشْفِينَا مِنَ جُرُوحِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ عِنْدَمَا ‹يُحْبِطُ ٱبْنُهُ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ›. (١ يو ٣:٨) وَسَاعَدَتْنَا ٱلْمَقَالَةُ أَيْضًا أَنْ نَزِيدَ تَقْدِيرَنَا ‹لِلُّؤْلُؤَةِ› ٱلثَّمِينَةِ ٱلَّتِي نَمْلِكُهَا كَشَعْبٍ لِيَهْوَهَ. فَلَوْلَا رَجَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ لَكَانَتْ حَيَاتُنَا بِلَا قِيمَةٍ.
بَعْدَ ذٰلِكَ، عُدْنَا إِلَى ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. فَخَدَمْنَا بِضْعَةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي أُوسْتْرَالِيَا، ثُمَّ بَدَأْنَا بِٱلْعَمَلِ ٱلدَّائِرِيِّ مِنْ جَدِيدٍ. وَعَامَ ١٩٨١، بَعْدَمَا خَدَمْنَا ٤ سَنَوَاتٍ فِي قُرَى نْيُو سَوْثْ وَيْلْز وَسِيدْنِي، دُعِينَا إِلَى فَرْعِ أُوسْتْرَالِيَا، كَمَا كَانَ ٱسْمُهُ آنَذَاكَ. وَمَا زِلْنَا هُنَاكَ حَتَّى ٱلْآنَ.
أَخُ وِنْسْتُون، هَلْ يُسَاعِدُكَ مَا ٱخْتَبَرْتَهُ فِي ٱلْجُزُرِ أَنْ تَقُومَ بِتَعْيِينِكَ ٱلْآنَ فِي لَجْنَةِ فَرْعِ أُوسْتْرَالَاسِيَا؟
طَبْعًا. فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، كَانَ فَرْعُ أُوسْتْرَالِيَا يُشْرِفُ عَلَى سَامْوَا وَسَامْوَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ. ثُمَّ دُمِجَ فَرْعُ نِيوزِيلَنْدَا مَعَ فَرْعِ أُوسْتْرَالِيَا. وَٱلْآنَ تَضُمُّ مُقَاطَعَةُ فَرْعِ أُوسْتْرَالَاسِيَا: أُوسْتْرَالِيَا، تُوكِيلَاو، تُونْغَا، تِيمُورَ ٱلشَّرْقِيَّةَ، جُزُرَ كُوك، سَامْوَا وَسَامْوَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةَ، نِيوزِيلَنْدَا، وَنِييُووِي. وَقَدْ زُرْتُ ٱلْعَدِيدَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْجُزُرِ كَمُمَثِّلٍ لِلْفَرْعِ. وَخِدْمَتِي مَعَ ٱلْإِخْوَةِ هُنَاكَ تُفِيدُنِي كَثِيرًا ٱلْآنَ فِيمَا أَخْدُمُهُمْ مِنْ مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ.
وِنْسْتُون وَبَام فِي فَرْعِ أُوسْتْرَالَاسِيَا
فِي ٱلْخِتَامِ، أُحِبُّ أَنْ أَقُولَ مِنْ تَجْرِبَتِنَا أَنَا وَبَام: اَلصِّغَارُ أَيْضًا يَبْحَثُونَ عَنِ ٱللّٰهِ. فَهُمْ أَيْضًا يُفَتِّشُونَ عَنِ ‹ٱللُّؤْلُؤَةِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلْقِيمَةِ›، حَتَّى لَوْ لَمْ تَهْتَمَّ عَائِلَاتُهُمْ بِٱلْأَمْرِ. (٢ مل ٥:٢، ٣؛ ٢ اخ ٣٤:١-٣) وَيَهْوَهُ إِلٰهٌ مُحِبٌّ يُرِيدُ أَنْ يَعِيشَ ٱلْكِبَارُ وَٱلصِّغَارُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً.
عِنْدَمَا بَدَأْنَا أَنَا وَبَام بَحْثَنَا عَنِ ٱللّٰهِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠ سَنَةً، لَمْ نَعْرِفْ مَاذَا سَنَجِدُ. فَحَقُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ لُؤْلُؤَةٌ لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ. وَنَحْنُ مُصَمِّمَانِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَيْهَا بِكُلِّ مَا لَدَيْنَا مِنْ قُوَّةٍ.