مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٦ ٨/‏١ ص ٦-‏١١
  • هل المعركة رابحة؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • هل المعركة رابحة؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ثلاث حقائق بيئية ثابتة
  • الى ايّ حد وصل الضرر؟‏
  • هل يستطيع الانسان ان يعالج المشاكل؟‏
  • الدول الفقيرة تصير مُلقى نفايات الدول الغنية
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • الفضلات النووية —‏ النفايات المهلكة
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • ماذا يصنع الانسان بالارض؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • الكفاح لإنقاذ كوكبنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٦
ع٩٦ ٨/‏١ ص ٦-‏١١

هل المعركة رابحة؟‏

‏«اعتنوا بهذا الكوكب،‏ فليس لنا غيره.‏» اطلق هذه المناشدة المؤثرة الامير البريطاني فيليپ،‏ رئيس الصندوق الدولي للطبيعة.‏

منذ آلاف السنين كتب المرنم الملهم:‏ «السموات سموات للرب.‏ اما الارض فأعطاها لبني آدم.‏» (‏مزمور ١١٥:‏١٦‏)‏ لقد اعطانا اللّٰه الارض لتكون لنا بيتا،‏ لذلك يجب ان نعتني بها.‏ وهذا كل ما يشمله علم البيئة.‏

ان الكلمة «ايكولوجيا» (‏علم البيئة)‏ تعني حرفيا «علم البيت.‏»‏a وأحد تعريفات هذه الكلمة استنادا الى قاموس التراث الاميركي هو «دراسة التأثيرات الضارة للمدنية الحديثة في البيئة،‏ وذلك لاتِّقائها او إبطالها بواسطة اجراءات الحفاظ على البيئة.‏» وبتعبير بسيط،‏ يعني علم البيئة اكتشاف الضرر الذي يسبِّبه الانسان ثم ايجاد الوسائل لاصلاحه.‏ والمهمتان كلتاهما ليستا سهلتين.‏

ثلاث حقائق بيئية ثابتة

يشير باري كومَنر،‏ وهو عالم احيائي،‏ في كتابه التصالح مع الكوكب،‏ الى ثلاثة قوانين بيئية بسيطة تساعد على ايضاح سبب تأثُّر الارض السريع بالاساءة التي تتعرض لها.‏

كل شيء مرتبط بكل شيء آخر.‏ فكما ان السنّ المسوّسة تؤثر في كل الجسم،‏ يمكن للضرر الذي يصاب به احد الموارد الطبيعية ان يشعل فتيل سلسلة من المشاكل البيئية.‏

مثلا،‏ خلال الـ‍ ٤٠ سنة الاخيرة،‏ قُطع ٥٠ في المئة من غابات جبال الهملايا في نيپال لتُستخدَم إما كحطب او للمنتجات الخشبية.‏ وما إن جُرِّدت منحدرات الجبال من الاشجار حتى بدأت التربة تنجرف مع هطول امطار الرياح الموسمية.‏ وبدون التربة الفوقية لم تستطِع الاشجار الجديدة ان تتأصل بسهولة،‏ فصارت جبال كثيرة قاحلة.‏ وبسبب ازالة الاحراج،‏ تخسر نيپال الآن ملايين الاطنان من التربة الفوقية كل سنة.‏ وهذه المشاكل لا تعانيها نيپال وحدها.‏

ففي بنڠلادِش تتدافع السيول الغزيرة،‏ التي كانت تمتصها الاشجار في ما مضى،‏ على منحدرات الجبال المعرَّاة،‏ دون ان يوقفها شيء،‏ وتتابع طريقها نحو الساحل مسبِّبة فيضانات مريعة.‏ في الماضي كانت بنڠلادِش تشهد فيضانا خطيرا واحدا كل ٥٠ سنة؛‏ أما الآن فهو يحدث كل ٤ سنوات او اقل.‏

وفي انحاء اخرى من العالم ادت ازالة الاحراج الى التصحُّر وإلى حدوث تغيُّرات في المناخ المحلي.‏ وليست الغابات الّا واحدا من الموارد الطبيعية التي يستغلها الانسان.‏ وبما ان علماء البيئة لا يعرفون حتى الآن سوى القليل نسبيا عن الاجزاء المترابطة لنظامنا البيئي الواسع،‏ فقد لا تُكتشف مشكلة ما إلا بعد وقوع ضرر جسيم.‏ ويصح ذلك في امر التخلص من النفايات،‏ وهذا مثل جيد للقانون البيئي الثاني.‏

كل شيء يجب ان ينتهي الى مكان ما.‏ تخيلوا كيف يمكن ان يبدو بيت نموذجي ما لم تكن هنالك اية وسيلة للتخلص من النفايات.‏ وكوكبنا هو مجرد نظام مغلق كهذا —‏ كل نفاياتنا يجب ان تصل اخيرا الى ناحية من انحاء بيتنا الارضي.‏ والتلف الجزئي لطبقة الأوزون يُظهر انه حتى الغازات التي يبدو انها غير مؤذية،‏ كالكلوروفلوروكربون (‏CFCs)‏،‏ لا تختفي في الهواء دون ان تخلِّف اثرا.‏ والكلوروفلوروكربون هو مادة واحدة فقط من مئات المواد التي يُحتمل ان تكون خطرة والتي تُطلَق في الجوِّ وتُصبّ في الانهر والمحيطات.‏

صحيح ان بعض المنتجات —‏ المسماة «قابلة للتفكك حيويا» —‏ يمكن ان تفككها عمليات طبيعية وتمتصها على مرّ الوقت،‏ لكنَّ منتجات اخرى ليست كذلك.‏ فشواطئ العالم متسخة بالأوعية الپلاستيكية،‏ وهي ستبقى هناك عشرات السنين.‏ اما النفايات الصناعية السامة فلا تُرى هنا وهناك،‏ لأنها تُطمر عادةً في مكان ما.‏ وكونها محجوبة عن النظر لا يضمن دائما انه يمكننا ان نغفل عنها.‏ فبإمكانها ان تتسرب الى مخزون المياه الجوفية وتلحِق بالانسان والحيوان اخطارا صحية بالغة.‏ اعترف عالم هنڠاري في معهد الهيدرولوجيا في بوداپست:‏ «لا نعرف ماذا نفعل بكل المواد الكيميائية التي تنتجها المصانع الحديثة.‏ حتى اننا لا نعرف اين توضع.‏»‏

وأخطر النفايات هي النفايات المشعة،‏ انها منتَج ثانوي من المحطات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية.‏ وآلاف الاطنان من النفايات النووية تُخزن في مواقع وقتية،‏ علما بأن بعضها أُلقي في المحيطات.‏ ومع انه مرت سنون من الابحاث العلمية،‏ لم يُعثَر حتى الآن على حل يساعد على خزنها او التخلص منها بطريقة آمنة ودائمة،‏ وما من حل في المستقبل القريب.‏ ولا احد يعلم متى ستنفجر هذه القنابل البيئية الموقوتة.‏ ومن المؤكد ان هذه المشكلة لن تختفي —‏ فالنفايات ستبقى مشعة لمئات او آلاف السنين،‏ او الى ان يتدخل اللّٰه.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ وعدم اكتراث الانسان بمسألة التخلص من النفايات يذكِّر ايضا بالقانون البيئي الثالث.‏

دعوا الطبيعة تسلك سبيلها.‏ وبكلمات اخرى،‏ يلزم ان يتعاون الانسان مع الانظمة الطبيعية لا ان يحاول تجاوزها باستخدام ما يظن انه افضل.‏ وبعض مبيدات الآفات هي مثال بارز لذلك.‏ فعندما استُعملت للمرة الاولى،‏ تمكَّن المزارعون من مكافحة الاعشاب الضارة وقضوا تقريبا على الآفات المتلِفة.‏ وبدا ان الغلال ستكون وافرة جدا لا محالة.‏ ولكنَّ الامور ساءت بعد ذلك.‏ فقد صارت الاعشاب الضارة والحشرات تقاوم مبيدات الآفات الواحد بعد الآخر،‏ وأصبح من الواضح ان مبيدات الآفات تسمِّم الكائنات التي،‏ بطبيعتها،‏ تفترس الحشرات،‏ وتسمِّم ايضا الحياة البرية وحتى الانسان نفسه.‏ وربما حدث انكم تسمَّمتم بمبيد للآفات.‏ فعندئذ تكونون واحدا من مليون ضحية على الاقل حول العالم.‏

وما يدعو اخيرا الى السخرية هو تكاثر الادلة التي تُظهر ان مبيدات الآفات ربما لا تنجح حتى في تحسين الغلال في المدى البعيد.‏ ففي الولايات المتحدة تلتهم الحشرات الآن كمية من المحاصيل اكبر من التي كانت تلتهمها قبل ثورة مبيدات الآفات.‏ وبشكل مماثل فإن المعهد الدولي لبحوث الرزّ،‏ الذي مقرّه في الفيليپين،‏ وجد ان مبيدات الآفات لم تعد تحسِّن محاصيل الرزّ في جنوبي شرقي آسيا.‏ وفي الواقع ان برنامجا ترعاه الحكومة الإندونيسية،‏ لا يُعتمد فيه كثيرا على مبيدات الآفات،‏ حقق زيادة ١٥ في المئة في انتاج الرزّ منذ سنة ١٩٨٧ رغم ان استعمال مبيدات الآفات انخفض ٦٥ في المئة.‏ ولكنَّ المزارعين في العالم يستعملون كل سنة مبيدات الآفات بشكل مكثَّف.‏

ان القوانين البيئية الثلاثة المذكورة اعلاه تساعد على ايضاح سبب سير الامور نحو الاسوإ.‏ والسؤالان المهمان الآخران هما:‏ الى ايّ حد وصل الضرر حتى الآن،‏ وهل يمكن اصلاحه؟‏

الى ايّ حد وصل الضرر؟‏

ان خريطة العالم المدرَجة (‏انظروا الصفحتين ٨-‏٩)‏ تُبرز بعض المشاكل البيئية الرئيسية والاماكن حيث تبلغ اشدها.‏ من الواضح انه عندما يؤدي فقدان الموطن او عواملُ اخرى الى انقراض نوع نباتي او حيواني،‏ لا يمكن للانسان ان يصلح الضرر.‏ وقد سبق ان أُلحقت اضرار اخرى،‏ كإتلاف طبقة الأوزون.‏ وماذا عن التدهور البيئي المتواصل؟‏ هل تُبذَل الجهود لايقافه او على الاقل لتبطيئه؟‏

هنالك امران مهمان جدا يُتَّخذان كمقياس لمدى الضرر البيئي،‏ وهما الزراعة وصيد السمك.‏ ولماذا؟‏ لأن انتاجيَّتهما تعتمد على سلامة البيئة ولأن حياتنا تعتمد على التوفر المستمر للطعام.‏

وفي كلا المجالين تُرى علامات التدهور.‏ فقد حسبت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ان اساطيل صيد السمك في العالم لا يمكن ان تصطاد اكثر من ١٠٠ مليون طن من السمك دون ان تؤثر بشكل خطير في حجم الثروة السمكية.‏ وقد جرى تجاوز هذا المجموع سنة ١٩٨٩،‏ وكما كان متوقَّعا،‏ انخفضت كمية السمك المصيد في العالم اربعة ملايين طن في السنة التالية.‏ وتناقصت كثيرا الاماكن البحرية حيث تجتمع اسراب السمك.‏ وفي شمال شرقي المحيط الاطلسي،‏ مثلا،‏ انخفضت كمية السمك المصيد ٣٢ في المئة في الـ‍ ٢٠ سنة الماضية.‏ والمشاكل الرئيسية هي الافراط في صيد السمك،‏ تلوُّث المحيطات،‏ وتدمير المواقع التي تضع فيها الاسماك بيوضها.‏

وهذا المنحى المنذر بالخطر يَظهر ايضا في انتاج المحاصيل.‏ فخلال الستينات والسبعينات ازداد بقوة الانتاج العالمي للحبوب نتيجةً لسلالات المحاصيل المحسَّنة بالاضافة الى الريّ والاستعمال الكثيف لمبيدات الآفات الكيميائية والاسمدة.‏ أما مبيدات الآفات والاسمدة الآن فتفقد فعَّاليتها،‏ ويساهم ايضا التلوُّث والنقص في الماء في انتاج محاصيل هزيلة اكثر.‏

ورغم ان هنالك نحو ١٠٠ مليون فم اضافي لإطعامه كل سنة،‏ انخفض خلال السنوات العشر الاخيرة مجموع الاراضي المزروعة.‏ وهذه الاراضي الصالحة للزراعة تفقد خِصبها.‏ ويقدِّر معهد مراقبة العالم ان التَّحاتَّ حرم المزارعين ٥٠٠ بليون طن من التربة الفوقية خلال الـ‍ ٢٠ سنة الماضية.‏ وهكذا صار من المحتوم ان يبتدئ انتاج المحاصيل الغذائية بالانخفاض.‏ ويعلِّق تقرير حالة العالم سنة ١٩٩٣ قائلا ان «الانخفاض البالغ ٦ في المئة في ناتج الحبوب للشخص الواحد بين السنتين ١٩٨٤ و ١٩٩٢ [هو] على الارجح اكثر الامور الاقتصادية التي تدعو الى القلق في العالم اليوم.‏»‏

لذلك يتضح ان حياة ملايين الاشخاص هي الآن في خطر بسبب اهمال الانسان للبيئة.‏

هل يستطيع الانسان ان يعالج المشاكل؟‏

مع ان الانسان صار يفهم بعض الشيء ما يجري،‏ إلا ان اصلاح الوضع ليس بالامر السهل.‏ والصعوبة الاولى هي ان تطبيق الاقتراحات الشاملة المقدَّمة في قمة الارض سنة ١٩٩٢ يتطلب مالا كثيرا —‏ على الاقل ٦٠٠ بليون دولار اميركي في السنة.‏ ويلزم ايضا القيام بتضحيات فعلية —‏ القاء نفايات اقل وتكرير نفايات اكثر،‏ توفير الماء والطاقة،‏ استعمال وسائل النقل العامة لا الخاصة،‏ والاصعب من كل ذلك هو التفكير في مصلحة الارض اولا لا في المصلحة الشخصية.‏ وبالمختصر المفيد،‏ ذكر المشكلة جون كيرنز الاصغر،‏ رئيس اللجنة الاميركية لإصلاح الانظمة البيئية المائية،‏ بقوله:‏ «انا متفائل بشأن ما يمكننا فعله.‏ ولكنني متشائم بشأن ما سنفعله حقا.‏»‏

وكلفة عملية التنظيف الشامل باهظة جدا بحيث تفضِّل معظم الدول تأجيل إصلاح ما تضرَّر.‏ وعندما تكون هنالك ازمة اقتصادية،‏ تُعتبر الاجراءات البيئية خطرا على الوظائف او عقبة في طريق الاقتصاد.‏ والكلام اسهل من العمل.‏ وكتاب الاعتناء بالارض يشبِّه التجاوبَ مع الحالة حتى الآن «بعواصف رعدية من الكلام الطنَّان تعقبها فترات جفاف من التراخي.‏» ولكن على الرغم من هذا التلكُّؤ،‏ ألا تستطيع التكنولوجيا الحديثة —‏ اذا اعطيت مزيدا من الوقت —‏ ان تجد علاجا غير مؤلم لأسقام هذا الكوكب؟‏ كما يَظهر تبدو عاجزة عن ذلك.‏

في بيان مشترك،‏ ادلت الاكاديمية الاميركية القومية للعلوم والجمعية الملكية اللندنية باعتراف صريح وذكرتا:‏ «اذا صحَّت التوقعات الحالية بشأن النمو السكاني ولم تتغير طرائق سلوك البشر على الارض،‏ فقد لا يقوى العلم والتكنولوجيا على منع التدهور البيئي المتعذر إبطاله او الفقر المستمر لجزء كبير من العالم.‏»‏

ومشكلة النفايات النووية المخيفة التي لا يوجد مكان لتوضَع فيه تذكِّر بأن العلم ليس كليّ القدرة.‏ فمنذ ٤٠ سنة يفتش العلماء عن اماكن آمنة يخزنون فيها الى الابد النفايات ذات النشاط الاشعاعي العالي المستوى.‏ وهذا البحث انما هو على جانب كبير من الصعوبة بحيث ان بعض البلدان،‏ كإيطاليا والارجنتين،‏ توصلت الى الاستنتاج انه لن يكون هنالك موقع جاهز قبل سنة ٢٠٤٠ كحد ادنى.‏ وتأمُل المانيا،‏ الدولة الاكثر تفاؤلا في هذا المجال،‏ ان توضع الصيغة النهائية للمشاريع في مدة اقصاها سنة ٢٠٠٨.‏

ولماذا تشكِّل النفايات النووية مشكلة كبيرة الى هذا الحد؟‏ يوضح العالِم الجيولوجي كونراد كراوسْكوپف:‏ «لا يمكن لأيّ عالم او مهندس ان يضمن بشكل مطلق انه لن تتسرب يوما ما كميات خطرة من النفايات المشعة حتى من افضل الحاويات.‏» ولكن رغم التحذيرات التي أُطلقت مسبقا بشأن صعوبة التخلص من النفايات،‏ واصلت الحكومات والمصانع النووية نشاطها غير عابئة بالموضوع،‏ مفترضةً ان تكنولوجيا الغد ستأتي بالحلّ.‏ ولكنَّ ذلك الغد لم يأتِ قط.‏

وإذا لم تجد التكنولوجيا حلًّا سريعا للازمة البيئية،‏ فأية خيارات اخرى تبقى امامنا؟‏ هل ستندفع الدول بحكم الضرورة الى توحيد جهودها لحماية الارض؟‏

‏[الحاشية]‏

a من اليونانية أُيكوس (‏بيت،‏ مسكن)‏ و لوجيا (‏دراسة)‏.‏

‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

البحث عن مصادر الطاقة القابلة للتجديد

معظمنا يعتبر الطاقة امرا مسلَّما به —‏ الى ان ينقطع التيار الكهربائي او ترتفع اسعار المحروقات.‏ لكنَّ استهلاك الطاقة هو احد اهم اسباب التلوُّث.‏ فمعظم الطاقة المستخدَمة يأتي من احتراق الخشب او الوقود الاحفوري،‏ وهذه العملية تُطلق ملايين الاطنان من ثاني اكسيد الكربون في الجو وتدمر جزءا كبيرا من غابات العالم.‏

والطاقة النووية،‏ التي هي خيار آخر،‏ تتضاءل شعبيتها اكثر فأكثر بسبب خطر الحوادث وصعوبة خزن النفايات المشعة.‏ وهنالك بدائل اخرى تُعرف بمصادر الطاقة القابلة للتجديد،‏ لأنها تستخدم مصادر للطاقة موجودة طبيعيا ومتوفرة بسهولة.‏ وهي على خمسة انواع رئيسية.‏

الطاقة الشمسية.‏ يمكن ان تُستخدم بسهولة للتدفئة،‏ وفي بعض البلدان،‏ كإسرائيل،‏ تستعمل بيوت كثيرة الواحا شمسية لتسخين الماء.‏ أما استغلال الشمس لإنتاج الكهرباء فهو امر اصعب،‏ لكنَّ الخلايا الڤلطية الضوئية photovoltaic cells الحديثة تولِّد الآن الكهرباء في المناطق الريفية وتصير اقتصادية اكثر.‏

الطاقة من الرياح.‏ تنتشر طواحين هوائية ضخمة في انحاء عديدة من العالم حيث تعصف الرياح.‏ والكهرباء الناتجة من هذه الطاقة الريحية eolian،‏ كما تُسمَّى،‏ انخفض سعرها وصارت كلفتها الآن في بعض المناطق اقل من كلفة مصادر الطاقة التقليدية.‏

الكهرباء المائية.‏ ان ٢٠ في المئة من كهرباء العالم يأتي من معامل كهرمائية،‏ ولكن من المؤسف ان معظم المواقع التي يمكن ان تعطي نتائج جيدة تُستغل لأمور اخرى في البلدان المتقدمة.‏ ويمكن ان تسبب السدود الضخمة ايضا اضرارا بيئية كبيرة.‏ ويبدو ان الحل الافضل للبلدان النامية خصوصا هو انشاء الكثير من المعامل الكهرمائية الاصغر حجما.‏

الطاقة الحرارية الارضية.‏ صار بإمكان بعض الدول،‏ وخصوصا ايسلندا ونيوزيلندا،‏ ان تستفيد من «شبكة الماء الساخن» تحت الارض.‏ فالنشاط البركاني تحت الارض يسخِّن الماء،‏ وهكذا يمكن استخدامه لتدفئة البيوت وتوليد الطاقة الكهربائية.‏ وقامت ايضا ايطاليا،‏ الفيليپين،‏ المكسيك،‏ الولايات المتحدة،‏ واليابان بتطوير مصدر الطاقة هذا الى حد ما.‏

قوة المدّ.‏ تُستخدم حركات المدّ والجزر في بعض البلدان كبريطانيا وروسيا وفرنسا لتوليد الطاقة الكهربائية.‏ ولكن،‏ قليلة هي المواقع في العالم التي توفِّر هذه الطاقة بكلفة زهيدة.‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٨ و ٩]‏

بعض المشاكل البيئية الرئيسية في العالم

اتلاف الغابات.‏ خسر العالم حتى الآن ثلاثة ارباع غابات المناطق المعتدلة ونصف الغابات المدارية،‏ وازدادت نسبة ازالة الاحراج بشكل ينذر بالخطر خلال السنوات العشر الماضية.‏ ويذكر احدث التقديرات ان الغابات المدارية التي تُتلف كل سنة تتراوح مساحتها بين ٠٠٠‏,٦٠ و ٠٠٠‏,٨٠ ميل مربع (‏٠٠٠‏,١٥٠ و ٠٠٠‏,٢٠٠ كلم٢‏)‏،‏ ما يعادل تقريبا مساحة اوروڠواي.‏

النفايات السامة.‏ نصف الـ‍ ٠٠٠‏,٧٠ مادة كيميائية التي تُنتَج حاليا يُصنَّف بين المواد السامة.‏ والولايات المتحدة وحدها تنتج ٢٤٠ مليون طن من النفايات السامة كل سنة.‏ وبسبب النقص في المعلومات يستحيل حساب المجموع العالمي.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ سيكون هنالك بحلول عام ٢٠٠٠ نحو ٠٠٠‏,٢٠٠ طن من النفايات المشعة المخزونة في مواقع وقتية.‏

تعرية التربة.‏ ان ثلث مساحة العالم مهدَّد بالتصحُّر.‏ وفي بعض انحاء افريقيا زحفت الصحراء الكبرى ٢٠٠ ميل (‏٣٥٠ كلم)‏ في غضون ٢٠ سنة فقط.‏ وأرزاق ملايين الاشخاص مهدَّدة الآن.‏

ندرة المياه.‏ يعيش نحو بليوني شخص في مناطق تعاني نقصا مزمنا في الماء.‏ وما يزيد الوضع سوءا هو جفاف آلاف الآبار نتيجة انخفاض مستويات الماء في الخزانات الجوفية التي تعتمد عليها.‏

انواع معرَّضة للانقراض.‏ مع ان الارقام افتراضية الى حد ما،‏ يقدِّر العلماء ان ما بين ٠٠٠‏,٥٠٠ و ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١ نوع من الحيوانات والنباتات والحشرات سينقرض بحلول عام ٢٠٠٠.‏

تلويث الجو.‏ وجدت دراسة قامت بها الامم المتحدة في اوائل الثمانينات ان بليون شخص يعيشون في مناطق مدينية تتعرض يوميا لمستويات مضرة بالصحة من جزيئات السخام او الغازات السامة،‏ كثاني اكسيد الكبريت وثاني اكسيد النتروجين وأول اكسيد الكربون.‏ ولا شك ان نمو المدن السريع في السنوات العشر الماضية زاد هذه المشكلة سوءا.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يُطلق في الجو سنويا ٢٤ بليون طن من ثاني اكسيد الكربون،‏ ويُخشى ان يسبِّب «غاز الدفيئة» هذا حالةَ دفء عالمي.‏

‏[الخريطة]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

ندرة المياه

انواع معرَّضة للانقراض

تعرية التربة

ازالة الاحراج

النفايات السامة

تلوُّث الجو

‏[مصدر الصور]‏

Mountain High Maps™ copyright© 1993 Digital Wisdom,‎ Inc.‎

Photo: Hutchings,‎ Godo-Foto

Photo: Mora,‎ Godo-Foto

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة