مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠٠ ٨/‏١١ ص ١٩-‏٢١
  • الايمان تحت الامتحان في پولندا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الايمان تحت الامتحان في پولندا
  • استيقظ!‏ ٢٠٠٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • المشاكل التي واجهناها
  • الاعتقال والاضطهاد
  • داخل السجن وخارجه
  • الكرازة في السجن
  • يهوه يكافئ بسخاء مَن يحفظون طريقه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
  • من مجاهِد سياسي الى مسيحي حيادي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢
  • من اسد زائر الى حَمَل وديع
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • اكثر من ٥٠ سنة من ‹العبور›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠٠
ع٠٠ ٨/‏١١ ص ١٩-‏٢١

الايمان تحت الامتحان في پولندا

كما رواه يان فيرينتس

كنت ولدا صغيرا في اوج الحرب العالمية الثانية.‏ وأتذكر جيدا احد أعمامي الذي كان واحدا من شهود يهوه.‏ فقد كان يزورنا ويقرأ علينا من الكتاب المقدس.‏ لم يُبدِ والداي الاهتمام،‏ لكنّ اخي يوزيف،‏ اختي يانينا،‏ وأنا اظهرنا اهتماما صادقا.‏ وسرعان ما رمزنا الى انتذارنا ليهوه بالمعمودية.‏ كان عمري ١٤ سنة حين اعتمدت.‏

عندما لاحظ والدانا التأثير الحسن لدرس الكتاب المقدس فينا،‏ بدأا يعيران اذنا صاغية.‏ وعندما ادرك ابي ان الكتاب المقدس يدين الصنمية قال:‏ «اذا كان هذا ما تقوله كلمة اللّٰه،‏ فقد ابقانا الكهنة في جهل.‏ يا بنيّ،‏ أزِل كل الصور عن الجدران وارمِها!‏».‏ وبعد سنتين تقريبا اعتمد والداي.‏ وخدما يهوه بأمانة حتى مماتهما.‏

المشاكل التي واجهناها

واجه شهود يهوه اوقاتا عصيبة بعد انتهاء الحرب.‏ مثلا،‏ داهم جهاز الامن مكتبهم في لودز،‏ واعتقلوا الذين يعملون هناك.‏ وبتحريض من رجال الدين الكاثوليك،‏ اعتدى عليهم بوحشية في شرق پولندا رجال العصابات المنتسبون الى «القوات المسلَّحة الوطنية».‏a

نحو هذا الوقت ايضا،‏ سحبت السلطات الشيوعية الترخيص الذي كان قد مُنح لنا بعقد محافلنا،‏ وحاولت ان توقِف المحافل التي كانت جارية.‏ لكنّ ازدياد المقاومة لم يعمل إلَّا على تقوية تصميمنا على مواصلة عمل الكرازة بملكوت اللّٰه.‏ وفي سنة ١٩٤٩،‏ قدَّمنا تقريرا بأكثر من ٠٠٠‏,١٤ شاهد في پولندا.‏

بعد فترة قصيرة صرت فاتحا،‏ خادما كامل الوقت من شهود يهوه.‏ كان تعييني الاول يبعد ٥٠٠ كيلومتر عن مسقط رأسي.‏ لكنني اخيرا عُيِّنت لأخدم ناظرا جائلا في منطقة تقع شرقي مدينة لوبلين،‏ فصرت قريبا من مكان سكن والديَّ.‏

الاعتقال والاضطهاد

في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٥٠،‏ اعتقلتني السلطات الشيوعية واتهمتني بالتجسس للولايات المتحدة.‏ رُميتُ في قبو رطب.‏ وفي الليل أُخرجت ليستجوبني شرطي محقِّق.‏ قال لي:‏ «ان الجمعية الدينية التي تنتمي اليها هي بدعة وعدوة لدولتنا».‏ ثم اضاف:‏ «ومكتبكم يعمل لجهاز المخابرات الاميركي.‏ ويمكننا اثبات ذلك!‏ فقد اعترف اخوتك بأنهم جالوا في البلاد وجمعوا معلومات عن المرافق والمصانع العسكرية».‏

طبعا كانت هذه الاتهامات عارية تماما عن الصحة.‏ ورغم ذلك،‏ نصحني الشرطي ان اوقِّع بيانا انكر فيه ما دعاه «منظمتكم المخزية».‏ وحاول عدة مرات ان يجعلني اوقِّع.‏ حتى انه حاول ان يحملني على كتابة اسماء وعناوين كل الشهود الذين اعرفهم والاماكن التي منها تُوزَّع مطبوعاتنا.‏ لكنّ جهوده ذهبت سدًى.‏

بعد ذلك ضربني رجال الشرطة بهراوة حتى فقدت الوعي.‏ ثم صبّوا عليَّ الماء لأصحو،‏ واستأنفوا استجوابي.‏ وفي الليلة التالية ضُربت بوحشية على عقِبيّ.‏ فتوسَّلت الى اللّٰه بصوت عالٍ ليمنحني القوة على الاحتمال.‏ وشعرت بأنه استجاب لي.‏ واستمرت هذه الاستجوابات الليلية بانتظام طوال سنة تقريبا.‏

أُطلق سراحي من السجن في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٥١،‏ لكنّ شهودا كثيرين كانوا لا يزالون مسجونين.‏ ذهبت الى شاهد مسؤول وطلبت منه تعيينا جديدا.‏ فسألني:‏ «ألا تخاف ان تُعتقل ثانية؟‏».‏ أجبت:‏ «انا الآن مصمِّم اكثر على العمل حيث الحاجة اعظم».‏ وعاودت العمل كناظر جائل،‏ ولاحقا دُعيت الى تنظيم طباعة وتوزيع مطبوعاتنا في پولندا.‏

استعملنا آنذاك آلات النسخ البدائية والستانسِل المشمّع لنسخ برج المراقبة.‏ كانت نوعية طباعتنا رديئة،‏ ودفعنا اسعارا باهظة لقاء الورق الذي كان آنذاك نادر الوجود.‏ ولزم القيام بالنسخ في اماكن منعزلة،‏ كمخازن الحبوب،‏ الطوابق السفلية،‏ والعليّات.‏ وكان السجن عقوبة الذين يُكشَف امرهم.‏

اتذكر بئرا جافة استخدمناها.‏ ففي جدارها،‏ على عمق اكثر من ١٠ امتار تحت الارض،‏ كان يوجد باب صغير يؤدي الى غرفة صغيرة نسخنا فيها المجلات.‏ ولنصل الى هناك كان يلزم إنزالنا بحبل.‏ ذات يوم،‏ فيما كنت أُنزَل في البئر في دلو خشبي كبير،‏ انقطع الحبل فجأة.‏ فسقطت الى اسفل وكسرت ساقي.‏ وبعد مكوثي في المستشفى،‏ عدت الى تشغيل آلة النسخ.‏

في هذا الوقت تقريبا التقيت دانوتا،‏ فاتحة غيورة.‏ تزوجنا سنة ١٩٥٦،‏ وخدمنا معا في السنوات الاربع التالية في وسط پولندا.‏ وبحلول سنة ١٩٦٠ كنا قد انجبنا ولدَين،‏ فقررنا ان تتوقف دانوتا عن الخدمة كامل الوقت لتعتني بهما.‏ بعيد ذلك،‏ اعتُقلت مرة اخرى ووُضعت هذه المرة في زنزانة تغزوها الجرذان باستمرار.‏ وبعد سبعة اشهر،‏ حُكم عليَّ بالسجن سنتين.‏

داخل السجن وخارجه

كان هنالك اكثر من ٣٠٠ سجين في سجن بيدڠوش،‏ فصلَّيت الى يهوه ان اتمكن من التحدث عن رسالة الملكوت الى المستقيمي القلوب.‏ فتكلمت مع رئيس السجن واقترحت ان اعمل حلّاقا.‏ ولدهشتي وافق على ذلك.‏ وسرعان ما صرت احلق ذقن السجناء،‏ اقصّ شعرهم،‏ وأقدِّم شهادة للذين يرغبون في الاستماع.‏

والسجين الذي عمل معي كحلَّاق تجاوب بسرعة مع محادثاتنا.‏ وابتدأ ايضا يتحدث الى الآخرين عن الامور التي تعلَّمها من الكتاب المقدس.‏ فأمرنا رئيس السجن على الفور بالتوقف عن نشر ما دعاه «الدعاية الهدَّامة».‏ فاتخذ رفيقي الحلَّاق موقفا ثابتا وأوضح:‏ «كنت اسرق،‏ أما الآن فلا.‏ كنت قبلا مدمنا على النيكوتين،‏ واليوم اقلعت عن التدخين.‏ لقد وجدت قصدا في حياتي،‏ وأريد ان اكون واحدا من شهود يهوه».‏

عندما أُطلق سراحي من السجن أرسلني الاخوة المسؤولون الى پوزنان للاشراف على «مخبز»،‏ كما كنا ندعو مطابعنا السرية.‏ فبحلول نهاية خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ تحسَّنت طباعتنا كثيرا.‏ فقد تعلَّمنا كيف نصغِّر حجم الصفحات فوتوڠرافيا —‏ نقطة تحوُّل في تكنولوجيتنا —‏ وكيف نشغِّل مطابع أوفست تحمل ماركة روتاپرينت.‏ وفي سنة ١٩٦٠،‏ ابتدأنا ايضا نطبع ونجلِّد الكتب.‏

بعيد ذلك،‏ أبلغ احد الجيران السلطات عن عملنا فاعتُقلت من جديد.‏ بعد اطلاق سراحي في سنة ١٩٦٢،‏ عُيِّنت لأخدم في إشْتْشِتْسين مع آخرين.‏ ولكن قبل ان نغادر تسلَّمنا ما اعتقدنا انه إرشاد من الاخوة المسيحيين الاولياء بالذهاب الى كْيَلْتْسي.‏ فاعتُقلنا هناك،‏ وحُكم عليَّ بالسجن سنة ونصفا اخرى.‏ لقد خاننا دجَّالون من الداخل.‏ ومع الوقت اكتُشفوا وطُردوا من صفوفنا.‏

عندما أُطلق سراحي اخيرا،‏ عُيِّنت لأشرف على عمليات طباعتنا في كل پولندا.‏ وفي سنة ١٩٧٤،‏ بعد عشر سنوات من التزام الحذر،‏ جرى تعقُّبي واعتقالي في أوپولا.‏ بعيد ذلك أُرسلت الى السجن في زابجي.‏ قال لي رئيس السجن:‏ «ان واجباتك الاسقفية انتهت.‏ وإذا استمررتَ في نشر دعايتك،‏ فستذهب الى السجن الانفرادي».‏

الكرازة في السجن

طبعا لم ينتهِ عملي كخادم.‏ وفي الواقع،‏ ابتدأت بدرس في الكتاب المقدس مع اثنين من المسجونين.‏ وأخيرا احرزا تقدُّما كبيرا،‏ حتى انني عمَّدتهما في حوض استحمام في السجن.‏

تجاوب ايضا سجناء آخرون مع كرازتنا،‏ وفي نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٧٧ اجتمعنا معا للاحتفال بذكرى موت المسيح.‏ (‏لوقا ٢٢:‏١٩‏)‏ وبعد شهرين،‏ في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٧٧،‏ أُطلق سراحي ولم أُعتقل بعد ذلك.‏

صارت السلطات في هذا الوقت متساهلة اكثر تجاه عملنا.‏ ولا شك ان الزيارات التي قام بها اعضاء في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه ساعدت كثيرا.‏ ففي سنة ١٩٧٧،‏ تكلَّم ثلاثة منهم مع النظار،‏ الفاتحين،‏ والشهود القدامى في مختلف المدن.‏ وفي السنة التالية،‏ قام اثنان منهم بزيارة مجاملة لمكتب الشؤون الدينية.‏ ولكن لم يُرفع الحظر عن عملنا حتى سنة ١٩٨٩.‏ وحاليا،‏ هنالك نحو ٠٠٠‏,١٢٤ شاهد نشيط في پولندا.‏

بسبب صحة دانوتا الضعيفة لم تتمكن في السنوات الاخيرة من مرافقتي،‏ لكنها تشجعني وتريد ان استمر في زيارة الجماعات.‏ وسأكون شاكرا لها دائما على مساعدتها المقوِّية اثناء فترات سجني الكثيرة.‏

ان قراري الذي اتخذته قبل ٥٠ سنة ان اخدم يهوه اللّٰه كان بالتأكيد القرار الصائب.‏ فقد تمتعت بفرح عظيم في خدمته من كل القلب.‏ واختبرنا أنا وزوجتي حقيقة الكلمات المسجَّلة في اشعياء ٤٠:‏٢٩‏:‏ «يعطي [يهوه] المعيي قدرة ولعديم القوة يكثِّر شدة».‏

‏[الحاشية]‏

a انظروا الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٤،‏ الصفحات ٢١٣-‏٢٢٢ (‏بالانكليزية)‏.‏

‏[الصور في الصفحة ٢٠]‏

استعملنا آلة نسخ ولاحقا مطبعة أوفست تحمل ماركة روتاپرينت لطبع المطبوعات

‏[الصورتان في الصفحة ٢١]‏

انا وزوجتي دانوتا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة