الكتان
[بالعبرانية فيشيت، فيشتاه؛ باليونانية لينون]
نبتة زُرعت منذ اقدم العصور ولطالما استُخدمت أليافها لصناعة الاقمشة الكتانية. يتراوح طول نبتة الكتان (Linum usitatissimum) بين ٣,٠ و ٢,١ متر (١ الى ٤ اقدام). ساقها النحيلة لها اوراق رفيعة لونها اخضر باهت. وتنتهي الساق بفروع قصيرة على رأسها زهرة مؤلفة من خمس اوراق لونها ازرق داكن او باهت (وفي حالات نادرة ابيض). — انظر الصورة في المجلد X، ص XXX.
عندما ‹تطلع ازهار› الكتان يصير جاهزا للحصاد (خر ٩:٣١)، إما بقلعه يدويا او بالمجرفة. بعد ذلك كان يُجفَّف. ولهذا السبب على الارجح كانت عيدان الكتان مصفوفة على سطح بيت راحاب في اريحا. — يش ٢:٦.
من الممكن ان تكون طريقة معالجة الكتان لدى العبرانيين مشابهة للوصف الذي اعطاه بلينيوس الاكبر في القرن الاول الميلادي في مؤلفه التاريخ الطبيعي (الجزء ١٩، الفصل ٣، ف ١٧، ١٨) وللرسم القديم المحفوظ في بني حسن في مصر. فبعد نزع البذور، كانت سيقان الكتان تُغمر كاملا بالماء وتُثقَّل بالحجارة لمنعها من ان تطفو، فتهترئ الاجزاء الخشبية وتظهر الالياف. وبعد ان ينفصل الجزء الخارجي، او القشرة، عن السيقان، كانت تُخرَج من الماء وتُقلَّب تكرارا تحت الشمس حتى تجفّ تماما. بعد ذلك كان الكتان يُضرب بمطارق خشبية على ألواح حجرية ويُمشَّط حتى تنفصل الالياف وتصير نظيفة. وكانت الالياف التي قرب القشرة والتي نوعيتها ادنى تُستخدم لصنع الفتائل (انظر اش ٤٢:٣؛ ٤٣:١٧؛ مت ١٢:٢٠)، في حين ان الالياف الداخلية، التي نوعيتها افضل ولونها اكثر بياضا كانت تُحوَّل الى خيوط وتُضرَب مرة بعد اخرى على حجر صلب لتصير ناعمة.
تتميز مصر بأراضيها المنخفضة وتربتها الغنية بترسبات الطمي، الامر الذي يُعتبر مناسبا بشكل خاص لزراعة الكتان. وفي العالم القديم كانت مصر مشهورة بكتانها الفاخر. لذلك كانت ضربة البَرَد التي جلبها اللّٰه والتي اتلفت نبات الكتان والشعير، ضربة موجعة لاقتصاد مصر. (خر ٩:٢٣، ٣١) ولاحقا، في الاعلان من اللّٰه ضد مصر الذي سجله اشعيا (١٩:٩)، كان «صانعو الكتان الممشَّط» مشمولين بين الذين سيخجلون.
خيوط الكتان: تُسمَّى الخيوط والاقمشة المصنوعة من نبتة الكتان ايضا كتانا. (خر ٢٥:٤؛ قض ١٥:١٤) وقد كانت معظم ثياب العبرانيين مصنوعة إما من الصوف او من الكتان. (لا ١٣:٤٧؛ ام ٣١:١٣، ٢٢؛ هو ٢:٥، ٩) فالشريعة منعت الاسرائيليين الذين لم يكونوا كهنة من ارتداء ثياب قماشها مصنوع من الصوف والكتان معا. (تث ٢٢:١١) كما استُخدم الكتان في صنع امور اخرى كالاحزمة (ار ١٣:١) والاشرعة. (حز ٢٧:٧) ومع ان الاسرائيليين صنعوا دون شك الكتان، فقد استوردوه ايضا من مصر. — ام ٧:١٦.
لم تكن كل الاقمشة الكتانية بنفس الجودة. وهذا ما يُفهم من العبارات التي ترد في الاسفار المقدسة مثل ‹الكتان الجيد› و «القماش الفاخر». (حز ١٦:١٠؛ ٢٧:١٦) فقد لبس الاغنياء والملوك وذوو المراكز الحكومية الرفيعة ثيابا مصنوعة من كتان فاخر. (تك ٤١:٤٢؛ ١ اخ ١٥:٢٧؛ اس ٨:١٥؛ لو ١٦:١٩) كما لفَّ يوسف، رجل غني من الرامة، جسد يسوع بقماش من كتان جيد ونظيف. — مت ٢٧:٥٧-٥٩.
استُخدمت خيوط الكتان الفاخر التي غزلتها النساء الاسرائيليات في صنع قِطع قماش الخيمة المقدسة العشر، الستارة التي تفصل القدس عن قدس الاقداس، ستارة مدخل الخيمة، الستائر حول الساحة وستارة مدخل الساحة. (خر ٣٥:٢٥؛ ٣٦:٨، ٣٥، ٣٧؛ ٣٨:١٦، ١٨) كما استُخدمت خيوط مبرومة من كتان جيد في صنع الزنار والافود والصدرة التي لبسها رئيس الكهنة. (خر ٣٩:٢، ٣، ٥، ٨) وصُنعت اثواب من كتان جيد للكهنة الآخرين. (خر ٣٩:٢٧-٢٩) ويبدو ان الستائر والثياب المستخدَمة في الخيمة المقدسة كانت مصنوعة من قماش كتاني مطرَّز بخيوط من ذهب ومن صوف مصبوغ. — خر ٣٥:٣٥؛ ٣٨:٢٣.
الاستعمال المجازي: تُصوَّر بابل العظيمة بأنها لابسة كتانا جيدا وثيابا ارجوانية وحمراء تمثِّل الرفاهية. (رؤ ١٨:١٦) اما الكتان الجيد الذي تلبسه عروس المسيح فهو يمثِّل «اعمال القديسين البارة». وعلى نحو مماثل، فإن الجيوش السماوية يُصوَّرون وهم لابسون كتانا جيدا ابيض ونقيا اشارة الى ان الحرب التي يخوضونها هي حرب عادلة. — رؤ ١٩:٨، ١١، ١٤؛ انظر ايضا دا ١٠:٥؛ رؤ ١٥:٦.