مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٥ ١/‏٩ ص ٢٧-‏٣٠
  • الكاثاري —‏ هل كانوا شهداء مسيحيين؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الكاثاري —‏ هل كانوا شهداء مسيحيين؟‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • المعارضة الدينية في اوروپا خلال القرون الوسطى
  • الواعظون الجوَّالون
  • مَن كان الكاثاري؟‏
  • موقفهم من الكتاب المقدس
  • لم يكونوا مسيحيين
  • حملة صليبية غير مقدسة
  • محكمة التفتيش تسدِّد الضربة القاضية
  • الولدَويون —‏ من الهرطقة الى الپروتستانتية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
  • محاكمة «هرطوقي» وإعدامه
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • الارتداد —‏ الطريق الى اللّٰه مسدود
    بحث الجنس البشري عن اللّٰه
  • التروبادور —‏ اكثر من مغنّي اغاني الحب
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
ب٩٥ ١/‏٩ ص ٢٧-‏٣٠

الكاثاري —‏ هل كانوا شهداء مسيحيين؟‏

‏«اقتلوهم جميعا؛‏ واللّٰه سيعرف مَن هم خاصته.‏» في ذلك اليوم من صيف سنة ١٢٠٩،‏ ذُبح سكان بيزيير في جنوب فرنسا.‏ والراهب أرنو أموري،‏ المعيَّن موفدا بابويا على رأس الصليبيين الكاثوليك،‏ لم يُظهر اية رحمة.‏ وعندما سأله رجالُه كيف كانوا سيميِّزون بين الكاثوليك والهرطوقيين،‏ يُقال انه اجاب بهذا الجواب الشائن المقتبَس اعلاه.‏ ويخفِّف المؤرخون الكاثوليك وطأة الجواب الى:‏ «لا تقلقوا.‏ اعتقد ان قليلين جدا سيهتدون.‏» وأيًّا كان جوابه بالضبط،‏ فقد كانت النتيجة ذبْح ٠٠٠‏,٢٠ رجل وامرأة وولد على الاقل من قِبل نحو ٠٠٠‏,٣٠٠ صليبي بقيادة اساقفة الكنيسة الكاثوليكية.‏

ماذا ادى الى وقوع هذه المجزرة؟‏ كانت تلك مجرد بداية الحملة الصليبية الالبِجنسية التي اطلقها البابا اينوسنت الثالث على مَن سُمُّوا بالهرطوقيين في منطقة لانڠْدوك في جنوب وسط فرنسا.‏ وقبل ان بلغت نهايتها بعد نحو ٢٠ سنة،‏ كان على الارجح مليون شخص —‏ من الكاثاري،‏ الولدنزيين (‏الولدوويين)‏،‏ وحتى كثيرين من الكاثوليك —‏ قد خسروا حياتهم.‏

المعارضة الدينية في اوروپا خلال القرون الوسطى

ان النمو السريع للتجارة في القرن الـ‍ ١١ ب‌م احدث تغييرات كبيرة في البنيتين الاجتماعية والاقتصادية في اوروپا خلال القرون الوسطى.‏ ونشأت بلدات لتأوي العدد المتزايد من الحرفيين والتجار.‏ وهذا فسح المجال لظهور افكار جديدة.‏ وتأصلت المعارضة الدينية في لانڠْدوك حيث ازدهرت حضارة متسامحة ومتقدمة الى حدٍّ لافت للنظر بشكل لا مثيل له في اوروپا.‏ وكانت مدينة تولوز في لانڠْدوك ثالث اغنى مدينة في اوروپا.‏ وهناك ازدهرت جماعة من التروبادور الذين كانت بعض قصائدهم تتطرق الى مواضيع سياسية ودينية.‏

وفي وصف الحالة الدينية في القرنين الـ‍ ١١ والـ‍ ١٢،‏ تذكر مجلة تاريخ الدين وفلسفته:‏ «في القرن الـ‍ ١٢،‏ كما في القرن السابق،‏ ظل الناس يتشكون من اخلاق رجال الدين،‏ ثرائهم،‏ قبولهم الرُّشى،‏ وفسادهم الادبي،‏ ولكنَّهم انتقدوا خصوصا غناهم وسلطتهم،‏ تواطؤهم مع السلطات الدنيوية،‏ وتبعيّتهم.‏»‏

الواعظون الجوَّالون

حتى البابا اينوسنت الثالث اعترف بأن الفساد المستشري في الكنيسة هو المسؤول عن تزايد عدد الواعظين الجوَّالين المعارضين في اوروپا،‏ وخصوصا في جنوب فرنسا وشمال ايطاليا.‏ وكانت غالبية هؤلاء إما من الكاثاري او من الولدنزيين.‏ فوبَّخ الكهنة بشدة لأنهم لا يعلِّمون الشعب قائلا:‏ «الاولاد بحاجة الى الخبز وأنتم لا تهتمون بكسره لهم.‏» ومع ذلك،‏ بدلا من التشجيع على تعليم الناس الكتاب المقدس،‏ ادّعى اينوسنت ان «الكتاب الالهي عميق جدا حتى انه ليس فقط الجاهل والأُمِّي،‏ بل ايضا الحكيم والمتعلِّم،‏ ليس من الكفاءة تماما ليحاول فهمه.‏» وحُظرت قراءة الكتاب المقدس على الجميع ما عدا رجال الدين،‏ ثم سُمح بها باللاتينية فقط.‏

وللردّ على الوعظ الجوَّال للمعارضين،‏ وافق البابا على تأسيس رهبانية الاخوة الواعظين،‏ او الدومينيكان.‏ وبالتباين مع رجال الدين الكاثوليك الاثرياء،‏ وجب ان يكون هؤلاء الاخوة واعظين جوَّالين مفوَّضين للدفاع عن صحة المعتقد الكاثوليكي في وجه «الهرطوقيين» في جنوب فرنسا.‏ وأرسل البابا ايضا موفدين بابويين ليباحثوا الكاثاري ويحاولوا اعادتهم الى الحظيرة الكاثوليكية.‏ ولمّا فشلت هذه الجهود،‏ وقُتل احد موفديه على يد هرطوقي كما زُعم،‏ امر اينوسنت الثالث بقيام الحملة الصليبية الالبِجنسية سنة ١٢٠٩.‏ وكانت ألبي احدى البلدات التي كان فيها عدد الكاثاري كبيرا،‏ ولذلك اشار المؤرخون الاخباريون الكنسيون الى الكاثاري باسم الالبِجنسيين (‏بالفرنسية Albigeois‏)‏ واستخدموا الكلمة للاشارة الى جميع «الهرطوقيين» في تلك المنطقة،‏ بمَن فيهم الولدنزيون.‏ (‏انظروا الاطار في الاسفل.‏)‏

مَن كان الكاثاري؟‏

تأتي الكلمة «كاثار» من الكلمة اليونانية كاثاروس،‏ وتعني «نقي.‏» ومن القرن الـ‍ ١١ الى القرن الـ‍ ١٤ انتشرت الكاثارية خصوصا في لمبارديا،‏ شمال ايطاليا،‏ وفي لانڠْدوك.‏ وكانت المعتقدات الكاثارية مزيجا من الثنائية الشرقية والغنوسية اللتين ادخلهما على الارجح التجار والمرسلون الاجانب.‏ وتعرِّف دائرة معارف الدين الثنائية الكاثارية بأنها الايمان بـ‍ «مبدأين:‏ الاول مبدأ الخير الذي يسود كل ما هو روحي،‏ والآخر مبدأ الشر المسؤول عن العالم المادي،‏ بما فيه جسم الانسان.‏» وآمن الكاثاري بأن الشيطان خلق العالم المادي الذي هو محكوم عليه بالهلاك لا محالة.‏ وكان رجاؤهم الهرب من العالم الشرير المادي.‏

كان الكاثاري منقسمين الى صفَّين،‏ الكاملين والمؤمنين.‏ وكان المرء يصير كاملا بعد شعيرة معمودية روحية تدعى كونْسولامنْتوم.‏ وكانت هذه الشعيرة تُجرى بوضع الايدي،‏ بعد سنة اختبار.‏ وكان يُعتقد ان هذه الشعيرة تحرِّر طالب الدخول الى هذا الصف من حكم الشيطان،‏ تنقيه من كل خطية،‏ وتمنحه الروح القدس.‏ ومن هنا جاءت التسمية «كامل» التي طُبِّقت على نخبة صغيرة نسبيا لعبت دور الخدام الدينيين نحو المؤمنين.‏ وكان الكاملون يقطعون على انفسهم نذور القطاعة والعفة والفقر.‏ وإذا كان الكامل متزوجا،‏ كان عليه ان يترك شريكته،‏ وكذلك الحال مع الكاملة،‏ لأن الكاثاري اعتقدوا ان الاتصال الجنسي كان الخطية الاصلية.‏

وكان المؤمنون افرادا قبِلوا التعاليم الكاثارية في حين لم يحيوا نمط حياة متقشفا.‏ وبالركوع اكراما للكامل في طقس دُعي ملْيورامنْتوم،‏ كان المؤمن يطلب الغفران والبركة.‏ وليتمكنوا من العيش حياة عادية،‏ كان المؤمنون يعقدون مع الكاملين كونْڤننْسا،‏ او اتفاقا،‏ ينص على منح المعمودية الروحية،‏ او كونْسولامنْتوم،‏ وهم على فراش الموت.‏

موقفهم من الكتاب المقدس

مع ان الكاثاري كانوا يقتبسون كثيرا من الكتاب المقدس،‏ فقد كانوا يعتبرونه بصورة رئيسية مصدرا للقصص والحكايات الرمزية.‏ ورأوا ان الجزء الاكبر من الاسفار العبرانية اتى من ابليس.‏ واستخدموا اجزاء من الاسفار اليونانية،‏ كالآيات التي تقابل الجسد بالروح،‏ لدعم فلسفتهم الثنائية.‏ وفي الصلاة الربانية صلّوا من اجل «خبزنا فوق المادي» (‏اي «الخبز الروحي»)‏ بدلا من «خبزنا كفافنا،‏» اذ اعتبروا الخبز المادي شرّا ضروريا.‏

كان الكثير من التعاليم الكاثارية متناقضا مع الكتاب المقدس تناقضا مباشرا.‏ على سبيل المثال،‏ آمنوا بخلود النفس وبالتقمص.‏ (‏قارنوا جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠؛‏ حزقيال ١٨:‏٤،‏ ٢٠‏.‏)‏ وأسسوا معتقداتهم ايضا على النصوص الاپوكريفية.‏ أما من حيث ان الكاثاري ترجموا اجزاء من الاسفار المقدسة باللغة العامية،‏ فقد جعلوا الكتاب المقدس الى حدٍّ ما كتابا معروفا اكثر في القرون الوسطى.‏

لم يكونوا مسيحيين

كان الكاملون يعتبرون انفسهم الخلفاء الشرعيين للرسل،‏ وهكذا دعوا انفسهم «مسيحيين،‏» مشدِّدين على ذلك بإضافة كلمة «حقيقيين» او «صالحين.‏» ولكنَّ الكثير من معتقدات الكاثاري هو في الواقع بعيد كل البعد عن المسيحية.‏ ففي حين ان الكاثاري اعترفوا بأن يسوع هو ابن اللّٰه،‏ رفضوا اتيانه في الجسد وذبيحته الفدائية.‏ وإذ اساءوا تفسير ادانة الكتاب المقدس للجسد والعالم،‏ اعتبروا ان كل مادة مصدرها الشر.‏ ولذلك اكدوا انه لا يمكن ان يكون ليسوع سوى جسد روحي وأنه عندما كان على الارض كان يَظهر فقط ان له جسدا ماديا.‏ وكالمرتدين في القرن الاول،‏ كان الكاثاري «لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد.‏» —‏ ٢ يوحنا ٧‏.‏

يكتب م.‏ د.‏ لامبرت في كتابه هرطقة القرون الوسطى ان الكاثارية «استبدلت الآداب المسيحية بالزهد الاجباري،‏.‏ .‏ .‏ ازالت الفداء برفضها الاعتراف بالقوة المنقذة [لموت المسيح].‏» وهو يعتبر ان «النظراء الحقيقيين للكاملين هم المعلمون الزهَّاد في الشرق،‏ الرهبان البوذيون والنساك في الصين او الهند،‏ الخبراء بالاسرار الاورفيوسية،‏ او معلمو الغنوسية.‏» وباعتقاد الكاثاري لا يتوقف الخلاص على ذبيحة يسوع المسيح الفدائية بل على كونْسولامنْتوم،‏ او المعمودية بالروح القدس.‏ وبالنسبة الى الذين تنقَّوا،‏ فإن الموت يحرِّرهم من المادة.‏

حملة صليبية غير مقدسة

جذبت طريقة حياة الكاثاري الناس العاديين الذين سئموا مطالب رجال الدين المبالغ فيها وانحطاطهم المستشري.‏ وكان الكاملون يسمّون الكنيسة الكاثوليكية وسلطتها التسلسلية «مجمع الشيطان» و «أم الزواني» حسب الرؤيا ٣:‏٩ و ١٧:‏٥‏.‏ وكانت الكاثارية تزدهر وتحلّ محل الكنيسة في جنوب فرنسا.‏ أما رد فعل البابا اينوسنت الثالث فكان اطلاق وتمويل الحملة المسماة الحملة الصليبية الألبِجنسية،‏ الحملة الاولى التي نُظمت ضمن العالم المسيحي ضد اشخاص ادّعوا انهم مسيحيون.‏

وبواسطة الرسائل والموفدين،‏ استمر البابا يزعج الملوك والكونتات والدوقات والفرسان الكاثوليك في اوروپا.‏ ووعد بصكوك الغفران وبغنى لانڠْدوك لجميع مَن يقاتلون لاستئصال الهرطقة «بأية وسيلة كانت.‏» ولم تلاقِ دعوته آذانا صماء.‏ فبقيادة اساقفة ورهبان كاثوليك،‏ قام جيش مختلط من الصليبيين من شمال فرنسا،‏ الفلاندر،‏ وألمانيا بالسير جنوبا عبر وادي الرون.‏

وسم تدمير بيزيير بداية حربِ غزو دمَّرت لانڠْدوك في حمّام نار ودم.‏ وسقطت ألبي،‏ تولوز،‏ تيرم،‏ فوا،‏ كاركاسون،‏ كاستر،‏ وناربون جميعها في يد الصليبيين المتعطشين الى الدم.‏ وفي معاقل للكاثاري مثل كاسيه،‏ مينيرڤ،‏ ولاڤور،‏ أُحرق على الخشبة مئات الكاملين.‏ واستنادا الى المؤرخ الاخباري الراهب پيار دي ڤو-‏دو-‏سيرني،‏ ‹احرق الصليبيون الكاملين احياء،‏ والغبطة تغمر قلوبهم.‏› وفي سنة ١٢٢٩،‏ بعد ٢٠ سنة من النزاع والتدمير،‏ صارت لانڠْدوك تحت سيطرة التاج الفرنسي.‏ لكنَّ المجزرة لم تكن قد انتهت بعدُ.‏

محكمة التفتيش تسدِّد الضربة القاضية

في السنة ١٢٣١ انشأ البابا ڠريڠوريوس التاسع محكمة التفتيش البابوية لدعم الكفاح المسلح.‏a كان نظام محكمة التفتيش في البداية قائما على التشهير والاحتجاز،‏ وفي ما بعد على التعذيب المنظم.‏ وكان هدفه محو ما عجز السيف عن اهلاكه.‏ وكان قضاة محكمة التفتيش —‏ ومعظمهم من الاخوة الدومينيكان والفرنسيسكان —‏ مسؤولين امام البابا دون سواه.‏ وكان الموت حرقا العقوبة الرسمية للهرطقة.‏ لقد كان تعصُّب اعضاء محكمة التفتيش ووحشيتهم كبيرين جدا حتى ان الثورات قامت في ألبي وتولوز وفي اماكن اخرى.‏ وفي أڤينْيونيه قُتل كل اعضاء محكمة التفتيش.‏

وفي سنة ١٢٤٤ سُدِّدت الضربة القاضية الى الكاثارية عندما استسلم حصن مونْتسيڠور الجبلي،‏ آخر ملاذ للعديد من الكاملين.‏ فلقي نحو ٢٠٠ رجل وامرأة حتفهم بإحراق جماعي على الخشبة.‏ وعلى مرِّ السنين استمرت محكمة التفتيش تبحث عن الكاثاري الباقين.‏ ويُقال ان آخر شخص من الكاثاري أُحرق على الخشبة في لانڠْدوك سنة ١٣٣٠.‏ يذكر كتاب هرطقة القرون الوسطى:‏ «كان سقوط الكاثارية افخر وسام معركة لمحكمة التفتيش.‏»‏

لم يكن الكاثاري طبعا مسيحيين حقيقيين.‏ ولكن هل كان انتقادهم للكنيسة الكاثوليكية مبرِّرا لإبادتهم الوحشية من قبل المدَّعين المسيحية؟‏ ان مضطهِديهم وقتلتهم الكاثوليك جلبوا العار على اللّٰه والمسيح واساءوا تمثيل المسيحية الحقة عندما عذَّبوا وذبحوا عشرات الآلاف من هؤلاء المعارضين.‏

‏[الحاشية]‏

a لمزيد من التفاصيل عن محكمة التفتيش في القرون الوسطى،‏ انظروا «محكمة التفتيش المريعة» في عدد ٢٢ نيسان ١٩٨٦ من استيقظ!‏ بالانكليزية،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك،‏ الصفحات ٢٠-‏٢٣.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٨]‏

الولدنزيون

نحو نهاية القرن الـ‍ ١٢ ب‌م،‏ قام پيار ڤَلْديس،‏ او بطرس ولدو،‏ وهو تاجر غني من ليون،‏ بتمويل الترجمات الاولى لأجزاء من الكتاب المقدس بمختلف اللهجات المحلية للپروڤنسالية،‏ اللغة العامية التي كان يُنطق بها في جنوب وجنوب شرق فرنسا.‏ وككاثوليكي مخلص،‏ تخلى عن عمله ووقف نفسه للكرازة بالانجيل.‏ وبدافع الاشمئزاز من رجال الدين الفاسدين،‏ تبعه كاثوليك آخرون كثيرون وصاروا واعظين جوَّالين.‏

وسرعان ما واجه ولدو العداء من رجال الدين المحليين الذين اقنعوا البابا بحظر شهادته العلنية.‏ وكان جوابه كما قيل:‏ «يجب ان نطيع اللّٰه لا الناس.‏» (‏قارنوا اعمال ٥:‏٢٩‏.‏)‏ وبسبب مثابرة ولدو حُرم.‏ وصار أتباعه الذين دُعوا الولدنزيين (‏الولدوويين)‏،‏ او فقراء ليون،‏ يجاهدون بغيرة لاتِّباع مثاله،‏ كارزين اثنين اثنين في بيوت الناس.‏ وأدى ذلك الى انتشار تعاليمهم بسرعة في كل انحاء جنوب وشرق فرنسا وفي اجزاء من شمال فرنسا،‏ بالاضافة الى شمال ايطاليا.‏

كان هؤلاء بشكل رئيسي يدعون الى العودة الى معتقدات المسيحية الاولى وممارساتها.‏ ومن التعاليم التي طعنوا فيها تعليم المطهر،‏ الصلوات من اجل الموتى،‏ عبادة مريم،‏ الصلوات الى «القديسين،‏» توقير الصليب،‏ صكوك الغفران،‏ الافخارستيا،‏ ومعمودية الاطفال.‏b

ان تعاليم الولدنزيين متباينة جدا مع التعاليم الثنائية غير المسيحية للكاثاري،‏ وغالبا ما يُخلط بينهما.‏ وهذا الخلط بينهما يعود بشكل رئيسي الى المجادلين الكاثوليك الذين حاولوا عمدا ربط الكرازة الولدنزية بتعاليم الألبِجنسيين،‏ او الكاثاري.‏

‏[الحاشية]‏

b لمزيد من المعلومات عن الولدنزيين (‏الولدوويين)‏،‏ انظروا مقالة «الولدوويون —‏ هراطقة ام مفتشون عن الحق؟‏» في مجلة برج المراقبة عدد ١ ايار ١٩٨٢.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

سبعة آلاف لقوا حتفهم في كنيسة القديسة مريم المجدلية في بيزيير حيث قتل الصليبيون ٠٠٠‏,٢٠ رجل وامرأة وولد.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة