مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٦ ١/‏٦ ص ٢٠-‏٢٤
  • تيقَّنت ان يهوه معي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تيقَّنت ان يهوه معي
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الفتح في هولندا
  • امتيازات اضافية
  • تحت السيطرة النازية
  • السجون ومعسكرات الاعتقال
  • نشاط ما بعد الحرب
  • لا شيء افضل من الحق
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • الجزء ٣ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • انتظرت يهوه بصبر منذ صباي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • ‏‹طلب الملكوت اولا›‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
ب٩٦ ١/‏٦ ص ٢٠-‏٢٤

تيقَّنت ان يهوه معي

كما رواه ماكس هننڠ

انه عام ١٩٣٣،‏ وأدولف هتلر كان قد تسلَّم السلطة قبل وقت قصير في المانيا.‏ لكنَّ الـ‍ ٥٠٠ شاهد ليهوه تقريبا الذين في منطقة برلين لم يضطربوا.‏ وقد صار احداث كثيرون فاتحين،‏ او خداما كامل الوقت،‏ حتى ان البعض قبلوا تعيينات في بلدان اوروپية اخرى.‏ كنا صديقي ڤرنر فلاتن وأنا نسأل واحدنا الآخر:‏ «لماذا نتردَّد مضيِّعين وقتنا؟‏ لمَ لا نذهب الى هناك ونخدم كفاتحين؟‏»‏

بعد ثمانية ايام من ولادتي سنة ١٩٠٩،‏ اصبحت تحت رعاية والدين بالتربية محبَّين.‏ وسنة ١٩١٨ سُحقَت عائلتنا عندما ماتت فجأة اختي الصغيرة بالتربية.‏ وبعيد ذلك طرق بابنا تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان شهود يهوه معروفين آنذاك،‏ وبتوق قَبِل والداي بالتربية حق الكتاب المقدس.‏ وعلَّماني ايضا تقدير الامور الروحية.‏

انكببت على التعليم الدنيوي وصرت سمكريا.‏ لكنَّ الامر الاهم كان انني اتخذت موقفي من الناحية الروحية.‏ فابتدأنا ڤرنر وأنا بعمل الفتح في ٥ ايار ١٩٣٣.‏ وكنا نركب الدراجة ونذهب الى بلدة تبعد عن برلين نحو ١٠٠ كيلومتر (‏٦٠ ميلا)‏،‏ حيث كنا نبقى ونكرز لاسبوعين.‏ ثم نعود الى برلين للاعتناء بالمسائل الضرورية.‏ وبعد ذلك كنا نرجع الى مقاطعتنا الكرازية لاسبوعين آخرين.‏

طلبنا ان نخدم في بلد آخر،‏ وفي كانون الاول ١٩٣٣ تلقينا تعيينا في ما كان آنذاك يوغوسلاڤيا.‏ لكن قبل ان نتمكن من المغادرة،‏ تغيَّر تعييننا الى أوترِخت في هولندا.‏ وبعيد ذلك اعتمدت.‏ في تلك الايام كان التشديد على المعمودية اقل؛‏ فقد كانت الخدمة الامر الاهم.‏ والاعتماد على يهوه صار الآن وجها دائما في حياتي.‏ وقد وجدت الكثير من التعزية في كلمات المرنم الملهم في الكتاب المقدس:‏ «هوذا اللّٰه معين لي.‏ الرب بين عاضدي نفسي.‏» —‏ مزمور ٥٤:‏٤‏.‏

الفتح في هولندا

بعد وصولنا الى هولندا بوقت قصير،‏ عُيِّنا مجددا في مدينة روتردام.‏ كان الاب وأحد الابناء في العائلة التي اقمنا عندها فاتحَين ايضا.‏ وبعد اشهر قليلة،‏ جرى شراء منزل كبير في ليرسام،‏ بلدة غير بعيدة عن أوترِخت،‏ كمسكن للفاتحين،‏ فانتقلنا ڤرنر وأنا الى هناك.‏

عندما كنا نعيش في بيت الفاتحين هذا،‏ كنا ننتقل الى المقاطعات المجاورة بالدراجة ونستخدم سيارة تتسع لسبعة ركاب للمقاطعات الابعد.‏ وفي ذلك الحين،‏ كان هنالك مئة شاهد فقط في كل هولندا.‏ واليوم،‏ بعد ٦٠ سنة،‏ هنالك اكثر من ٠٠٠‏,٤ ناشر في نحو ٥٠ جماعة في المقاطعة التي خدمناها ونحن في بيت الفاتحين هذا!‏

كنا نعمل بكد،‏ حتى ١٤ ساعة في الخدمة كل يوم،‏ فأبقانا ذلك سعداء.‏ والهدف الرئيسي كان توزيع اكبر عدد ممكن من المطبوعات.‏ وكثيرا ما كنا نترك اكثر من مئة كراس في اليوم مع الاشخاص المهتمين.‏ والقيام بزيارات مكررة وإدارة دروس الكتاب المقدس لم يكونا آنذاك جزءا من نشاطنا المنتظم.‏

ذات يوم كنا رفيقي وأنا نعمل في بلدة فرايسڤايك.‏ وفيما كان يقدم الشهادة لرجل عند بوابة حصن عسكري،‏ استغللت الوقت لقراءة كتابي المقدس.‏ لقد كان مسطَّرا بالاحمر والازرق بكثرة.‏ ولاحقا،‏ حذَّر نجار كان يعمل على سطح مجاور الرجل عند البوابة من انني ربما اكون جاسوسا.‏ ونتيجة لذلك،‏ اعتُقلت في ذلك اليوم نفسه وأنا اقدم الشهادة لصاحب دكان،‏ وصودر كتابي المقدس.‏

أُخذت الى المحكمة.‏ وهناك اتُّهمت بأن الاشارات في كتابي المقدس كانت محاولة لرسم الحصن.‏ فوُجدت مذنبا وحكم عليّ القاضي بالسجن مدة سنتين.‏ لكن جرى استئناف الدعوى وبُرِّئت من التهمة.‏ وكم كنت سعيدا بحريتي،‏ ولكنني كنت اسعد ايضا عندما أُعيد اليّ كتابي المقدس بكل الملاحظات التي فيه!‏

خلال صيف ١٩٣٦،‏ قضيت وريتشارد براوننڠ،‏ احد الفاتحين في البيت،‏ الصيف نكرز في شمال البلد.‏ وفي الشهر الاول،‏ صرفنا ٢٤٠ ساعة في الخدمة ووزَّعنا كميات هائلة من المطبوعات.‏ كنا نعيش في خيمة ونعتني بكل حاجاتنا،‏ قائمين بالغسل،‏ الطبخ،‏ وهلم جرا.‏

وفي وقت لاحق نُقلت الى المركب الذي يدعى حامل النور،‏ الذي صار مشهورا في شمال هولندا.‏ كان يعيش على المركب خمسة فاتحين،‏ وبواسطته كنا نتمكن من الوصول الى جزء كبير من المقاطعة المنعزلة.‏

امتيازات اضافية

سنة ١٩٣٨ عُيِّنت خادم منطقة،‏ كما كان نظار الدوائر لشهود يهوه يدعون آنذاك.‏ لذلك تركت حامل النور وابتدأت بزيارة الجماعات والشهود المنعزلين في ثلاثة اقاليم جنوبية.‏

كانت الدراجة وسيلة نقلنا الوحيدة.‏ وغالبا ما كان الانتقال من جماعة الى اخرى او من فريق من المهتمين الى آخر يستغرق يوما كاملا.‏ وبين المدن التي زرتها كانت بْريدا،‏ حيث اعيش الآن.‏ في ذلك الحين،‏ لم تكن هنالك جماعة في بْريدا،‏ فقط زوجان شاهدان مسنَّان.‏

وبينما كنت اخدم الاخوة في ليمبورڠ،‏ دُعيت الى الاجابة عن اسئلة كثيرة طرحها عامل منجم اسمه يوهان پيپر.‏ وقد اتخذ موقفا ثابتا الى جانب حق الكتاب المقدس وصار كارزا شجاعا.‏ وبعد اربع سنوات وُضع في معسكر اعتقال،‏ حيث قضى ثلاث سنوات ونصفا.‏ وبعد اطلاق سراحه تبنى بغيرة الكرازة مجددا،‏ ولا يزال حتى اليوم شيخا امينا.‏ والجماعة الصغيرة في ليمبورڠ التي كانت تتألف من ١٢ شاهدا نمت الآن الى ١٧ جماعة فيها ٥٥٠‏,١ ناشرا!‏

تحت السيطرة النازية

في ايار ١٩٤٠ اجتاح النازيون هولندا.‏ وتلقيت تعيينا للذهاب الى مكتب فرع جمعية برج المراقبة في أمستردام.‏ كان علينا مواصلة عملنا بحذر شديد،‏ الامر الذي جعلنا نقدِّر مثل الكتاب المقدس:‏ ‹الصدِّيق اخ للشدة يولد.‏› (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ ورباط الوحدة الجميل الذي نما بقوة في وقت الشدة هذا اثَّر تأثيرا عميقا في نموّي الروحي،‏ وهيَّأني للايام الاصعب التي كانت لا تزال تكمن امامي.‏

كان تعييني ان اشرف على تسليم المطبوعات الى الجماعات،‏ الامر الذي كان يقوم به السعاة عادة.‏ وكان الڠستاپو يبحثون باستمرار عن الشبان ليعملوا سُخْرةً في المانيا،‏ لذلك استخدمنا اخوات مسيحيات كساعيات.‏ وفي الوقت المناسب أُرسلَت ڤيلهلمينا باكر الينا من لاهاي،‏ وقد كانت معروفة دائما باسم نوني،‏ فأخذتها الى حيث كان يختبئ ناظر فرعنا،‏ آرثر ڤنكلر.‏ وإذ حاولتُ الا الفت الانتباه قدر المستطاع،‏ تنكرت بزيّ مزارع هولندي،‏ فلبست حذاء خشبيا وكل ما يلزم ورافقت نوني بالترام.‏ وقد علمتُ لاحقا انها جاهدت لتمسك نفسها عن الضحك،‏ لأنها شعرت بأن مظهري لم يكن سوى لافت للنظر.‏

في ٢١ تشرين الاول ١٩٤١ كُشف للعدو عن موقع خزن المطبوعات والورق في أمستردام.‏ وأثناء مداهمة الڠستاپو اعتُقل ڤنكلر ونوني.‏ وعندما وُضعا في السجن،‏ سمعا مصادفة اثنين من الڠستاپو يتحدثان عن مطاردتهما «رفيقا صغير الجسم قاتم الشعر» لم يتمكنا من تتبعه في الشوارع المكتظة.‏ وكان واضحا انهما يتحدثان عني،‏ لذلك رتَّب ڤنكلر ان يُعلِم الاخوة خارج السجن.‏ وعلى الفور،‏ نُقلت الى لاهاي.‏

في هذه الاثناء أُطلق سراح نوني من السجن،‏ وعادت الى لاهاي لتخدم كفاتحة.‏ وهناك التقيتها مجددا.‏ ولكن عندما اعتُقل خادم الجماعة في روتردام،‏ أُرسلت لأحلّ محله.‏ واعتُقل لاحقا خادم الجماعة في جماعة ڠودا،‏ فنُقلت الى هناك لأحلّ محله.‏ وأخيرا،‏ قُبض عليّ في ٢٩ آذار ١٩٤٣.‏ ففيما كنت اتحقق من مخزون مطبوعاتنا للكتاب المقدس،‏ فاجأتني مداهمة الڠستاپو.‏

بالاضافة الى مطبوعات الكتاب المقدس المبعثرة على الطاولة،‏ كانت هنالك ايضا لائحة بأسماء اخوة وأخوات مسيحيين،‏ مع انها كانت مدونة بالشَّفْرة.‏ وإذ كنت في حالة كرب،‏ صليت ان يزوِّد يهوه طريقة لأحمي الذين كانوا لا يزالون احرارا ليكرزوا.‏ ودون ان أُكتشف،‏ وضعت يدي مفتوحة على لائحة الاسماء وجعَّدتها داخل راحة يدي.‏ ثم طلبت اذنا بالذهاب الى الحمام،‏ حيث مزقت اللائحة،‏ رميتها في المرحاض وصببت عليها الماء.‏

عندما كنت اجتاز هذه الشدة الاليمة،‏ كنت اتعلّم ان استمد القوة من تعاملات يهوه مع شعبه في الماضي ومن وعوده بالانقاذ.‏ وأحد التأكيدات الموحى بها الذي كان دائما مغروسا في ذهني هو:‏ «لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا اذًا لابتلعونا احياء.‏» —‏ مزمور ١٢٤:‏٢،‏ ٣‏.‏

السجون ومعسكرات الاعتقال

أُخذت الى سجن روتردام،‏ حيث كنت شاكرا لأن كتابي المقدس معي.‏ وكان في حوزتي ايضا كتاب الخلاص،‏ اجزاء من كتاب الاولاد،‏ ووفرة من الوقت لقراءة كل هذه المطبوعات.‏ وبعد ستة اشهر أُصبت بمرض خطير واضطررت الى الذهاب الى المستشفى.‏ وقبل ان اغادر السجن،‏ خبَّأت المطبوعات تحت فراشي.‏ وقد علمت لاحقا ان شاهدا آخر،‏ پيت برورتجِس،‏ نُقل الى زنزانتي واكتشفها.‏ وهكذا كانت المطبوعات تُستعمَل لتقوية آخرين ايضا في الايمان.‏

عندما تعافيت،‏ نُقلت الى سجن في لاهاي.‏ وفيما كنت هناك التقيت ليو س.‏ ڤان در تاس،‏ طالب حقوق كان في السجن بسبب مقاومته الاحتلال النازي.‏ لم يكن قد سمع قط بشهود يهوه،‏ فكانت لديَّ فرصة لأشهد له.‏ أحيانا كان يوقظني في منتصف الليل ليطرح عليّ الاسئلة.‏ لقد كان اعجابه بالشهود واضحا،‏ وخصوصا بعد ان علم انه يمكن ان يُطلَق سراحنا بمجرد توقيع وثيقة ننكر فيها ايماننا.‏ وبعد الحرب،‏ صار ليو محاميا وخاض عشرات الدعاوى القانونية لجمعية برج المراقبة التي شملت حرية العبادة.‏

في ٢٩ نيسان ١٩٤٤ أُرسلتُ في قطار الى المانيا في رحلة اليمة دامت ١٨ يوما.‏ وفي ١٨ ايار سُجنتُ في معسكر اعتقال بوكنولد.‏ والى ان حرَّرتنا قوات الحلفاء بعد حوالي سنة،‏ كانت الحياة رهيبة بشكل يفوق الوصف.‏ فقد مات الآلاف،‏ وكثيرون منهم امام اعيننا.‏ ولأنني رفضت العمل في مصنع مجاور ينتج المعدات الحربية،‏ أُجبرت على العمل في احد المجارير.‏

وذات يوم قُذف المصنع بالقنابل.‏ فاندفع كثيرون الى الثكنة طلبا للامان،‏ فيما ركض آخرون الى الغابة.‏ ووصلت قنابل متفرقة الى الثكنة،‏ وأشعلت القنابل المحرقة الغابة.‏ لقد كان مشهدا مروِّعا!‏ فكثيرون احترقوا احياء!‏ كنت قد وجدت مخبأ آمنا،‏ وعندما خمدت النار،‏ سرت فوق الجثث التي لا تُعدّ عائدا الى المعسكر.‏

معظم الناس اليوم يدركون فظائع المحرقة النازية.‏ وأنا شاكر ليهوه انه قوَّى مقدرتي التفكيرية،‏ لكي لا تسيطر الفظائع التي شهدتها على افكاري عبر السنين.‏ ان اول شعور ينتابني عندما افكر في فترة سجني،‏ هو الشعور بالفرح لأنني حافظت على الاستقامة امام يهوه لمجد اسمه.‏ —‏ مزمور ١٢٤:‏٦-‏٨‏.‏

نشاط ما بعد الحرب

بعد تحرري وعودتي الى أمستردام،‏ حضرت مباشرة الى مكتب الفرع للحصول على تعيين.‏ لقد كنت متشوِّقا الى معرفة ما جرى اثناء غيابي.‏ كانت نوني تعمل هناك.‏ وفي السنة الاخيرة من الحرب،‏ خدمت كساعية تسلّم مطبوعات الكتاب المقدس الى الجماعات.‏ ولم تُعتقل ثانية مع انها نجت بأعجوبة عدة مرات.‏

خدمت كفاتح فترة قصيرة في هارلم،‏ ولكن في سنة ١٩٤٦،‏ طُلب مني الذهاب الى الفرع في أمستردام للعمل في قسم الشحن.‏ ونحو نهاية سنة ١٩٤٨ تزوجنا نوني وأنا،‏ وتركنا الفرع لنخدم كفاتحين معا.‏ كان تعيين عملنا كفاتحين في أسن.‏ وقبل اثنتي عشرة سنة كنا ريتشارد براوننڠ وأنا قد قضينا الصيف هناك،‏ عائشَين في خيمة وكارزَين.‏ وقد علمت ان ريتشارد قُتل بعد ان أُطلقت عليه النار في الطريق الى معسكر الاعتقال.‏

من الواضح ان فترة سجني كانت قد اضعفت صحتي.‏ فبعد اطلاق سراحي من بوكنولد بست سنوات،‏ جعلني المرض طريح الفراش اربعة اشهر.‏ وبعد سنوات،‏ سنة ١٩٥٧،‏ مرضت بالسلّ سنة كاملة.‏ فاستُنفِدت القوة في جسدي،‏ ولكنَّ روح الفتح التي لدي كانت لا تزال قوية.‏ وأثناء مرضي،‏ كنت انتهز كل فرصة لتقديم الشهادة.‏ وأعتقد ان روح الفتح هذه كانت عاملا مهما في عدم السماح لحالات مرضي بأن تحوِّلني الى رجل مريض عديم النفع.‏ ونوني وأنا مصمِّمان على الالتصاق بالخدمة كامل الوقت ما دامت صحتنا تسمح بذلك.‏

بعد شفائي،‏ عُيِّنَّا في مدينة بْريدا.‏ كان ذلك بعد ٢١ سنة من زيارتي الاولى للمدينة كخادم منطقة.‏ عندما وصلنا سنة ١٩٥٩،‏ كانت هنالك جماعة صغيرة من ٣٤ شاهدا.‏ واليوم،‏ بعد ٣٧ سنة،‏ نمت الى ست جماعات فيها اكثر من ٥٠٠ شاهد يجتمعون في ثلاث قاعات ملكوت!‏ وفي اجتماعاتنا ومحافلنا المحلية،‏ نرى كثيرين ممن عرفوا حق الكتاب المقدس نتيجة بعض جهودنا.‏ وغالبا ما نشعر كما شعر الرسول يوحنا عندما كتب:‏ «ليس لي فرح اعظم من هذا ان اسمع عن اولادي انهم يسلكون بالحق.‏» —‏ ٣ يوحنا ٤‏.‏

صرنا الآن طاعنَين في السن.‏ فأنا في الـ‍ ٨٦ من العمر ونوني في الـ‍ ٧٨ من العمر،‏ ولكن لا بد ان اقول ان خدمة الفتح مهنة نافعة للصحة.‏ فمنذ صرت في بْريدا،‏ تغلبت على معظم المشاكل الصحية التي أُصبت بها خلال سجني.‏ وتمتعت ايضا بسنوات مثمرة عديدة في خدمة يهوه.‏

ان التطلع الى الوراء الى سنوات عديدة من الخدمة المثمرة هو مصدر فرح لكلينا.‏ وصلاتنا اليومية هي ان يمنحنا يهوه النشاط والقوة للاستمرار في خدمته ما دامت هنالك نسمة في اجسادنا.‏ ونعبِّر بثقة عن انفسنا بكلمات المرنم الملهم:‏ «هوذا اللّٰه معين لي.‏ الرب بين عاضدي نفسي.‏» —‏ مزمور ٥٤:‏٤‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

واقف بجانب الخيمة التي استخدمناها فيما كنا نخدم كفاتحين في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

المركب الذي استخدمناه للوصول الى المقاطعة المنعزلة

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

تجري مقابلتنا في برنامج محفل سنة ١٩٥٧

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

مع زوجتي اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة