مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٦ ١/‏٩ ص ٢٥-‏٢٨
  • خدمة الاله الجدير بالثقة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • خدمة الاله الجدير بالثقة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • نشأتي في اليونان
  • في غمرة الحرب الاهلية
  • ايجاد رجاء موثوق به
  • اعتقالي وسجني
  • متَّهم بالهداية
  • موت ابني
  • مساعدة الآخرين على الوثوق بيهوه
  • ميراث غني
  • مصمِّم على الوثوق بيهوه
  • الخدمة تحت يد يهوه الحبية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • وجدت الغنى الحقيقي في اوستراليا
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • منح يهوه ما يستحقه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • اكثر من ٥٠ سنة من ‹العبور›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
ب٩٦ ١/‏٩ ص ٢٥-‏٢٨

خدمة الاله الجدير بالثقة

كما رواه كيمون پروڠاكيس

كان مساء قارس البرد من سنة ١٩٥٥.‏ ابتدأنا زوجتي يانولا وأنا نقلق لأن ابننا جورج البالغ من العمر ١٨ سنة لم يعد من الكشك حيث كان يعمل.‏ وفجأة طرق بابنا احد رجال الشرطة.‏ قال:‏ «صدمت سيارة ابنكما وهو راكب دراجته في طريق العودة الى البيت فمات.‏» ثم انحنى وهمس:‏ «سيقولون لكما انه حادث،‏ ولكن صدِّقاني،‏ لقد قُتل.‏» كان الكاهن المحلي وبعض قادة التنظيمات شبه العسكرية قد تآ‌مروا على قتله.‏

في تلك السنوات،‏ عندما كانت اليونان تتعافى من اوقات النزاع والضيق،‏ كان خطرا على المرء ان يكون واحدا من شهود يهوه.‏ وقد عرفت انا بنفسي قوة الكنيسة الارثوذكسية اليونانية والتنظيمات شبه العسكرية لأنني كنت عضوا فعَّالا فيها لأكثر من ١٥ سنة.‏ دعوني اخبركم عن الحوادث التي ادَّت الى هذه المأساة في عائلتنا منذ اكثر من ٤٠ سنة.‏

نشأتي في اليونان

وُلدت سنة ١٩٠٢ في عائلة ثرية في قرية صغيرة قرب بلدة كالكيس،‏ في اليونان.‏ كان والدي عضوا فعَّالا في السياسة المحلية،‏ وكان افراد عائلتنا اعضاء مخلصين في الكنيسة الارثوذكسية اليونانية.‏ فصرت قارئا نَهِما للكتب السياسية والدينية في حين كان معظم ابناء بلدي اميِّين.‏

والفقر والظلم السائدان في بداية القرن العشرين خلقا فيَّ رغبة في عالم تسوده احوال افضل.‏ ففكَّرت انه ينبغي ان يتمكن الدين من تحسين الوضع السيئ لأبناء بلدي.‏ وبسبب ميلي الديني،‏ ارتأى وجهاء قريتي ان اصير الكاهن الارثوذكسي اليوناني في مجتمعنا.‏ ولكن،‏ مع انني زرت عدة اديرة وكانت لي مناقشات طويلة مع الاساقفة ورؤساء الاديرة،‏ لم اشعر بأنني مستعد لمثل هذه المسؤولية او راغب فيها.‏

في غمرة الحرب الاهلية

بعد سنوات،‏ في نيسان ١٩٤١،‏ صارت اليونان تحت الاحتلال النازي.‏ واستهلّ هذا فترة بؤس سادها القتل،‏ الجوع،‏ الحرمان،‏ والالم البشري الرهيب.‏ نشأت حركة مقاومة قوية،‏ فانضممت الى احدى العصابات التي كانت تحارب المعتدين النازيين.‏ ونتيجة لذلك أُحرق بيتي عدة مرات،‏ وأُطلقت النار عليّ،‏ وأُتلفت محصولاتي الزراعية.‏ وفي اوائل سنة ١٩٤٣ لم يكن لدينا عائلتي وأنا خيار إلا ان نهرب الى الجبال الوعرة.‏ وقد بقينا هناك حتى نهاية الاحتلال الالماني في تشرين الاول ١٩٤٤.‏

ثار النزاع الداخلي السياسي والاهلي بعد مغادرة الالمان.‏ وصارت عصابات المقاومة التي كنت انتمي اليها احدى القوات المتحاربة الرئيسية في الحرب الاهلية.‏ ومع ان المُثُل الشيوعية للعدل،‏ المساواة،‏ والرفقة كانت تروقني،‏ فقد تركني الواقع اخيرا خائب الامل تماما.‏ وبما انني كنت اشغل مركزا رفيعا في المجموعة،‏ رأيت بأمّ العين ان السلطة تفسد الناس.‏ ورغم النظريات والآراء التي يبدو انها سامية،‏ تفسد الانانية والنقص افضل النوايا السياسية.‏

وما صدمني خصوصا هو انه في مختلف اطراف النزاع الاهلي،‏ كان رجال الدين الارثوذكس يشهرون السلاح لقتل افراد من دينهم!‏ ففكرت في نفسي،‏ ‹كيف يستطيع رجال الدين هؤلاء ان يقولوا انهم يمثِّلون يسوع المسيح الذي حذَّر:‏ «كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون»؟‏› —‏ متى ٢٦:‏٥٢‏.‏

خلال الحرب الاهلية،‏ في سنة ١٩٤٦،‏ كنت مختبئًا قرب بلدة لاميا،‏ في وسط اليونان.‏ وكانت ثيابي قد بليت تماما،‏ لذلك قرَّرت ان اتنكَّر وأذهب الى خياط في المدينة لصنع بعض الثياب الجديدة.‏ كانت هنالك مناقشة حادة جارية عندما وصلت،‏ وسرعان ما وجدت نفسي اتكلم،‏ لا عن السياسة،‏ بل عن موضوع اهتمامي السابق،‏ الدين.‏ وإذ لاحظ المتفرجون وجهات نظري التي تدل انني حسن الاطلاع،‏ اقترحوا ان اتكلم مع ‹پروفسور في اللاهوت.‏› وذهبوا على الفور لإحضاره.‏

ايجاد رجاء موثوق به

في المناقشة التي تلت،‏ سألني «الپروفسور» عن اساس معتقداتي.‏ فأجبت:‏ «الآباء القديسون والمجامع المسكونية.‏» وبدلا من معارضتي،‏ فتح كتابه المقدس الصغير الى متى ٢٣:‏٩،‏ ١٠ وطلب مني ان اقرأ كلمات يسوع:‏ «لا تدْعوا لكم ابا على الارض لأن اباكم واحد الذي في السموات.‏ ولا تُدْعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح.‏»‏

فأُزيلت الغشاوة عن عينيّ!‏ وشعرت بأن هذا الرجل يخبرني الحقيقة.‏ وعندما عرَّف بنفسه انه واحد من شهود يهوه،‏ طلبت منه بعض المطبوعات لأقرأها.‏ فجلب لي كتاب النور،‏ الذي هو تعليق على سفر الرؤيا في الكتاب المقدس،‏ فأخذته وعدت الى مخبإي.‏ لطالما كانت الوحوش المشار اليها في الرؤيا لغزا بالنسبة الي،‏ ولكنني تعلمت الآن انها تمثِّل الهيئات السياسية في قرننا العشرين.‏ فابتدأت افهم ان الكتاب المقدس له معنى عملي لأزمنتنا وأنه ينبغي ان ادرسه وأكيِّف حياتي وفق حقائقه.‏

اعتقالي وسجني

بُعيد ذلك،‏ اقتحم الجنود مخبإي واعتقلوني.‏ ووُضعت في زنزانة تحت الارض.‏ وبما انني كنت طريد العدالة ومطلوبا لبعض الوقت،‏ توقعت ان أُعدم.‏ وهناك،‏ في زنزانتي،‏ زارني الشاهد الذي تكلم معي اولا.‏ وشجعني على الوثوق بيهوه ثقة مطلقة.‏ وهذا ما فعلته.‏ وقد حُكم عليّ بالنفي مدة ستة اشهر في جزيرة إيكاريا الايجية.‏

حالما وصلت،‏ عرَّفت بنفسي،‏ لا كشيوعي،‏ بل كشاهد ليهوه.‏ ونُفي ايضا الى هناك آخرون كانوا قد تعلَّموا حقائق الكتاب المقدس،‏ فأقمت معهم،‏ وكنا ندرس قانونيا الكتاب المقدس معا.‏ وقد ساعدوني على نيل المزيد من معرفة الاسفار المقدسة وفهم افضل لإلهنا الجدير بالثقة،‏ يهوه.‏

عندما انتهت عقوبتي سنة ١٩٤٧،‏ استُدعيت الى مكتب المدعي العام.‏ فأخبرني انه تأثر بسلوكي وقال انه بإمكاني ان استعمل اسمه كمرجع اذا نُفيت مجددا يوما ما.‏ وعند وصولي الى اثينا،‏ حيث كانت عائلتي قد انتقلت في هذه الاثناء،‏ ابتدأت اعاشر جماعة شهود يهوه وسرعان ما اعتمدت رمزا الى انتذاري ليهوه.‏

متَّهم بالهداية

طوال عقود،‏ كانت اليونان تحاكم شهود يهوه على اساس قوانين تمنع الهداية سُنت سنة ١٩٣٨ و ١٩٣٩.‏ وهكذا،‏ من سنة ١٩٣٨ الى سنة ١٩٩٢،‏ كانت هنالك ١٤٧‏,١٩ عملية اعتقال للشهود في اليونان،‏ وفرضت المحاكم احكاما بلغ مجموعها ٧٥٣ سنة،‏ ٥٩٣ منها نُفِّذت فعليا.‏ وشخصيا،‏ اعتُقلت اكثر من ٤٠ مرة بسبب الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه،‏ وقضيت ما مجموعه ٢٧ شهرا في سجون مختلفة.‏

كان احد اعتقالاتي نتيجة رسالة كنت قد كتبتها الى احد رجال الدين الارثوذكس اليونانيين في كالكيس.‏ ففي سنة ١٩٥٥ جرى حث جماعات شهود يهوه على ارسال كراس العالم المسيحي أم المسيحية —‏ ايهما «نور العالم»؟‏ الى جميع رجال الدين.‏ وأحد رجال الدين ذوي الرتبة العالية الذين كتبت اليهم رفع عليّ دعوى بسبب الهداية.‏ وخلال المحاكمة،‏ رافع المحامي الذي من الشهود والمحامي المحلي كلاهما مرافعة بارعة،‏ موضحَين التزام المسيحيين الحقيقيين بأن يكرزوا ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

فسأل رئيس المحكمة الارشيمندريت (‏صاحب رتبة كنسية رفيع المقام ادنى رتبة من الاسقف)‏:‏ «هل قرأت الرسالة والكراس؟‏»‏

‏«لا،‏» اجاب بحدة،‏ «مزَّقتهما وتخلصت منهما حالما فتحت الظرف!‏»‏

فسأل رئيس المحكمة:‏ «اذًا كيف يمكنك ان تقول ان هذا الرجل حاول هدايتك؟‏»‏

ثم ذكر محامينا امثلة لاساتذة وآخرين وهبوا اكداسا بأجمعها من الكتب لمكتبات عامة.‏ وسأل:‏ «هل تقول ان هؤلاء الاشخاص حاولوا هداية الآخرين؟‏»‏

من الواضح ان هذا النشاط لم يشكِّل هداية.‏ فشكرت يهوه عندما سمعت الحكم:‏ «غير مذنب.‏»‏

موت ابني

كان ابني جورج يضايَق ايضا باستمرار،‏ وعادة بتحريض من رجال الدين الارثوذكس.‏ وقد اعتُقل هو ايضا عدة مرات بسبب غيرته القوية في اعلان بشارة ملكوت اللّٰه.‏ وأخيرا،‏ قرَّر المقاومون التخلص منه،‏ وفي الوقت نفسه،‏ تهديد الباقين منا لنوقف الكرازة.‏

وقال رجل الشرطة الذي جاء الى بيتنا ليخبرنا بموت جورج ان الكاهن الارثوذكسي اليوناني المحلي وبعض قادة التنظيمات شبه العسكرية تآ‌مروا على قتل ابننا.‏ فمثل هذه «الحوادث» كانت شائعة في تلك الازمنة الخطرة.‏ ورغم الحزن الذي سبَّبه موته،‏ قوي تصميمنا على البقاء نشاطى في عمل الكرازة وعلى الوثوق بيهوه كاملا.‏

مساعدة الآخرين على الوثوق بيهوه

في اواسط ستينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت زوجتي وأولادي يقضون اشهر الصيف في قرية سكالا اوروپس الساحلية التي تبعد نحو ٥٠ كيلومترا (‏٣٠ ميلا)‏ عن اثينا.‏ في ذلك الوقت،‏ لم يكن هنالك شهود يسكنون هناك،‏ لذلك كنا نقوم بالشهادة غير الرسمية للجيران.‏ وقد تجاوب بعض المزارعين المحليين بشكل مؤاتٍ.‏ وبما ان الرجال كانوا يعملون ساعات طويلة في حقولهم خلال النهار،‏ كنا ندير دروس الكتاب المقدس معهم في وقت متأخر من الليل،‏ وقد صار عدد منهم شهودا.‏

وإذ رأينا كيف كان يهوه يبارك جهودنا،‏ كنا طوال ١٥ سنة ننتقل الى هناك كل اسبوع لندير دروس الكتاب المقدس مع المهتمين.‏ وقد تقدم نحو ٣٠ شخصا ممن درسنا معهم هناك الى حدّ المعمودية.‏ في بادئ الامر تشكَّل فريق درس،‏ وعُيِّنتُ لأدير الاجتماعات.‏ ولاحقا صار الفريق جماعة،‏ وهنالك اليوم اكثر من مئة شاهد من تلك المنطقة يؤلفون جماعة ملاكاسا.‏ ومن المفرح ان اربعة من الذين ساعدناهم يخدمون الآن كخدام كامل الوقت.‏

ميراث غني

بُعيد نذر حياتي ليهوه،‏ ابتدأت زوجتي بالتقدم روحيا واعتمدت.‏ وفي فترات الاضطهاد الصعبة،‏ بقي ايمانها قويا وظلت ثابتة وغير متزعزعة في استقامتها.‏ ولم تتذمر قط من المشقات الكثيرة التي عانيناها نتيجة سجني المتكرر.‏

وعلى مر السنين،‏ ادرنا دروسا عديدة في الكتاب المقدس معا،‏ وقد ساعدَت كثيرين بشكل فعَّال باقترابها البسيط والحماسي.‏ وهي حاليا تقوم بجولة مجلات تشمل عشرات الاشخاص الذين تسلِّمهم قانونيا برج المراقبة واستيقظ!‏

ودعم رفيقة زواجي المُحبة كان الى حد بعيد السبب في صيرورة اولادنا الثلاثة الاحياء وعائلاتهم —‏ التي تشمل ستة حفداء وأربعة من ابناء الحفداء —‏ نشاطى جميعا في خدمة يهوه.‏ ومع انهم لم يضطروا الى مواجهة الاضطهاد والمقاومة المرّة اللذين واجهناهما زوجتي وأنا،‏ فإنهم يثقون بيهوه ثقة مطلقة،‏ ويستمرون في السير في طرقه.‏ ويا للفرح الذي سيغمرنا جميعا اذ نتَّحد ثانية بحبيبنا جورج عندما يعود في القيامة!‏

مصمِّم على الوثوق بيهوه

خلال كل تلك السنوات،‏ رأيت روح يهوه يعمل مع شعبه.‏ وقد ساعدتني هيئته الموجَّهة بواسطة روحه ان ادرك انه لا يمكننا ان نثق بجهود البشر.‏ فوعودهم بمستقبل افضل هي باطلة،‏ انها ليست سوى كذبة كبيرة.‏ —‏ مزمور ١٤٦:‏٣،‏ ٤‏.‏

رغم تقدُّمي في السن ومشاكلي الصحية الصعبة،‏ تتركز عيناي على حقيقة رجاء الملكوت.‏ اتأسف حقا على السنوات التي قضيتها وأنا اقف نفسي على خدمة الدين الباطل ومحاولة جلب احوال افضل بوسائل سياسية.‏ ولو كنت سأحيا حياتي ثانية،‏ لقرَّرت من جديد ودون تردد ان اخدم يهوه،‏ الاله الجدير بالثقة.‏

‏(‏رقد كيمون پروڠاكيس مؤخرا في الموت.‏ وكان رجاؤه ارضيا.‏)‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

صورة حديثة لكيمون مع زوجته يانولا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة