مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٦ ١/‏٥ ص ٢٥-‏٢٩
  • الخدمة تحت يد يهوه الحبية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الخدمة تحت يد يهوه الحبية
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مرض يصبح بركة
  • النجاة مرتين بأعجوبة
  • التقدم الروحي
  • اعتقالات وسجن
  • امتحان من نوع آخر
  • ممارسة الحذر
  • حيازتي رفيقة مؤمنة
  • خدمة البتل
  • اكثر من ٥٠ سنة من ‹العبور›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • ‏«عوض الذهب وجدتُ الألماس»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • منح يهوه ما يستحقه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • خدمة الاله الجدير بالثقة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
ب٩٦ ١/‏٥ ص ٢٥-‏٢٩

الخدمة تحت يد يهوه الحبية

كما رواه لامپروس زومپوس

امامي خيار حاسم:‏ ان اقبل عرض عمي الثري ان ادير عقاراته الشاسعة —‏ وبالتالي احل مشاكل عائلتي المالية —‏ او ان اصير خادما كامل الوقت ليهوه اللّٰه.‏ دعوني اوضح اية عوامل صاغت القرار الذي اتخذته اخيرا.‏

ولدت في بلدة ڤولوس،‏ اليونان،‏ سنة ١٩١٩.‏ كان ابي يبيع الملابس الرجالية وكنا ننعم ببحبوحة مادية.‏ ولكن بسبب الكساد الاقتصادي في اواخر عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ اضطر ابي ان يعلن افلاسه وخسر متجره.‏ كنت اشعر بالحزن كلما رأيت النظرة اليائسة على وجه ابي.‏

عاشت عائلتي لفترة في فقر مدقع.‏ وكنت اغادر كل يوم المدرسة قبل ساعة من انتهاء الدوام لكي انتظر في الصف من اجل الحصول على حصص الطعام.‏ ورغم فقرنا كنا نتمتع بحياة عائلية هانئة.‏ وكان حلمي ان اصبح طبيبا،‏ ولكن في منتصف سنوات مراهقتي اضطررت ان اترك المدرسة وأبدأ بالعمل لاساعد عائلتي كي تبقى على قيد الحياة.‏

ثم خلال الحرب العالمية الثانية احتل الالمان والايطاليون اليونان وحدث جوع عظيم.‏ وكنت ارى مرارا الاصدقاء والمعارف يموتون جوعا في الشوارع —‏ مشهد مريع لن انساه ابدا!‏ وذات مرة،‏ بقيت عائلتنا ٤٠ يوما دون خبز،‏ وهو قوام الطعام في اليونان.‏ ولكي نبقى على قيد الحياة،‏ ذهبت وأخي الاكبر سنا الى القرى المجاورة وحصلنا على البطاطا من الاصدقاء والاقرباء.‏

مرض يصبح بركة

في اوائل السنة ١٩٤٤،‏ اشتد عليَّ المرض اذ اصبت بالتهاب في الغشاء المحيط بالرئة.‏ وخلال اقامتي في المستشفى ثلاثة اشهر،‏ جلب لي احد اقربائي كراسين وقال:‏ «اقرأ هذين؛‏ انا متأكد انهما سينالان اعجابك.‏» وكان الكراسان،‏ مَن هو اللّٰه؟‏ والحماية،‏ من اصدارات جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ وبعد قراءتهما،‏ اطلعت رفقائي المرضى على محتوياتهما.‏

بعد مغادرتي المستشفى،‏ بدأت اعاشر جماعة ڤولوس لشهود يهوه.‏ لكنني بقيت شهرا سجين بيتي كمريض خارجي،‏ وكنت اقرأ يوميا بين الست والثماني ساعات الاعداد الاقدم من برج المراقبة،‏ وكذلك المطبوعات الاخرى التي اصدرتها جمعية برج المراقبة.‏ ونتيجة ذلك،‏ تقدمت روحيا بسرعة.‏

النجاة مرتين بأعجوبة

ذات يوم في اواسط السنة ١٩٤٤،‏ كنت جالسا على مقعد في الحديقة العامة في ڤولوس.‏ وفجأة،‏ احاطت بالمكان مجموعة شبه عسكرية تدعم جيش الاحتلال الالماني وألقت القبض على كل الموجودين.‏ فاقتيد حوالي ٢٤ شخصا منا عبر الشوارع الى المركز الرئيسي للڠستاپو الواقع في مخزن للتبغ.‏

بعد دقائق قليلة سمعت شخصا يناديني باسمي وينادي الشخص الذي كنت اتكلم معه في الحديقة العامة باسمه.‏ استدعانا ضابط يوناني في الجيش وأخبرنا انه عندما رأى احد اقربائي الجنودَ يرافقوننا،‏ قال له اننا شاهدان ليهوه.‏ ثم قال الضابط اليوناني اننا طليقان،‏ وأعطانا بطاقته الرسمية لنستعملها ان أُوقفنا ثانية.‏

في اليوم التالي علمنا ان الالمان اعدموا معظم الموقوفين انتقاما لمقتل جنديين المانيين على يد مقاتلي المقاومة اليونانيين.‏ فإلى جانب نجاتي من الموت المحتمَل،‏ تعلمت في هذه المناسبة قيمة الحياد المسيحي.‏

وفي خريف سنة ١٩٤٤،‏ رمزت الى انتذاري ليهوه بمعمودية الماء.‏ وخلال الصيف التالي،‏ رتب الشهود ان انضم الى جماعة سكليثرو في الجبال لكي اتمكن من استعادة عافيتي بشكل كامل.‏ وكانت الحرب الاهلية التي تلت نهاية الاحتلال الالماني تشتد آنذاك في اليونان.‏ وحدث ان القرية حيث اقيم استُخدمت كقاعدة لقوات العصابات.‏ فاتهمني الكاهن المحلي ورجل آخر فاسد اخلاقيا بالتجسس لمصلحة القوات الحكومية وجعلا محكمة عسكرية انشأها رجال العصابات انفسهم تستجوبني.‏

كان قائد قوات عصابات المنطقة موجودا اثناء المحاكمة الصورية.‏ وعندما انتهيت من ايضاح سبب اقامتي في القرية وإظهار انني مسيحي حيادي تماما في الحرب الاهلية،‏ قال القائد للآخرين:‏ «اذا مسّ احد هذا الرفيق،‏ فحسابه عندي!‏»‏

عدت لاحقا الى بلدتي الام ڤولوس وإيماني اقوى من صحتي الجسدية.‏

التقدم الروحي

بُعيد ذلك جرى تعييني خادما للحسابات في الجماعة المحلية.‏ ورغم الصعوبات التي اوجدتها الحرب الاهلية —‏ بما في ذلك اعتقالنا مرارا بسبب تهم الهداية التي اوعز بها رجال الدين —‏ فإن الاشتراك في الخدمة المسيحية جلب لي ولباقي جماعتنا فرحا عظيما.‏

ثم في اوائل السنة ١٩٤٧،‏ زارنا ناظر جائل من شهود يهوه.‏ وكانت هذه الزيارة الاولى من نوعها بعد الحرب العالمية الثانية.‏ فقُسمت آنذاك جماعتنا المزدهرة في ڤولوس الى اثنتين،‏ وعُيِّنتُ ناظرا مشرفا في احدى الجماعتين.‏ وكانت المنظمات الشبه العسكرية والقومية تنشر الرعب بين الناس.‏ واستغل رجال الدين الوضع.‏ فحرّضوا السلطات على شهود يهوه بنشر الاشاعة الكاذبة القائلة اننا شيوعيون او مؤيدون للفرق اليسارية.‏

اعتقالات وسجن

خلال السنة ١٩٤٧،‏ اعتُقلتُ حوالي عشر مرات وحوكمت ثلاث مرات.‏ وفي كل مرة كنت أُبرَّأ.‏ وفي ربيع سنة ١٩٤٨،‏ حُكم علي بالسجن اربعة اشهر بسبب الهداية.‏ فقضيت المدة في سجن ڤولوس.‏ وفي غضون ذلك تضاعف عدد المنادين بالملكوت في جماعتنا،‏ مالئا قلوب الاخوة بالفرح والسعادة.‏

وفي تشرين الاول ١٩٤٨،‏ فيما كنت اعقد اجتماعا مع ستة اخوة آخرين يأخذون القيادة في جماعتنا،‏ اقتحم خمسة من رجال الشرطة البيت وألقوا القبض علينا تحت تهديد رمينا بالرصاص.‏ وأخذونا الى مركز الشرطة دون ايضاح سبب الاعتقال،‏ وهناك ضُربنا.‏ ولكمني على وجهي شرطي كان يمارس الملاكمة.‏ ثم أُلقي بنا في زنزانة.‏

في ما بعد،‏ دعاني الضابط المسؤول الى مكتبه.‏ وعندما فتحت الباب،‏ رماني بزجاجة حبر اخطأت هدفها وتحطمت على الحائط.‏ لقد فعل ذلك محاولا اخافتي.‏ ثم اعطاني ورقة وقلما وأمرني:‏ «اكتب اسماء كل شهود يهوه في ڤولوس،‏ وأحضر لي القائمة في الصباح.‏ وإن لم تفعل،‏ تعلم ما سيحل بك!‏»‏

لم اجب،‏ ولكن عند عودتي الى الزنزانة،‏ صليت مع باقي الاخوة الى يهوه.‏ كتبت على الورقة اسمي فقط وانتظرت ان أُستدعى.‏ لكني لم اسمع شيئا اضافيا عن الضابط.‏ فخلال الليل،‏ اتت القوات العسكرية المقاومة،‏ واقتاد رجاله لمواجهتهم.‏ وفي القتال الذي تبع،‏ أُصيب بجروح بالغة،‏ ولزم بتر احدى ساقيه.‏ وفي آخر الامر،‏ أُحيلت قضيتنا الى المحكمة،‏ واتُّهمنا بعقد اجتماع غير شرعي.‏ فحُكم علينا نحن السبعة بالسجن خمس سنوات.‏

بسبب رفضي حضور قداس الاحد في السجن،‏ أُرسلت الى سجن انفرادي.‏ وفي اليوم الثالث طلبت التكلم مع مدير السجن.‏ وقلت له:‏ «مع احترامي الفائق لك،‏ ولكن اسمح لي بأن اقول لك ان معاقبة شخص مستعد ان يمضي خمس سنوات في السجن بسبب ايمانه انما هي عمل لا معنى له.‏» ففكر جديا في ذلك،‏ وقال اخيرا:‏ «ابتداء من يوم غد،‏ ستعمل هنا الى جانبي في مكتبي.‏»‏

في النهاية،‏ حصلت على عمل كمساعد طبيب في السجن.‏ ونتيجة لذلك،‏ تعلمت الكثير عن الرعاية الصحية،‏ امر تبرهن انه مفيد للغاية في السنوات اللاحقة.‏ وأثناء سجني،‏ أُتيحت لي فرص عديدة للكرازة،‏ وتجاوب ثلاثة اشخاص وصاروا شهودا ليهوه.‏

بعد ان قضيت اربع سنوات تقريبا في السجن،‏ أُطلق سراحي اخيرا تحت المراقبة سنة ١٩٥٢.‏ ولاحقا،‏ كان علي ان امثل امام محكمة في كورنثوس بسب قضية الحياد.‏ (‏اشعياء ٢:‏٤‏)‏ وهناك سُجنت وقتا قصيرا في سجن عسكري،‏ وابتدأت سلسلة اخرى من الاساءات.‏ فبعض الضباط كانوا يتفننون في تهديداتهم،‏ اذ يقولون:‏ «سأنزع قلبك بالخنجر قطعة قطعة،‏» او «لا تأمل ان تموت بسرعة بست رصاصات فقط.‏»‏

امتحان من نوع آخر

لكنني بعد وقت قصير عدت الى البيت وصرت اخدم من جديد في جماعة ڤولوس وأقوم بعمل دنيوي بدوام جزئي.‏ وذات يوم تسلّمت رسالة من مكتب فرع جمعية برج المراقبة في اثينا،‏ تدعوني الى نيل تدريب لاسبوعين ثم البدء بزيارة جماعات شهود يهوه كناظر دائرة.‏ وفي الوقت عينه،‏ طلب مني عمي الذي لا اولاد له وهو صاحب عقارات شاسعة،‏ ان ادير مقتنياته.‏ كانت عائلتي لا تزال تعيش في فقر،‏ وكانت هذه الوظيفة ستحل مشاكلهم الاقتصادية.‏

زرت عمي لأعبِّر عن شكري على عرضه،‏ لكني اخبرته انني قررت ان اقبل تعيينا خصوصيا في الخدمة المسيحية.‏ عندئذ قام،‏ رمقني بنظرة جدية،‏ وغادر الغرفة فجأة.‏ ثم عاد بهدية سخية من المال يمكن ان تعيل عائلتي بضعة اشهر.‏ وقال:‏ «خذ هذا،‏ وافعل به ما تشاء.‏» وحتى هذا اليوم،‏ لا يمكنني وصف المشاعر التي انتابتني في تلك اللحظة.‏ كان ذلك كأنني سمعت صوت يهوه يقول لي،‏ ‹لقد اتخذت القرار الصائب.‏ انا معك.‏›‏

بعد نيل بركة عائلتي،‏ توجهت الى اثينا في كانون الاول ١٩٥٣.‏ ورغم ان والدتي فقط اصبحت شاهدة،‏ فإن باقي اعضاء عائلتي لم يقاوموا نشاطي المسيحي.‏ وعندما ذهبت الى مكتب الفرع في اثينا،‏ كانت مفاجأة اخرى في انتظاري.‏ فقد كانت هنالك برقية من اختي تعلمني فيها ان جهاد ابي طوال سنتين لتأمين معاش تقاعد آل في ذلك اليوم الى نتيجة ايجابية.‏ وماذا اطلب بعد؟‏ شعرت كما لو ان لي جناحين احلّق بهما عاليا في خدمة يهوه!‏

ممارسة الحذر

في سنواتي الاولى في العمل الدائري،‏ كان علي ان اكون شديد الحذر لأن شهود يهوه كانوا عرضة لاضطهاد قاس من السلطات الدينية والسياسية.‏ ولكي ازور اخوتنا المسيحيين،‏ وخصوصا الذين يحيون في بلدات وقرى صغيرة،‏ كنت اسير ساعات طويلة تحت جنح الليل.‏ وكان الاخوة،‏ الذين يعرّضون انفسهم لخطر الاعتقال،‏ يتجمعون وينتظرون قدومي بصبر في احد البيوت.‏ ويا لَلتبادل الرائع للتشجيع الذي زودته هذه الزيارات لنا جميعا!‏ —‏ رومية ١:‏١١،‏ ١٢‏،‏ ع‌ج‏.‏

ولكي اتجنب افتضاح امري،‏ كنت استعمل احيانا لباسا تنكريا.‏ فذات مرة،‏ ارتديت ثيابا كثياب الراعي لكي اعبر حاجزا عسكريا وأصل الى حيث اجتمع اخوة هم في حاجة ماسة الى الرعاية الروحية.‏ وفي مناسبة اخرى،‏ سنة ١٩٥٥،‏ تظاهرنا انا ورفيق شاهد بأننا بائعا ثوم لتجنب اثارة شبهة الشرطة.‏ وكان تعييننا ان نلتقي ببعض الاخوة المسيحيين الذين صاروا خاملين في بلدة صغيرة تدعى أرڠوس أورستيكون.‏

عرضنا بضاعتنا في سوق البلدة العامة.‏ لكنَّ شرطيا شابا كان يحرس المنطقة شك في امرنا،‏ وكلما مرّ،‏ كان يحدِّق الينا بفضول.‏ وفي آخر الامر،‏ قال لي:‏ «لا تبدو كبائع ثوم.‏» في تلك اللحظة،‏ اقتربت ثلاث نساء شابات وأعربن عن اهتمام بشراء بعض الثوم.‏ فأشرت الى منتجاتي وهتفت:‏ «هذا الشرطي الشاب يأكل ثوما كهذا،‏ انظروا كم هو قوي ووسيم!‏» فنظرت النساء الى الشرطي وضحكن.‏ فابتسم هو ايضا ثم ابتعد.‏

عندما رحل انتهزت الفرصة للذهاب الى المتجر حيث كان اخوتنا الروحيون يعملون خياطين.‏ وطلبت من احدهم ان يخيط على سترتي زرا كنت قد انتزعته.‏ وبينما كان يفعل ذلك،‏ ملت نحوه وهمست:‏ «اتيت من مكتب الفرع لرؤيتكم.‏» في البداية كان الاخوة خائفين،‏ لأنهم لم يلتقوا شهودا رفقاء منذ سنوات.‏ فشجعتهم افضل تشجيع ممكن ورتبت ان التقيهم لاحقا في مقبرة البلدة للتحدث اكثر.‏ من المفرح ان الزيارة كانت مشجعة وصاروا غيورين من جديد في الخدمة المسيحية.‏

حيازتي رفيقة مؤمنة

سنة ١٩٥٦،‏ بعد ثلاث سنوات من ابتدائي العمل الجائل،‏ التقيت نيكي،‏ شابة مسيحية تحب العمل الكرازي كثيرا وترغب في قضاء حياتها في الخدمة كامل الوقت.‏ وقعنا في الحب وتزوجنا في حزيران ١٩٥٧.‏ كنت اتساءل اذا كانت نيكي ستتمكن من بلوغ متطلبات العمل الجائل في الظروف المعادية لشهود يهوه التي كانت سائدة آنذاك في اليونان.‏ وبمساعدة يهوه تدبرت الامر،‏ وصارت بالتالي المرأة الاولى التي ترافق زوجها في العمل الدائري في اليونان.‏

استمررنا معا في العمل الجائل عشر سنوات،‏ اذ خدمنا معظم الجماعات في اليونان.‏ وكنا نرتدي في احيان كثيرة لباسا تنكريا،‏ ونحمل حقائبنا،‏ ونسير ساعات متواصلة تحت ستار الظلام للوصول الى احدى الجماعات.‏ ورغم المقاومة الشديدة التي واجهناها مرارا،‏ كنا فرحين ان نرى مباشرة النمو الرائع في عدد الشهود.‏

خدمة البتل

في كانون الثاني ١٩٦٧،‏ دُعينا انا ونيكي الى الخدمة في البتل،‏ كما يُدعى مكتب فرع شهود يهوه.‏ كلانا ادهشته الدعوة،‏ لكننا قبلناها واثقين ان يهوه كان يوجه الامور.‏ ومع مرور الوقت،‏ صرنا نقدِّر كم هو عظيم امتياز الخدمة في مركز النشاط الثيوقراطي هذا.‏

بعد ثلاثة اشهر من خدمة البتل،‏ تولى مجلس عسكري السلطة،‏ واضطر شهود يهوه الى متابعة عملهم من وراء الستار.‏ فبدأنا نجتمع في فرق صغيرة،‏ نعقد محافلنا في الغابات،‏ نكرز بحذر،‏ ونطبع ونوزع مطبوعات الكتاب المقدس سرا.‏ لم يصعب علينا التكيف مع هذه الظروف،‏ لأننا اعدنا استخدام طرائق انجاز نشاطاتنا التي كنا نستخدمها في السنوات الماضية.‏ ورغم القيود،‏ ازداد عدد الشهود من اقل من ٠٠٠‏,١١ في سنة ١٩٦٧ الى اكثر من ٠٠٠‏,١٧ سنة ١٩٧٤.‏

بعد ٣٠ سنة تقريبا في خدمة البتل،‏ لا نزال انا ونيكي نتمتع ببركاتنا الروحية،‏ رغم حدود الصحة والسن.‏ عشنا اكثر من عشر سنوات في عقار الفرع الواقع في كارتالي ستريت في اثينا.‏ وفي سنة ١٩٧٩ دُشِّن فرع جديد في ماروسي،‏ احدى ضواحي اثينا.‏ ولكن منذ السنة ١٩٩١ نتمتع بتسهيلات الفرع الجديدة الفسيحة في إلِيونا التي تبعد ٦٠ كيلومترا (‏٤٠ ميلا)‏ شمالي اثينا.‏ هنا اخدم في مستوصف البتل،‏ حيث تبين ان التدريب الذي تلقيته كمساعد لطبيب السجن نافع جدا.‏

خلال سنوات خدمتي كامل الوقت التي تزيد على اربعة عقود صرت كإرميا ادرك صدق وعد يهوه:‏ «يحاربونكَ ولا يقدرون عليك لاني انا معك يقول (‏يهوه)‏ لأنقذك.‏» (‏ارميا ١:‏١٩‏)‏ نعم،‏ نتمتع انا ونيكي بكأس تفيض بركات من يهوه.‏ ونحن نبتهج دائما باهتمامه الحبي السخي ولطفه غير المستحق.‏

وتشجيعي للاحداث في هيئة يهوه هو ان يتبنّوا الخدمة كامل الوقت.‏ وبذلك يمكنهم قبول دعوة يهوه ان نجرب ما اذا كان سيفي بوعده ان ‹يفتح كوى السموات ويفيض بركة حتى لا توسع.‏› (‏ملاخي ٣:‏١٠‏)‏ ومن اختباري الشخصي استطيع ان اؤكد لكم ايها الاحداث ان يهوه سيبارككم حقا انتم الذين تثقون به كاملا.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

لامپروس زومپوس وزوجته نيكي

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة