مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٧ ١/‏٣ ص ٢٠-‏٢٤
  • ‏«عوض الذهب وجدتُ الألماس»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«عوض الذهب وجدتُ الألماس»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • شيء اثمن
  • الخدمة كامل الوقت في اليونان
  • احتمال المقاومة
  • الخدمة في بيت ايل
  • احتمال المقاومة من جديد
  • الفرح بالتوسُّع المستمر
  • الخدمة تحت يد يهوه الحبية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • وجدت الغنى الحقيقي في اوستراليا
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • منح يهوه ما يستحقه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • اكثر من ٥٠ سنة من ‹العبور›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
ب٩٧ ١/‏٣ ص ٢٠-‏٢٤

‏«عوض الذهب وجدتُ الألماس»‏

كما رواه ميخاليس كاميناري‍س

بعدما قضيت خمس سنوات في جنوب افريقيا التي قصدتها بحثا عن الذهب،‏ كنت في طريق العودة الى موطني وفي حوزتي شيء اثمن منه بكثير.‏ دعوني اخبركم عن الغنى الذي امتلكته منذ ذلك الوقت وكنت راغبا في تقديمه الى الآخرين.‏

ولدت عام ١٩٠٤ في جزيرة سيفالونيا اليونانية في البحر الأيوني.‏ وبُعيد ذلك مات والداي كلاهما،‏ فنشأتُ يتيما.‏ كنت اتوق الى المساعدة،‏ وكثيرا ما كنت اصلّي الى اللّٰه.‏ ومع انني كنت اذهب قانونيا الى الكنيسة الارثوذكسية اليونانية،‏ كنت اجهل الكتاب المقدس جهلا تاما.‏ ولم اكن لأجد ايّ عزاء.‏

سنة ١٩٢٩،‏ قررت ان اهاجر وأبحث عن حياة افضل.‏ فغادرت جزيرتي القاحلة وأبحرت الى جنوب افريقيا عن طريق انكلترا.‏ وبعد ١٧ يوما في البحر،‏ وصلت الى كَيپ تاون في جنوب افريقيا،‏ حيث استخدمني على الفور احد ابناء بلدي.‏ ولكنني لم اجد العزاء في الغنى المادي.‏

شيء اثمن

كانت قد مضت سنتان على وجودي في جنوب افريقيا عندما زار واحد من شهود يهوه مكان عملي وقدَّم لي مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس باللغة اليونانية.‏ وكان بينها كراسَا اين هم الموتى؟‏ والظلم،‏ متى سينتهي؟‏ وأتذكَّر جيدا بأيّ شوق قرأتهما،‏ حتى انني استظهرت كل الآيات المقتبسة.‏ وذات يوم قلت لأحد زملائي:‏ «لقد وجدت ما كنت ابحث عنه كل هذه السنين.‏ اتيت الى افريقيا من اجل الذهب،‏ ولكن عوض الذهب وجدتُ الألماس.‏»‏

بفرح عظيم عرفت ان اللّٰه له اسم شخصي،‏ يهوه،‏ وأن ملكوته قد تأسس في السموات،‏ وأننا نحيا في الايام الاخيرة لنظام الاشياء هذا.‏ (‏مزمور ٨٣:‏١٨؛‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢٤:‏٣-‏١٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ وكم كان مثيرا ان اتعلَّم ان ملكوت يهوه سيجلب بركات ابدية لكل عروق الجنس البشري!‏ والواقع الآخر الذي اثر فيّ هو ان هذه الحقائق الثمينة يُكرز بها حول الارض.‏ —‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ ١١:‏٦-‏٩؛‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

سرعان ما عرفت عنوان مكتب فرع جمعية برج المراقبة في كَيپ تاون وحصلت على مزيد من مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وسررت بشكل خصوصي بالحصول على نسختي الخاصة من الكتاب المقدس.‏ وما قرأته جعلني ارغب في تقديم شهادة.‏ فابتدأت ارسل مطبوعات الكتاب المقدس الى انسبائي،‏ اصدقائي،‏ ومعارفي في بلدتي الام ليكسوريون.‏ ومن خلال دروسي بدأت افهم تدريجيا انه لارضاء يهوه يجب ان ينذر المرء حياته له.‏ ففعلت ذلك على الفور في الصلاة.‏

وذات مرة،‏ حضرت اجتماعا لشهود يهوه،‏ ولكن لأنني لم اكن اعرف الانكليزية،‏ لم افهم كلمة.‏ وعندما علمت ان يونانيين كثيرين يعيشون في پورت اليزابيث،‏ انتقلت الى هناك،‏ ولكنني لم اجد شهودا يتكلمون اليونانية.‏ لذلك قررت ان اعود الى اليونان لأصير مبشِّرا كامل الوقت.‏ وأتذكَّر انني قلت في نفسي،‏ ‹سأعود الى اليونان حتى لو وصلت الى هناك شبه عارٍ.‏›‏

الخدمة كامل الوقت في اليونان

في ربيع سنة ١٩٣٤،‏ كنت على متن السفينة الخطّية الايطالية دويليو.‏ ووصلت الى مرسيليا في فرنسا،‏ وبعدما اقمت هناك عشرة ايام،‏ غادرت متوجِّها الى اليونان على متن سفينة الركاب پاتريس.‏ وفيما كنا في عرض البحر،‏ حدثت في السفينة مشاكل ميكانيكية،‏ وصدر الامر ليلا بإنزال قوارب النجاة الى البحر.‏ فتذكرت عندئذٍ ما كنت افكر فيه بشأن الوصول الى اليونان شبه عارٍ.‏ ولكن وصل اخيرا قارب قطر ايطالي وجرّنا نحو ناپولي في ايطاليا.‏ ثم وصلنا آخر الامر الى پيرييوس في اليونان.‏

من هناك توجَّهت الى اثينا حيث زرت مكتب فرع جمعية برج المراقبة.‏ وفي محادثة مع أثاناسيوس كاراناسيوس،‏ ناظر الفرع،‏ طلبت ان انال تعيينا للكرازة كامل الوقت.‏ وفي اليوم التالي كنت في طريقي الى الپيلوپونيز،‏ في الجزء الجنوبي من البر اليوناني الرئيسي.‏ وقد عُيِّنت لي هذه المنطقة كلها لتكون مقاطعتي الخاصة!‏

بحماس لا يوصف ابتدأت بعمل الكرازة،‏ ذاهبا من بلدة الى بلدة،‏ ومن قرية الى قرية،‏ ومن مزرعة الى مزرعة،‏ ومن بيت منعزل الى آخر.‏ وسرعان ما انضم اليّ مايكل ترياندافيلوپولوس،‏ الذي عمَّدني في صيف سنة ١٩٣٥ —‏ بعد ان ابتدأت بالخدمة كامل الوقت بأكثر من سنة!‏ لم تكن هنالك وسائل نقل عامة،‏ لذلك كنا نذهب سيرا على الاقدام الى كل مكان.‏ ومشكلتنا الكبرى كانت مقاومة رجال الدين الذين كانوا يفعلون ايّ شيء لإيقافنا.‏ ونتيجة لذلك صادفنا الكثير من التحامل.‏ ولكن رغم العقبات،‏ أُنجزت الشهادة،‏ وأُعلن اسم يهوه في كل مكان.‏

احتمال المقاومة

فيما كنت اكرز ذات صباح في منطقة اركاديا الجبلية،‏ وصلت الى قرية ماڠوليانا.‏ وبعد الشهادة هناك ساعة من الزمن،‏ سمعت اجراس الكنيسة فأدركتُ سريعا انها تُقرع لأجلي!‏ واجتمع الرعاع بقيادة ارشيمندريت ارثوذكسي يوناني (‏احد اعيان الكنيسة وهو ادنى رتبة من الاسقف)‏.‏ فسارعت الى اغلاق حقيبة الشهادة وصلّيت بصمت الى يهوه.‏ توجَّه الارشيمندريت،‏ تتبعه زمرة من الاولاد،‏ مباشرة نحوي.‏ وراح يصيح:‏ «هذا هو!‏ هذا هو!‏»‏

فشكَّل الاولاد حلقة ضيِّقة حولي،‏ وتقدَّم رجل الدين وابتدأ يدفعني بمعدته الكبيرة الناتئة ويقول انه لا يريد ان يلمسني بيديه ‹خشية ان اكون موبوءا.‏› ثم صرخ،‏ «اضربوه!‏ اضربوه!‏» ولكن في تلك اللحظة ظهر شرطي واقتادنا كلينا الى مركز الشرطة.‏ فحوكم رجل الدين بسبب تحريضه الرعاع وأُلزم تأدية غرامة قدرها ٣٠٠ دراخمة بالاضافة الى نفقات المحكمة.‏ أما انا فأُطلق سراحي.‏

عندما كنا نصل الى منطقة جديدة،‏ كنا نجعل بلدة كبيرة مركزا لنشاطنا،‏ ومن هناك كنا نغطّي كل المقاطعة الواقعة ضمن مسيرة اربع ساعات.‏ وهذا عنى ان نغادر قبل مطلع الفجر ونعود الى المنزل بعد حلول الظلام،‏ وعموما،‏ كنا نزور قرية او قريتين يوميا.‏ وبعد تغطية القرى المجاورة،‏ كنا نكرز في البلدة المركزية ثم ننتقل الى منطقة اخرى.‏ كثيرا ما كنا نُعتقَل لأن رجال الدين كانوا يهيِّجون الشعب ضدنا.‏ وفي منطقة پرناس،‏ في وسط اليونان،‏ لاحقني رجال الشرطة اشهرا.‏ غير انهم لم يقبضوا عليّ قط.‏

وذات يوم كنت اكرز مع الاخ ترياندافيلوپولوس في قرية موريكي في منطقة بيوتيا.‏ فقسمنا القرية قسمين،‏ وابتدأت انا بالعمل في المناطق الشديدة الانحدار،‏ لأنني كنت الاصغر سنا.‏ وفجأة سمعت صيحات من اسفل.‏ وفيما كنت اركض الى الاسفل،‏ قلت في نفسي،‏ ‹انهم يضربون الاخ ترياندافيلوپولوس.‏› كان القرويون مجتمعين في المقهى المحلي،‏ والكاهن يخبط الارض برجليه كثور غضبان.‏ وكان يصيح:‏ «هؤلاء يدعوننا ‹نسل الحية.‏›»‏

كان الكاهن قد كسر عكازا على رأس الاخ ترياندافيلوپولوس،‏ وكان الدم يسيل على وجهه.‏ وبعد ان نظَّفت الدم،‏ تمكَّنا من الذهاب.‏ وسرنا ثلاث ساعات حتى وصلنا الى مدينة طِيبة.‏ وهناك في مستوصف،‏ ضُمِّد الجرح.‏ وأخبرنا الشرطة بالحادثة،‏ فرُفعت دعوى قضائية.‏ ولكنَّ الكاهن كان له اصدقاء ذوو نفوذ فتبرَّأ اخيرا.‏

وفيما كنا نعمل في بلدة لوكاس،‏ «قبض» علينا أتباع احد القادة السياسيين في المنطقة وأحضرونا الى مقهى القرية،‏ حيث وجدنا نفسنا متَّهمين في محكمة غير شرعية التأمت مؤقتا.‏ فراح القائد السياسي ورجاله يحومون حولنا بالتناوب ويلقون خُطَبا —‏ بصخب ودون توقف —‏ مهدِّدين ايانا بقبضاتهم.‏ وكانوا جميعا سكارى.‏ واستمرت خُطَبهم المسهبة العنيفة ضدنا من الظهر حتى المغيب،‏ ولكننا بقينا هادئين ومبتسمين ونحن نعلن براءتنا ونصلّي الى يهوه اللّٰه بصمت طلبا للمساعدة.‏

وفي اول الليل اتى شرطيان لنجدتنا.‏ فأخذانا الى مركز الشرطة وأحسنا معاملتنا.‏ ولكي يبرِّر القائد السياسي اعماله،‏ اتى في اليوم التالي واتَّهمَنا بنشر دعاية مغرضة ضد ملك اليونان.‏ فأرسلتنا الشرطة برفقة رجلين الى بلدة لاميا لإجراء مزيد من التحقيقات.‏ فاحتُجِزنا سبعة ايام ثم أُخِذنا مكَّبَلي الايدي لنحاكَم في بلدة لاريسا.‏

كان اخوتنا المسيحيون في لاريسا ينتظروننا،‏ اذ كانوا قد علموا مسبقا بوصولنا.‏ والمحبة العظيمة التي اظهروها نحونا كانت شهادة رائعة للحراس.‏ ومحامينا،‏ وهو واحد من شهود يهوه ومقدَّم سابق،‏ كان مشهورا في البلدة.‏ وعندما اتى الى المحكمة ورافع في قضيتنا،‏ بان بُطل التُّهم الموجَّهة ضدنا وأُطلق سراحنا.‏

ادّى النجاح العام لكرازة شهود يهوه الى مقاومة مكثَّفة.‏ فصدرت سنة ١٩٣٨ و ١٩٣٩ قوانين تمنع الهداية،‏ وحوكمنا مايكل وأنا عشرات المرات بهذه التهمة.‏ وفي ما بعد،‏ نصحَنا مكتب الفرع بأن يعمل كلّ منا على حدة لكي لا نجذب انتباها كثيرا الى نشاطنا.‏ وجدت انه من الصعب عليّ ان اكون بلا رفيق.‏ ولكنني وثقت بيهوه وغطَّيت سيرا على الاقدام مناطق اتيكا،‏ بيوتيا،‏ ثايوتِس،‏ يوبيا،‏ إيتوليا،‏ اكارنانيا،‏ يورِتينيا،‏ ومنطقة الپيلوپونيز.‏

وما ساعدني خلال هذه الفترة كان الكلمات الجميلة للمرنِّم الملهم التي تعرب عن الثقة بيهوه:‏ «بك اقتحمت جيشا وبإلهي تسوَّرت اسوارا.‏ الاله الذي يمنطقني بالقوة ويصيِّر طريقي كاملا.‏ الذي يجعل رجليّ كالايَّل وعلى مرتفعاتي يقيمني.‏» —‏ مزمور ١٨:‏٢٩،‏ ٣٢،‏ ٣٣‏.‏

سنة ١٩٤٠،‏ اعلنت ايطاليا الحرب على اليونان،‏ وبُعيد ذلك اجتاحت الجيوش الالمانية البلد.‏ فأُعلنت الاحكام العرفية،‏ وحُظرت كتب جمعية برج المراقبة.‏ كانت تلك الاوقات عصيبة على شهود يهوه في اليونان؛‏ ومع ذلك ازداد عددهم على نحو مذهل —‏ من ١٧٨ شاهدا سنة ١٩٤٠ الى ٧٧٠‏,١ بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٤٥!‏

الخدمة في بيت ايل

سنة ١٩٤٥،‏ دُعيتُ الى الخدمة في مكتب فرع شهود يهوه في اثينا.‏ وبيت ايل،‏ الذي معناه «بيت اللّٰه،‏» كان آنذاك بيتا مُستأجَرا في لومباردو ستريت.‏ كانت المكاتب في الطابق الاول،‏ والمطبعة في الطابق السفلي.‏ وكانت تتألف من مطبعة صغيرة ومكنة تشذيب.‏ وكان فريق الطباعة مؤلَّفا في بادئ الامر من شخصين فقط،‏ ولكن سرعان ما ابتدأ متطوعون آخرون يأتون من بيوتهم ليساعدوا في العمل.‏

استعدنا الاتصال بالمركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة في بروكلين،‏ نيويورك،‏ سنة ١٩٤٥،‏ وفي تلك السنة ابتدأنا نطبع من جديد برج المراقبة على اساس قانوني في اليونان.‏ ثم في سنة ١٩٤٧،‏ نقلنا فرعنا الى ١٦ تِنِدو ستريت،‏ ولكنّ المطبعة بقيت في لومباردو ستريت.‏ وفي ما بعد نُقلت المطبعة من لومباردو ستريت الى معمل يملكه شاهد على بُعد نحو خمسة كيلومترات (‏٣ اميال)‏.‏ وهكذا كنا لبعض الوقت نقوم برحلات مكّوكية بين ثلاثة مواقع.‏

اتذكَّر كيف كنت اغادر مكان سكننا في تِنِدو ستريت قبل طلوع الفجر وأذهب الى المطبعة.‏ وبعد العمل هناك حتى الساعة الواحدة ظهرا،‏ كنت اذهب الى لومباردو ستريت حيث كانت تؤخذ الاوراق التي طبعناها.‏ وهناك كانت تُطوى لتصير مجلات،‏ تُخاط،‏ وتُشذَّب يدويا.‏ وفي ما بعد كنا نأخذ المجلات الجاهزة الى مكتب البريد،‏ نحملها الى الطابق الثالث،‏ ونساعد العاملين في مكتب البريد على فرزها ووضع الطوابع البريدية على الظروف لإرسالها بالبريد.‏

في سنة ١٩٥٤،‏ كان عدد الشهود في اليونان قد تجاوز الـ‍ ٠٠٠‏,٤،‏ وكانت تلزم تسهيلات اوسع.‏ لذلك انتقلنا الى بيت ايل جديد يتألف من ثلاثة طوابق في وسط مدينة اثينا في كارتالي ستريت.‏ وسنة ١٩٥٨،‏ طُلب مني ان اكون مسؤولا عن المطبخ،‏ وبقيت في هذه المسؤولية حتى سنة ١٩٨٣.‏ وفي تلك الاثناء،‏ سنة ١٩٥٩،‏ تزوَّجت إلِفثاريا،‏ التي تبيّن انها رفيقة وليّة مساعدة في خدمة يهوه.‏

احتمال المقاومة من جديد

سنة ١٩٦٧ تقلّد مجلس عسكري زمام السلطة،‏ وفُرضت القيود من جديد على عملنا الكرازي.‏ ولكن بسبب خبرتنا السابقة في مواجهة الحظر على نشاطاتنا،‏ تكيّفنا سريعا وتابعنا العمل بنجاح سرا.‏

عقدنا اجتماعاتنا في بيوت خاصة وكنا حذرين في خدمتنا من باب الى باب.‏ ولكنّ اخوتنا كانوا يُعتقَلون قانونيا وكان عدد الدعاوى القضائية يتضاعف.‏ فكان محامونا يتنقّلون باستمرار للاهتمام بالمحاكمات التي كانت تُعقَد في مختلف انحاء البلد.‏ ورغم المقاومة،‏ ظلّ معظم الشهود قانونيين في نشاطهم الكرازي،‏ وخصوصا في نهايات الاسابيع.‏

وعادةً بعد انهاء كرازتنا في يوم سبت او احد،‏ كنا نتحقق هل فُقد احد من فرقنا.‏ والمفقودون يكونون عموما موقوفين في اقرب مركز للشرطة.‏ فكنا نحمل اليهم الاغطية والطعام ونشجّعهم.‏ وكنا نُعلِم ايضا محامينا،‏ فكانوا يمثلون يوم الاثنين امام المدّعي العام للمدافعة عن المحتجَزين.‏ وكنا نواجه هذه الحالة بفرح لأننا كنا نتألم في سبيل الحق!‏

وخلال الحظر،‏ توقفت عمليات الطباعة في بيت ايل.‏ وصار البيت الذي نسكن فيه إلِفثاريا وأنا في ضواحي اثينا شبه مطبعة.‏ فكانت إلِفثاريا تطبع نسخا من مقالات برج المراقبة مستخدمةً آلة كاتبة ثقيلة الوزن.‏ وكانت تضع عشر اوراق معا في الآلة الكاتبة،‏ وكان عليها ان تضرب بقوة لكي تنطبع الاحرف.‏ ثم كنت اجمع الصفحات وأخيطها معا.‏ وكل مساء،‏ كان هذا العمل يستمر حتى منتصف الليل.‏ وكان شرطيّ يسكن في الطابق تحتنا،‏ وما زلنا نتساءل لماذا لم يشكّ قط في الامر.‏

الفرح بالتوسُّع المستمر

استعادت اليونان ديموقراطيتها سنة ١٩٧٤،‏ وصار عملنا الكرازي يُنجَز من جديد بشكل علني اكثر.‏ ولكن خلال السنوات السبع التي حُظر فيها عملنا،‏ تمتعنا بزيادة رائعة بلغت اكثر من ٠٠٠‏,٦ شاهد جديد،‏ ففاق المجموع الـ‍ ٠٠٠‏,١٧ منادٍ بالملكوت.‏

واستأنفنا ايضا نشاط طباعتنا قانونيا في مباني الفرع.‏ ونتيجة لذلك،‏ سرعان ما صارت تسهيلات بيت ايل في كارتالي ستريت صغيرة جدا.‏ فاشتُريت ارض مساحتها هكتار واحد (‏٥‏,٢ اكر)‏ في ماروسي،‏ احدى ضواحي اثينا.‏ وبُنيت مباني بيت ايل الجديدة التي شملت ٢٧ غرفة نوم،‏ معملا،‏ مكاتب،‏ وتسهيلات اخرى.‏ ودُشّنت هذه المباني في تشرين الاول ١٩٧٩.‏

وعلى مر الوقت،‏ صرنا بحاجة الى مكان اوسع.‏ فاشتُريت قطعة ارض مساحتها ٢٢ هكتارا (‏٥٤ اكرا)‏ تبعد عن اثينا شمالا نحو ٦٠ كيلومترا (‏٤٠ ميلا)‏.‏ وهي تقع في إلِيونا،‏ في منحدر تلة يطلّ على جبال ووديان ريّا.‏ وهناك في نيسان سنة ١٩٩١،‏ دشّنّا تسهيلا اكبر بكثير يضمّ ٢٢ منزلا،‏ يتّسع كلّ منها لثمانية اشخاص.‏

بعد قضاء اكثر من ٦٠ سنة في الخدمة كامل الوقت،‏ ما زلت انعم بصحة جيدة.‏ ويفرحني انني ‹أُثمر في الشيبة.‏› (‏مزمور ٩٢:‏١٤‏)‏ وأنا شاكر ليهوه بشكل خصوصي انني عشت لأرى بأم عيني الزيادة العظيمة في عدد عبّاده الحقيقيين.‏ وقد انبأ النبي اشعياء بمثل هذه الزيادة:‏ «تنفتح ابوابكِ دائما.‏ نهارا وليلا لا تُغلَق.‏ ليؤتى اليكِ بغنى الامم.‏» —‏ اشعياء ٦٠:‏١١‏.‏

وما ابدع رؤية الملايين من كل الامم يتدفقون على هيئة يهوه ويتعلّمون كيف ينجون من الضيقة العظيمة الى عالم اللّٰه الجديد!‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وبكل صدق يمكنني ان اقول ان الخدمة كامل الوقت كانت بالنسبة اليّ اثمن من ايّ شيء يقدّمه هذا العالم.‏ نعم،‏ لقد وجدت لا كنوز الذهب،‏ بل ألماسا روحيا اغنى حياتي الى حدّ يفوق الوصف.‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢٣]‏

ميخاليس وإلِفثاريا كاميناريس

‏(‏الى اليمين)‏ المطبعة في لومباردو ستريت

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة