مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٨ ١/‏١٠ ص ٨-‏١٣
  • ‏‹يهوه اله رحيم ورؤوف›‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏‹يهوه اله رحيم ورؤوف›‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ابن متمرد يترك البيت
  • اليأس في كورة بعيدة
  • الابن الضال يرجع الى نفسه
  • استقبال مؤثِّر
  • تمثَّلوا برحمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • ترحيب حار باولئك العائدين
    النجاة الى ارض جديدة
  • قصة ابن ضال
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
  • كيف يمكنني ان اقوِّم حياتي؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
ب٩٨ ١/‏١٠ ص ٨-‏١٣

‏‹يهوه اله رحيم ورؤوف›‏

‏«الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء».‏ —‏ خروج ٣٤:‏٦‏.‏

١ (‏أ)‏ ايّ عزاء يزوِّده الكتاب المقدس للذين يرون شخصا يحبونه يشرد عن العبادة النقية؟‏ (‏ب)‏ ما هي نظرة يهوه الى الذين زلّوا؟‏

‏«قالت لي ابنتي انها لم تعد تريد ان تكون جزءا من الجماعة المسيحية»،‏ هذا ما قاله اب مسيحي.‏ وتابع ايضا ليقول:‏ «فشعرت طوال ايام،‏ لا بل اسابيع،‏ وحتى اشهر بألم مبرِّح في جسدي.‏ وكان احساسي هذا اسوأ من الموت».‏ من المحزن حقا ان نرى شخصا نحبه يشرد عن طريق العبادة النقية.‏ فهل مررتم بهذا الوضع؟‏ في هذه الحال،‏ ستجدون عزاء بأن تعرفوا ان يهوه يتعاطف معكم.‏ (‏خروج ٣:‏٧؛‏ اشعياء ٦٣:‏٩‏)‏ ولكن ما هي نظرته الى الذين زلّوا؟‏ يُظهِر الكتاب المقدس ان يهوه يدعوهم برحمة ان يستردوا رضاه.‏ فقد ناشد اليهود المتمردين ايام ملاخي:‏ «ارجعوا اليَّ أرجع اليكم».‏ —‏ ملاخي ٣:‏٧‏.‏

٢ كيف يُظهِر الكتاب المقدس ان الرحمة جزء لا يتجزأ من شخصية يهوه؟‏

٢ جرى إبراز رحمة اللّٰه لموسى على جبل سيناء.‏ فهناك،‏ كشف يهوه انه «اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء».‏ (‏خروج ٣٤:‏٦‏)‏ يشدِّد هذا الاعلان ان الرحمة هي جزء لا يتجزأ من شخصية يهوه.‏ فهو،‏ كما كتب الرسول المسيحي بطرس،‏ يشاء «ان يُقبِل الجميع الى التوبة».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ ولكن طبعا،‏ ليست رحمة اللّٰه بلا حدود.‏ قيل لموسى:‏ ‹لا يعفي المذنب من العقاب›.‏ (‏خروج ٣٤:‏٧‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ ولكنَّ «اللّٰه محبة»،‏ والرحمة هي وجه بارز لهذه الصفة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨؛‏ يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ فيهوه «لا يحفظ الى الابد غضبه»،‏ وهو «يُسَرّ بالرأفة».‏ —‏ ميخا ٧:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

٣ كيف تباينت نظرة يسوع الى الرحمة مع نظرة الكتبة والفريسيين؟‏

٣ كان يسوع انعكاسا تاما لشخصية ابيه السماوي.‏ (‏يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وتعامله الرحيم مع الاثمة لم يكن تغاضيا عن اخطائهم بل تعبيرا عن المشاعر الرقيقة نفسها التي اظهرها للمرضى جسديا.‏ (‏قارنوا مرقس ١:‏٤٠،‏ ٤١‏.‏)‏ وقد صنَّف الرحمة مع «اثقل» ما في ناموس اللّٰه.‏ (‏متى ٢٣:‏٢٣‏)‏ وبالتباين،‏ فكِّروا في الكتبة والفريسيين الذين غالبا ما كان مفهومهم المتمسك بالحرف للعدل لا يترك ايّ مجال للرحمة.‏ فعندما رأوا يسوع يتعامل مع الخطاة،‏ تذمروا قائلين:‏ «هذا يقبَل خطاة ويأكل معهم».‏ (‏لوقا ١٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فأجاب يسوع متَّهميه بتقديم ثلاثة ايضاحات،‏ يشدِّد كلٌّ منها على رحمة اللّٰه.‏

٤ ايّ ايضاحَين يرويهما يسوع،‏ وماذا كان الهدف من كلٍّ منهما؟‏

٤ اولا،‏ اخبر يسوع عن رجل ترك ٩٩ خروفا ليبحث عن واحد ضائع.‏ وإلامَ كان يرمي؟‏ «يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة».‏ ثم اخبر عن امرأة فتَّشت عن درهم ضائع وفرحت عندما وجدته.‏ وماذا كان التطبيق؟‏ «يكون فرح قدام ملائكة اللّٰه بخاطئ واحد يتوب».‏ وإيضاح يسوع الثالث كان على شكل مثل.‏a وقد اعتبره كثيرون اروع قصة قصيرة رُويت على الاطلاق.‏ وسيساعدنا التأمل في هذا المثل على تقدير رحمة اللّٰه والاقتداء بها.‏ —‏ لوقا ١٥:‏٣-‏١٠‏.‏

ابن متمرد يترك البيت

٥،‏ ٦ كيف اعرب الابن الاصغر في ايضاح يسوع الثالث عن قلة تقدير فادحة؟‏

٥ ‏«انسان كان له ابنان.‏ فقال اصغرهما لأبيه يا ابي أعطني القسم الذي يصيبني من المال.‏ فقسم لهما معيشته.‏ وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذَّر ماله بعيش مُسرِف».‏ —‏ لوقا ١٥:‏١١-‏١٣‏.‏b

٦ هنا اعرب الابن الاصغر عن قلة تقدير فادحة.‏ اولا،‏ طلب ميراثه،‏ ثم بذَّره «بعيش مُسرِف».‏ وتُترجم هذه العبارة عن كلمة يونانية تعني «عيشة خليعة».‏ يقول احد العلماء ان الكلمة «تدل على اقصى درجات الانحلال الخلقي».‏ فلا عجب ان يكون الشاب في مثل يسوع معروفا عامة بالابن الضال.‏

٧ مَن اليوم يشبهون الابن الضال،‏ ولماذا يسعى كثيرون وراء الاستقلال في «كورة بعيدة»؟‏

٧ وهل هنالك اشخاص اليوم كالابن الضال؟‏ نعم.‏ من المؤسف ان عددا قليلا نسبيا تركوا ‹البيت› الآمن الذي لأبينا السماوي يهوه.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ والبعض منهم يشعر بأن محيط بيت اللّٰه يقيِّد حريته،‏ ان عين يهوه الساهرة هي عائق اكثر مما هي حماية.‏ (‏قارنوا مزمور ٣٢:‏٨‏.‏)‏ خذوا على سبيل المثال امرأة مسيحية تربت بحسب مبادئ الكتاب المقدس ولكنها انغمست لاحقا في اساءة استعمال الكحول والمخدِّرات.‏ تقول وهي تسترجع ما حدث في تلك الفترة المظلمة من حياتها:‏ «اردت ان اثبت انه بإمكاني ان اعيش حياة افضل.‏ اردت ان افعل ما اشاء ولم ارد ان يقول لي احد خلاف ذلك».‏ فسعت هذه الشابة كالابن الضال وراء الاستقلال.‏ ومن المؤسف ان عاداتها غير المنسجمة مع الاسفار المقدسة تسببت بطردها من الجماعة المسيحية.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١١-‏١٣‏.‏

٨ (‏أ)‏ اية مساعدة يمكن تقديمها للذين يرغبون في العيش حياة تخالف مقاييس اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان يفكر الشخص مليًّا في اختياره في مسألة العبادة؟‏

٨ انه لَيحزّ في القلب حقا ان يُظهِر احد الرفقاء المؤمنين رغبة في العيش حياة تخالف مقاييس اللّٰه.‏ (‏فيلبي ٣:‏١٨‏)‏ عندئذ،‏ يجاهد الشيوخ وذوو المؤهلات الروحية الآخرون ليصلحوا الخاطئ.‏ (‏غلاطية ٦:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن لا يُجبَر احد على قبول النير الناتج عن كونه تلميذا مسيحيا.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠؛‏ ١٦:‏٢٤‏)‏ وحتى الاحداث يجب ان يقوموا باختيار شخصي في مسألة العبادة عندما يصبحون راشدين.‏ فنحن جميعا احرار ادبيا وسنعطي عن انفسنا حسابا للّٰه.‏ (‏رومية ١٤:‏١٢‏)‏ وطبعا،‏ ‹سنحصد ما نزرعه›.‏ وهذا هو الدرس الذي سرعان ما كان سيتعلمه الابن الضال في مثل يسوع.‏ —‏ غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏

اليأس في كورة بعيدة

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ايّ تغيير في الظروف مرَّ به الابن الضال،‏ وماذا كان ردّ فعله؟‏ (‏ب)‏ أوضحوا كيف يقع الذين يهجرون اليوم العبادة الحقة في مأزق مماثل لمأزق الابن الضال.‏

٩ ‏«فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج.‏ فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فأرسله الى حقوله ليرعى خنازير.‏ وكان يشتهي ان يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله.‏ فلم يعطه احد».‏ —‏ لوقا ١٥:‏١٤-‏١٦ .‏

١٠ رغم ان الابن الضال كان معدِما،‏ لم يفكر في العودة الى البيت.‏ ولكنه التقى احد المواطنين الذي جعله يعمل راعيا للخنازير.‏ وبما ان الناموس الموسوي ينص على ان الخنازير حيوانات نجسة،‏ لم يكن اليهود على الارجح ليقبلوا هذا الاستخدام.‏ (‏لاويين ١١:‏٧،‏ ٨‏)‏ ولكن اذا أحس الابن الضال بتأنيب الضمير،‏ كان عليه ان يسكته.‏ فلا يُعقل ان يتوقع من مستخدِمه،‏ وهو مواطن محلي،‏ ان يُعنى بمشاعر اجنبي بائس.‏ ومأزق الابن الضال هو كمأزق كثيرين اليوم ممن يهجرون طريق العبادة النقية المستقيم.‏ وغالبا ما يتورط امثال هؤلاء في نشاطات كانوا يعتبرونها سابقا مخزية.‏ مثلا،‏ هجر شاب،‏ عندما كان عمره ١٧ سنة،‏ المبادئ المسيحية التي تربى عليها.‏ يعترف:‏ «لقد محا الفساد الادبي واساءة استعمال المخدِّرات سنوات من تعاليم الكتاب المقدس».‏ وسرعان ما زُجَّ به في السجن بتهمة السرقة المسلَّحة والقتل.‏ ورغم انه لاحقا تعافى روحيا،‏ كان الثمن الذي اضطر ان يدفعه لقاء «تمتع وقتي بالخطية» باهظا.‏ —‏ قارنوا عبرانيين ١١:‏٢٤-‏٢٦‏.‏

١١ ماذا زاد الطين بلّة في مأزق الابن الضال،‏ وكيف وجد البعض اليوم ان اغراءات العالم هي ‹خداع باطل›؟‏

١١ وما زاد الطين بلّة في مأزق الابن الضال هو انه «لم يعطه احد» شيئا.‏ فأين هم اصدقاؤه الجدد؟‏ الآن وقد اصبح بلا مال،‏ كان كما لو انه ‹مُبغَض› منهم.‏ (‏امثال ١٤:‏٢٠‏)‏ وبشكل مماثل،‏ يكتشف كثيرون اليوم ممَّن يشردون عن الايمان ان اغراءات وأفكار هذا العالم هي بمثابة ‹خداع باطل›.‏ (‏كولوسي ٢:‏٨‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ تقول شابة تركت هيئة اللّٰه فترة من الوقت:‏ «عانيت الكثير من الالم والحزن دون ارشاد يهوه».‏ وتابعت:‏ «حاولت ان اتكيف مع العالم،‏ ولكنهم رفضوني لأنني لم اكن حقا كالباقين.‏ فشعرت وكأنني ولد تائه بحاجة الى اب يرشده.‏ عندئذ ادركت انني بحاجة الى يهوه.‏ ولم اعد اريد ان احيا باستقلال عنه».‏ وهذا ايضا ما ادركه الابن الضال في ايضاح يسوع.‏

الابن الضال يرجع الى نفسه

١٢،‏ ١٣ اية عوامل تساعد البعض اليوم على الرجوع الى نفسهم؟‏ (‏انظروا الاطار.‏)‏

١٢ ‏«فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا اهلك جوعا.‏ اقوم وأذهب الى ابي وأقول له يا ابي اخطأت الى السماء وقدامك.‏ ولست مستحقا بعد ان أُدعى لك ابنا.‏ اجعلني كأحد أجراك.‏ فقام وجاء الى ابيه».‏ —‏ لوقا ١٥:‏١٧-‏٢٠‏.‏

١٣ لقد «رجع» الابن الضال «الى نفسه».‏ فقد كان لفترة من الوقت منغمسا في السعي وراء الملذات،‏ كما لو انه في دنيا الاحلام.‏ ولكنه صار الآن يدرك حالته الروحية الحقيقية.‏ فرغم انه سقط،‏ كان لا يزال هنالك امل له.‏ فكان يمكن ان توجد فيه امور صالحة.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٦‏؛‏ قارنوا ٢ أخبار الايام ١٩:‏٢،‏ ٣‏.‏)‏ وماذا عن الذين يتركون رعية اللّٰه اليوم؟‏ أمن المنطقي الاستنتاج انهم كلهم بلا امل،‏ وأن مسلك تمردهم يُظهِر في جميع الحالات انهم اخطأوا الى روح اللّٰه القدس؟‏ (‏متى ١٢:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ ليس بالضرورة.‏ فبعضهم يتعذبون من جراء مسلك عصيانهم،‏ وبعد فترة يرجع كثيرون منهم الى نفسهم.‏ تقول اخت وهي تتذكر حين ابتعدت عن هيئة اللّٰه:‏ «لم انسَ يهوه اطلاقا،‏ حتى ولو ليوم واحد».‏ وتتابع قائلة:‏ «كنت اصلي دائما ان يقبل رجوعي الى الحق بطريقة ما ويوما ما».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٧٦‏.‏

١٤ علامَ صمم الابن الضال،‏ وكيف اظهر الاتضاع بذلك؟‏

١٤ ولكن ماذا يمكن ان يفعل الذين شردوا بشأن حالتهم؟‏ في مثل يسوع،‏ قرر الابن الضال ان يعود الى البيت ويلتمس غفران ابيه.‏ وصمم ان يقول:‏ «اجعلني كأحد أجراك».‏ كان الاجير عاملا يتقاضى اجره كل يوم بيومه.‏ لذلك كان يمكن ان يُصرَف بناء على إشعار يُعطى له قبل يوم واحد.‏ فكانت مكانته ادنى من مكانة العبد الذي كان نوعا ما كفرد من العائلة.‏ لذلك لم يكن في نية الابن الضال ان يطلب اعادته الى مكانته السابقة كابن.‏ وكان مستعدا لقبول ادنى مركز ليثبت ولاءه من جديد لأبيه يوما بعد يوم.‏ ولكن كانت هنالك مفاجأة بانتظاره.‏

استقبال مؤثِّر

١٥-‏١٧ (‏أ)‏ ماذا كان ردّ فعل الاب عندما رأى ابنه؟‏ (‏ب)‏ ماذا تمثل الحُلة والخاتم والحذاء التي اعطاها الاب لابنه؟‏ (‏ج)‏ ماذا يُظهِر إعداد الاب وليمة؟‏

١٥ ‏«وإذ كان لم يزل بعيدا رآه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله.‏ فقال له الابن يا ابي اخطأتُ الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان أُدعى لك ابنا.‏ فقال الاب لعبيده أخرجوا الحُلة الاولى [‏‏«افخر حُلة»،‏ ي‌ج‏] وألبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رِجليه.‏ وقدِّموا العجل المسمَّن واذبحوه فنأكل ونفرح.‏ لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوُجد.‏ فابتدأوا يفرحون».‏ —‏ لوقا ١٥:‏٢٠-‏٢٤‏.‏

١٦ ان كلّ والد محبّ يتوق ان يتعافى ولده روحيا.‏ لذلك يمكننا ان نتخيل ابا الابن الضال وهو يحدِّق الى طريق بيته،‏ راجيا من كل قلبه عودة ابنه.‏ وها هو الآن يرى ابنه قادما في الطريق!‏ ورغم ان مظهر الشاب قد تغير دون شك،‏ يعرفه الاب فيما «لم يزل بعيدا».‏ فهو يرى ابعد من الثياب الرَّثة والروح المنسحقة؛‏ انه يرى ابنه،‏ فيركض للقائه!‏

١٧ عندما وصل الاب الى ابنه،‏ وقع على عنقه وقبَّله بحنان.‏ ثم امر عبيده ان يعطوا ابنه حُلة وخاتما وحذاء.‏ لم تكن هذه الحُلة مجرد قطعة ثياب عادية،‏ بل كانت «افخر حُلة» —‏ ربما رداء غنيا بالتطريز من النوع الذي يُقدَّم لتكريم الضيف.‏ وبما ان العبيد لم يلبسوا عادة الخواتم والاحذية،‏ كان الاب يُظهِر ان عودة ابنه كعضو فعلي في العائلة مرحَّب بها.‏ وقد فعل اكثر من ذلك ايضا.‏ فقد امر بإعداد وليمة للاحتفال بعودة ابنه.‏ فمن الواضح ان هذا الرجل لم يغفر لابنه على مضض او لمجرد ان عودة ابنه ألزمته بذلك؛‏ فقد اراد ان يمنح الغفران لأنه فرح بذلك.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ ماذا يعلِّمكم مثل الابن الضال عن يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف «ينتظر» يهوه عودة الخاطئ،‏ كما تُظهِر تعاملاته مع يهوذا وأورشليم؟‏

١٨ ماذا تعلَّمنا حتى الآن من مثل الابن الضال عن اللّٰه الذي لنا امتياز عبادته؟‏ اولا،‏ ان يهوه «رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء».‏ (‏خروج ٣٤:‏٦‏)‏ حقا،‏ ان الرحمة صفة بارزة عند اللّٰه.‏ انها ردّ فعله الطبيعي تجاه المحتاجين.‏ ويعلِّمنا مثل يسوع ان يهوه «غفور».‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥‏)‏ فهو متيقظ ليرى ايّ تغيير في القلب من جهة البشر الخطاة يمكن ان يزوِّده بأساس لإظهار الرحمة.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ١٢:‏١٢؛‏ ١٦:‏٩‏.‏

١٩ خذوا على سبيل المثال تعاملات اللّٰه مع اسرائيل.‏ اوحى يهوه الى النبي اشعياء بأن يصف يهوذا وأورشليم بأنهما ‹مريضتان من الرأس الى اسفل القدم›.‏ ولكنه قال ايضا:‏ «‏ينتظر الرب ليترأف عليكم ولذلك يقوم ليرحمكم».‏ (‏اشعياء ١:‏٥،‏ ٦؛‏ ٣٠:‏١٨؛‏ ٥٥:‏٧؛‏ حزقيال ٣٣:‏١١‏)‏ فتماما كالاب في مثل يسوع،‏ وكأن يهوه ‹يراقب الطريق›.‏ فهو يتوق بشدة الى عودة كلّ مَن ترك بيته.‏ أوليس هذا ما نتوقعه من اب محب؟‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏١٣‏.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ كيف تجتذب رحمة اللّٰه كثيرين اليوم؟‏ (‏ب)‏ ما هو موضوع المناقشة في المقالة التالية؟‏

٢٠ ان رحمة يهوه تجتذب سنويا كثيرين ليرجعوا الى نفسهم ويعودوا الى العبادة الحقة.‏ وكم يجلب ذلك الفرح لأحبائهم!‏ خذوا مثلا الاب المسيحي المذكور في المستهل.‏ من المفرح ان ابنته تعافت روحيا وهي تخدم الآن كامل الوقت.‏ يقول:‏ «انا اسعد ما يمكن في نظام الاشياء القديم هذا».‏ ويتابع:‏ «لقد تحولت دموع الحزن الى دموع الفرح».‏ ولا شك ان يهوه يفرح ايضا.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

٢١ ولكن هنالك المزيد حول مثل الابن الضال.‏ لقد تابع يسوع قصته ليتمكن من مقارنة رحمة يهوه بالموقف الصارم والانتقادي الشائع بين الكتبة والفريسيين.‏ فكيف صنع هذه المقارنة،‏ وماذا يعنيه ذلك لنا،‏ هما موضوع المناقشة في المقالة التالية.‏

‏[الحاشيتان]‏

a ان الامثال والايضاحات الاخرى التي يرويها الكتاب المقدس ليست بالضرورة شيئا حدث فعلا.‏ وكذلك،‏ بما ان هدف هذه القصص تعليم درس اخلاقي،‏ فليس هنالك ضرورة الى البحث عن معنى مجازي لكل التفاصيل.‏

b ان المغزى النبوي لهذا المثل يُناقش في برج المراقبة،‏ عدد ١٥ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٨٩،‏ الصفحتين ١٦،‏ ١٧‏.‏

على سبيل المراجعة

◻ كيف تباين موقف يسوع من الرحمة مع موقف الفريسيين؟‏

◻ مَن اليوم يشبهون الابن الضال،‏ وكيف؟‏

◻ اية ظروف ارجعت الابن الضال الى نفسه؟‏

◻ كيف اظهر الاب الرحمة لابنه التائب؟‏

‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

رجعوا الى نفسهم

ماذا ساعد بعض الذين طُردوا ذات مرة من الجماعة المسيحية ان يرجعوا الى نفسهم؟‏ تلقي التعليقات التالية ضوءا على المسألة.‏

«في قرارة نفسي كنت لا ازال اعرف اين هو الحق.‏ فقد اثَّرت فيَّ سنوات من درس الكتاب المقدس والذهاب الى الاجتماعات المسيحية تأثيرا عميقا.‏ فكيف كان بإمكاني،‏ بعد كل ذلك،‏ ان ادير ظهري ليهوه؟‏!‏ فهو لم يتركني،‏ بل انا التي تركته.‏ وأخيرا اعترفت كم كنت مخطئة وعنيدة وبأن كلمة يهوه كانت دائما محقة في قولها انكم ‹تحصدون ما تزرعون›».‏ —‏ ك.‏ و.‏

«كم تأثرت عندما ابتدأت طفلتي تتكلم!‏ فقد اردت ان اعلِّمها امورا مثل مَن هو يهوه وكيف تصلي اليه.‏ فلم يعد يغمض لي جفن.‏ وفي وقت متأخر ذات ليلة ذهبت الى احدى الحدائق ورحت ابكي وأصلي الى يهوه لأول مرة بعد فترة انقطاع طويلة.‏ وكل ما كنت افكر فيه هو انني بحاجة ان يدخل يهوه مجددا في حياتي وتمنيت لو يسامحني».‏ —‏ ج.‏ ه‍.‏

«عندما كان يُثار موضوع الدين،‏ كنت اقول للناس انه اذا كنت سأنتقي الدين الذي يعلِّم الحق،‏ يجب ان اكون من شهود يهوه.‏ ثم كنت اقول انني كنت واحدة منهم،‏ ولكنني لم استطع ان اعيش وفق المقاييس،‏ لذلك تركت.‏ وكثيرا ما كان ذلك يجعلني اشعر بالذنب والتعاسة.‏ وأخيرا اعترفت:‏ ‹انا حزينة.‏ يلزم ان اقوم بتغييرات جذرية›».‏ —‏ ك.‏ ن.‏

«منذ خمس وثلاثين سنة فُصلت انا وزوجي.‏ ثم في سنة ١٩٩١ سرَّتنا المفاجأة ان يزورنا شيخان اعلمانا بإمكانية رجوعنا الى يهوه.‏ وبعد ستة اشهر،‏ ابتهجنا بإعادتنا الى الجماعة.‏ زوجي عمره الآن ٧٩ سنة وأنا ٦٣ ».‏ —‏ ك.‏ أ.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة