مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٥ ١/‏٤ ص ٢٠-‏٢٤
  • يتيم لا معين له يجد ابا محبًّا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يتيم لا معين له يجد ابا محبًّا
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • من لاجئ الى يتيم
  • وجدت الاجوبة في الكتاب المقدس
  • العثور على عائلة محبة
  • المقاومة تؤدي الى نتائج عكسية
  • ثمانية سجون في عشر سنوات
  • النمو روحيا بفضل معشر اخوة مسيحي
  • اكثر من ٥٠ سنة من ‹العبور›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • ارضاء يهوه هو اهتمامي الاول
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • الخدمة تحت يد يهوه الحبية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • منح يهوه ما يستحقه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
ب٠٥ ١/‏٤ ص ٢٠-‏٢٤

قصة حياة

يتيم لا معين له يجد ابا محبًّا

كما رواها ديمترس سيديروپولُس

دفع الضابط البندقية نحوي وصاح في وجهي قائلا:‏ «هيّا!‏ خذ البندقية وأطلق النار».‏ لكنني رفضتُ بهدوء.‏ وفجأة بدأَت الرصاصات من مسدس الضابط تئزّ فوق كتفي،‏ فيما كان الجنود الآخرون يشاهدون ما يحدث والرعب بادٍ على وجوههم.‏ شعرتُ حينئذ ان موتي بات وشيكا،‏ لكنني كنت مخطئا.‏ ولم تكن هذه المرة الاولى التي تتعرض فيها حياتي للخطر.‏

كانت عائلتي تنتمي الى اقلية إثْنِية تعيش قرب قيصرية في كبَّدوكية بتركيا.‏ وعلى ما يبدو،‏ اعتنق بعض الاشخاص في تلك المنطقة الدين المسيحي في القرن الاول بعد الميلاد.‏ (‏اعمال ٢:‏٩‏)‏ ولكن بحلول القرن العشرين شهدت الاوضاع في تلك المنطقة تغيّرا جذريا.‏

من لاجئ الى يتيم

ولدتُ سنة ١٩٢٢.‏ وبعد اشهر قليلة من ولادتي ارغمت الصراعات الإثْنِية عائلتي على الفرار من تركيا واللجوء الى اليونان.‏ وبما ان الخوف تملَّك والديّ،‏ غادرا البلد صفر الايدي ولم يحملا معهما شيئا سواي انا طفلهما الرضيع.‏ وبعد ان ذاقا الامرّين،‏ وصلا بحالة يُرثى لها الى قرية كيريا قرب مدينة دراما شمال اليونان.‏

مات والدي بعد ولادة اخي الاصغر،‏ وكنت حينذاك في الرابعة من عمري.‏ لم يكن ابي قد تجاوز السابعة والعشرين،‏ لكنّ الشقاء الذي عاناه في تلك الاوقات العصبية سلبه عافيته.‏ بعد وفاة ابي،‏ واجهتْ والدتي محنا شديدة وسرعان ما ماتت هي ايضا.‏ فعشنا انا وأخي في فقر مدقع ورحنا ننتقل من دار ايتام الى اخرى.‏ وفي الثانية عشرة من عمري وصلت الى دار ايتام في سالونيك حيث بدأت تدريبي كميكانيكي.‏

فيما كنت اكبر بين جدران هذه الدار الباردة والمنفّرة،‏ غالبا ما تساءلت لمَ يعاني بعض الناس الكثير من الألم والظلم،‏ ولمَ يسمح اللّٰه بهذه الاحوال السيئة.‏ تعلّمت في صف التعليم الديني ان اللّٰه كلي القدرة،‏ لكنني لم انل اجوبة منطقية توضح لمَ الشر متفشٍّ الى هذا الحد.‏ وقد حيّرني القول اليوناني الشائع ان الديانة الارثوذكسية اليونانية هي الافضل.‏ لذلك سألتُ:‏ «اذا كانت الديانة الارثوذكسية هي الافضل،‏ فلماذا لا يعتنقها الجميع؟‏»،‏ إلّا انني لم احظَ بجواب شافٍ.‏

على الرغم من ذلك،‏ كان مدرِّس التعليم الديني يحترم الكتاب المقدس احتراما عميقا ويشدد على الفكرة انه حقا كتاب موحى به من اللّٰه.‏ وقد تحلى مدير دار الايتام بالموقف نفسه،‏ لكنه امتنع عن المشاركة في الطقوس الدينية.‏ وعندما استعلمتُ عن السبب،‏ عرفتُ انه درس في السابق مع شهود يهوه،‏ فئة دينية كنت اجهل كل شيء عنها.‏

في السابعة عشرة من عمري انهيت دراستي في دار ايتام سالونيك.‏ في تلك الفترة،‏ كانت الحرب العالمية الثانية قد اندلعت والنازيون قد احتلوا اليونان.‏ فرأيت الناس يموتون في الشوارع بسبب الجوع.‏ ولكي انجو بحياتي هربت الى الريف وعملت في الحقول لقاء اجر زهيد.‏

وجدت الاجوبة في الكتاب المقدس

عندما عدت الى سالونيك في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٤٥ زارتني پاشاليا،‏ اخت احد اصدقاء الطفولة الذين عشت معهم في عدد من دور الايتام.‏ اخبرتني پاشاليا ان اخاها مفقود وسألتني إن كنت اعلم اين هو.‏ وفيما رحنا نتجاذب اطراف الحديث،‏ ذكرت انها واحدة من شهود يهوه وقالت ان اللّٰه يهتم لأمر البشر.‏

امتعضتُ مما قالته واعترضت طارحا عليها العديد من الاسئلة:‏ لمَ اعاني كل هذا العذاب منذ نعومة اظفاري؟‏ لماذا تيتمت؟‏ ولمَ لا يساعدنا اللّٰه عندما نكون بأمس الحاجة اليه؟‏ فأجابتني:‏ «هل انت واثق ان اللّٰه هو الملوم على هذه الاوضاع السيئة؟‏».‏ ثم فتحت كتابها المقدس وأظهرت لي ان اللّٰه ليس سبب عذابات الناس.‏ كما اخبرتني ان الخالق يحب البشر وأنه عمّا قريب سيتدخل ويغيّر الاوضاع.‏ ثم اوضحت لي،‏ من خلال آيات مثل اشعيا ٣٥:‏٥-‏٧ و الرؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏،‏ ان الحرب،‏ النزاعات،‏ المرض،‏ والموت ستُزال عما قريب وسيعيش البشر الامناء الى الابد على الارض.‏

العثور على عائلة محبة

علمت لاحقا ان اخا پاشاليا قُتل خلال مناوشات بين الاطراف المتحاربة.‏ فقررت زيارة عائلتها لأقدم لهم التعازي.‏ ولكن بدل ان أعزيهم،‏ منحوني هم الدعم والعزاء الروحي.‏ فعدت لزيارتهم مرة اخرى لأتعلم المزيد من افكار الكتاب المقدس المعزية.‏ وسرعان ما انضممت الى فريق صغير من شهود يهوه كانوا يجتمعون سرًّا للدرس والعبادة.‏ ورغم ان الشهود كانوا منبوذين من المجتمع،‏ صممت ان استمر في معاشرتهم.‏

بين هؤلاء المسيحيين المتواضعين شعرت بالدفء وبجو عائلي حميم افتقدته منذ زمن.‏ فقد زودوني بالمساعدة والدعم الروحيين اللذين كنت بأمس الحاجة اليهما.‏ كما عثرت بين هؤلاء الشهود على اصدقاء غير انانيين اهتموا لأمري وكانوا دوما الى جانبي ليمنحوني العون والتعزية.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏٥-‏٧‏)‏ والاهم من ذلك انهم ساعدوني لأقترب الى يهوه الذي أعتبره اليوم ابي السماوي المحب.‏ وأكثر ما جذبني الى يهوه محبته ورأفته واهتمامه العميق.‏ (‏مزمور ٢٣:‏١-‏٦‏)‏ وهكذا عثرت اخيرا على عائلة روحية وأب محب.‏ وما هي إلّا فترة قصيرة حتى نذرت نفسي ليهوه واعتمدت في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٤٥.‏

زادت الاجتماعات المسيحية معرفتي وعمّقت ايماني.‏ وبما ان وسائل النقل لم تكن متوفرة،‏ غالبا ما سرت برفقة عدد من الاخوة مسافة ستة كيلومترات ونصف من قريتنا الى مكان الاجتماع.‏ وعلى الطريق كنا نتبادل احاديث روحية لا تنسى.‏ في اواخر سنة ١٩٤٥،‏ علمت ان فرصة الاشتراك في البشارة كامل الوقت متاحة امامي فانخرطت في عمل الفتح.‏ وكم كان ضروريا ان تكون علاقتي بيهوه حميمة لأن إيماني واستقامتي كانا على وشك ان يُمتحنا الى اقصى الحدود!‏

المقاومة تؤدي الى نتائج عكسية

غالبا ما داهمت الشرطة مكان الاجتماع تحت تهديد السلاح.‏ وفي تلك الفترة،‏ كانت الاحكام العرفية قد أُعلنت لأنّ الحرب الاهلية اجتاحت اليونان.‏ كما انقلبت الاطراف المشاركة في الحرب واحدها على الآخر بعد ان اعمى الكره عيونهم.‏ فانتهز رجال الدين الفرصة وأوهموا السلطات اننا شيوعيون وأنه لا بدّ من مقاومتنا بضراوة.‏

خلال سنتين،‏ اعتُقلنا مرارا عديدة وحُكم علينا ست مرات بعقوبات وصل بعضها الى أربعة اشهر سجن.‏ لكنّ السجون كانت مكتظة بالسجناء السياسيين لذلك أُطلق سراحنا.‏ فاستغللنا فترة الحرية التي حصلنا عليها بشكل غير متوقَّع لنواصل عمل البشارة.‏ غير اننا اعتُقلنا من جديد،‏ وحدث ان أُوقفتُ ثلاث مرات في اسبوع واحد.‏ كما علمنا ان العديد من اخوتنا نُفوا الى بعض الجزر المهجورة.‏ فهل كان إيماني قويا كفاية ليصمد في وجه هذا الامتحان؟‏

مررت بظروف صعبة جدا عندما وُضعتُ تحت مراقبة الشرطة.‏ فلكي ابقى تحت المراقبة الدائمة،‏ ارسلتني السلطات الى منطقة إڤوزموس قرب سالونيك،‏ اذ تضم هذه المنطقة مركزا للشرطة.‏ فاستأجرت غرفة قريبة من المركز وبدأت اعمل مبيِّضا متجولا ألمّع القدور والمقالي النحاسية لأكسب ما يكفي من المال لأعيل نفسي.‏ وبما انني كنت اخدم كفاتح في القرى المجاورة،‏ فقد مكّنتني مهنتي من دخول البيوت دون ان اثير شكوك رجال الشرطة.‏ ونتيجة لذلك،‏ سمع عدد من الناس البشارة وقبلوها.‏ وقد اصبح اكثر من عشرة منهم عبادا منتذرين ليهوه.‏

ثمانية سجون في عشر سنوات

بقيت تحت مراقبة الشرطة حتى نهاية سنة ١٩٤٩.‏ بعد ذلك،‏ عدت الى سالونيك وأنا متحمس لأستأنف خدمتي كامل الوقت.‏ وظننتُ آنذاك ان محني انتهت،‏ لكنني كنت مخطئا.‏ فسنة ١٩٥٠ استُدعيت الى الخدمة العسكرية.‏ وبما انني اردت المحافظة على حيادي المسيحي،‏ صممت ألّا ‹اتعلم الحرب›.‏ (‏اشعيا ٢:‏٤‏)‏ وهكذا بدأت رحلتي الطويلة مع العذاب،‏ رحلة اقمت خلالها في عدد من افظع السجون في اليونان.‏

انطلقت رحلتي هذه من دراما.‏ وخلال الاسابيع الاولى التي قضيتها في السجن هناك،‏ بدأ المجندون حديثا تمارين الرماية.‏ وذات يوم أُخذتُ الى ميدان الرماية حيث دفع احد الضباط البندقية نحوي وأمرني ان اطلق النار.‏ لكنني رفضتُ فأخذ يطلق النار عليّ.‏ ولمّا ادرك الضباط الآخرون انني لن ابدل رأيي راحوا يلكمونني بوحشية.‏ حتى انهم اشعلوا سجائر وأطفأوها في راحتَيّ.‏ ثم رموني في السجن الانفرادي.‏ وقد تكررت معاناتي هذه طوال ثلاثة ايام.‏ وكان ألم الحروق التي خلّفتها السجائر لا يُطاق،‏ وقد بقيت آثارها على يديّ طوال سنوات.‏

قبل ان امثل امام المحكمة العسكرية،‏ نُقلت الى معسكر للجيش في هيراكليون بكريت.‏ وهناك تعرضت للضرب العنيف في محاولة لكسر استقامتي.‏ وقد خشيت ان استسلم،‏ لذلك صليت بحرارة الى ابينا السماوي طالبا منه القوة.‏ وتذكرت كلمات ارميا ١:‏١٩‏:‏ «يحاربونك ولا يقوون عليك،‏ ‹لأني معك›،‏ يقول يهوه،‏ ‹لأنقذك›».‏ فمنحني «سلام اللّٰه» شعورا بالهدوء والسكينة،‏ مما جعلني ادرك لماذا من الحكمة ان نتكل كاملا على يهوه.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧؛‏ امثال ٣:‏٥‏.‏

عندما مثلتُ امام المحكمة حُكم علي بالسجن المؤبد،‏ اذ اعتُبر شهود يهوه اسوأ «اعداء الدولة».‏ امضيتُ الفترة الاولى من عقوبتي في السجن الانفرادي في سجن إتسيدن خارج خانيا.‏ كان سجن إتسيدن قلعة قديمة،‏ وكانت زنزانتي مليئة بالجرذان.‏ حتى انني اضطررت ان ألفّ كامل جسمي بحرام قديم بالٍ كي لا تلمسني الجرذان حين تدبّ علي.‏ وفي هذا السجن اصبت بذات الرئة وكانت حالتي يرثى لها.‏ فأمر الطبيب ان يُسمح لي بالجلوس في الشمس.‏ وهكذا تمكنت من التكلم مع العديد من السجناء في باحة السجن.‏ لكنّ حالتي ساءت ونُقلتُ الى مستشفى هيراكليون بعد ان تعرضتُ لنزف حاد في الرئتين.‏

ومرة اخرى وقفت عائلتي الروحية الى جانبي عندما كنت في امس الحاجة اليهم.‏ (‏كولوسي ٤:‏١١‏)‏ فقد عادني الاخوة في هيراكليون بانتظام ومدوني بالعزاء والتشجيع.‏ وطلبتُ منهم مطبوعات لأشهد للاشخاص المهتمين.‏ فأعطوني حقيبة لها جيب خفي يمكنني ان اخبئ فيه المطبوعات.‏ وقد شعرت بفرح كبير لأنني ساعدت خلال اقامتي في تلك السجون ستة سجناء على الاقل ليصبحوا مسيحيين حقيقيين.‏

في تلك الفترة كانت الحرب الاهلية قد انتهت،‏ فخُفضت عقوبتي الى عشر سنوات.‏ وقد امضيت ما تبقى منها في عدد من السجون في ريتيمنون،‏ جنتي كول،‏ وكاسّاندرا.‏ وبعد ان قضيت حوالي عشر سنوات في ثمانية سجون،‏ أُطلق سراحي وعدت الى سالونيك.‏ فاستقبلني اخوتي المسيحيون الاحباء بحفاوة.‏

النمو روحيا بفضل معشر اخوة مسيحي

عندما خرجت من السجن،‏ كان الشهود في اليونان يتمتعون بحرية نسبية.‏ فاغتنمتُ في الحال الفرصة واستأنفتُ خدمتي كامل الوقت.‏ وسرعان ما نعمت ببركة اضافية،‏ اذ تعرفتُ بأخت مسيحية امينة تدعى كاتينا تحب يهوه وتشارك بفعالية في عمل البشارة.‏ فتزوجنا في تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ سنة ١٩٥٩.‏ وشعرت ان جراح طفولتي وتيتمي التأمت عندما رزقتُ بابنتي اڠاپِه وأسستُ عائلتي المسيحية.‏ والمهم حقا ان عائلتي كانت تخدم بفرح تحت رعاية وعناية ابينا السماوي المحب يهوه.‏ —‏ مزمور ٥:‏١١‏.‏

بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة،‏ اضطررتُ ان اترك عمل الفتح.‏ لكنني دعمتُ زوجتي لتواصل خدمتها كامل الوقت.‏ وفي سنة ١٩٦٩ حصل حدث مهم جدا في حياتي كمسيحي،‏ فقد عُقد في نورمبورڠ بألمانيا محفل اممي لشهود يهوه.‏ ولأتمكن من السفر الى المانيا قدمتُ طلبا للحصول على جواز سفر.‏ ولكن مرّ اكثر من شهرين ولم احصل عليه.‏ لذلك ذهبت زوجتي الى مركز الشرطة لتستعلم عن السبب.‏ فأخرج المسؤول من درج مكتبه ملفا ضخما وقال لها:‏ «هل تطلبين جواز سفر لهذا الشخص كي يتمكن من هداية الناس في المانيا؟‏ يستحيل ان يحصل عليه،‏ فهو خطر جدا!‏».‏

ولكن بدعم يهوه ومساعدة بعض الاخوة،‏ أُدرج اسمي في جواز سفر جماعي.‏ وهكذا تمكنتُ من حضور ذلك المحفل الرائع.‏ فقد بلغ عدد الحضور ذروة تفوق المئة والخمسين ألفا.‏ وكان جليًّا ان روح يهوه يوجِّه ويوحِّد هذه العائلة الروحية العالمية.‏ وفي السنوات اللاحقة،‏ ازداد تقديري كثيرا لإخوتي وأخواتي المسيحيين.‏

في سنة ١٩٧٧ ماتت زوجتي الحبيبة ورفيقتي الامينة.‏ فبذلتُ قصارى جهدي لأربي ابنتي وفق مبادئ الكتاب المقدس.‏ كما تلقيتُ عونا كبيرا في محنتي هذه.‏ فقد هبَّت عائلتي الروحية مرة اخرى الى مساعدتي.‏ وسأشعر دوما بالامتنان للدعم الذي قدمه لي الاخوة في تلك الفترة العصيبة.‏ فقد اقام بعضهم في منزلنا فترة من الوقت ليساعدوني على الاعتناء بابنتي.‏ لن انسى مطلقا محبة التضحية بالذات التي اعربوا عنها.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

كبرت اڠاپِه وتزوجت بأخ يُدعى إلِياس،‏ ورُزقت بأربعة ابناء جميعهم يخدمون يهوه.‏ في السنوات الاخيرة،‏ أُصبت بعدة سكتات دماغية وساءت صحتي.‏ لكنّ ابنتي وعائلتها يعتنون بي جيدا.‏ وعلى الرغم من صحتي الضعيفة لدي الكثير من الاسباب لأشعر بالفرح.‏ فأنا لا ازال اذكر الفترة عندما لم يكن في كل مدينة سالونيك سوى مئة اخ تقريبا،‏ وكانوا يجتمعون سرًّا في بيوت خاصة.‏ ولكن اليوم هنالك حوالي خمسة آلاف شاهد غيور في هذه المنطقة.‏ (‏اشعيا ٦٠:‏٢٢‏)‏ وفي المحافل،‏ يقترب الي اخوة اصغر سنا ويسألونني:‏ «هل تذكر حين كنت تُحضر المجلات الى منزلنا؟‏».‏ لربما لم يقرإ الوالدون هذه المجلات،‏ لكنّ اولادهم اطَّلعوا عليها وتقدموا روحيا.‏

عندما ارى نمو هيئة يهوه،‏ اشعر ان التجارب التي مررت بها لم تكن عبثا.‏ وغالبا ما اوصي احفادي والأحداث الآخرين ان يذكروا اباهم السماوي في ايام شبابهم،‏ وهو لن يتخلى عنهم ابدا.‏ (‏جامعة ١٢:‏١‏)‏ نعم،‏ تمم يهوه وعده وكان ‹ابا اليتامى›.‏ (‏مزمور ٦٨:‏٥‏)‏ فمع انني كنت يتيما لا معين له في طفولتي فقد وجدت اخيرا ابا محبًّا.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

عملت طباخا في سجن دراما

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مع كاتينا يوم زفافنا سنة ١٩٥٩

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

محفل في غابة قرب سالونيك في اواخر الستينات

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

مع ابنتنا سنة ١٩٦٧

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة