مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٤ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ص ٢٦-‏٢٩
  • لم أتوقف أبدًا عن التعلم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لم أتوقف أبدًا عن التعلم
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • عائِلَتُنا تَتَعَلَّمُ الحَقّ
  • التَّعَلُّمُ مِن يَهْوَه في الاجتِماعاتِ الكَبيرَة
  • الخِدمَةُ كامِلَ الوَقت
  • أهدافٌ جَديدَة ساعَدَتني أن أتَعَلَّمَ أكثَر
  • التَّعَلُّمُ مِن رَفيقَةِ زَواجي
  • طلب الملكوت اولا —‏ حياة هانئة وسعيدة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
  • في خدمة يهوه مسرّتي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • حياة غنية في خدمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • سبعة عقود وأنا متمسك بثوب رجل يهودي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٤
ب٢٤ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ص ٢٦-‏٢٩
جويل آدمز

قصة حياة

لم أتَوَقَّفْ أبَدًا عنِ التَّعَلُّم

كما رَواها جُوِيل آدَمْز

أشكُرُ يَهْوَه ‹مُعَلِّمي العَظيمَ› الَّذي أعْطاني الامتِيازَ أن أتَعَلَّمَ مِنه.‏ (‏إش ٣٠:‏٢٠‏)‏ فهو يُعَلِّمُ خُدَّامَهُ مِن خِلالِ كَلِمَتِهِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ خَليقَتِهِ المُدهِشَة،‏ وهَيئَتِه.‏ كما أنَّهُ يُساعِدُنا مِن خِلالِ إخوَتِنا وأخَواتِنا الرُّوحِيِّين.‏ ومع أنَّ عُمري قَرنٌ تَقريبًا،‏ ما زِلتُ أستَفيدُ مِن تَعليمِ يَهْوَه بِكُلِّ هذِهِ الطُّرُق.‏ دَعوني أُخبِرُكُم كَيفَ ذلِك.‏

مع عائلتي سنة ١٩٤٨

وُلِدتُ سَنَةَ ١٩٢٧ في بَلدَةٍ صَغيرَة قُربَ شِيكَاغُو في وِلايَةِ إيلِينُوي الأمِيرْكِيَّة.‏ وكانَ لَدى أبي وأُمِّي خَمسَةُ أوْلاد:‏ جِيثَا،‏ دُون،‏ أنا،‏ كَارْل،‏ وجُوي.‏ وكُنَّا كُلُّنا مُصَمِّمينَ أن نَخدُمَ يَهْوَه مِن كُلِّ نَفْسِنا.‏ جِيثَا ذَهَبَت إلى الصَّفِّ الثَّاني مِن مَدرَسَةِ جِلْعَاد سَنَةَ ١٩٤٣.‏ وإخوَتي الباقونَ ذَهَبوا إلى بَيْت إيل في بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك:‏ دُون سَنَةَ ١٩٤٤،‏ كَارْل ١٩٤٧،‏ وجُوي ١٩٥١.‏ ومِثالُهُمُ الرَّائِعُ وكَذلِك مِثالُ والِدَيَّ أثَّرا فِيَّ كَثيرًا.‏

عائِلَتُنا تَتَعَلَّمُ الحَقّ

كانَ أبي وأُمِّي قارِئَيْنِ لِلكِتابِ المُقَدَّسِ يُحِبَّانِ اللّٰهَ كَثيرًا،‏ وقد زَرَعا هذِهِ المَحَبَّةَ في قُلوبِنا نَحنُ الأوْلاد.‏ لكنَّ أبي لم يَعُدْ يَحتَرِمُ الكَنائِسَ بَعدَما خَدَمَ في الجَيشِ في أُورُوبَّا خِلالَ الحَربِ العالَمِيَّة الأُولى.‏ وعِندَما عادَ حَيًّا،‏ شَعَرَت أُمِّي أنَّها مُمتَنَّةٌ لِلّٰه.‏ فقالَت لِأبي:‏ «كَارْل،‏ لِنَذهَبْ إلى الكَنيسَةِ كما كُنَّا نَفعَلُ مِن قَبل».‏ فأجابَها:‏ «سأسيرُ معكِ إلى هُناك،‏ لكنِّي لن أدخُل».‏ وعِندَما سَألَتهُ عنِ السَّبَب،‏ أجابَها:‏ «خِلالَ الحَرب،‏ رِجالُ الدِّينِ الَّذينَ يَنتَمونَ إلى الدِّينِ نَفْسِهِ ويُؤَيِّدونَ طَرَفَيْنِ مُختَلِفَيْنِ بارَكوا الجُنودَ وأسلِحَتَهُم!‏ فهل كانَ اللّٰهُ معَ الطَّرَفَيْنِ كِلَيْهِما؟‏!‏».‏

ولاحِقًا،‏ فيما كانَت أُمِّي في الكَنيسَة،‏ دَقَّ اثنانِ مِن شُهودِ يَهْوَه بابَ بَيتِنا.‏ وعَرَضا على أبي مُجَلَّدَيْنِ يُساعِدانِ على دَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ عُنوانُهُما النُّور (‏بِالإنْكِلِيزِيَّة)‏،‏ وكانَ هذانِ المُجَلَّدانِ يُناقِشانِ سِفرَ الرُّؤْيَا.‏ فاهتَمَّ أبي بِالعَرضِ وقَبِلَهُ فَوْرًا.‏ وعِندَما رَأت أُمِّي المُجَلَّدَيْن،‏ بَدَأَت تَقرَأُهُما.‏ وذاتَ يَوم،‏ رَأت إعلانًا في الجَريدَةِ المَحَلِّيَّة يَدْعو المُهتَمِّينَ إلى دَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ بِواسِطَةِ مُجَلَّدَي النُّور.‏ فقَرَّرَت أن تَذهَب.‏ وعِندَما وَصَلَت،‏ فَتَحَت لها البابَ امرَأةٌ أكبَرُ سِنًّا.‏ فأرَتها أُمِّي أحَدَ المُجَلَّدَيْنِ وسَألَتها:‏ «هل تَدرُسونَ هذا هُنا؟‏».‏ فأجابَتها المَرأة:‏ «نَعَم يا عَزيزَتي،‏ تَفَضَّلي».‏ وفي الأُسبوعِ التَّالي،‏ أخَذَتنا أُمِّي معها نَحنُ الأوْلاد،‏ وبَعدَ ذلِك صِرنا نَذهَبُ معًا بِانتِظام.‏

في أحَدِ الاجتِماعات،‏ طَلَبَ مِنِّي المُديرُ أن أقرَأَ المَزْمُور ١٤٤:‏١٥ الَّذي يَقولُ إنَّ الَّذينَ يَعبُدونَ يَهْوَه هُم سُعَداء.‏ أثَّرَت فِيَّ هذِهِ الآيَة،‏ وكَذلِك آيَتانِ أُخْرَيان:‏ ١ تِيمُوثَاوُس ١:‏١١ الَّتي تَقولُ إنَّ يَهْوَه هوَ «الإلهُ السَّعيد»،‏ وأفَسُس ٥:‏١ الَّتي تُشَجِّعُنا أن ‏‹نَقتَدِيَ بِاللّٰه›.‏ فاستَنتَجتُ أنَّ علَيَّ أن أخدُمَ خالِقي بِفَرَحٍ قَدْرَ ما أستَطيع،‏ وأن أشكُرَهُ أيضًا على هذا الامتِياز.‏ وهاتانِ الفِكرَتانِ وَجَّهَتا حَياتي كُلَّها.‏

كانَت أقرَبُ جَماعَةٍ على بُعدِ ٣٢ كيلومِترًا في شِيكَاغُو.‏ لكنَّنا كُنَّا دائِمًا نَحضُرُ الاجتِماعات،‏ وهذا زادَ مَعرِفَتي لِلكِتابِ المُقَدَّس.‏ أتَذَكَّرُ أنَّ المُديرَ طَلَبَ ذاتَ مَرَّةٍ مِن جِيثَا أن تُجاوِب.‏ وفيما استَمَعتُ إلَيها،‏ قُلتُ في نَفْسي:‏ ‹أنا أعرِفُ الجَواب.‏ كُنتُ أقدِرُ أن أرفَعَ يَدي وأقولَه›.‏ ومُنذُ ذلِكَ الوَقت،‏ بَدَأتُ أُحَضِّرُ أجوِبَتي.‏ والأهَمُّ أنِّي كُنتُ أنضَجُ روحِيًّا إلى جانِبِ إخوَتي.‏ وقدِ اعتَمَدتُ سَنَةَ ١٩٤١.‏

التَّعَلُّمُ مِن يَهْوَه في الاجتِماعاتِ الكَبيرَة

أتَذَكَّرُ بِشَكلٍ خاصٍّ الاجتِماعَ الكَبيرَ سَنَةَ ١٩٤٢ في كْلِيفْلَنْد بِأُوهَايُو.‏ فقد كانَ أكثَرُ مِن ٥٠ مَوْقِعًا آخَرَ في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة مَوْصولًا معنا بِواسِطَةِ الهاتِف.‏ وقد أقامَت عائِلَتُنا في خِيَمٍ في «مَدينَةِ العَرَباتِ المَقطورَة» القَريبَة الَّتي أشرَفَ علَيها الإخوَة.‏ وآنَذاك،‏ كانَتِ الحَربُ العالَمِيَّة الثَّانِيَة في عِزِّها،‏ والمُقاوَمَةُ ضِدَّ شُهودِ يَهْوَه تَزدادُ أكثَرَ فأكثَر.‏ وفي الأُمسِيات،‏ كُنتُ أرى فِرَقًا مِنَ الإخوَةِ يَركُنونَ سَيَّاراتِهِم بِحَيثُ تَكونُ أضواؤُها مُوَجَّهَةً إلى الخارِج.‏ وقدِ اتَّفَقَ الجَميعُ أن يَبْقى أخٌ في كُلِّ سَيَّارَةٍ لِحِراسَةِ المَكانِ طولَ اللَّيل.‏ فإذا بَدا لِلإخوَةِ أنَّ هُناك أيَّ مُشكِلَة،‏ كانوا يُشعِلونَ الأضواءَ في وَجهِ المُهاجِمينَ ويُزَمِّرون.‏ وعِندَئِذٍ كانَ الآخَرونَ يُسارِعونَ لِتَقديمِ المُساعَدَة.‏ فقُلتُ في نَفْسي:‏ ‹فِعلًا،‏ شَعبُ يَهْوَه جاهِزونَ لِكُلِّ شَيء!‏›.‏ وهذا طَمَّنَ قَلبي وجَعَلَني أنامُ بِسَلام.‏ والمُفرِحُ أنَّهُ لم تَحدُثْ أيُّ مَشاكِل.‏

بَعدَ سَنَوات،‏ فيما كُنتُ أُفَكِّرُ في ذاكَ الاجتِماع،‏ أدرَكتُ أنَّ أُمِّي لم تَشعُرْ بِأيِّ خَوفٍ أو قَلَق.‏ فقد وَضَعَت كُلَّ ثِقَتِها في يَهْوَه وهَيئَتِه.‏ لن أنْسى أبَدًا مِثالَها الرَّائِع.‏

قَبلَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن ذاكَ الاجتِماع،‏ بَدَأَت أُمِّي تَخدُمُ كفاتِحَةٍ عادِيَّة.‏ لِذلِك رَكَّزَت بِشَكلٍ خاصٍّ على الخِطاباتِ الَّتي تُناقِشُ مَوْضوعَ الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت.‏ وفي طَريقِنا إلى البَيت،‏ قالَت لنا:‏ «أُحِبُّ أن أبْقى فاتِحَة،‏ لكنِّي لا أستَطيعُ أن أفعَلَ ذلِك وبِنَفْسِ الوَقتِ أهتَمَّ جَيِّدًا بِبَيتِنا».‏ ثُمَّ طَلَبَت مِنَّا المُساعَدَة.‏ فوافَقنا جَميعًا.‏ وهكَذا عَيَّنَت لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا غُرفَةً أوِ اثنَتَيْنِ لِنُنَظِّفَهُما قَبلَ الفُطور.‏ وبَعدَ أن نَذهَبَ إلى المَدرَسَة،‏ كانَت تَتَأكَّدُ أنَّ البَيتَ نَظيفٌ ومُرَتَّبٌ ثُمَّ تَخرُجُ إلى الخِدمَة.‏ لقد كانَتِ امرَأةً مَشغولَة دائِمًا،‏ لكنَّها لم تُهمِلْ أوْلادَها أبَدًا.‏ وعِندَما كُنَّا نَعودُ مِنَ المَدرَسَةِ عِندَ الظُّهرِ وفي آخِرِ النَّهار،‏ كانَت دائِمًا مَوْجودَةً لِتَهتَمَّ بنا.‏ وفي بَعضِ الأيَّامِ بَعدَ المَدرَسَة،‏ كُنَّا نَذهَبُ معها إلى الخِدمَة.‏ وهذا ساعَدَنا أن نَفهَمَ ما مَعْنى أن يَكونَ الشَّخصُ فاتِحًا.‏

الخِدمَةُ كامِلَ الوَقت

بَدَأتُ أخدُمُ كفاتِحٍ بِعُمرِ ١٦ سَنَة.‏ ومع أنَّ أبي لم يَكُنْ شاهِدًا بَعد،‏ كانَ يُريدُ أن يَدعَمَني.‏ وذاتَ لَيلَة،‏ أخبَرتُهُ أنَّني أبذُلُ جُهدًا كَبيرًا،‏ لكنِّي لا أجِدُ أحَدًا يَقبَلُ دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ ثُمَّ تَوَقَّفتُ قَليلًا وسَألتُه:‏ «هل تَقبَلُ أن أدرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ معك؟‏».‏ ففَكَّرَ لَحظَةً ثُمَّ أجاب:‏ «لا أجِدُ سَبَبًا لِأقولَ لا».‏ وهكَذا صارَ والِدي أوَّلَ تِلميذٍ لي.‏ كم كانَ هذا الامتِيازُ رائِعًا!‏

دَرَسنا كِتاب ‏«الحَقُّ يُحَرِّرُكُم».‏ وفيما تَقَدَّمْنا في الدَّرس،‏ أدرَكتُ أنَّ أبي كانَ يُساعِدُني لِأصيرَ تِلميذًا وأُستاذًا أفضَل.‏ مَثَلًا،‏ ذاتَ مَساءٍ بَعدَما قَرَأنا فَقَرَة،‏ قالَ لي:‏ «فَهِمتُ ما يَقولُهُ هذا الكِتاب.‏ ولكنْ كَيفَ تَعرِفُ أنَّهُ على حَقّ؟‏».‏ لم أكُنْ مُستَعِدًّا لِسُؤالِه،‏ فقُلتُ له:‏ «لا أقدِرُ أن أُثبِتَ ذلِكَ الآن،‏ لكنِّي سأبذُلُ جُهدي لِأُجاوِبَكَ في دَرسِنا التَّالي».‏ وهذا ما فَعَلتُه.‏ فقد وَجَدتُ آياتٍ تَدعَمُ النُّقطَةَ الَّتي كُنَّا نُناقِشُها.‏ ومُنذُ ذلِكَ الحين،‏ صِرتُ أستَعِدُّ لِدَرسِنا بِشَكلٍ أفضَلَ وتَعَلَّمتُ أن أقومَ بِبَحث.‏ وهذا ساهَمَ في تَقَدُّمِنا الرُّوحِيِّ أنا وأبي.‏ وقد طَبَّقَ أبي ما كانَ يَتَعَلَّمُهُ واعتَمَدَ سَنَةَ ١٩٥٢.‏

أهدافٌ جَديدَة ساعَدَتني أن أتَعَلَّمَ أكثَر

تَرَكتُ البَيتَ بِعُمرِ ١٧ سَنَة.‏ وآنَذاك،‏ كانَت أُختي جِيثَاa قد صارَت مُرسَلَةً وأخي دُون خادِمًا في بَيْت إيل.‏ وكِلاهُما أحَبَّا تَعيينَهُما،‏ وهذا شَجَّعَني كَثيرًا.‏ فقَدَّمتُ طَلَبًا لِأخدُمَ في بَيْت إيل،‏ وطَلَبًا آخَرَ لِأحضُرَ مَدرَسَةَ جِلْعَاد،‏ ثُمَّ تَرَكتُ الأمرَ بَينَ يَدَي يَهْوَه.‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ دُعيتُ إلى بَيْت إيل سَنَةَ ١٩٤٦.‏

على مَرِّ السِّنين،‏ خَدَمتُ في عِدَّةِ تَعييناتٍ في بَيْت إيل،‏ لِذلِكَ استَطَعتُ أن أتَعَلَّمَ الكَثيرَ مِنَ الأشياءِ الجَديدَة.‏ وفي الواقِع،‏ خِلالَ سَنَواتي الـ‍ ٧٥ في بَيْت إيل،‏ تَعَلَّمتُ طِباعَةَ الكُتُبِ والمُحاسَبَة،‏ وكَذلِكَ استيرادَ وتَصديرَ البَضائِع.‏ لكنَّ أكثَرَ شَيءٍ يُفرِحُني هوَ التَّعليمُ الرُّوحِيُّ المُستَمِرُّ الَّذي نَنالُهُ في بَيْت إيل مِن خِلالِ بَرنامَجِ العِبادَةِ الصَّباحِيَّة والمُحاضَراتِ المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس.‏

فيما كنت أعلِّم صفًّا مؤلَّفًا من شيوخ الجماعات

تَعَلَّمتُ أيضًا مِن أخي الأصغَرِ كَارْل الَّذي أتى إلى بَيْت إيل سَنَةَ ١٩٤٧.‏ فهو كانَ تِلميذًا ومُعَلِّمًا مُمتازًا لِلكِتابِ المُقَدَّس.‏ فذاتَ مَرَّة،‏ طَلَبتُ مُساعَدَتَهُ في خِطابٍ مُعَيَّنٍ لي.‏ أخبَرتُهُ أنَّني جَمَعتُ الكَثيرَ مِنَ المَعلومات،‏ والآنَ لا أعرِفُ كَيفَ أستَعمِلُها.‏ فأوْصَلَني إلى الحَلِّ بِسُؤالٍ واحِد.‏ قالَ لي:‏ «جُوِيل،‏ ما هو مِحوَرُ خِطابِك؟‏».‏ ففَهِمتُ فَوْرًا ماذا يَقصِد:‏ أن أستَعمِلَ فَقَطِ المَوادَّ المُرتَبِطَة مُباشَرَةً بِالمِحوَرِ وأضَعَ الباقي جانِبًا.‏ لن أنْسى أبَدًا هذا الدَّرس.‏

كَي نَكونَ سُعَداءَ في بَيْت إيل،‏ يَلزَمُ أن نَشتَرِكَ كامِلًا في خِدمَةِ الحَقل،‏ وهذا يُمكِنُ أن يُؤَدِّيَ إلى اختِباراتٍ مُشَجِّعَة.‏ أتَذَكَّرُ جَيِّدًا أحَدَ هذِهِ الاختِباراتِ الَّذي بَدَأ في وَقتٍ باكِرٍ مِنَ المَساءِ في مِنطَقَةِ بْرُونْكْس بِمَدينَةِ نْيُويُورْك.‏ فقد زُرنا أنا وأخٌ امرَأةً قَبِلَت سابِقًا بُرجَ المُراقَبَة و إستَيقِظ!‏‏.‏ عَرَّفناها عن أنفُسِنا وقُلنا لها:‏ «في هذا المَساء،‏ نَحنُ نُساعِدُ النَّاسَ أن يَتَعَلَّموا أفكارًا مُشَجِّعَة مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس».‏ فأجابَتنا:‏ «إذا كُنتُما تَتَكَلَّمانِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ فادخُلا».‏ قَرَأنا وناقَشنا معها عِدَّةَ آياتٍ عن مَملَكَةِ اللّٰهِ والعالَمِ الجَديد.‏ وهذا أثَّرَ فيها كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّها دَعَت عَدَدًا مِن أصدِقائِها أن يَجلِسوا معنا في الأُسبوعِ التَّالي.‏ ولاحِقًا،‏ صارَت هي وزَوجُها خادِمَيْنِ أمينَيْنِ لِيَهْوَه.‏

التَّعَلُّمُ مِن رَفيقَةِ زَواجي

بَقيتُ ١٠ سَنَواتٍ تَقريبًا أبحَثُ عن رَفيقَةِ زَواجٍ قَبلَ أن ألتَقِيَ زَوجَتي.‏ وماذا ساعَدَني أن أجِدَ الشَّخصَ المُناسِب؟‏ كُنتُ أُصَلِّي إلى يَهْوَه وأُفَكِّرُ في هذا السُّؤال:‏ ‹كَيفَ أُريدُ أن تَكونَ حَياتُنا بَعدَ الزَّواج؟‏›.‏

مع ميري في العمل الدائري

بَعدَ الاجتِماعِ الكَبيرِ عامَ ١٩٥٣ في يَانْكِي سْتَادِيُوم،‏ الْتَقَيتُ أُختًا اسْمُها مِيرِي أنْيُول.‏ فهي وجِيثَا كانَتا تِلميذَتَيْنِ في الصَّفِّ الثَّاني مِن جِلْعَاد ورَفيقَتَيْنِ في العَمَلِ الإرسالِيّ.‏ وقد أخبَرَتني بِكُلِّ حَماسَةٍ عن تَعييناتِها الإرسالِيَّة في جُزُرِ الكَارِيبِيّ،‏ وعن دُروسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي عَقَدَتها على مَرِّ السِّنين.‏ وفيما تَعَرَّفنا أكثَرَ واحِدُنا على الآخَر،‏ لاحَظنا أنَّ لَدَينا نَفْسَ الأهدافِ الرُّوحِيَّة.‏ فوَقَعنا في الحُبِّ وتَزَوَّجنا في نَيْسَان (‏أبْرِيل)‏ ١٩٥٥.‏ وقد كانَت مِيرِي مِن نَواحٍ كَثيرَة هَدِيَّةً مِن يَهْوَه ومِثالًا رائِعًا لي.‏ فهي كانَت تَفرَحُ بِأيِّ تَعيينٍ يُعْطى لها.‏ وكانَتِ امرَأةً مُجتَهِدَة جِدًّا،‏ تَهتَمُّ بِالآخَرينَ مِن كُلِّ قَلبِها،‏ وتَضَعُ دائِمًا عَمَلَ مَملَكَةِ اللّٰهِ في المَكانِ الأوَّل.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ خَدَمْنا ثَلاثَ سَنَواتٍ في العَمَلِ الدَّائِرِيّ،‏ وسَنَةَ ١٩٥٨ دُعينا كزَوجَيْنِ إلى بَيْت إيل.‏

جويل وميري آدمز

تَعَلَّمتُ الكَثيرَ مِن مِيرِي.‏ مَثَلًا،‏ في أوَّلِ فَترَةٍ مِن زَواجِنا،‏ قَرَّرنا أن نَقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ معًا ونُغَطِّيَ حَوالَيْ ١٥ آيَةً في كُلِّ مَرَّة.‏ وبَعدَ أن يَقرَأَ أحَدُنا مَقطَعًا،‏ كُنَّا نُعَلِّقُ على الآياتِ ونُناقِشُ كَيفَ نُطَبِّقُها في حَياتِنا.‏ وكانَت مِيرِي تُخبِرُني دائِمًا أشياءَ تَعَلَّمَتها في جِلْعَاد أو في خِدمَتِها الإرسالِيَّة.‏ وهذِهِ المُناقَشاتُ أعْطَتني بُعدَ نَظَرٍ وساعَدَتني أن أُحَسِّنَ خِطاباتي وأُشَجِّعَ الأخَواتِ بِطَريقَةٍ أفضَل.‏ —‏ أم ٢٥:‏١١‏.‏

ماتَت زَوجَتي الحَبيبَة مِيرِي سَنَةَ ٢٠١٣.‏ وكم أنا مُتَشَوِّقٌ لِرُؤيَتِها في العالَمِ الجَديد!‏ وحتَّى ذلِكَ الوَقت،‏ أنا مُصَمِّمٌ أن أستَمِرَّ في التَّعَلُّمِ وأن أتَّكِلَ على يَهْوَه بِكُلِّ قَلبي.‏ (‏أم ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وكَم أتَشَجَّعُ وأفرَحُ حينَ أُفَكِّرُ بِما سيَفعَلُهُ شَعبُ يَهْوَه في العالَمِ الجَديد!‏ وهذا طَبعًا يَشمُلُ أن نَتَعَلَّمَ أشياءَ جَديدَة عن ومِن مُعَلِّمِنا العَظيم.‏ نَعَم،‏ لا أجِدُ الكَلِماتِ لِأشكُرَهُ كِفايَةً على كُلِّ ما عَلَّمَني إيَّاهُ حتَّى الآن،‏ وعلى اللُّطفِ الفائِقِ الَّذي أظهَرَهُ لي بِطُرُقٍ كَثيرَة.‏

a أُنظُرْ قِصَّةَ حَياةِ جِيثَا سُونَل في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ آذَار (‏مَارِس)‏ ٢٠٠٣،‏ ص ٢٣-‏٢٩‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة