مقالة الدرس ٤٠
التَّرنيمَة ١١١ كَثيرَةٌ أفراحُنا
لِنَفرَحْ بِيَهْوَه «فَرَحًا عَظيمًا»
«أفرَحُ فَرَحًا عَظيمًا بِإلهي». — مز ٤٣:٤.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أن نَعرِفَ ماذا قد يَسرِقُ مِنَّا فَرَحَنا وكَيفَ نَستَعيدُهُ إذا خَسِرناه.
١-٢ (أ) ما هو وَضعُ كَثيرينَ اليَوم؟ (ب) ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
النَّاسُ حَولَنا مَهْووسونَ بِالرَّكضِ وَراءَ السَّعادَة. لكنَّ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة تَهرُبُ مِنهُم. فكَثيرونَ يَشعُرونَ بِالحُزنِ وبِفَراغٍ في حَياتِهِم. حتَّى شَعبُ يَهْوَه لَيسوا في حِمايَةٍ مِن هذِهِ المَشاعِر. فلِأنَّنا نَعيشُ في «الأيَّامِ الأخيرَة»، نَتَوَقَّعُ أن نَمُرَّ بِظُروفٍ «عَصيبَة» ونُحِسَّ بِمَشاعِرَ «صَعبَة جِدًّا». — ٢ تي ٣:١ والحاشية.
٢ في هذِهِ المَقالَة، سنَتَحَدَّثُ عن بَعضِ الأشياءِ الَّتي قد تَسرِقُ مِنَّا سَعادَتَنا. وسَنَرى كَيفَ نَستَعيدُ فَرَحَنا إذا خَسِرناه. ولكنْ في البِدايَة، لِنُحَدِّدْ ما هو مَصدَرُ السَّعادَةِ والفَرَحِ الحَقيقِيَّيْن.
مَصدَرُ السَّعادَةِ والفَرَحِ الحَقيقِيَّيْن
٣ ماذا تُعَلِّمُنا الخَليقَةُ عن يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
٣ لَطالَما كانَ إلهُنا يَهْوَه سَعيدًا. وهو يُريدُ أن نَكونَ نَحنُ أيضًا سُعَداءَ وفَرِحين. لِذلِك لا نَستَغرِبُ أنَّ فَرَحَهُ ظاهِرٌ في خَليقَتِهِ مِثلِ كَوكَبِنا الجَميل، التَّنَوُّعِ الواسِعِ مِنَ الألوانِ حَولَنا، حَرَكاتِ الحَيَواناتِ المُضحِكَة، والطَّعامِ اللَّذيذِ والمُتَنَوِّع. فِعلًا، اللّٰهُ يُحِبُّنا ويُريدُ أن نَتَمَتَّعَ بِالحَياة!
Baby elephant: Image © Romi Gamit/Shutterstock; penguin chicks: Vladimir Seliverstov/500px via Getty Images; baby goats: Rita Kochmarjova/stock.adobe.com; two dolphins: georgeclerk/E+ via Getty Images
حركات الحيوانات المضحكة تعكس الفرح في شخصية يهوه (أُنظر الفقرة ٣.)
٤ (أ) كَيفَ يَبْقى يَهْوَه سَعيدًا رَغمَ المَآسي الَّتي يَراها في العالَم؟ (ب) ما هي هَدِيَّةُ يَهْوَه لنا؟ (مزمور ١٦:١١)
٤ مع أنَّ يَهْوَه هوَ «الإلهُ السَّعيد»، فهو يَعرِفُ جَيِّدًا كم يُعاني النَّاسُ حَولَ العالَم. (١ تي ١:١١) لكنَّهُ لا يَسمَحُ لِهذا الواقِعِ بِأن يَسلُبَهُ فَرَحَه. فهو يَعلَمُ أنَّ كُلَّ المَآسي وَقتِيَّة، هو نَفْسُهُ وَضَعَ تاريخًا لِانتِهاءِ صَلاحِيَّتِها. وهو يَنتَظِرُ بِصَبرٍ اليَومَ الَّذي سيُزيلُ فيهِ كُلَّ الوَجَعِ والعَذابِ مَرَّةً وإلى الأبَد. وفي هذِهِ الأثناء، يَتَفَهَّمُ يَهْوَه ما نَمُرُّ بهِ ويُريدُ أن يَمُدَّ لنا يَدَه. ولكنْ كَيفَ يَفعَلُ ذلِك؟ إحْدى الطُّرُقِ هي أنَّهُ يُعْطينا هَدِيَّةَ الفَرَح. (إقرإ المزمور ١٦:١١.) لاحِظْ كَيفَ أعْطى هذِهِ الهَدِيَّةَ لِابْنِهِ يَسُوع.
٥-٦ لِماذا يَسُوع سَعيد؟
٥ مِن بَينِ كُلِّ مَخلوقاتِ يَهْوَه، يَسُوع هوَ الأكثَرُ سَعادَة. لِماذا؟ فَكِّرْ في هذَيْنِ السَّبَبَيْن: (١) يَسُوع هو «صورَةُ اللّٰهِ الَّذي لا يُرى» وهو يَعكِسُ بِشَكلٍ كامِلٍ شَخصِيَّةَ أبيهِ مِن كُلِّ النَّواحي. (كو ١:١٥؛ أُنظر الملاحظة الدراسية «السعيد» على ١ تيموثاوس ٦:١٥ [بالإنكليزية].) و (٢) يَسُوع هو أكثَرُ مَن قَضى وَقتًا مع أبيه، مَصدَرِ السَّعادَةِ الحَقيقِيَّة.
٦ ولَطالَما فَرِحَ يَسُوع بِفِعلِ أيِّ شَيءٍ يَطلُبُهُ مِنهُ أبوه. (أم ٨:٣٠، ٣١؛ يو ٨:٢٩) ونَتيجَةَ مَسلَكِ حَياتِهِ الأمين، يَهْوَه راضٍ عنهُ وفَخورٌ به. — مت ٣:١٧.
٧ كَيفَ نَجِدُ الفَرَحَ الحَقيقِيّ؟
٧ نَجِدُ نَحنُ أيضًا الفَرَحَ الحَقيقِيَّ حينَ نَقتَرِبُ إلى يَهْوَه، مَصدَرِ السَّعادَة. فكُلَّما قَضَينا الوَقتَ في التَّعَلُّمِ عنهُ والتَّمَثُّلِ به، صِرنا سُعَداءَ أكثَر. ونَفرَحُ أيضًا بِأن نَعمَلَ مَشيئَةَ اللّٰهِ ونَعرِفَ أنَّهُ راضٍ عنَّا.a (مز ٣٣:١٢) ولكنْ ما العَمَلُ إذا خَسِرنا فَرَحَنا بَينَ وَقتٍ وآخَرَ أو حتَّى لِوَقتٍ طَويل؟ هل هذا يَعْني أنَّ اللّٰهَ لَيسَ راضِيًا عنَّا؟ طَبعًا لا! فنَحنُ ناقِصونَ ونُعاني أحيانًا مِنَ الوَجَع، الحُزن، والاكتِئاب. ويَهْوَه يَفهَمُ ذلِك. (مز ١٠٣:١٤) لِنُناقِشْ معًا بَعضَ الأُمورِ الَّتي قد تَسرِقُ مِنَّا فَرَحَنا وكَيفَ يُمكِنُ أن نَستَعيدَه.
لا تَسمَحْ لِشَيءٍ بِأن يَسرِقَ فَرَحَك
٨ كَيفَ قد تُؤَثِّرُ علَينا مَشاكِلُ الحَياة؟
٨ السَّارِق رَقم ١: مَشاكِلُ الحَياة. هل تُعاني مِنَ الاضطِهاد، الفَقر، الكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة، المَرَض، أوِ الكِبَرِ في العُمر؟ سَهلٌ جِدًّا أن نَخسَرَ فَرَحَنا أمامَ مَشاكِلَ كهذِه، وخاصَّةً إذا كانَ ظَرفٌ ما خارِجًا عن سَيطَرَتِنا. يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ بِصَراحَةٍ إنَّ «وَجَعَ القَلب . . . يَسحَقُ الرُّوح». (أم ١٥:١٣) وهذا ما شَعَرَ بهِ شَيخٌ اسْمُهُ بَابِيس خَسِرَ أخاهُ ووالِدَيْهِ كِلَيْهِما في المَوتِ خِلالَ أربَعِ سَنَواتٍ تَقريبًا. يُخبِر: «شَعَرتُ أنِّي وَحيدٌ ولَيسَ في يَدي أن أفعَلَ شَيئًا. وأحيانًا، أحسَستُ أنِّي قَصَّرتُ في حَقِّ والِدَيَّ وأخي. فقد كُنتُ مَقسومًا بَينَ مَشاغِلي الكَثيرَة ورَغبَتي أن أستَفيدَ مِنَ الوَقتِ معهُم قَبلَ أن أخسَرَهُم». فِعلًا، مَشاكِلُ الحَياةِ تَستَنزِفُنا جَسَدِيًّا وعاطِفِيًّا.
٩ ماذا يُساعِدُنا أن نَستَعيدَ فَرَحَنا؟ (إرميا ٢٩:٤-٧، ١٠)
٩ ماذا يُساعِدُنا أن نَستَعيدَ فَرَحَنا؟ نَقدِرُ أن نَستَعيدَ فَرَحَنا حينَ نَكونُ واقِعِيِّينَ وشاكِرين. العالَمُ اليَومَ يُرَوِّجُ لِلفِكرَةِ أنَّ حَياتَنا يَجِبُ أن تَكونَ مِثالِيَّةً كَي نَكونَ سُعَداء. ولكنْ هذا لَيسَ صَحيحًا. مَثَلًا، أوْصى يَهْوَه الأسْرى اليَهودَ في بَابِل أن يَتَقَبَّلوا واقِعَهُمُ الجَديدَ كأسْرى في بَلَدٍ غَريب، ويَعمَلوا جُهدَهُم لِيَتَكَيَّفوا مع هذِهِ الظُّروفِ الصَّعبَة. (إقرأ إرميا ٢٩:٤-٧، ١٠.) ما الدَّرس؟ حاوِلْ أن تَتَقَبَّلَ ظُروفَكَ وتَكونَ شاكِرًا على الأشياءِ الجَيِّدَة في حَياتِك. ولا تَنْسَ أنَّ يَهْوَه لن يَترُكَكَ تَسيرُ وَحْدَك. (مز ٦٣:٧؛ ١٤٦:٥) تَقولُ إِيفِه الَّتي تَعَرَّضَت لِحادِثٍ سَبَّبَ لها شَلَلًا: «يَهْوَه لم يَتَخَلَّ عنِّي أبَدًا. فهو وعائِلَتي والجَماعَةُ ساعَدوني ودَعَموني كَثيرًا. لِذلِك شَعَرتُ أنِّي إذا استَسلَمتُ فسَأكونُ ناكِرَةً لِلجَميل. لا أُريدُ أن أكونَ كذلِك، بل أن أُعَبِّرَ عن شُكري لِيَهْوَه ولِلإخوَةِ على دَعمِهِمِ الكَبيرِ لي».
١٠ لِماذا نَقدِرُ أن نَكونَ فَرِحينَ حتَّى عِندَما نُواجِهُ المَشاكِل؟
١٠ حتَّى لَو كانَت حَياتُنا بَعيدَةً كُلَّ البُعدِ عنِ المِثالِيَّةِ أو حَصَلَت أشياءُ سَيِّئَة لنا أو لِعائِلَتِنا، نَقدِرُ أن نَكونَ فَرِحين.b (مز ١٢٦:٥) لِماذا؟ لِأنَّ فَرَحَنا لا يَعتَمِدُ على ظُروفِنا. تَقولُ فاتِحَةٌ اسْمُها مَارِيَّا: «إذا بَقيتَ فَرِحًا وَسَطَ المَشاكِل، فهذا لا يَعْني أنَّكَ تَكبِتُ مَشاعِرَك، بل أنَّكَ لم تَنْسَ وُعودَ يَهْوَه. فأبونا السَّماوِيُّ سيُساعِدُنا أن لا نَخسَرَ فَرَحَنا». وأبْقِ في بالِكَ أنَّهُ مَهْما كانَت ظُروفُنا صَعبَةً الآن، فكُلُّ مَشاكِلِنا وَقتِيَّة، مِثلَ آثارِ الأقدامِ على الشَّاطِئ. قَريبًا جِدًّا، سيَحمِلُها المَوجُ ولن يَبْقى لها أيُّ أثَر، سيُزيلُها يَهْوَه مَرَّةً وإلى الأبَد . . .
١١ كَيفَ يُشَجِّعُكَ مِثالُ الرَّسولِ بُولُس؟
١١ وماذا إذا بَدَأنا نَتَساءَلُ إن كانَت مَشاكِلُنا دَليلًا أنَّنا خَسِرنا رِضى يَهْوَه؟ جَيِّدٌ أن نُفَكِّرَ في خُدَّامِ يَهْوَه الأُمَناءِ الَّذينَ واجَهوا ظُروفًا صَعبَة جِدًّا. لاحِظْ مِثالَ الرَّسولِ بُولُس. فيَسُوع اختارَهُ شَخصِيًّا لِيوصِلَ الحَقَّ «إلى الأُمَمِ والمُلوكِ والإسْرَائِيلِيِّين». (أع ٩:١٥) وهذا فِعلًا امتِيازٌ كَبير! مع ذلِك، لم تَكُنْ حَياةُ بُولُس خالِيَةً مِنَ الصُّعوبات. (٢ كو ١١:٢٣-٢٧) فهل عَنَتِ الصُّعوباتُ الَّتي بَدَت بِلا نِهايَةٍ أنَّ بُولُس خَسِرَ رِضى يَهْوَه؟ طَبعًا لا! على العَكس، فاحتِمالُهُ أظهَرَ أنَّ يَهْوَه يُبارِكُه. (رو ٥:٣-٥) الآنَ فَكِّرْ في وَضعِك. فأنتَ تَحتَمِلُ بِأمانَةٍ رَغمَ كُلِّ المَشاكِلِ الَّتي تُواجِهُها. لِذلِك أنتَ أيضًا تَقدِرُ أن تَكونَ أكيدًا أنَّ يَهْوَه راضٍ عنك.
١٢ كَيفَ يُمكِنُ لِلآمالِ الَّتي لا تَتَحَقَّقُ أن تَسرِقَ فَرَحَنا؟
١٢ السَّارِق رَقم ٢: الآمالُ الَّتي لا تَتَحَقَّق. (أم ١٣:١٢) مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه وامتِنانُنا لهُ يَدفَعانِنا أن نَضَعَ أهدافًا في خِدمَتِه. ولكنْ إذا كانَت أهدافُنا غَيرَ واقِعِيَّة بِالنِّسبَةِ إلى ظُروفِنا، فقد نَشعُرُ بِالإحباط. (أم ١٧:٢٢) تَقولُ فاتِحَةٌ اسْمُها هُولِي: «أرَدتُ أن أحضُرَ مَدرَسَةَ الكارِزينَ بِالمَلَكوت، أن أخدُمَ خارِجَ بَلَدي، أو أن أعمَلَ في مَشروعِ بِناءِ رَامَابُو. لكنَّ ظُروفي تَغَيَّرَت ولم أعُدْ أقدِرُ أن أُحَقِّقَ هذِهِ الأهداف. فخابَ أمَلي. يَخيبُ أمَلُكَ حينَ تُريدُ أن تُنجِزَ شَيئًا، لكنَّكَ لا تَستَطيع». وكَثيرونَ مِن خُدَّامِ يَهْوَه لَدَيهِم نَفْسُ المَشاعِر.
١٣ أيُّ أهدافٍ واقِعِيَّة نَقدِرُ أن نَضَعَها إذا كانَت ظُروفُنا تَحُدُّ مِمَّا نَقدِرُ أن نَفعَلَه؟
١٣ ماذا يُساعِدُنا أن نَستَعيدَ فَرَحَنا؟ تَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لَيسَ إلهًا مُتَطَلِّبًا. فهو لا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أن نَفعَلَ أشياءَ تَفوقُ طاقَتَنا؛ ولا يُقَيِّمُنا بِناءً على ما نَستَطيعُ أن نُنجِزَهُ في خِدمَتِه. يَهْوَه يُريدُ مِنَّا أن نَعرِفَ حُدودَنا ونَكونَ أُمَناءَ له. (مي ٦:٨، الحاشية؛ ١ كو ٤:٢) وما يَهُمُّهُ أكثَرَ هو ما نَحنُ علَيهِ في الدَّاخِلِ ولَيسَ ما نُنجِزُه. فهل مِنَ المَنطِقِيِّ أن نَتَوَقَّعَ مِن أنفُسِنا أكثَرَ مِمَّا يَتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَّا؟c طَبعًا لا! فإذا كانَت ظُروفُكَ تَحُدُّ مِمَّا تَقدِرُ أن تَفعَلَهُ في خِدمَةِ يَهْوَه، فحاوِلْ أن تُرَكِّزَ على الأهدافِ الَّتي ضِمنَ إمكانِيَّاتِك. هل تَقدِرُ مَثَلًا أن تَتَقَرَّبَ مِنَ الأصغَرِ سِنًّا وتُقَدِّمَ لهُمُ الإرشاد، أو أن تَكونَ مَصدَرَ دَعمٍ لِلأكبَرِ سِنًّا؟ هل يُمكِنُ أن تَضَعَ هَدَفًا أن تُشَجِّعَ أحَدًا وَجهًا لِوَجه، على الهاتِف، أو حتَّى مِن خِلالِ رِسالَةٍ نَصِّيَّة؟ وطَبعًا، سيَمنَحُكَ يَهْوَه الفَرَحَ فيما تَجتَهِدُ لِتُحَقِّقَ أهدافًا جَيِّدَة وواقِعِيَّة كهذِه. وأبْقِ في بالِكَ أنَّهُ قَريبًا جِدًّا، في عالَمِ يَهْوَه الجَديد، سيَكونُ لَدَينا فُرَصٌ لا تَنتَهي لِنَخدُمَهُ بِطُرُقٍ تَفوقُ خَيالَنا! قالَت هُولِي في آخِرِ كَلامِها: «أجلِسُ أحيانًا وأُفَكِّرُ بَيني وبَينَ نَفْسي: ‹لَدَيَّ كُلُّ الأبَدِيَّة›. وبِدَعمِ يَهْوَه، سأُحَقِّقُ أهدافي في العالَمِ الجَديد».
١٤ ماذا أيضًا قد يَسرِقُ فَرَحَنا؟
١٤ السَّارِق رَقم ٣: التَّركيزُ على أنفُسِنا. يَستَعمِلُ البَعضُ وَسائِلَ التَّواصُلِ الاجتِماعِيِّ لِيُرَوِّجوا لِلفِكرَةِ أنَّ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة تَأتي مِن إرضاءِ أنفُسِنا. ويُشَجِّعونَ الآخَرينَ أن يَكونَ هَدَفُهُمُ الرَّئيسِيُّ في الحَياةِ هو مُمارَسَةَ الهِوايات، التَّسَوُّق، والسَّفَر. طَبعًا، لَيسَ خَطَأً أن نَستَمتِعَ بِهذِهِ الأُمور. فيَهْوَه هوَ الَّذي أعْطانا القُدرَةَ أن نُقَدِّرَ الأشياءَ الجَميلَة. لكنَّ كَثيرينَ لاحَظوا أنَّ ما ظَنُّوا أنَّه سيُفرِحُهُم سَرَقَ في الواقِعِ فَرَحَهُم. تَقولُ فاتِحَةٌ اسْمُها إِيفَا: «عِندَما يَصيرُ إرضاءُ نَفْسِكَ هو مِحوَرَ حَياتِك، لا تَعودُ تَكتَفي بِشَيء». فِعلًا، التَّركيزُ على أنفُسِنا يَترُكُ فينا شُعورًا بِالفَراغِ والخَيبَة.
١٥ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنَ المَلِكِ سُلَيْمَان؟
١٥ تَجرِبَةُ المَلِكِ سُلَيْمَان تُظهِرُ لنا ما هيَ النَّتيجَةُ المُحزِنَة لِلتَّركيزِ على أنفُسِنا. فهو حاوَلَ أن يَجِدَ السَّعادَةَ بِتَحقيقِ رَغَباتِهِ الشَّخصِيَّة، مِثلِ التَّمَتُّعِ بِالطَّعامِ اللَّذيذ، الموسيقى الجَميلَة، وكُلِّ الأشياءِ الجَيِّدَة الَّتي يُمكِنُ أن يَشتَرِيَها المالُ في زَمَنِه. لكنَّهُ في الآخِرِ شَعَرَ بِالخَيبَةِ وعَدَمِ الاكتِفاء. قال: «العَينُ لا تَكتَفي بِما تَراهُ ولا الأُذُنُ بِما تَسمَعُه». (جا ١:٨؛ ٢:١-١١) فأفكارُ العالَمِ عنِ الأشياءِ الَّتي تَجلُبُ الفَرَحَ الحَقيقِيَّ هي مِثلُ المالِ المُزَوَّر: في الظَّاهِرِ له قيمَة، ولكن في الواقِعِ لا يَنفَعُ بِشَيء.
١٦ كَيفَ يُساعِدُنا العَطاءُ أن نَستَعيدَ فَرَحَنا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٦ ماذا يُساعِدُنا أن نَستَعيدَ فَرَحَنا؟ عَلَّمَنا يَسُوع أنَّ «السَّعادَةَ في العَطاءِ أكثَرُ مِنَ السَّعادَةِ في الأخذ». (أع ٢٠:٣٥) يَقولُ شَيخٌ اسْمُهُ أَلِيكُوس: «أُرَكِّزُ على فِعلِ أشياءَ بَسيطَة مِن أجْلِ الآخَرين. وكُلَّما أُعْطي أكثَر، أُرَكِّزُ أقَلَّ على نَفْسي. وهذا يُعْطيني الفَرَح». فماذا تَقدِرُ أنتَ أن تَفعَلَ مِن أجْلِ الآخَرين؟ إذا رَأيتَ شَخصًا لَدَيه مُشكِلَة، فحاوِلْ أن تُشَجِّعَه. رُبَّما لن تَقدِرَ أن تَحُلَّ مُشكِلَتَه، لكنَّكَ تَقدِرُ أن تَدعَمَهُ حينَ تَستَمِعُ إلَيهِ بِاهتِمام، تَتَعاطَفُ معه، وتُذَكِّرُهُ بِأن يُلْقِيَ حِملَهُ الثَّقيلَ على يَهْوَه. (مز ٥٥:٢٢؛ ٦٨:١٩) تَقدِرُ أيضًا أن تُطَمِّنَهُ أنَّ يَهْوَه لم يَتَخَلَّ عنه. (مز ٣٧:٢٨؛ إش ٥٩:١) حتَّى إنَّكَ قد تَعرِضُ علَيهِ مُساعَدَةً عَمَلِيَّة، مِثلَ أن تُحَضِّرَ لهُ وَجبَةَ طَعام، أو أن تَذهَبا معًا في نُزهَة. أُدْعُهُ إلى الخِدمَةِ معك، فهذا سيَرفَعُ مَعْنَوِيَّاتِه. إسمَحْ لِيَهْوَه أن يَستَخدِمَك. فالتَّركيزُ على الآخَرينَ بَدَلَ التَّركيزِ على نَفْسِكَ سيَمنَحُكَ الفَرَحَ الحَقيقِيّ. — أم ١١:٢٥.
بدل أن تركِّز على ما تريده أنت، ركِّز على ما يحتاجه غيرك (أُنظر الفقرة ١٦.)d
١٧ كَيفَ يَرتَبِطُ فَرَحُنا بِيَهْوَه؟ (مزمور ٤٣:٤)
١٧ إذًا، يُمكِنُ أن نَجِدَ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة إذا بَقينا نَقتَرِبُ مِن أبينا السَّماوِيّ. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نَقدِرُ أن ‹نَفرَحَ فَرَحًا عَظيمًا بِإلهِنا› يَهْوَه. (إقرإ المزمور ٤٣:٤.) لِذلِك مَهْما كانَت ظُروفُنا في الحَياة، يُمكِنُ أن نَشعُرَ بِالأمان. فلْنُرَكِّزْ دائِمًا على يَهْوَه، مَصدَرِ فَرَحِنا الَّذي لا يَخيب! — مز ١٤٤:١٥.
التَّرنيمَة ١٥٥ فَرَحُنا الأبَدِيّ
a أُنظُرِ الإطار «إلتَفِتْ إلى يَهْوَه لِتَجِدَ الفَرَح».
b كمِثالٍ على ذلِك، انظُرْ على مَوْقِعِنا jw.org المُقابَلَةَ مع دِنِيس وإِرِينَا كْرِيسْتِنْسِن في تَقرير رَقم ٥ مِنَ الهَيئَةِ الحاكِمَة لِسَنَةِ ٢٠٢٣.
c لِتَعرِفَ أكثَر، انظُرِ المَقالَة «كُنْ مُتَعَقِّلًا في تَوَقُّعاتِكَ وافرَحْ بِخِدمَتِك» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ تَمُّوز (يُولْيُو) ٢٠٠٨.
d وصف الصور: أخت ذهبت إلى السوق واشترت لنفسها أغراضًا كثيرة، لكنها تفرح أكثر حين تشتري أزهارًا لأخت أكبر سنًّا بحاجة إلى تشجيع.