فَكِّرْ في رَئيسِ كَهَنَتِنا المُتَعاطِفِ يَسُوع

١-‏٢ (‏أ)‏ لِماذا أرسَلَ يَهْوَه ابْنَهُ إلى الأرض؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧-‏٩‏)‏

مُنذُ ٠٠٠‏,٢ سَنَةٍ تَقريبًا،‏ أرسَلَ يَهْوَه إلى الأرضِ ابْنَهُ الأغْلى على قَلبِه.‏ لِماذا؟‏ أحَدُ الأسبابِ هو أن يَفْدِيَ البَشَرَ مِن لَعنَةِ الخَطِيَّةِ والمَوتِ ويُزيلَ الضَّرَرَ الَّذي سَبَّبَهُ الشَّيْطَان.‏ (‏يو ٣:‏١٦؛‏ ١ يو ٣:‏٨‏)‏ أيضًا،‏ عَرَفَ يَهْوَه أنَّ تَجرِبَةَ يَسُوع كإنسانٍ ستُجَهِّزُهُ أكثَرَ لِيَصيرَ رَئيسَ كَهَنَةٍ مُتَعاطِفًا،‏ حَنونًا،‏ ورَقيقًا لنا نَحنُ البَشَر.‏ وقد بَدَأ يَسُوع يُؤَدِّي هذا الدَّورَ بَعدَ مَعمودِيَّتِهِ سَنَةَ ٢٩ ب‌م.‏a

^٢ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنَرى أنَّ حَياةَ يَسُوع على الأرضِ دَرَّبَتهُ لِيَصيرَ مُؤَهَّلًا أكثَرَ لِيَخدُمَ كرَئيسِ كَهَنَةٍ مُتَعاطِف.‏ وحينَ نَفهَمُ جَيِّدًا كَيفَ «كُمِّلَ» يَسُوع لِيَقومَ بِهذا الدَّور،‏ سيَسهُلُ علَينا أن نَقتَرِبَ مِن يَهْوَه،‏ حتَّى لَو كُنَّا نَشعُرُ بِالإحباطِ نَتيجَةَ خَطايانا أو ضَعَفاتِنا.‏ —‏ إقرإ العبرانيين ٥:‏٧-‏٩‏.‏

إبْنُ اللّٰهِ المَحبوبُ يَأتي إلى الأرض

٣-‏٤ أيُّ تَغييراتٍ كَبيرَة عاشَها يَسُوع عِندَما أتى إلى الأرض؟‏

^٣ كَثيرونَ مِنَّا عاشوا تَغييراتٍ في ظُروفِهِم،‏ مِثلَ الانتِقالِ مِن مَكانٍ يُحِبُّونَهُ إلى مَكانٍ آخَرَ بَعيدًا عن عائِلَتِهِم وأصدِقائِهِم.‏ لا شَكَّ أنَّ تَغييراتٍ مِن هذا النَّوعِ صَعبَةٌ جِدًّا.‏ لكنْ ما مِن إنسانٍ عاشَ تَغييراتٍ كالَّتي عاشَها يَسُوع.‏ ففي السَّماء،‏ كانَ يَسُوع أبرَزَ أبناءِ يَهْوَه الرُّوحانِيِّين.‏ وكانَ يَنعَمُ بِمَحَبَّةِ يَهْوَه ويَفرَحُ دائِمًا فيما يَخدُمُ «عن يَمينِ» اللّٰه.‏ (‏مز ١٦:‏١١؛‏ أم ٨:‏٣٠‏)‏ مع ذلِك،‏ تَقولُ فِيلِبِّي ٢:‏٧ إنَّهُ «تَخَلَّى عن كُلِّ شَيءٍ» بِروحٍ طَوعِيَّة،‏ تارِكًا مَركَزَهُ الرَّفيعَ في السَّماءِ لِيَعيشَ بَينَ بَشَرٍ ناقِصينَ على الأرض.‏

^٤ فَكِّرْ أيضًا في الظُّروفِ المُحيطَة بِوِلادَةِ يَسُوع وسَنَواتِهِ الأُولى على الأرض.‏ فهو وُلِدَ في عائِلَةٍ فَقيرَة،‏ كما تُظهِرُ الذَّبيحَةُ المُتَواضِعَة الَّتي قَدَّمَها أبَواهُ بَعدَ وِلادَتِه.‏ (‏لا ١٢:‏٨؛‏ لو ٢:‏٢٤‏)‏ وحينَ عَرَفَ المَلِكُ الشِّرِّيرُ هِيرُودُس أنَّهُ وُلِد،‏ حاوَلَ أن يَقْضِيَ علَيه.‏ وكَي يَنْجُوَ يُوسُف وعائِلَتُهُ مِن خُطَّةِ هِيرُودُس الخَبيثَة،‏ هَرَبوا إلى مِصْر وعاشوا هُناك كلاجِئينَ فَترَةً مِنَ الوَقت.‏ (‏مت ٢:‏١٣،‏ ١٥‏)‏ فِعلًا،‏ ما أكبَرَ الفَرقَ بَينَ حَياةِ يَسُوع في السَّماءِ وحَياتِهِ على الأرض!‏

٥ ماذا رَأى يَسُوع على الأرض،‏ وكَيفَ جَهَّزَتهُ اختِباراتُهُ لِدَورِهِ كرَئيسِ كَهَنَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

^٥ عِندَما كانَ يَسُوع على الأرض،‏ رَأى كم كانَ النَّاسُ حَولَهُ يُعانونَ ويَتَعَذَّبون.‏ فهو أحَسَّ دونَ شَكٍّ بِمَشاعِرِ الحُزنِ على وَفاةِ أشخاصٍ يُحِبُّهُم،‏ بِمَن فيهِم كما يَبْدو أبوهُ بِالتَّبَنِّي يُوسُف.‏ وخِلالَ خِدمَتِه،‏ الْتَقى أشخاصًا بُرصًا،‏ عُميانًا،‏ مَشلولين،‏ ووالِدينَ مَحزونينَ على أوْلادِهِم؛‏ وقد أشفَقَ علَيهِم وأحَسَّ بِوَجَعِهِم.‏ (‏مت ٩:‏٢،‏ ٦؛‏ ١٥:‏٣٠؛‏ ٢٠:‏٣٤؛‏ مر ١:‏٤٠،‏ ٤١؛‏ لو ٧:‏١٣‏)‏ صَحيحٌ أنَّهُ كانَ قد رَأى النَّاسَ يَتَعَذَّبونَ مِن مَركَزِهِ الرَّفيعِ في السَّماء،‏ ولكنِ الآنَ بَعدَما صارَ إنسانًا على الأرض،‏ رَأى وَجَعَ البَشَرِ مِن مِنظارٍ جَديد.‏ (‏إش ٥٣:‏٤‏)‏ والاختِباراتُ الَّتي مَرَّ بها على الأرضِ ساعَدَتهُ أن يَفهَمَ مَشاعِرَ البَشَر،‏ خَيباتِهِم،‏ وآلامَهُم.‏ وهو شَخصِيًّا أحَسَّ بِالمَشاعِرِ المَألوفَة لَدى البَشَر،‏ مِثلِ القَلَقِ والهَمّ،‏ الإرهاق،‏ والحُزنِ الشَّديد.‏

يَسُوع يَتَعاطَفُ معَ النَّاس

٦ ماذا نَتَعَلَّمُ عن تَعاطُفِ يَسُوع وحَنانِهِ مِنَ الصُّورَتَيْنِ الكَلامِيَّتَيْنِ اللَّتَيْنِ استَعمَلَهُما النَّبِيُّ إشَعْيَا؟‏ (‏إشعيا ٤٢:‏٣‏)‏

^٦ خِلالَ خِدمَةِ يَسُوع،‏ تَعاطَفَ إلى حَدٍّ بَعيدٍ معَ الضُّعَفاءِ والمَساكين.‏ وتَمَّمَ بِذلِك نُبُوَّةً عنه.‏ ففي الأسفارِ العِبْرَانِيَّة،‏ النَّاسُ الأقوِياءُ والمُزدَهِرونَ يُشَبَّهون أحيانًا بِحَديقَةٍ جَميلَة أو بِأشجارٍ كَبيرَة وقَوِيَّة.‏ (‏مز ٩٢:‏١٢؛‏ إش ٦١:‏٣؛‏ إر ٣١:‏١٢‏)‏ أمَّا الفُقَراءُ والمَظلومونَ فيُشَبَّهونَ بِقَصَبَةٍ مُحَطَّمَة وفَتيلَةِ سِراجٍ تُدَخِّن،‏ وكِلتاهُما بِلا قيمَة.‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٤٢:‏٣؛‏ مت ١٢:‏٢٠‏)‏ وقدِ استَعمَلَ النَّبِيُّ إشَعْيَا بِالوَحْيِ هاتَيْنِ الصُّورَتَيْنِ الكَلامِيَّتَيْنِ لِيَتَنَبَّأَ عن مَحَبَّةِ يَسُوع وتَعاطُفِهِ معَ النَّاسِ العادِيِّينَ الَّذينَ اعتَبَرَهُمُ الآخَرونَ بِلا قيمَة.‏

٧-‏٨ كَيفَ تَمَّمَ يَسُوع نُبُوَّةَ إشَعْيَا؟‏

^٧ طَبَّقَ مَتَّى في إنجيلِهِ كَلِماتِ إشَعْيَا هذِه على يَسُوع:‏ «لن يَكسِرَ قَصَبَةً مُحَطَّمَة،‏ ولن يُطفِئَ فَتيلَةً تُدَخِّن».‏ فبَعضُ عَجائِبِ يَسُوع أفادَتِ المَظلومينَ الَّذينَ شَعَروا دونَ شَكٍّ أنَّهُم مِثلُ قَصَبَةٍ مُحَطَّمَة،‏ وقَوَّتِ اليائِسينَ أيضًا الَّذينَ أحَسُّوا أنَّهُم مِثلُ فَتيلَةٍ تُدَخِّنُ وتَكادُ تَنطَفِئ.‏ ومِن بَينِ هؤُلاءِ الأشخاص،‏ كانَ هُناك رَجُلٌ جِسمُهُ مَليءٌ بِالبَرَص.‏ فهل كانَ لَدَيهِ أيُّ أمَلٍ بِأن يُشْفى ويَتَمَتَّعَ بِرِفقَةِ عائِلَتِهِ وأصدِقائِه؟‏ (‏لو ٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وكانَ هُناك أيضًا رَجُلٌ أصَمُّ ولَدَيهِ مُشكِلَةٌ في النُّطْق.‏ فَكِّرْ كَيفَ شَعَرَ وهو يَرى النَّاسَ حَولَهُ يَتَحَدَّثونَ بِحَماسَةٍ وهو لا يَقدِرُ أن يَفهَمَ شَيئًا.‏ (‏مر ٧:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وكانَ هُناك شَيءٌ أسوَأُ بَعد.‏

^٨ ففي أيَّامِ يَسُوع،‏ آمَنَ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ أنَّ الأمراضَ والإعاقاتِ الَّتي أُصيبَ بها النَّاسُ هي عِقابٌ على خَطاياهُم أو خَطايا والِديهِم.‏ (‏يو ٩:‏٢‏)‏ ونَتيجَةَ هذا المُعتَقَدِ الخاطِئ،‏ أحَسَّ المَرْضى والمُعَوَّقونَ أنَّهُم بِلا قيمَة.‏ ولكنْ إتمامًا لِنُبُوَّةِ إشَعْيَا،‏ شَفى يَسُوع هؤُلاءِ الأشخاصَ وأحْيا مِن جَديدٍ أمَلَهُم بِاللّٰه.‏ وحينَ نَتَأمَّلُ في ما فَعَلَهُ يَسُوع،‏ يَصيرُ لَدَينا ثِقَةٌ كَبيرَة بِرَئيسِ كَهَنَتِنا المُتَعاطِف.‏

٩ كَيفَ تُظهِرُ العِبْرَانِيِّين ٤:‏١٥،‏ ١٦ أنَّ رَئيسَ كَهَنَتِنا السَّماوِيَّ هو فِعلًا مُتَعاطِفٌ معَ البَشَرِ النَّاقِصين؟‏

^٩ إقرإ العبرانيين ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏ نَقدِرُ أن نَكونَ أكيدينَ أنَّ يَسُوع سيَتَعاطَفُ معنا دائِمًا.‏ وماذا يَعْني ذلِك؟‏ الشَّخصُ المُتَعاطِفُ تُحَرِّكُهُ آلامُ الآخَرينَ ومَشاعِرُهُم.‏ والكَلِمَةُ اليُونَانِيَّة المَنقولَة إلى «تَعاطَفَ» تَعْني أحَسَّ بِما يَمُرُّ بهِ الآخَرونَ أو يَشعُرونَ به.‏ (‏أُنظُرْ أيضًا العِبْرَانِيِّين ١٠:‏٣٤‏،‏ حَيثُ يَستَعمِلُ بُولُس الفِعلَ اليُونَانِيَّ نَفْسَه.‏)‏ والرِّواياتُ عن عَجائِبِ يَسُوع تَكشِفُ كم تَأثَّرَ حينَ رَأى مُعاناةَ النَّاس.‏ فهو لم يَشْفِهِم بِدافِعِ الواجِب،‏ بلِ اهتَمَّ بِأمرِهِم بِكُلِّ صِدقٍ وأرادَ أن يُساعِدَهُم.‏ مَثَلًا،‏ حينَ شَفى الأبرَص،‏ كانَ يَقدِرُ أن يَعمَلَ هذِهِ العَجيبَةَ عن بُعد.‏ لكنَّهُ اندَفَعَ أن يَلمُسَه،‏ ورُبَّما كانَت هذِهِ أوَّلَ لَمسَةٍ يَشعُرُ بها هذا الأبرَصُ مُنذُ سَنَواتٍ طَويلَة.‏ وعِندَما أعادَ السَّمعَ إلى الأصَمّ،‏ راعى شُعورَهُ وأخَذَهُ بَعيدًا عن ضَجَّةِ الجُموعِ لِيَشْفِيَهُ على انفِراد.‏ وحينَ احتَقَرَ أحَدُ الفَرِّيسِيِّينَ المَرأةَ الخاطِئَة التَّائِبَة الَّتي غَسَلَت قَدَمَيْ يَسُوع بِدُموعِها ونَشَّفَتهُما بِشَعرِها،‏ دافَعَ يَسُوع عنها بِقُوَّة.‏ (‏مت ٨:‏٣؛‏ مر ٧:‏٣٣؛‏ لو ٧:‏٤٤‏)‏ فهو لم يَتَجَنَّبِ الَّذينَ كانوا يُعانونَ مِنَ الأمراضِ والإعاقاتِ أوِ الَّذينَ ارتَكَبوا خَطايا خَطيرَة،‏ بل رَحَّبَ بهِم وطَمَّنَهُم بِكُلِّ تَعاطُفٍ وحَنان.‏ ونَحنُ على ثِقَةٍ أنَّهُ يُظهِرُ لنا التَّعاطُفَ نَفْسَه.‏

نَحنُ نَتَمَثَّلُ بِرَئيسِ كَهَنَتِنا

١٠ أيُّ تَدابيرَ روحِيَّة نَقدِرُ أن نَستَعمِلَها اليَومَ لِنُساعِدَ الصُّمَّ والعُميان؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَيْن.‏)‏

^١٠ كأتباعٍ أُمَناءَ لِيَسُوع،‏ نَحنُ نَعمَلُ جُهدَنا لِنَتَمَثَّلَ بهِ ونُظهِرَ لِلنَّاسِ المَحَبَّةَ والتَّعاطُفَ والحَنان.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١؛‏ ٣:‏٨‏)‏ صَحيحٌ أنَّنا لا نَقدِرُ أن نَشْفِيَ الصُّمَّ والعُميان،‏ لكنَّنا نَقدِرُ بِالتَّأكيدِ أن نُساعِدَهُم روحِيًّا.‏ مَثَلًا،‏ مَطبوعاتُنا المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّسِ مُتَوَفِّرَةٌ الآنَ بِأكثَرَ مِن ١٠٠ لُغَةِ إشارات.‏ ولِمُساعَدَةِ الَّذينَ لَدَيهِم مَشاكِلُ في النَّظَر،‏ تَصدُرُ مَطبوعاتُنا بِنِظامِ بْرَايْل بِأكثَرَ مِن ٦٠ لُغَة؛‏ كما أنَّ الوَصفَ السَّمعِيَّ لِفيديواتِنا مُتَوَفِّرٌ بِأكثَرَ مِن ١٠٠ لُغَة.‏ وهذِهِ التَّدابيرُ تُساعِدُ الصُّمَّ والعُميانَ أن يَقتَرِبوا إلى يَهْوَه وابْنِه.‏

١١ كَيفَ تَعكِسُ هَيئَةُ يَهْوَه اهتِمامَ يَسُوع بِالنَّاسِ مِن كُلِّ الخَلفِيَّات؟‏ (‏أعمال ٢:‏٥-‏٧،‏ ٣٣‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَيْن.‏)‏

^١١ تَجتَهِدُ هَيئَةُ يَهْوَه لِتُساعِدَ النَّاسَ مِن كُلِّ الخَلفِيَّات.‏ ولا نَنْسَ أنَّ يَسُوع بَعدَ قِيامَتِه،‏ سَكَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِكَي يَسمَعَ كُلُّ النَّاسِ الَّذينَ يَحتَفِلونَ بِعيدِ الخَمسينَ الأخبارَ الحُلْوَة كُلُّ واحِدٍ «بِلُغَتِه».‏ ‏(‏إقرإ الأعمال ٢:‏٥-‏٧،‏ ٣٣‏.‏)‏ وتَمَثُّلًا به،‏ تَنشُرُ الهَيئَةُ مَطبوعاتٍ مُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّسِ بِأكثَرَ مِن ١٠٠‏,١ لُغَة،‏ وبَعضُ هذِهِ اللُّغاتِ تَتَكَلَّمُها أعدادٌ قَليلَة مِنَ النَّاس.‏ مَثَلًا،‏ بَعضُ لُغاتِ الهُنُودِ الحُمْرِ يَتَكَلَّمُها قَليلونَ مِنَ النَّاسِ نِسبِيًّا في أمِيرْكَا الشَّمالِيَّة والجَنوبِيَّة.‏ مع ذلِك،‏ مَطبوعاتُنا مُتَوَفِّرَةٌ بِأكثَرَ مِن ١٦٠ لُغَةً مِن هذِهِ اللُّغاتِ لِتَضمَنَ أنَّ أكبَرَ عَدَدٍ مِنَ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَها يَقدِرونَ أن يَتَعَلَّموا عنِ الأخبارِ الحُلْوَة.‏ كما أنَّ مَطبوعاتِنا تُنشَرُ أيضًا بِأكثَرَ مِن ٢٠ لُغَةً مِن لُغاتِ الرُّومَانِي (‏الغَجَر)‏.‏ وقد قَبِلَ الحَقَّ آلافُ الأشخاصِ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ هذِهِ اللُّغات.‏

١٢ أيُّ مُساعَدَةٍ عَمَلِيَّة أُخْرى تُقَدِّمُها هَيئَةُ يَهْوَه؟‏

^١٢ بِالإضافَةِ إلى الإشرافِ على هذِهِ الجُهودِ لِنَشرِ الأخبارِ الحُلْوَة،‏ تُؤَمِّنُ هَيئَةُ يَهْوَه المُساعَداتِ لِضَحايا الكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة.‏ لِذلِك يَتَطَوَّعُ الآلافُ لِيُساعِدوا إخوَتَهُم وأخَواتِهِمِ الَّذينَ بِحاجَة.‏ أيضًا،‏ تُساعِدُ الهَيئَةُ في تَأمينِ أماكِنَ مُتَواضِعَة لِلعِبادَةِ يَجتَمِعُ فيها النَّاسُ معًا لِيَتَعَلَّموا أكثَرَ عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ لهُم.‏

رَئيسُ كَهَنَتِنا يَقدِرُ أن يُساعِدَك

١٣ ما هي بَعضُ الطُّرُقِ الَّتي يُساعِدُنا بها يَسُوع؟‏

^١٣ بِما أنَّ يَسُوع هو راعينا الصَّالِح،‏ فهو يَهتَمُّ بِالحاجاتِ الرُّوحِيَّة لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا.‏ (‏يو ١٠:‏١٤؛‏ أف ٤:‏٧‏)‏ ففي بَعضِ الأحيان،‏ تُحَسِّسُنا ظُروفُ الحَياةِ أنَّنا مِثلُ قَصَبَةٍ مُنحَنِيَة أو فَتيلَةٍ تُدَخِّن.‏ فقد نَشعُرُ بِاليَأسِ والإحباطِ نَتيجَةَ مَرَضٍ خَطير،‏ خَطَإٍ ارتَكَبناهُ أو هَدَفٍ فَشِلنا في تَحقيقِه،‏ أو رُبَّما خِلافٍ مع أحَدِ إخوَتِنا.‏ وقد نَستَصعِبُ أن نَرى أبعَدَ مِنَ الألَمِ الَّذي نَشعُرُ بهِ الآن،‏ ولا نَعودُ نُرَكِّزُ على أمَلِنا في المُستَقبَل.‏ ولكنْ تَذَكَّرْ أنَّ يَسُوع يَرى ما تَمُرُّ بهِ ويَفهَمُ مَشاعِرَكَ العَميقَة.‏ وتَعاطُفُهُ يَدفَعُهُ أن يَفعَلَ شَيئًا مِن أجْلِك.‏ مَثَلًا،‏ قد يَستَعمِلُ الرُّوحَ القُدُسَ لِيُقَوِّيَكَ حينَ تَكونُ ضَعيفًا.‏ (‏يو ١٦:‏٧؛‏ تي ٣:‏٦‏)‏ ورُبَّما يَستَخدِمُ ‹الرِّجالَ الَّذينَ أعْطاهُم كهَدايا› وغَيرَهُم مِن رِفاقِكَ في الإيمانِ كَي يُشَجِّعَك،‏ يَدعَمَك،‏ ويُساعِدَك.‏ —‏ أف ٤:‏٨‏.‏

١٤ ماذا نَقدِرُ أن نَفعَلَ حينَ نَكونُ مُحبَطين؟‏

^١٤ إذا كُنتَ تَشعُرُ أنَّ قَلبَكَ مَكسورٌ أو روحَكَ مُنسَحِقَة،‏ ففَكِّرْ في دَورِ يَسُوع كرَئيسِ كَهَنَتِنا.‏ تَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه أرسَلَهُ إلى الأرضِ لَيسَ فَقَط لِيُقَدِّمَ حَياتَهُ فِديَةً عنَّا،‏ بل أيضًا لِيُساعِدَهُ أن يَفهَمَ بِشَكلٍ أفضَلَ مَشاكِلَ البَشَرِ النَّاقِصين.‏ لِذلِك عِندَما نَكونُ مُحبَطينَ بِسَبَبِ خَطايانا أو ضَعَفاتِنا،‏ يَكونُ يَسُوع مُجَهَّزًا ومُستَعِدًّا أن يُساعِدَنا «عِندَما نَحتاجُ إلى العَون».‏ —‏ عب ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٥ إرْوِ اختِبارًا يُظهِرُ كَيفَ نالَ شَخصٌ ابتَعَدَ عن حَظيرَةِ يَهْوَه المُساعَدَةَ لِيَعودَ إلى الجَماعَة.‏

^١٥ يُوَجِّهُ يَسُوع أيضًا شَعبَهُ حينَ يَجتَهِدونَ كَي يَبحَثوا عنِ الَّذينَ ابتَعَدوا عن حَظيرَةِ يَهْوَه ويُقَدِّموا لهُمُ المُساعَدَة.‏ (‏مت ١٨:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ لاحِظْ ماذا حَصَلَ معَ سْتِيفَانُو.‏b فبَعدَما بَقِيَ ١٢ سَنَةً مُبعَدًا عنِ الجَماعَة،‏ قَرَّرَ أن يَحضُرَ اجتِماعًا.‏ يُخبِر:‏ «شَعَرتُ بِالإحراج،‏ لكنِّي أرَدتُ أن أكونَ مِن جَديدٍ جُزْءًا مِن عائِلَةِ يَهْوَه المُحِبَّة.‏ الشُّيوخُ الَّذينَ جَلَسوا معي حَسَّسوني أنَّهُم سُعَداءُ لِأنِّي أُريدُ أن أرجِع.‏ ولكنْ أحيانًا،‏ كانَت مَشاعِرُ عَدَمِ القيمَةِ تَعودُ إلَيَّ وتُحَرِّضُني كَي أستَسلِم.‏ إلَّا أنَّ الإخوَةَ ذَكَّروني أنَّ يَهْوَه ويَسُوع يُريدانِ أن أُكمِلَ طَريقي.‏ وحينَ صِرتُ أخًا مِن جَديد،‏ رَحَّبَ كُلُّ أفرادِ الجَماعَةِ بي وبِعائِلَتي وحَسَّسونا بِمَحَبَّتِهِم.‏ ومعَ الوَقت،‏ قَبِلَت زَوجَتي دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ والآنَ نَحنُ نَخدُمُ يَهْوَه معًا كعائِلَة».‏ لا شَكَّ أنَّ رَئيسَ كَهَنَتِنا المُحِبَّ يَشعُرُ بِفَرَحٍ كَبيرٍ حينَ يَرى الأشخاصَ التَّائِبينَ يَنالونَ المُساعَدَةَ الَّتي يَحتاجونَ إلَيها لِيَعودوا إلى الجَماعَة.‏

١٦ لِماذا أنتَ شاكِرٌ لِأنَّ يَسُوع هو رَئيسُ كَهَنَتِنا؟‏

^١٦ خِلالَ حَياةِ يَسُوع على الأرض،‏ قَدَّمَ المُساعَدَةَ في الوَقتِ المُناسِبِ لِكُلِّ مَنِ احتاجَ إلَيها.‏ واليَوم،‏ لَدَينا ثِقَةٌ تامَّة بِأنَّهُ سيُساعِدُنا كُلَّما احتَجنا.‏ وعن قَريب،‏ في العالَمِ الجَديد،‏ سيُساعِدُ يَسُوع البَشَرَ الطَّائِعينَ أن يَتَحَرَّروا كامِلًا مِن كُلِّ أثَرٍ لِلخَطِيَّةِ والنَّقص.‏ كم نَحنُ شاكِرونَ لِإلهِنا يَهْوَه الَّذي دَفَعَتهُ مَحَبَّتُهُ الكَبيرَة ورَحمَتُهُ الفائِقَة أن يُعَيِّنَ لَنا ابْنَهُ رَئيسَ كَهَنَةٍ مُتَعاطِفًا!‏