مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ارم الفصل ٩ ص ١٠٣-‏١١٣
  • لا «تطلب لك عظائم»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لا «تطلب لك عظائم»‏
  • رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ماذا كانت هذه ‹العظائم›؟‏
  • ‏«اعطيك نفسك غنيمة»‏
  • هل تطلب ‹العظائم›؟‏
  • فخّ التعلق ‹بالنفائس›‏
  • هل تربح «نفسك غنيمة»؟‏
  • باروخ كاتب ارميا الامين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • بارُوخ
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • يهوه يراقبنا لمصلحتنا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • ابنِ صداقات قوية قبل ان تأتي النهاية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
المزيد
رسالة من اللّٰه بفم ارميا
ارم الفصل ٩ ص ١٠٣-‏١١٣

الفصل التاسع

لا «تطلب لك عظائم»‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية مشكلة واجهها باروخ في السنة الرابعة ليهوياقيم؟‏ (‏ب)‏ كيف ساعد يهوه باروخ؟‏

تملّك باروخ،‏ كاتب ارميا الامين،‏ شعور بالاعياء والتثبط.‏ حدث ذلك في السنة الرابعة لحكم الملك الشرير يهوياقيم،‏ اي نحو ٦٢٥ ق‌م.‏ وفي تلك السنة،‏ طلب ارميا من كاتبه ان يدون في درج كتاب كل الكلام الذي كلّمه به يهوه بشأن اورشليم ويهوذا طوال السنوات الـ‍ ٢٣ التي مضت على تسلّمه تفويض الخدمة كنبي.‏ (‏ار ٢٥:‏​١-‏٣؛‏ ٣٦:‏​١،‏ ٢‏)‏ ولم يقرأ باروخ محتويات هذا الدرج على مسامع اليهود الا في السنة التالية.‏ (‏ار ٣٦:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ ولكن لمَ كان متعبا وحزينا؟‏

٢ تأوّه باروخ:‏ «ويل لي؛‏ لأن يهوه قد زاد حزنا على وجعي!‏ قد اعيَيت من تنهدي».‏ انت ايضا لا بد انك تئنّ احيانا من الاعياء،‏ إما بصوت مسموع او في قلبك.‏ وأيًّا كانت الطريقة التي أنّ بها باروخ،‏ سمع يهوه تنهداته.‏ ففاحص قلوب البشر عرف ما وراء اضطرابه،‏ فقوّمه بلطف بواسطة ارميا.‏ (‏اقرأ ارميا ٤٥:‏​١-‏٥‏.‏‏)‏ ولكن ربما تتساءل لمَ شعر باروخ بكل هذا الاعياء.‏ أبسبب تعيينه ام لأن ظروفا صعبة احاطت بإنجاز هذا التعيين؟‏ لا هذا ولا ذاك.‏ لقد كان قلبه اصل المشكلة.‏ فهذا الكاتب ‹طلب لنفسه عظائم›.‏ فماذا كانت هذه العظائم؟‏ اي وعد ناله من يهوه إن هو قبِل مشورته وإرشاده؟‏ وماذا نتعلم من تجربته؟‏

ماذا كانت هذه ‹العظائم›؟‏

٣ ماذا كان اصل مشكلة باروخ الروحية؟‏

٣ عرف باروخ دون شك ما هي ‹العظائم› التي طلبها لنفسه.‏ وقد ادرك ان «عيني [اللّٰه] على طرق الانسان،‏ وهو يرى كل خطواته».‏ (‏اي ٣٤:‏٢١‏)‏ فشعوره ان لا «مكان راحة» لديه وهو يسجل كلمات ارميا النبوية لم يكن سببه التعيين نفسه،‏ بل نظرته الشخصية الى ما بدا عظيما،‏ اي افكار وتأملات قلبه.‏ فبما انه بات مأخوذا بطلب ‹العظائم›،‏ غابت عن باله الامور الاكثر اهمية،‏ تلك المرتبطة بفعل مشيئة اللّٰه.‏ (‏في ١:‏١٠‏)‏ وتُبرز ترجمة العالم الجديد معنى الفعل المستخدَم في ارميا ٤٥:‏٥ اذ تنقله الى ‏«لا تزال تطلب»،‏ ما يوحي ان ما مرّ به باروخ لم يكن فكرة خاطفة لمعت في رأسه وحسب.‏ فهو كان مستمرا في طلب ‹العظائم› حين حذّره يهوه ان يكفّ عن ذلك.‏ فهذا الكاتب الامين راح يقوم بدوره في اتمام مشيئة اللّٰه وفي الوقت عينه يتحرق لتحقيق «عظائم» لنفسه.‏

٤،‏ ٥ لمَ قد تكون الشهرة والجاه من ‹العظائم› التي طلبها باروخ،‏ ولمَ كان تحذير يهوه في محله؟‏

٤ لعلّ الشهرة والجاه كانا من العظائم التي استأثرت باهتمام باروخ.‏ صحيح انه خدم كاتبا لدى ارميا،‏ ولكن يبدو انه لم يشغل هذه الوظيفة عند النبي فقط.‏ ففي ارميا ٣٦:‏٣٢ يقال انه «كاتب الديوان».‏ وتشير الادلة الاثرية ان هذا اللقب أُعطي للرسميين الرفيعي المستوى في البلاط الملكي.‏ وفي الواقع،‏ حمل اللقب عينه «أليشاماع» الذي ذُكر اسمه بين رؤساء يهوذا.‏ وهذا يدل ان باروخ بصفته زميلا لأليشاماع مُنح ايضا حق الدخول الى «غرفة طعام كاتب الديوان» في «بيت الملك».‏ (‏ار ٣٦:‏​١١،‏ ١٢،‏ ١٤‏)‏ فلا بد اذًا انه كان رسميا مثقفا في البلاط الملكي.‏ اضف الى ذلك ان اخاه سرايا شغل مركز ضابط التموين لدى الملك صدقيا ورافقه في رحلة مهمة الى بابل.‏ (‏اقرأ ارميا ٥١:‏٥٩‏.‏‏)‏ وبحكم هذه الوظيفة،‏ يُرجح ان سرايا تولى مسؤولية تأمين المؤن والمنامة للملك خلال اسفاره،‏ وهي وظيفة مرموقة دون شك.‏

٥ من هنا نفهم لمَ قد يستحوذ الاعياء والتثبط على شخص بمكانة باروخ الرفيعة فيما اخذ يخطّ رسائل الدينونة ضد يهوذا الواحدة تلو الاخرى.‏ ويُحتمل ايضا ان دعمه نبي اللّٰه عرّض مركزه وعمله للخطر.‏ فكّر كذلك في ما كان سيحدث حين يهدم يهوه ما بناه،‏ حسبما نقرأ في ارميا ٤٥:‏٤‏.‏ ‹فالعظائم› التي طمح اليها باروخ،‏ أكانت الحصول على المزيد من الامتيازات في البلاط الملكي ام السعي وراء الازدهار المادي،‏ كلها كانت ستتبخر في الهواء.‏ اذًا في حال كان هذا الكاتب يطلب مركزا آمنا في النظام اليهودي الفاني آنذاك،‏ امتلك يهوه سببا وجيها ليكبت ميله هذا.‏

٦،‏ ٧ في حال شملت ‹العظائم› التي طلبها باروخ الممتلكات المادية،‏ فمصير مَن كان سيلقى؟‏

٦ من جهة اخرى،‏ لربما شملت ‹العظائم› التي طلبها باروخ الرغبة في العيش حياة رغيدة.‏ فالامم المحيطة بيهوذا اعتمدت الى حد بعيد على ممتلكاتها وثرواتها.‏ فقد اتكلت موآب على ‹اعمالها وكنوزها›،‏ وكذلك عمون.‏ كما قال ارميا بوحي من يهوه ان بابل كانت «وافرة الكنوز».‏ (‏ار ٤٨:‏​١،‏ ٧؛‏ ٤٩:‏​١،‏ ٤؛‏ ٥١:‏​١،‏ ١٣‏)‏ لكنّ الحقيقة هي ان اللّٰه اصدر دينونته على هذه الامم.‏

٧ بناء عليه،‏ اذا كانت الاملاك والثروات هي ما تاق اليه باروخ،‏ فأنت تدرك لمَ تدخّل يهوه وأعاده الى صوابه.‏ فحين ‹مدّ اللّٰه يده على› اليهود،‏ تحولت بيوتهم وحقولهم ملكا لأعدائهم.‏ (‏ار ٦:‏١٢؛‏ ٢٠:‏٥‏)‏ تخيّل انك احد العائشين في اورشليم ايام باروخ.‏ وقد سمعت ان معظم ابناء بلدك،‏ بمَن فيهم الرؤساء والكهنة والملك نفسه،‏ يفكرون في صدّ اجتياح البابليين.‏ لكنك عرفت برسالة ارميا التي نصحت الشعب ان ‹يخدموا ملك بابل ويحيوا›.‏ (‏ار ٢٧:‏​١٢،‏ ١٧‏)‏ فهل كانت حيازة الكثير من الممتلكات الثمينة في المدينة ستسهّل عليك اطاعة الارشاد الالهي؟‏ وهل كانت مشاعرك حيال هذه الممتلكات ستدفعك الى العمل بتحذير ارميا ام اتباع مسلك الغالبية؟‏ في الواقع،‏ كل المقتنيات القيّمة في يهوذا وأورشليم،‏ حتى التي في الهيكل،‏ نُهبت وأُخذت الى بابل.‏ لذا ما كان السعي وراء المكاسب المادية ليجدي نفعا.‏ (‏ار ٢٧:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ فهل في ذلك عبرة لنا؟‏

كيف قوّم يهوه بلطف ميل باروخ الى طلب ‹العظائم›؟‏ ولمَ تشعرون ان قبول التقويم من اللّٰه تصرُّف حكيم؟‏

‏«اعطيك نفسك غنيمة»‏

٨،‏ ٩ لمَ هو امر لافت ان باروخ ربح نفسه غنيمة؟‏

٨ تأمل الآن في هذه الفكرة:‏ اية فائدة كان سيجنيها باروخ إن اطاع ارشاد اللّٰه؟‏ زوده يهوه ضمانة اكيدة:‏ «اعطيك نفسك غنيمة».‏ (‏اقرأ ارميا ٤٥:‏٥‏.‏‏)‏ فالذين نجوا بحياتهم كانوا قليلين نسبيا.‏ وقد اقتصروا على الذين اطاعوا التوجيه الالهي بالهرب الى الكلدانيين،‏ اي الاستسلام لهم.‏ (‏ار ٢١:‏٩؛‏ ٣٨:‏٢‏)‏ ولكن ربما يتساءل البعض:‏ ‹هل كان ذلك كل ما حصلوا عليه مكافأة على طاعتهم؟‏›.‏

٩ حسنا،‏ تصوّر وضع اورشليم خلال الحصار البابلي.‏ فهذه المدينة راحت تحتضر رويدا رويدا بعدما ذاقت الامرّين من الحصار.‏ بالتباين،‏ قُلبت سدوم في لحظة اذا جاز التعبير.‏ لذا يمكن القول ان دمارها كان اخف وطأة من دمار اورشليم.‏ (‏مرا ٤:‏٦‏)‏ وقد دوّن باروخ النبوة التي تحدثت عن موت سكان يهوذا بالسيف والمجاعة والوبإ.‏ ثم رأى اتمام هذه الكلمات بأم عينه.‏ فمخازن اورشليم فرغت من الطعام.‏ وكم هاله دون شك ان الامهات «الحنائن» بطبعهن طبخن وأكلن اولادهن!‏ (‏مرا ٢:‏٢٠؛‏ ٤:‏١٠؛‏ ار ١٩:‏٩‏)‏ ولكن رغم هذه الاوضاع المتأزمة،‏ بقي باروخ على قيد الحياة.‏ نعم،‏ وسط كل هذا الاضطراب والهيجان،‏ كانت الحياة بحد ذاتها غنيمة،‏ مثل المكافأة التي ينالها المنتصرون بعد المعركة.‏ ومن الواضح ان باروخ قبِل واتبع المشورة الالهية بالكفّ عن طلب ‹العظائم›.‏ ففاز برضى يهوه كما يشهد على ذلك بقاؤه حيّا يُرزق.‏ —‏ ار ٤٣:‏​٥-‏٧‏.‏

الصورة في الصفحة ١٠٧

هل تطلب ‹العظائم›؟‏

١٠،‏ ١١ ماذا نستفيد شخصيا من رواية باروخ؟‏

١٠ مع ان باروخ انشغل بفعل مشيئة اللّٰه،‏ صارع فترة من الوقت توقه الى ‹العظائم›.‏ ولكن لمّا حذّره يهوه من الخطر،‏ تفادى كارثة روحية ونجا من الموت الحرفي.‏ فهل يُعقل ان نمرّ بمثل تجربته؟‏ أيمكن لرغبات تكمن في اعماق قلبنا ان تغوينا او ربما تستحوذ علينا حتى ونحن نشاطى في خدمة يهوه؟‏

١١ ذكرنا سابقا ان صنع اسم شهير بين اليهود ربما شكّل اغراء حقيقيا لباروخ.‏ فلعله فكّر:‏ ‹هل اتمكن من الحفاظ على مركزي بصفتي «كاتب الديوان»؟‏ وهل اترقى الى منصب اعلى؟‏›.‏ وماذا عنا اليوم؟‏ ليسأل كل واحد نفسه:‏ ‹هل اطمح ربما في قلبي الى تحقيق نجاح باهر في مهنة عالمية،‏ الآن او في المستقبل القريب؟‏›.‏ كما يحسن بكل من الاحداث المسيحيين ان يتأمل في هذا السؤال:‏ ‹هل يمكن لأمور قد يؤمّنها التعليم العالي،‏ مثل الجاه والامن المادي،‏ ان تغريني بطلب «عظائم» لنفسي؟‏›.‏

١٢ كيف طلب احد الاخوة عظائم ليهوه،‏ وما رأيكم في قراره؟‏

١٢ حصل اخ يخدم الآن في المركز الرئيسي العالمي على منحة جامعية بعمر ١٥ سنة.‏ لكنه رفضها مخيّبا آمال اساتذته وفضّل الانخراط في عمل الفتح.‏ مع ذلك،‏ لم يخمد قط حبه للتعلم.‏ فعندما عُيّن مرسلا في جزيرة منعزلة،‏ لزم ان يتعلم لغة ينطق بها اكثر بقليل من ٠٠٠‏,١٠ شخص.‏ وبما انه لم يتوفر قاموس بهذه اللغة،‏ بدأ يُعدّ قائمة بكلماتها.‏ وبمرور الوقت،‏ أتقن اللغة وطُلبت منه ترجمة بعض مطبوعاتنا المسيحية.‏ وفي وقت لاحق،‏ مهّدت قائمته لإصدار اول قاموس بتلك اللغة.‏ قال ذات مرة امام حضور ضخم في احد المحافل:‏ «لو اني قبلت المنحة الجامعية،‏ لجلبتْ كل انجازاتي الاكاديمية المجد لي انا شخصيا.‏ لكني لا املك اية مؤهلات دنيوية،‏ لذا لا يُنسب اليّ الفضل في ما فعلته.‏ فالشكر كله ليهوه».‏ (‏ام ٢٥:‏٢٧‏)‏ فما رأيك في القرار الذي اتخذه هذا الاخ بعمر ١٥ سنة؟‏ لقد حظي على مرّ السنين بامتيازات عديدة بين شعب اللّٰه.‏ وما القول فيك؟‏ كيف تنوي استعمال مواهبك؟‏ هل انت مصمم على استغلالها لتسبيح يهوه ام لطلب مجدك الخاص؟‏

١٣ لمَ يجب على بعض الوالدين التأمل في التحدي الذي جابهه باروخ؟‏

١٣ في هذا السياق،‏ ثمة خطر آخر ينبغي الحذر منه:‏ طلب ‹العظائم› من اجل او من خلال اشخاص نحبّهم ولنا تأثير عليهم.‏ فأنت تعرف على الارجح والدين ليسوا في الحق جلّ همهم ان يحرز اولادهم نجاحات اكثر منهم،‏ او يصيروا اشخاصا يتباهون بهم في المجتمع.‏ فلعلك سمعت احدهم يقول:‏ «لا ارغب ان يكدح اولادي مثلي» او «اريد ان يتعلم اولادي في الجامعة كي تتيسر امورهم في الحياة».‏ ان هذه المشاعر يمكن ان تساور الوالدين المسيحيين ايضا.‏ فهم قد لا يطلبون «عظائم» لأنفسهم،‏ ولكن هل من الممكن ان يسعوا اليها عن طريق ابنائهم او بناتهم؟‏ فعلى غرار باروخ الذي ربما أُغوي بطلب البروز عبر منصبه او وظيفته،‏ يُحتمل ان يتوق الوالدون في اعماقهم الى بلوغ ذلك عبر انجازات اولادهم.‏ ولكن أيُعقل ان يخفى هذا الامر عن «فاحص القلوب» الذي ميّز حالة باروخ؟‏ طبعا لا.‏ (‏ام ١٧:‏٣‏)‏ أفلا ينبغي لنا اذًا،‏ اسوة بداود،‏ ان نسأل يهوه ان يمتحن افكارنا الداخلية؟‏ (‏اقرأ مزمور ٢٦:‏٢؛‏ ارميا ١٧:‏​٩،‏ ١٠‏.‏‏)‏ فقد يستخدم وسائل مختلفة،‏ مثل هذه المناقشة عن باروخ،‏ لينبّهنا من خطر طلب ‹العظائم›.‏

كيف يُحتمل ان باروخ طلب ‹العظائم›؟‏ وما هو الدرس الذي نتعلمه؟‏

فخّ التعلق ‹بالنفائس›‏

١٤،‏ ١٥ كيف للغنى المادي ان يصبح من ‹العظائم› بالنسبة الينا؟‏

١٤ لنتعمق الآن في احتمال ان تكون ‹العظائم› التي طلبها باروخ هي الثروة والغنى.‏ فكما لاحظنا آنفا،‏ لو كان هذا الكاتب شديد التعلق بمقتنياته وأملاكه في يهوذا،‏ لما استسهل على الارجح اطاعة الوصية الالهية بالاستسلام للكلدانيين.‏ فأنت تعرف ان الغني غالبا ما يتكل على ‹نفائسه› من اجل الحماية،‏ غير ان الكتاب المقدس يؤكد ان حماية كهذه هي «في تصوّره» فقط.‏ (‏ام ١٨:‏١١‏)‏ لذا من الحكمة ان يذكّر جميع خدام يهوه انفسهم بالنظرة المتزنة الى الامور المادية كما ترد في كلمة اللّٰه.‏ (‏اقرأ امثال ١١:‏٤‏.‏‏)‏ مع ذلك،‏ قد يحاجّ البعض:‏ ‹لمَ لا نتمتع ولو قليلا بما يقدّمه العالم؟‏›.‏

١٥ ان التعلق بالممتلكات قد يجعل المسيحي يتحسر على امور هي جزء من نظام الاشياء الزائل،‏ وهذا فخّ لم يقع فيه ارميا وباروخ.‏ وبعد قرون،‏ حضّ يسوع العائشين يوم «يُكشف عن ابن الانسان» قائلا:‏ «اذكروا زوجة لوط».‏ فكم هو مناسب ان يُشجَّع المسيحيون:‏ ‹اذكروا ارميا وباروخ›!‏ (‏لو ١٧:‏​٣٠-‏٣٣‏)‏ فإذا كنا مولعين بالممتلكات المادية،‏ يصعب علينا تطبيق كلمات يسوع هذه.‏ ولكن لا ننسَ ان باروخ نظر جديا الى تحذير اللّٰه وربح بالتالي حياته.‏

١٦ اسردوا حالة تُظهر كيف ابقى خدام اللّٰه الامور المادية في مكانها الصحيح.‏

١٦ تأمل مثال الاخوة في رومانيا خلال الحكم الشيوعي.‏ ففيما اقتحم عملاء الدولة منازل الشهود،‏ استولوا احيانا على مقتنياتهم الشخصية،‏ ولا سيما تلك الصالحة للبيع.‏ (‏مرا ٥:‏٢‏)‏ فتحت نظام الحكم هذا،‏ كان العديد من الاخوة والاخوات مستعدين لخسارة ممتلكاتهم.‏ حتى ان البعض تركوا وراءهم املاكا ومقتنيات حين أُجبروا على الانتقال الى مكان آخر.‏ الا انهم حافظوا على استقامتهم امام يهوه.‏ فإذا واجهت امتحانا كهذا،‏ فهل تسمح لشغفك بالامور المادية ان يعيقك عن البقاء وليا للّٰه؟‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١١‏.‏

الصورة في الصفحة ١١١

١٧ كيف كان اثنان من معاصري ارميا وباروخ عونا كبيرا لهما؟‏

١٧ من الجدير بالملاحظة ان ارميا وباروخ استمدا الدعم من نبيَّين عاصراهما.‏ فصفنيا تنبأ خلال حكم يوشيا وقتما خدم ارميا نبيا.‏ فماذا كان رأي ارميا في الكلمات التي نجدها في صفنيا ١:‏١٨‏؟‏ ‏(‏اقرأها.‏‏)‏ أوَلا تتوقع انه نقل هذه النبوة الملهمة الى باروخ؟‏ والنبي الآخر هو حزقيال الذي أُخذ اسيرا الى بابل سنة ٦١٧ ق‌م.‏ فبما ان عددا من رسائله ارتبط مباشرة باليهود الذين بقوا في موطنهم،‏ فأغلب الظن ان ارميا عرف بأقواله وأفعاله،‏ والعكس بالعكس.‏ وهذا يشمل ما هو مدون في حزقيال ٧:‏١٩‏.‏ (‏اقرأها.‏‏)‏ وكما استفاد ارميا وباروخ من هذه النبوات الملهمة،‏ كذلك نحن ايضا.‏ فالناس سيصرخون الى آلهتهم لتنقذهم في يوم يهوه،‏ ولكن لا آلهتهم ولا ثرواتهم ستقوى على انقاذهم.‏ —‏ ار ٢:‏٢٨‏.‏

هل تربح «نفسك غنيمة»؟‏

١٨ «نفس» مَن يريد كل منا ان يربح غنيمة،‏ وكيف عسانا نفعل ذلك؟‏

١٨ لا يغب عن بالنا ان الغنيمة التي يعدنا بها يهوه هي ‹نفوسنا›.‏ حتى لو هلك قلة من خدامه الامناء بسبب الاضطهاد الذي قد يحدث خلال «الضيق العظيم» حين تنقلب قرون الوحش السياسية على الدين،‏ فهم فعليا لن يخسروا حياتهم الى الابد.‏ فاللّٰه ضمِن ان يُحيي ‹نفوسهم› مجددا كي يتمتعوا «بالحياة الحقيقية» في العالم الجديد.‏ (‏رؤ ٧:‏​١٤،‏ ١٥؛‏ ١ تي ٦:‏١٩‏)‏ ولكن لنا ملء الثقة ان معظم خدام اللّٰه الذين يبرهنون عن امانتهم في تلك الفترة سيعبرون الضيق العظيم.‏ فعندما تأتي البلية على الامم،‏ ما من خادم امين يكون بين «قتلى يهوه».‏ —‏ ار ٢٥:‏​٣٢،‏ ٣٣‏.‏

الصورتان في الصفحة ١١٣

اختر ما هو قيّم ونفيس حقا (‏قارن الصورة في الصفحة ٤٦.‏)‏

١٩ كيف لمثالَي ارميا وباروخ ان يقوّيا تصميمنا على تجنب طلب «عظائم» لأنفسنا؟‏

١٩ قد يصاب البعض بخيبة امل حين يفكرون انهم لن يربحوا سوى ‹نفوسهم› غنيمة،‏ ولكن لا يجب ان يشعروا كذلك على الاطلاق.‏ تذكّر انه فيما كان الناس في اورشليم يموتون جوعا،‏ حفظ يهوه ارميا حيا.‏ فالملك صدقيا حجزه في باحة الحرس وأمر ان «يُعطى رغيف خبز كل يوم من شارع الخبازين،‏ الى ان انقطع كل الخبز من المدينة».‏ (‏ار ٣٧:‏٢١‏)‏ وهكذا ظل النبي على قيد الحياة.‏ نعم،‏ في وسع يهوه استخدام شتى الوسائل ليزود شعبه ما يحتاجون اليه للبقاء احياء.‏ وهو سيفعل ذلك حتما لأن رجاءهم بالحياة الابدية اكيد.‏ ومثلما كفّ باروخ عن ‹طلب العظائم› ونجا من دمار اورشليم،‏ لنتطلع قدما الى النجاة من هرمجدون كي نسبّح يهوه ‹بنفوسنا› التي سنربحها غنيمة الى ابد الآبدين.‏

لمَ من الحكمة اليوم الا نطلب ‹العظائم› بل ان نسعى الى ربح ‹نفوسنا› غنيمة؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة