مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٣-٩ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ١–٢
«يسوع يصنع عجيبته الاولى»
(يوحنا ٢:١-٣) وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ كَانَتْ وَلِيمَةُ عُرْسٍ فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. ٢ وَكَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ مَدْعُوِّينَ أَيْضًا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ. ٣ وَلَمَّا أَعْوَزَتْهُمُ ٱلْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ».
المسيح هو قدرة اللّٰه
٣ عَمِلَ يَسُوعُ أُولَى عَجَائِبِهِ فِي عُرْسِ قَانَا ٱلْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ بَيْنَ ٱلْمَدْعُوِّينَ. فَلِسَبَبٍ مَا نَفِدَتِ ٱلْخَمْرُ، رُبَّمَا لِأَنَّ عَدَدَ ٱلْحَاضِرِينَ فَاقَ ٱلْمُتَوَقَّعَ. وَكَانَ ٱلتَّقْصِيرُ فِي أَدَاءِ وَاجِبِ ٱلضِّيَافَةِ سَيُسَبِّبُ إِحْرَاجًا شَدِيدًا لِلْعَرُوسَيْنِ. فَأَخْبَرَتْ مَرْيَمُ ٱبْنَهَا بِٱلْأَمْرِ، مُوعِزَةً إِلَيْهِ أَنْ يَمُدَّ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ. فَلَا بُدَّ أَنَّهَا بَقِيَتْ لِسَنَوَاتٍ تَتَأَمَّلُ فِي كُلِّ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلَّتِي قِيلَتْ عَنِ ٱبْنِهَا، وَعَلِمَتْ أَنَّهُ سَيُدْعَى «ٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ». (لو ١:٣٠-٣٢؛ ٢:٥٢) تُرَى هَلِ ٱعْتَقَدَتْ أَنَّ لَدَيْهِ مَقْدِرَاتٍ لَمْ يَكْشِفْهَا بَعْدُ؟ لَا نَعْرِفُ يَقِينًا، لٰكِنَّ مَا نَعْرِفُهُ هُوَ أَنَّ يَسُوعَ وَمَرْيَمَ كِلَيْهِمَا تَعَاطَفَا مَعَ ٱلْعَرُوسَيْنِ وَأَرَادَا تَجْنِيبَهُمَا ٱلْإِحْرَاجَ. لِذَا، حَوَّلَ ٱلْمَسِيحُ عَجَائِبِيًّا نَحْوَ ٣٨٠ لِتْرًا مِنَ ٱلْمَاءِ إِلَى ‹خَمْرٍ جَيِّدَةٍ›. (اقرأ يوحنا ٢:٣، ٦-١١.) وَهَلْ كَانَ مُجْبَرًا عَلَى صُنْعِ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةِ؟ كَلَّا، فَيَسُوعُ إِنَّمَا فَعَلَ ذٰلِكَ ٱهْتِمَامًا بِٱلنَّاسِ وَٱقْتِدَاءً بِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْكَرِيمِ.
(يوحنا ٢:٤-١١) لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهَا: «مَا لِي وَلَكِ يَا ٱمْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». ٥ فَقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَمِ: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُمْ فَٱفْعَلُوا». ٦ وَكَانَتْ سِتُّ جِرَارِ مَاءٍ حَجَرِيَّةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ كَمَا تَقْتَضِي قَوَاعِدُ ٱلتَّطْهِيرِ عِنْدَ ٱلْيَهُودِ، تَسَعُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا كَيْلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً. ٧ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اِمْلَأُوا ٱلْجِرَارَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. ٨ فَقَالَ لَهُمْ: «اِسْتَقُوا ٱلْآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى ٱلْمُشْرِفِ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ». فَقَدَّمُوا. ٩ فَلَمَّا ذَاقَ ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلْمَاءَ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ تَحَوَّلَ خَمْرًا وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَصْدَرَهَا، مَعَ أَنَّ ٱلْخَدَمَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدِ ٱسْتَقَوُا ٱلْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلْعَرِيسَ ١٠ وَقَالَ لَهُ: «اَلْكُلُّ غَيْرَكَ يَضَعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ أَوَّلًا، وَمَتَى سَكِرَ ٱلنَّاسُ، فَٱلدُّونَ. وَأَنْتَ حَفِظْتَ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ إِلَى ٱلْآنَ». ١١ صَنَعَ يَسُوعُ هٰذَا فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ بِدَايَةً لِآيَاتِهِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلَامِيذُهُ.
العجيبة الاولى في وليمة عرس
هٰذِهِ هِيَ أُولَى عَجَائِبِ يَسُوعَ. وَعِنْدَمَا يَرَاهَا تَلَامِيذُهُ ٱلْجُدُدُ، يَتَقَوَّى إِيمَانُهُمْ بِهِ. بَعْدَ ذٰلِكَ، يُسَافِرُ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ إِلَى مَدِينَةِ كَفَرْنَاحُومَ عَلَى ٱلسَّاحِلِ ٱلشَّمَالِيِّ ٱلْغَرْبِيِّ لِبَحْرِ ٱلْجَلِيلِ.
البحث عن جواهر روحية:
(يوحنا ١:١) فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللّٰهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ إِلٰهًا.
عجدر يو ١:١، «الملاحظات»
الكلمة: باليونانية هو لوغوس. تُستعمل هنا كلقب، وهي ترد ايضا في يوحنا ١:١٤ والرؤيا ١٩:١٣. ويوحنا اظهر ان صاحب هذا اللقب هو يسوع. واستعمله ليصف يسوع كمخلوق روحاني قبل مجيئه الى الارض، خلال خدمته على الارض كإنسان كامل، وبعد ترفيعه الى السماء. فيسوع كان المتكلم باسم اللّٰه، اي ان اللّٰه استخدمه لينقل معلومات وإرشادات الى باقي ابنائه الروحانيين وإلى البشر ايضا. لذلك من المنطقي الاستنتاج انه حين يذكر الكتاب المقدس ان يهوه تكلم مع البشر، يقصد انه فعل ذلك بواسطة الكلمة وليس شخصيا. — تك ١٦:٧-١١؛ ٢٢:١١؛ ٣١:١١؛ خر ٣:٢-٥؛ قض ٢:١-٤؛ ٦:١١، ١٢؛ ١٣:٣.
عند: حرفيا «قرب». وفي هذا السياق، يدل حرف الجر اليوناني پروس على قرب شديد ورفقة حميمة. وهو يدل ايضا على وجود شخصيتين مختلفتين، هما في هذه الحالة الكلمة والاله الحق الوحيد.
كان الكلمة الها: او «الكلمة كان الهيا». تشير عبارة يوحنا هذه الى صفة او ميزة لدى «الكلمة» (باليونانية هو لوغوس؛ انظر «الملاحظات» حول الكلمة في هذه الآية.) اي يسوع المسيح. ومركز الكلمة الرفيع بصفته ابن اللّٰه البكر الذي به خلق اللّٰه كل الاشياء الاخرى يشكِّل اساسا لوصفه بأنه «اله؛ الهي؛ من طبيعة الهية». ويختار مترجمون كثيرون نقل هذه العبارة الى «كان الكلمة اللّٰه»، مساوين الكلمة باللّٰه القادر على كل شيء. ولكن هناك اسباب وجيهة تُظهر ان يوحنا لم يقصد ان «الكلمة» هو نفسه اللّٰه القادر على كل شيء. فالجملتان قبل وبعد هذه العبارة تذكران بكل وضوح ان «الكلمة» كان «عند اللّٰه». ايضا، ان الكلمة اليونانية ثِيوس ترد ثلاث مرات في العددين ١ و ٢. وفي ورودها الاول والثالث تسبقها اداة التعريف باليونانية؛ اما في ورودها الثاني فلا تسبقها اداة تعريف. ويتفق علماء كثيرون على ان غياب اداة التعريف قبل ثِيوس في ورودها الثاني له مغزى مهم. ففي هذا السياق، حين ترد اداة التعريف قبل ثِيوس، يكون المقصود هو اللّٰه القادر على كل شيء. اما غياب اداة التعريف في هذه التركيبة القواعدية فيشير ان ثِيوس لها مدلول وصفي يعبِّر عن ميزة لدى «الكلمة». وعليه، تنقل ترجمات عديدة بالالمانية والانكليزية والعربية والفرنسية هذه الآية بطريقة مشابهة لـ ترجمة العالم الجديد، فتذكر ان «الكلمة» كان «الها؛ الهيا؛ كائنا الهيا؛ من طبيعة الهية». ودعما لهذه الفكرة، ثمة ترجمات قديمة لإنجيل يوحنا باللهجة القبطية الصعيدية واللهجة القبطية البحيرية، أُنجزت ربما في القرن ٣ و ٤ بم، تنقل ثِيوس في ورودها الاول في يوحنا ١:١ بطريقة مختلفة عن ورودها الثاني. فهذه الترجمات تبرز صفة لدى «الكلمة»، اي ان طبيعته هي مثل اللّٰه، لكنها لا تساويه بأبيه اللّٰه القادر على كل شيء. وانسجاما مع هذه الآية، تقول كولوسي ٢:٩ ان المسيح لديه «ملء الصفات الالهية كله». حتى الورثة مع المسيح يصيرون «شركاء في الطبيعة الالهية» بحسب ٢ بطرس ١:٤. ومع ان الكلمة اليونانية ثِيوس في الترجمة السبعينية هي عادةً نقل للكلمتين العبرانيتين إيل و إِلوهيم اللتين تُترجمان احيانا الى «اللّٰه»، يُعتقد انهما تنقلان المعنى الاساسي «قديرا؛ قويا». لذلك فإن هاتين الكلمتين العبرانيتين تُستعملان ايضا للاشارة الى آلهة اخرى وبشر. (يو ١٠:٣٤) ووصف الكلمة انه «اله» او «قدير» ينسجم مع النبوة في اشعيا ٩:٦ التي تنبئ ان المسيا سيُدعى «الها قديرا» (وليس «اللّٰه القادر على كل شيء») وأنه سيكون «ابا ابديا» لكل مَن يحظى بامتياز العيش تحت رعايته. وغيرة ابيه «يهوه الجنود» هي التي تفعل ذلك. — اش ٩:٧.
(يوحنا ١:٢٩) وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي رَأَى يَسُوعَ آتِيًا نَحْوَهُ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!
عجدر يو ١:٢٩، «الملاحظات»
حمل اللّٰه: حين جاء يسوع الى يوحنا المعمدان بعد معموديته وتجربة ابليس له، دعاه يوحنا «حمل اللّٰه». وهذه العبارة لا ترد الا في هذه الآية وفي يوحنا ١:٣٦. (انظر دكا القسم ٤.) ومن الملائم تشبيه يسوع بحمل. فالكتاب المقدس يوضح ان الخراف كانت تقدَّم ذبيحة للاعتراف بالخطايا والاقتراب الى اللّٰه. وهذا رمز الى ذبيحة يسوع حين بذل حياته البشرية الكاملة من اجل البشر. وعبارة «حمل اللّٰه» قد تلمِّح الى عدد من الآيات في الاسفار الموحى بها. فبما ان يوحنا المعمدان كان مطلعا على الاسفار العبرانية، فربما لمَّحت كلماته الى واحد او اكثر مما يلي: الكبش الذي قدَّمه ابراهيم عوضا عن ابنه اسحاق (تك ٢٢:١٣)، حمل الفصح الذي ذُبح في مصر وأدى الى خلاص الاسرائيليين المستعبدين (خر ١٢:١-١٣)، او الحمل الذي قُرِّب على مذبح اللّٰه في اورشليم كل صباح ومساء (خر ٢٩:٣٨-٤٢). وربما كان في بال يوحنا ايضا نبوة اشعيا حيث قيل ان الشخص الذي دعاه يهوه «خادمي» «أُتي به كشاة الى الذبح». (اش ٥٢:١٣؛ ٥٣:٥، ٧، ١١) وفي رسالة بولس الاولى الى اهل كورنثوس، قال عن يسوع: «المسيح فصحنا». (١ كو ٥:٧) وتكلم الرسول بطرس عن دم المسيح انه «دم كريم، كما من حمل لا شائبة فيه ولا لطخة». (١ بط ١:١٩) وفي سفر الرؤيا، يُقال مجازيا اكثر من ٢٥ مرة ان يسوع الممجَّد هو «الحمل». — بعض الامثلة على ذلك: رؤ ٥:٨؛ ٦:١؛ ٧:٩؛ ١٢:١١؛ ١٣:٨؛ ١٤:١؛ ١٥:٣؛ ١٧:١٤؛ ١٩:٧؛ ٢١:٩؛ ٢٢:١.
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ١:١-١٨) فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللّٰهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ إِلٰهًا. ٢ هٰذَا كَانَ فِي ٱلْبَدْءِ عِنْدَ ٱللّٰهِ. ٣ بِهِ وُجِدَ كُلُّ شَيْءٍ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يُوجَدْ شَيْءٌ. مَا وُجِدَ بِهِ ٤ كَانَ حَيَاةً، وَٱلْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ ٱلنَّاسِ. ٥ وَٱلنُّورُ يُضِيءُ فِي ٱلظُّلْمَةِ، لٰكِنَّ ٱلظُّلْمَةَ لَمْ تَقْوَ عَلَيْهِ. ٦ ظَهَرَ إِنْسَانٌ ٱسْمُهُ يُوحَنَّا، أُرْسِلَ مُمَثِّلًا لِلّٰهِ. ٧ هٰذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ، لِيَشْهَدَ عَنِ ٱلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ شَتَّى ٱلنَّاسِ بِوَاسِطَتِهِ. ٨ لَمْ يَكُنْ هُوَ ذٰلِكَ ٱلنُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ عَنْ ذٰلِكَ ٱلنُّورِ. ٩ كَانَ ٱلنُّورُ ٱلْحَقُّ ٱلَّذِي يُنِيرُ شَتَّى ٱلنَّاسِ آتِيًا إِلَى ٱلْعَالَمِ. ١٠ كَانَ فِي ٱلْعَالَمِ، وَوُجِدَ ٱلْعَالَمُ بِهِ، وَلٰكِنَّ ٱلْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْهُ. ١١ جَاءَ إِلَى مَوْطِنِهِ، لٰكِنَّ قَوْمَهُ لَمْ يَقْبَلُوهُ. ١٢ أَمَّا ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللّٰهِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱسْمِهِ. ١٣ وَهُمْ وُلِدُوا، لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ ٱللّٰهِ. ١٤ وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَأَقَامَ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِمَوْلُودٍ وَحِيدٍ مِنْ أَبٍ، وَكَانَ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. ١٥ (يُوحَنَّا شَهِدَ عَنْهُ — وَهُوَ ٱلَّذِي قَالَ — بَلْ صَرَخَ قَائِلًا: «إِنَّ ٱلْآتِيَ وَرَائِي قَدْ تَقَدَّمَنِي، لِأَنَّهُ وُجِدَ قَبْلِي»). ١٦ فَنَحْنُ جَمِيعًا مِنْ مِلْئِهِ نِلْنَا، أَيْ نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. ١٧ وَلِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ بِمُوسَى، صَارَتِ ٱلنِّعْمَةُ وَٱلْحَقُّ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. ١٨ اَللّٰهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلْإِلٰهُ ٱلْمَوْلُودُ ٱلْوَحِيدُ، ٱلَّذِي فِي حِضْنِ ٱلْآبِ، هُوَ ٱلَّذِي شَرَحَ مَا يَخْتَصُّ بِهِ.
١٠-١٦ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ٣–٤
«يسوع يشهد لامرأة سامرية»
(يوحنا ٤:٦، ٧) وَكَانَ هُنَاكَ نَبْعُ يَعْقُوبَ. وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ أَعْيَا مِنَ ٱلسَّفَرِ جَلَسَ هٰكَذَا عَلَى ٱلنَّبْعِ. وَكَانَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ. ٧ فَجَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ لِتَسْتَقِيَ مَاءً. فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ».
عجدر يو ٤:٦، «الملاحظات»
كان . . . قد أعيا: هذه هي الآية الوحيدة في الاسفار المقدسة التي تذكر ان يسوع «أعيا». فالساعة كانت ٠٠:١٢ ظهرا تقريبا، وفي ذلك الصباح كان يسوع قد سافر على الارجح من وادي الاردن في اليهودية الى سوخار في السامرة، صاعدا طريقا شديدة الانحدار يبلغ ارتفاع اعلى نقطة فيها ٩٠٠ متر او اكثر. — يو ٤:٣-٥؛ انظر دكا القسم ٤.
(يوحنا ٤:٢١-٢٤) قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «صَدِّقِينِي يَا ٱمْرَأَةُ، تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ تَعْبُدُونَ ٱلْآبَ لَا فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ وَلَا فِي أُورُشَلِيمَ. ٢٢ أَنْتُمْ تَعْبُدُونَ مَا لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ، وَنَحْنُ نَعْبُدُ مَا نَعْرِفُ، لِأَنَّ ٱلْخَلَاصَ يَأْتِي مِنَ ٱلْيَهُودِ. ٢٣ وَلٰكِنْ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ، وَهِيَ ٱلْآنَ، حِينَ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَعْبُدُونَ ٱلْآبَ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ، فَإِنَّ ٱلْآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هٰؤُلَاءِ لِيَعْبُدُوهُ. ٢٤ اَللّٰهُ رُوحٌ، وَٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَهُ لَا بُدَّ لَهُمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ».
(يوحنا ٤:٣٩-٤١) وَآمَنَ بِهِ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ بِسَبَبِ كَلَامِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي شَهِدَتْ قَائِلَةً: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ». ٤٠ فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ ٱلسَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ. ٤١ فَآمَنَ أُنَاسٌ أَكْثَرُ جِدًّا بِسَبَبِ مَا قَالَهُ،
البحث عن جواهر روحية
(يوحنا ٣:٢٩) مَنْ لَهُ ٱلْعَرُوسُ فَهُوَ ٱلْعَرِيسُ. أَمَّا صَدِيقُ ٱلْعَرِيسِ، فَحِينَ يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ، يَفْرَحُ فَرَحًا جَزِيلًا لِصَوْتِ ٱلْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هٰذَا قَدِ ٱكْتَمَلَ.
عجدر يو ٣:٢٩، «الملاحظات»
صديق العريس: في زمن الكتاب المقدس، كان احد معارف العريس المقرَّبين يمثله قانونيا ويؤدي دورا اساسيا في التحضير للعرس. وكان الفضل يرجع اليه في الجمع بين العروس والعريس. وفي يوم الزفاف، كان موكب العرس يصل إما الى بيت العريس او بيت ابيه حيث تُقام الوليمة. وخلال الوليمة، يفرح صديق العريس حين يسمع صوت العريس وهو يتكلم مع عروسه اذ يشعر انه نجح في مهمته. وقد شبَّه يوحنا المعمدان نفسه ‹بصديق العريس›. وفي هذه الحالة، يسوع هو العريس، والتلاميذ كصف يرمزون الى العروس. وحين كان يوحنا المعمدان يهيئ الطريق للمسيا، عرَّف يسوع المسيح الى الاعضاء الاوائل في صف «العروس». (يو ١:٢٩، ٣٥؛ ٢ كو ١١:٢؛ اف ٥:٢٢-٢٧؛ رؤ ٢١:٢، ٩) وبعدما انجز يوحنا المعمدان «صديق العريس» مهمته، لم يعد دوره بارزا. فقد قال عن نفسه وعن يسوع: «ذاك لا بد له ان يزداد، وأما انا فلا بد لي ان انقص». — يو ٣:٣٠.
(يوحنا ٤:١٠) أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لَوْ كُنْتِ تَعْرِفِينَ هِبَةَ ٱللّٰهِ وَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي يَقُولُ لَكِ: ‹أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ›، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا».
عجدر يو ٤:١٠، «الملاحظات»
ماء حي: حين تُستعمل هذه العبارة اليونانية بمعنى حرفي تشير الى المياه الجارية، او مياه النبع، او الماء العذب من آبار تغذيها الينابيع. وهذا بالتباين مع الماء الراكد من جب. وفي اللاويين ١٤:٥، ترد عبارة مماثلة بالعبرانية تعني حرفيا «ماء حيا» وتُترجم بالعربية ‹ماء عذبا›. اما في ارميا ٢:١٣ و ١٧:١٣ فترد هذه العبارة ذاتها بمعنى رمزي، اذ يوصف يهوه بأنه «ينبوع المياه الحية»، اي مصدر المياه المجازية التي تعطي الحياة. بصورة مشابهة، حين تكلم يسوع مع المرأة السامرية، استخدم التعبير «الماء الحي» مجازيا، ولكن يبدو انها في البداية فهمت كلامه حرفيا. — يو ٤:١١، ١٤.
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ٤:١-١٥) وَلَمَّا عَلِمَ ٱلرَّبُّ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تَلَامِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا — ٢ مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ، بَلْ تَلَامِيذُهُ — ٣ تَرَكَ ٱلْيَهُودِيَّةَ وَمَضَى ثَانِيَةً إِلَى ٱلْجَلِيلِ. ٤ وَلٰكِنْ كَانَ لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ بِٱلسَّامِرَةِ. ٥ فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ تُدْعَى سُوخَارَ بِقُرْبِ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ٱبْنِهِ. ٦ وَكَانَ هُنَاكَ نَبْعُ يَعْقُوبَ. وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ أَعْيَا مِنَ ٱلسَّفَرِ جَلَسَ هٰكَذَا عَلَى ٱلنَّبْعِ. وَكَانَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ. ٧ فَجَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ لِتَسْتَقِيَ مَاءً. فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ». ٨ (فَإِنَّ تَلَامِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لِيَشْتَرُوا طَعَامًا). ٩ فَقَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ ٱلسَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟». (فَإِنَّ ٱلْيَهُودَ لَا يَتَعَامَلُونَ مَعَ ٱلسَّامِرِيِّينَ). ١٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لَوْ كُنْتِ تَعْرِفِينَ هِبَةَ ٱللّٰهِ وَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي يَقُولُ لَكِ: ‹أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ›، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا». ١١ قَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لَدَيْكَ حَتَّى دَلْوٌ تَسْتَقِي بِهَا، وَٱلْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ هٰذَا ٱلْمَاءُ ٱلْحَيُّ؟ ١٢ أَأَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، ٱلَّذِي أَعْطَانَا ٱلْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَاشِيَتُهُ؟». ١٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ ثَانِيَةً. ١٤ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا لَهُ فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ لَهُ يَصِيرُ فِيهِ نَبْعَ مَاءٍ يَنْبَعُ فَيَمْنَحُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً». ١٥ قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَعْطِنِي هٰذَا ٱلْمَاءَ، لِكَيْلَا أَعْطَشَ وَلَا أَظَلَّ آتِي إِلَى هُنَا لِأَسْتَقِيَ مَاءً».
١٧-٢٣ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ٥–٦
«اتبع يسوع بالدافع الصحيح»
(يوحنا ٦:٩-١١) «هُنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ صَغِيرَتَانِ. وَلٰكِنْ مَا هٰذِهِ لِهٰذَا ٱلْعَدَدِ ٱلْكَبِيرِ؟». ١٠ قَالَ يَسُوعُ: «اِجْعَلُوا ٱلنَّاسَ يَتَّكِئُونَ لِلطَّعَامِ». وَكَانَ فِي ٱلْمَوْضِعِ عُشْبٌ كَثِيرٌ. فَٱتَّكَأَ ٱلرِّجَالُ، وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلَافٍ. ١١ فَأَخَذَ يَسُوعُ ٱلْأَرْغِفَةَ، وَشَكَرَ، ثُمَّ وَزَّعَ عَلَى ٱلْمُتَّكِئِينَ، وَكَذٰلِكَ مِنَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ ٱلصَّغِيرَتَيْنِ عَلَى قَدْرِ مَا أَرَادُوا.
عجدر يو ٦:١٠، «الملاحظات»
اتكأ الرجال، وعددهم نحو خمسة آلاف: وحده انجيل متى يضيف التفصيل «ما عدا النساء والاولاد الصغار» عند الكلام عن هذه العجيبة. (مت ١٤:٢١) وعليه، من المحتمل ان مجموع الذين اطعمهم يسوع عجائبيا زاد عن ٠٠٠,١٥.
(يوحنا ٦:١٤) فَلَمَّا رَأَى ٱلنَّاسُ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا، أَخَذُوا يَقُولُونَ: «هٰذَا هُوَ بِٱلْحَقِيقَةِ ٱلنَّبِيُّ ٱلْآتِي إِلَى ٱلْعَالَمِ».
(يوحنا ٦:٢٤) فَلَمَّا رَأَى ٱلْجَمْعُ أَنَّهُ لَا يَسُوعُ وَلَا تَلَامِيذُهُ هُنَاكَ، صَعِدُوا إِلَى مَرَاكِبِهِمِ ٱلصَّغِيرَةِ وَجَاءُوا إِلَى كَفَرْنَاحُومَ يُفَتِّشُونَ عَنْ يَسُوعَ.
عجدر يو ٦:١٤، «الملاحظات»
النبي: توقع يهود كثيرون في القرن الاول بم ان يكون المسيا هو النبي الذي مثل موسى المذكور في التثنية ١٨:١٥، ١٨. وفي هذا السياق، يبدو ان عبارة الآتي الى العالم تشير الى ظهور المسيا المتوقع. ويوحنا هو الوحيد الذي سجَّل المعلومة المذكورة في هذا العدد.
(يوحنا ٦:٢٥-٢٧) وَلَمَّا وَجَدُوهُ فِي عِبْرِ ٱلْبَحْرِ قَالُوا لَهُ: «رَابِّي، مَتَى وَصَلْتَ إِلَى هُنَا؟». ٢٦ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تُفَتِّشُونَ عَنِّي، لَيْسَ لِأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ، بَلْ لِأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ وَشَبِعْتُمْ. ٢٧ اِعْمَلُوا لَا لِلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَفْنَى، بَلْ لِلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَبْقَى لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، ٱلَّذِي يُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ؛ فَهٰذَا هُوَ مَنْ خَتَمَهُ ٱلْآبُ، ٱللّٰهُ نَفْسُهُ، بِخَتْمِ رِضَاهُ».
(يوحنا ٦:٥٤) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ.
(يوحنا ٦:٦٠) فَكَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ، إِذْ سَمِعُوا هٰذَا، قَالُوا: «هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ. مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟».
(يوحنا ٦:٦٦-٦٩) لِذٰلِكَ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. ٦٧ فَقَالَ يَسُوعُ لِلِٱثْنَيْ عَشَرَ: «وَهَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟». ٦٨ أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، ٦٩ وَنَحْنُ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ قُدُّوسُ ٱللّٰهِ».
عجدر يو ٦:٢٧، ٥٤، «الملاحظات»
الطعام الذي يفنى . . . الطعام الذي يبقى للحياة الابدية: عرف يسوع ان بعض الناس كانوا يرافقونه هو وتلاميذه من اجل المنفعة المادية فحسب. وفي حين يدعم الطعام الجسدي حياة الناس يوما بعد يوم، فإن «الطعام» من كلمة اللّٰه يتيح للبشر ان يبقوا احياء الى الابد. لذلك شجَّع يسوع الجمع ان يعملوا «للطعام الذي يبقى للحياة الابدية»، اي ان يبذلوا الجهد كي يُشبعوا حاجتهم الروحية ويمارسوا الايمان بما يتعلمونه. — مت ٤:٤؛ ٥:٣؛ يو ٦:٢٨-٣٩.
يأكل جسدي ويشرب دمي: يبيِّن السياق ان الاكل والشرب هنا هما مجازيان، ويشيران الى ممارسة الايمان بيسوع المسيح. (يو ٦:٣٥، ٤٠) وقد ذكر يسوع هذه العبارة سنة ٣٢ بم، ما يعني انه لم يكن يتحدث عن عشاء الرب الذي اسسه بعد سنة. وهو قال هذه الكلمات مباشرة قبل «الفصح، عيد اليهود». (يو ٦:٤) لذلك تذكَّر مستمعوه على الارجح الاحتفال القادم وكم كان دم الحمل مهما في انقاذ حياة الاسرائيليين ليلة مغادرة مصر. (خر ١٢:٢٤-٢٧) فيسوع كان يؤكد ان لدمه ايضا دورا مهما اذ يتيح لتلاميذه ان ينالوا الحياة الابدية.
نحن نسير باسم يهوه إلهنا
١٣ رغم كل ذلك، تبعته الجموع دون كلل ووجدته «في عبر البحر»، كما يقول يوحنا. ولكن لماذا لحقوا به بعد رفضه أن يصير ملكا؟ لم يكن السبب اهتمامهم بالأمور الروحية. فكثيرون منهم كانت نظرتهم جسدية، وهذا ما ظهر حين ركزوا في كلامهم على التدابير المادية التي صنعها يهوه في البرية أيام موسى. وقد أظهر ذلك توقعهم أن يستمر يسوع في تزويدهم بالتدابير المادية. وإذ أدرك يسوع دوافعهم الخاطئة، ابتدأ يعلمهم الحقائق الروحية القادرة على تقويم طريقة تفكيرهم. (يوحنا ٦:١٧، ٢٤، ٢٥، ٣٠، ٣١، ٣٥-٤٠) غير أن البعض تذمروا عليه، وخصوصا حين ذكر لهم الإيضاح التالي: «الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فلا حياة لكم في أنفسكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي تكون له حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير». — يوحنا ٦:٥٣، ٥٤.
١٤ غالبا ما دفعت إيضاحات يسوع الناس أن يظهروا هل لديهم رغبة حقيقية في السير مع اللّٰه. ويصح الأمر نفسه في هذا الإيضاح، إذ أنه أثار في مستمعيه ردود فعل قوية. نقرأ: «كثيرون من تلاميذه، إذ سمعوا هذا، قالوا: ‹هذا الكلام فظيع. من يقدر أن يسمعه؟›». بعد ذلك، تابع يسوع موضحا أن عليهم فهم المغزى الروحي لكلماته. قال: «الروح هو الذي يحيي؛ الجسد لا ينفع شيئا البتة. الكلام الذي كلمتكم به هو روح وهو حياة». رغم ذلك، رفض كثيرون الإصغاء. وتمضي الرواية قائلة: «لذلك رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه». — يوحنا ٦:٦٠، ٦٣، ٦٦.
البحث عن جواهر روحية
(يوحنا ٦:٤٤) لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ ٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ.
عجدر يو ٦:٤٤، «الملاحظات»
يجتذبه: مع ان الفعل اليوناني الذي يقابل «اجتذب» يُستعمل اشارة الى سحب شبكة الصيد (يو ٢١:٦، ١١)، فهو لا يعني ان اللّٰه يجتذب الناس بعكس ارادتهم. فهذا الفعل يعني ايضا «استمال». وربما كان يسوع يلمِّح الى ارميا ٣١:٣ حيث قال يهوه لشعبه قديما: «جذبتك باللطف الحبي». (السبعينية تستعمل هنا الفعل اليوناني نفسه.) وتبيِّن يوحنا ١٢:٣٢ ان يسوع ايضا يجتذب اليه شتى الناس. اضافة الى ذلك، تُظهر الاسفار المقدسة ان يهوه اعطى البشر ارادة حرة، مانحا كل واحد الفرصة ان يختار هو بنفسه هل يخدم اللّٰه ام لا. (تث ٣٠:١٩، ٢٠) واللّٰه يجتذب اليه بلطف الذين قلوبهم مهيأة. (مز ١١:٥؛ ام ٢١:٢؛ اع ١٣:٤٨) وهو يفعل ذلك بواسطة رسالة الكتاب المقدس وروحه القدس. فالنبوة في اشعيا ٥٤:١٣ المقتبسة في يوحنا ٦:٤٥ تنطبق على الذين يجتذبهم الآب. — قارن يو ٦:٦٥.
(يوحنا ٦:٦٤) وَلٰكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ». فَإِنَّ يَسُوعَ كَانَ يَعْرِفُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ مَنْ هُمُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي سَيُسَلِّمُهُ.
عجدر يو ٦:٦٤، «الملاحظات»
يسوع كان يعرف . . . مَن هو الذي سيسلِّمه: كان يسوع يقصد يهوذا الاسخريوطي. في البداية، كان يهوذا امينا للّٰه. فقبلما اختاره يسوع هو والرسل الـ ١١ الباقين، امضى الليل كله يصلي الى ابيه. (لو ٦:١٢-١٦) لكن يسوع عرف من نبوات الاسفار العبرانية ان صديقا مقرَّبا منه سيخونه. (مز ٤١:٩؛ ١٠٩:٨؛ يو ١٣:١٨، ١٩) ولما بدأ يهوذا يتغير الى الاسوإ، لاحظ يسوع ذلك لأنه يقرأ القلوب والافكار. (مت ٩:٤) كما ان اللّٰه بمعرفته المسبقة علم ان شخصا يثق به يسوع سيصبح خائنا. لكن هذا لا يعني ان يهوذا قُدِّر له مسبقا ان يقع في الخطية. فهذه الفكرة تتعارض مع صفات اللّٰه وتعاملاته الماضية.
من البداية: لا تشير هذه العبارة الى ولادة يهوذا او الى الوقت الذي اختاره فيه يسوع رسولا بعدما صلى كل الليل. (لو ٦:١٢-١٦) بل تشير الى بداية تصرف يهوذا بمكر وخداع، الامر الذي لاحظه يسوع على الفور. (يو ٦:٧٠؛ ١٣:١١؛ قارن يو ٢:٢٤، ٢٥؛ رؤ ١:١؛ ٢:٢٣.) وهذا يُظهر ان ما فعله يهوذا كان عن سابق تصور وتصميم وليس نتيجة تغير مفاجئ في قلبه. ايضا، ان معنى كلمة «بداية» (باليونانية أَرخِه) في الاسفار اليونانية المسيحية يختلف باختلاف السياق. مثلا في ٢ بطرس ٣:٤، تعني كلمة «بدء» بداية الخليقة. لكنها في معظم الاحيان تُستعمل بمعنى اكثر تحديدا. مثلا، قال بطرس ان الروح القدس حل على الامم «كما علينا ايضا في البداية». (اع ١١:١٥) ولم يقصد هنا وقت ولادته او حين دُعي ليكون رسولا، بل عنى يوم الخمسين سنة ٣٣ بم اي «بداية» سكب الروح القدس لقصد محدَّد. (اع ٢:١-٤) ونجد في لوقا ١:٢ و ١ يوحنا ٢:٧ مثلين آخرين على تأثير السياق في معنى كلمة «بداية».
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ٦:٤١-٥٩) فَتَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ». ٤٢ وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ يَسُوعَ ٱبْنَ يُوسُفَ، ٱلَّذِي نَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ ٱلْآنَ: ‹إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ›؟». ٤٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «كُفُّوا عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ فِي مَا بَيْنَكُمْ. ٤٤ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ ٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ. ٤٥ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْأَنْبِيَاءِ: ‹وَيَكُونُونَ كُلُّهُمْ مُتَعَلِّمِينَ مِنْ يَهْوَهَ›. فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ ٱلْآبِ وَتَعَلَّمَ يَأْتِي إِلَيَّ. ٤٦ لَيْسَ أَنَّ أَحَدًا رَأَى ٱلْآبَ إِلَّا ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ، فَهٰذَا قَدْ رَأَى ٱلْآبَ. ٤٧ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنْ فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. ٤٨ «أَنَا هُوَ خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ. ٤٩ آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا ٱلْمَنَّ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَمَعَ ذٰلِكَ مَاتُوا. ٥٠ هٰذَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلنَّازِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ ٱلْإِنْسَانُ وَلَا يَمُوتَ. ٥١ أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلْحَيُّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي سَأُعْطِيهِ أَنَا إِنَّمَا هُوَ جَسَدِي مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ». ٥٢ فَخَاصَمَ ٱلْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَقْدِرُ هٰذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟». ٥٣ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَا حَيَاةَ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ. ٥٤ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ. ٥٥ فَإِنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقٌّ، وَدَمِي شَرَابٌ حَقٌّ. ٥٦ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي، وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ. ٥٧ كَمَا أَرْسَلَنِي ٱلْآبُ ٱلْحَيُّ وَأَنَا أَحْيَا بِٱلْآبِ، فَمَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي. ٥٨ هٰذَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا كَانَ حِينَ أَكَلَ آبَاؤُكُمْ وَمَعَ ذٰلِكَ مَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هٰذَا ٱلْخُبْزَ يَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ». ٥٩ قَالَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي تَجَمُّعٍ عَامٍّ فِي كَفَرْنَاحُومَ.
٢٤-٣٠ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ٧–٨
«يسوع مجَّد اباه»
(يوحنا ٧:١٥-١٨) فَتَعَجَّبَ ٱلْيَهُودُ، قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَعْرِفُ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْكُتُبَ، وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ فِي ٱلْمَدَارِسِ؟». ١٦ فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «مَا أُعَلِّمُهُ لَيْسَ لِي، بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. ١٧ إِنْ رَغِبَ أَحَدٌ أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ، يَعْرِفُ ٱلتَّعْلِيمَ هَلْ هُوَ مِنَ ٱللّٰهِ أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ عِنْدِي. ١٨ مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِهِ يَطْلُبُ مَجْدَهُ ٱلْخَاصَّ، أَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ.
«مكتوب»
٥ اراد يسوع ان يعرف الناس مصدر رسالته. فقد قال لهم ذات مرة: «ما اعلِّمه ليس لي، بل للذي ارسلني». (يوحنا ٧:١٦) وذكر في مناسبة اخرى: «لا افعل شيئا من تلقاء ذاتي، بل كما علَّمني الآب بهذا اتكلم». (يوحنا ٨:٢٨) وقال ايضا: «ما اقوله لكم لست اتكلم به من عندي، بل الآب الذي يبقى في اتّحاد بي هو يعمل اعماله». (يوحنا ١٤:١٠) وإحدى الطرائق التي اثبت بها يسوع صحة كلماته هذه هي الاقتباس تكرارا من كلمة اللّٰه.
٦ يكشف الفحص الدقيق لكلمات يسوع انه اقتبس مباشرة او اشار بشكل غير مباشر الى اكثر من نصف الاسفار العبرانية القانونية. للوهلة الاولى، قد لا يبدو ذلك امرا ذا شأن. فربما تتساءل: لماذا لم يقتبس يسوع خلال السنوات الثلاث والنصف التي قام فيها بعمل التعليم والكرازة من كل الاسفار الموحى بها؟ في الواقع، هذا ما فعله على الارجح. فلا تنسَ انه لم يُسجَّل إلا القليل من اقوال يسوع وأعماله. (يوحنا ٢١:٢٥) وكلمات يسوع المدوَّنة في الاسفار المقدسة يمكن قراءتها بصوت عالٍ في بضع ساعات فقط. فهل تتخيّل انك تتكلم عن اللّٰه وملكوته مجرد ساعات قليلة وتتمكن مع ذلك من الاشارة الى اكثر من نصف الاسفار العبرانية؟ علاوة على ذلك، لم تكن في متناول يسوع في اغلب الاحيان ادراج مكتوبة. وهذه كانت الحال حين ألقى موعظته الشهيرة على الجبل. رغم ذلك، كثيرا ما اقتبس من الذاكرة مقاطع من الاسفار العبرانية بشكل مباشر او غير مباشر.
(يوحنا ٧:٢٨، ٢٩) فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا. وَأَنَا لَمْ آتِ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي، بَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقِيقِيٌّ، وَأَنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَهُ. ٢٩ أَنَا أَعْرِفُهُ، لِأَنَّنِي مُمَثِّلٌ عَنْهُ، وَهُوَ أَرْسَلَنِي».
(يوحنا ٨:٢٩) وَٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي. لَمْ يَتْرُكْنِي وَحْدِي، لِأَنِّي دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».
لننلْ روح اللّٰه لا روح العالم
١٩ أَطِعْ يَهْوَهَ طَاعَةً تَامَّةً. لَطَالَمَا فَعَلَ يَسُوعُ مَا يُسِرُّ أَبَاهُ. فَمَعَ أَنَّهُ مَالَ فِي مُنَاسَبَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ إِلَى مُعَالَجَةِ ٱلْوَضْعِ بِطَرِيقَةٍ مُغَايِرَةٍ لِرَغْبَةِ أَبِيهِ، فَقَدْ قَالَ لَهُ بِثِقَةٍ: «لِتَكُنْ لَا مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَتُكَ». (لو ٢٢:٤٢) لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أُطِيعُ ٱللّٰهَ حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ ذلِكَ سَهْلًا عَلَيَّ؟›. إِنَّ إِطَاعَةَ ٱللّٰهِ شَرْطٌ أَسَاسِيٌّ لِلْحَيَاةِ. فَنَحْنُ نَدِينُ لَهُ بِطَاعَتِنَا ٱلْمُطْلَقَةِ بِصِفَتِهِ صَانِعَنَا وَيَنْبُوعَ حَيَاتِنَا وَدَاعِمَهَا. (مز ٩٥:٦، ٧) وَلَا غِنَى لَنَا عَنْ طَاعَتِهِ لِأَنَّهَا ٱلسَّبِيلُ ٱلْوَحِيدُ إِلَى إِرْضَائِهِ.
البحث عن جواهر روحية
(يوحنا ٧:٨-١٠) اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى ٱلْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ بِصَاعِدٍ بَعْدُ إِلَى هٰذَا ٱلْعِيدِ، لِأَنَّ وَقْتِي لَمْ يَتِمَّ بَعْدُ». ٩ قَالَ لَهُمْ هٰذَا، وَبَقِيَ فِي ٱلْجَلِيلِ. ١٠ وَلٰكِنْ بَعْدَ أَنْ صَعِدَ إِخْوَتُهُ إِلَى ٱلْعِيدِ، صَعِدَ عِنْدَئِذٍ هُوَ أَيْضًا، لَيْسَ عَلَنًا، بَلْ كَأَنَّهُ فِي ٱلْخَفَاءِ.
لمَ ينبغي قول الحق؟
وأي مثال رسمه لنا يسوع المسيح في هذا الخصوص؟ كان يسوع يتحدث في احدى المناسبات الى بعض الاشخاص غير المؤمنين الذين كانوا مهتمين بمعرفة وجهة سفره. فنصحوه قائلين: «انتقل من هنا واذهب الى اليهودية». فماذا كان جواب يسوع؟ قال: «اصعدوا انتم الى العيد [في اورشليم]. انا لست بصاعد بعد الى هذا العيد، لأن وقتي لم يتم بعد». ولكن بعيد ذلك سافر يسوع الى اورشليم لكي يحتفل بالعيد. فلماذا اجابهم اذًا بهذه الطريقة؟ لم يحقّ لهم ان يعرفوا التفاصيل الدقيقة عن مكان وجوده. فيسوع لم يكذب، لكنه اعطاهم معلومات ناقصة كي يحدّ من الاذى الذي يمكن ان يسببوه له او لأتباعه. لذلك لا يمكن تصنيف ما قاله يسوع في خانة الكذب. فقد قال الرسول بطرس عن المسيح: «لم يرتكب خطية، ولا وُجد في فمه خداع». — يوحنا ٧:١-١٣؛ ١ بطرس ٢:٢٢.
(يوحنا ٨:٥٨) قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ قَبْلِ أَنْ وُجِدَ إِبْرَاهِيمُ كُنْتُ أَنَا».
عجدر يو ٨:٥٨، «الملاحظات»
كنت انا: اراد اليهود المقاومون ان يرجموا يسوع لادعائه انه ‹رأى ابراهيم› مع انه، على حد قولهم، ‹لم يكن له بعد خمسون سنة›. (يو ٨:٥٧) وفي رده عليهم، اظهر انه كان موجودا في السماء كمخلوق روحاني قدير قبل ولادة ابراهيم. ويعتقد البعض ان هذه الآية تساوي يسوع باللّٰه. فهم يدَّعون ان التعبير اليوناني إِغو إِيمي في يوحنا ٨:٥٨ يلمِّح الى خروج ٣:١٤ في الترجمة السبعينية حيث يعرِّف اللّٰه بنفسه. لكن كلمات يسوع في يوحنا ٨:٥٤، ٥٥ تُظهر انه لم يقصد القول انه مساوٍ للآب.
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ٨:٣١-٤٧) فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي، تَكُونُونَ حَقًّا تَلَامِيذِي، ٣٢ وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». ٣٣ أَجَابُوهُ: «نَحْنُ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ نَكُنْ قَطُّ عَبِيدًا لِأَحَدٍ. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: ‹إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَارًا›؟». ٣٤ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. ٣٥ وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ؛ اَلِٱبْنُ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ. ٣٦ فَإِنْ حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبْنُ، تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا. ٣٧ أَنَا أَعْرِفُ أَنَّكُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ. وَلٰكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ قَتْلِي، لِأَنَّ كَلِمَتِي لَا مَكَانَ لَهَا فِيكُمْ. ٣٨ أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي، فَأَنْتُمْ إِذًا تَعْمَلُونَ مَا سَمِعْتُمْ مِنْ أَبِيكُمْ». ٣٩ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُمْ أَوْلَادَ إِبْرَاهِيمَ، فَٱعْمَلُوا أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ. ٤٠ وَلٰكِنَّكُمُ ٱلْآنَ تَطْلُبُونَ قَتْلِي، أَنَا ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي أَخْبَرْتُكُمْ بِٱلْحَقِّ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ ٱللّٰهِ. إِبْرَاهِيمُ لَمْ يَفْعَلْ هٰذَا. ٤١ أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». قَالُوا لَهُ: «نَحْنُ لَمْ نُولَدْ مِنْ عَهَارَةٍ. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ هُوَ ٱللّٰهُ». ٤٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ ٱللّٰهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لِأَنِّي مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ خَرَجْتُ وَإِنَّنِي هُنَا. وَلَمْ آتِ قَطُّ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي، بَلْ هُوَ أَرْسَلَنِي. ٤٣ لِمَاذَا لَا تَعْرِفُونَ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ؟ لِأَنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَسْمَعُوا لِكَلِمَتِي. ٤٤ أَنْتُمْ مِنْ أَبِيكُمْ إِبْلِيسَ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَهَوَاتِ أَبِيكُمْ. ذَاكَ كَانَ قَاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا حَقَّ فِيهِ. مَتَى تَكَلَّمَ بِٱلْكَذِبِ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ وَفْقًا لِمُيُولِهِ، لِأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذِبِ. ٤٥ أَمَّا أَنَا فَلِأَنِّي أَقُولُ ٱلْحَقَّ، لَا تُؤْمِنُونَ بِي. ٤٦ مَنْ مِنْكُمْ يُدِينُنِي بِخَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ ٱلْحَقَّ، فَلِمَ لَا تُؤْمِنُونَ بِي؟ ٤٧ اَلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ يَسْمَعُ لِكَلَامِ ٱللّٰهِ. لِهٰذَا أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ، لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ ٱللّٰهِ».