مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
© 2024 Christian Congregation of Jehovah’s Witnesses
٣-٩ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ٣
أظهِر أنك تثق بيهوه
مشيشآ المقالة ١٤ ف ٤-٥
امثال ٣:٥، ٦: «على فهمك لا تعتمد»
«اتكل على يهوه بكل قلبك»: نُظهر اننا نتكل على اللّٰه عندما نفعل الاشياء على طريقته. ويجب ان نتكل عليه اتكالا كاملا، اي بكل قلبنا. وفي الكتاب المقدس، يشير القلب عموما الى داخل الانسان. ويشمل داخل الانسان مشاعره، دوافعه، افكاره، ومواقفه. لذلك فإن الاتكال على اللّٰه بكل قلبنا لا يشمل مشاعرنا فقط. فهو قرار نأخذه لأننا مقتنعون كاملا ان خالقنا يعرف ما الافضل لنا. — روما ١٢:١.
«على فهمك لا تعتمد»: نحتاج ان نثق باللّٰه لأننا لا نقدر ان نعتمد على فهمنا الناقص. فإذا اتكلنا على انفسنا فقط او سمحنا لمشاعرنا وحدها ان تحدد طريقة حياتنا، فقد نأخذ قرارات تَظهر في البداية جيدة لكنها تؤدي في النهاية الى نتائج سيئة. (امثال ١٤:١٢؛ ارميا ١٧:٩) فحكمة اللّٰه تفوق الى حد كبير حكمة البشر. (اشعيا ٥٥:٨، ٩) وعندما توجهنا افكار اللّٰه، ننجح في حياتنا. — مزمور ١:١-٣؛ امثال ٢:٦-٩؛ ١٦:٢٠.
مشيشآ المقالة ١٤ ف ٦-٧
امثال ٣:٥، ٦: «على فهمك لا تعتمد»
«في كل طرقك التفت اليه»: علينا ان نأخذ رأي اللّٰه في كل اوجه حياتنا المهمة وفي كل قرار كبير نأخذه. ونفعل ذلك عندما نطلب توجيهه في صلواتنا، ونطبق ما يقوله في كلمته الكتاب المقدس. — مزمور ٢٥:٤؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧.
«هو يقوِّم سبلك»: يقوِّم اللّٰه سبيلنا اي طريقنا عندما يعلِّمنا كيف نعيش حسب مبادئه الكاملة. (امثال ١١:٥) وهكذا لا نقع في مشاكل نحن في غنى عنها ونفرح اكثر في حياتنا. — مزمور ١٩:٧، ٨؛ اشعيا ٤٨:١٧، ١٨.
كونوا دائما تقدُّميين
اذا كان المرء مختبرا الحياة، فقد يميل الى القول: ‹لقد مررتُ بهذا من قبل. أعرف ما يجب فعله›. فهل هذا مسلك حكمة؟ تحذر الامثال ٣:٧ قائلة: «لا تكن حكيما في عيني نفسك». صحيح انه يُفترض ان توسِّع الخبرة نظرتنا الى العوامل التي يلزم اخذها بعين الاعتبار عند مواجهة الاوضاع الناشئة في الحياة. ولكن اذا كنا نحرز تقدُّما روحيا، ينبغي ان تكون الخبرة قد علَّمتنا وطبعت في عقولنا وقلوبنا اننا بحاجة الى بركة يهوه لننجح. وفي هذه الحالة لا يكون تقدُّمنا ظاهرا لأننا واجهنا هذه الاوضاع بثقة شديدة بالنفس، بل لأننا التفتنا فورا الى يهوه طالبين ارشاده في حياتنا. انه يَظهر عندما نكون على ثقة من ان لا شيء يحدث بدون سماح من ابينا السماوي، وكذلك عندما نحافظ على علاقة ثقة حبية به.
جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر الامثال
٣:٣. ينبغي ان نقدِّر اللطف الحبي والحق تقديرا عميقا ونظهرهما كأنهما قلادة ثمينة نفخر بلبسها. كما يجب ان نكتبهما على قلوبنا بجعلهما جزءا لا يتجزأ من شخصيتنا.
١٠-١٦ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ٤
«إحمِ قلبك»
كيف تصون قلبك؟
٤ يُشِيرُ ‹ٱلْقَلْبُ› فِي ٱلْأَمْثَال ٤:٢٣ إِلَى ‹بَاطِنِ› ٱلْإِنْسَانِ أَوْ ‹أَعْمَاقِ ذَاتِهِ›. (اقرإ المزمور ٥١:٦.) بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يَدُلُّ عَلَى أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا وَدَوَافِعِنَا وَرَغَبَاتِنَا. فَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ، وَلَيْسَ فَقَطْ مَا يَظْهَرُ لِلْآخَرِينَ.
كيف تصون قلبك؟
١٠ لِكَيْ نَصُونَ قَلْبَنَا، يَلْزَمُ أَنْ نُمَيِّزَ ٱلْمَخَاطِرَ وَنَتَّخِذَ بِسُرْعَةٍ إِجْرَاءً يَحْمِينَا. وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا بِعَمَلِ ٱلرَّقِيبِ قَدِيمًا. فَفِي زَمَنِ سُلَيْمَانَ، كَانَ ٱلرَّقِيبُ يَقِفُ عَلَى سُورِ ٱلْمَدِينَةِ، وَيُطْلِقُ تَحْذِيرًا حَالَمَا يَرَى خَطَرًا مُحْتَمَلًا. وَهٰذَا ٱلْإِيضَاحُ يُظْهِرُ كَيْفَ نَمْنَعُ ٱلشَّيْطَانَ مِنْ إِفْسَادِ تَفْكِيرِنَا.
١١ فَفِي ٱلْمَاضِي، تَعَاوَنَ ٱلرُّقَبَاءُ مَعَ ٱلْبَوَّابِينَ لِحِمَايَةِ ٱلْمَدِينَةِ. (٢ صم ١٨:٢٤-٢٦) فَحَرِصُوا أَنْ تُغْلَقَ ٱلْأَبْوَابُ عِنْدَ ٱقْتِرَابِ ٱلْأَعْدَاءِ. (نح ٧:١-٣) وَٱلْيَوْمَ، يَعْمَلُ ضَمِيرُنَا ٱلْمُدَرَّبُ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَمَلَ ٱلرَّقِيبِ. فَهُوَ يُحَذِّرُنَا حِينَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَغْزُوَ قَلْبَنَا، أَيْ أَنْ يُؤَثِّرَ عَلَى أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا وَدَوَافِعِنَا وَرَغَبَاتِنَا. وَكُلَّمَا أَطْلَقَ ضَمِيرُنَا تَحْذِيرًا، عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهِ وَنُغْلِقَ ٱلْأَبْوَابَ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.
كيف تصون قلبك؟
١٤ لِكَيْ نَصُونَ قَلْبَنَا، لَا يَكْفِي أَنْ نَصُدَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُفْسِدَةَ. بَلْ يَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نَقْبَلَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ. تَخَيَّلْ مُجَدَّدًا مَدِينَةً مُحَاطَةً بِأَسْوَارٍ. فَٱلْبَوَّابُ يُغْلِقُ أَبْوَابَهَا لِيَصُدَّ هُجُومَ ٱلْأَعْدَاءِ. لٰكِنَّهُ يَفْتَحُهَا فِي أَوْقَاتٍ أُخْرَى كَيْ يُدْخِلَ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمُؤَنَ. أَمَّا إِذَا أَبْقَى ٱلْأَبْوَابَ مُغْلَقَةً، فَسَيَمُوتُ ٱلسُّكَّانُ مِنَ ٱلْجُوعِ. بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ، يَلْزَمُ أَنْ نَسْمَحَ دَائِمًا لِأَفْكَارِ يَهْوَهَ بِأَنْ تَدْخُلَ قَلْبَنَا.
«صونوا قلبكم»
ولمَ علينا ان نصون قلبنا المجازي؟ اوحى اللّٰه الى الملك سليمان ان يكتب: «صُن قلبك اكثر من كل شيء تصونه، لأن منه منابع الحياة». (امثال ٤:٢٣) فنوعية حياتنا في الوقت الحالي وآمالنا بالحياة في المستقبل تتوقف على حالة قلبنا المجازي. لماذا؟ لأن اللّٰه يرى ما في القلب. (١ صموئيل ١٦:٧) فما نحن عليه من الداخل، «انسان القلب الخفي»، هو ما يحدِّد نظرة اللّٰه الينا. — ١ بطرس ٣:٤.
جواهر روحية
هل انت مستعد ان تنتظر يهوه؟
٤ تقولُ الأمْثَال ٤:١٨: «أمَّا سَبيلُ الأبرارِ فكالنُّورِ المُشرِقِ يزدادُ إنارَةً إلى النَّهارِ الكامِل». تُظهِرُ هذِهِ الكَلِماتُ أنَّ يَهْوَه يكشِفُ النُّورَ الرُّوحِيَّ لِشَعبِهِ تَدريجِيًّا. لكنَّها يُمكِنُ أن تُشيرَ أيضًا إلى التَّقَدُّمِ التَّدريجيِّ الَّذي يقومُ بهِ الشَّخصُ حينَ يقبَلُ الحَقّ. فَفيما يدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِاجتِهادٍ ويُطَبِّقُ نَصائِحَ يَهْوَه وهَيئَتِه، يُنَمِّي تَدريجِيًّا الصِّفاتِ المَسيحِيَّة. كما أنَّهُ يتَعَرَّفُ إلى اللّٰه أكثَرَ فأكثَر. لاحِظْ كَيفَ أوضَحَ يَسُوع هذِهِ النُّقطَة.
١٧-٢٣ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ٥
إبقَ بعيدًا عن العهارة
يمكنكم البقاء طاهرين في عالم فاسق
في هذا المثل، يوصف الشخص المبتعد عن اللّٰه بـ «المرأة الاجنبية» — البغيّ. والكلمات التي تغوي بها ضحيّتها هي بحلاوة العسل وأنعم من زيت الزيتون. ألا تبدأ معظم العروض الجنسية الفاسدة ادبيا بهذه الطريقة؟ تأملوا مثلا في اختبار سكرتيرة جذابة في الـ ٢٧ من عمرها تدعى آيمي. تذكر: «يُظهر لي زميل في العمل الكثير من الاهتمام ويمدحني في كل فرصة. انه لإحساس رائع ان يهتم بكم الآخرون. ولكن يمكنني ان ارى بوضوح ان اهتمامه بي يقتصر فقط على الجنس ولن تخدعني محاولاته». ان كلمات الإطراء التي يتلفّظ بها المغوي او المغوية هي عادة جذابة ما لم ندرك حقيقتها. لهذا علينا تدريب مقدرتنا التفكيرية.
يمكنكم البقاء طاهرين في عالم فاسق
ان عواقب الفساد الأدبي مرّة كالافسنتين حادّة كسيف ذي حدّين — مؤلمة ومميتة. وغالبا ما تكون العواقب المرّة لمسلك كهذا حيازة ضمير معذّب، حبل غير مرغوب فيه، او مرض منتقل جنسيا. فكّروا ايضا في الألم العاطفي الهائل الذي يعانيه رفيق زواج الشخص غير المخلص. ان عمل خيانة زوجية واحدا يمكن ان يسبب جروحا بليغة تدوم مدى الحياة. نعم، يسبب الفساد الأدبي الألم.
يمكنكم البقاء طاهرين في عالم فاسق
يلزم ان نبقى بعيدين كل البعد عن تأثير الأناس الفاسدين ادبيا. فلماذا نعرّض انفسنا لطرقهم بالاستماع الى الموسيقى المنحطة، مشاهدة انواع التسلية المُفسدة، او الاطّلاع على المواد الإباحية؟ (امثال ٦:٢٧؛ ١ كورنثوس ١٥:٣٣؛ افسس ٥:٣-٥) ويا لها من حماقة ان نحاول جذب انتباههم بالعبَث مع الجنس الآخر او الكينونة غير محتشمين في اللباس والهندام! — ١ تيموثاوس ٤:٨؛ ١ بطرس ٣:٣، ٤.
جواهر روحية
يمكنكم البقاء طاهرين في عالم فاسق
وهكذا يشدّد سليمان على الثمن الباهظ للاستسلام للفساد الأدبي. فالزنى يؤدي مباشرة الى خسارة الكرامة او احترام الذات. أليس مذلّا حقا ان نكون مجرّد وسيلة لإشباع رغباتنا الجنسية الفاسدة ادبيا او رغبات شخص آخر؟ أليس الانغماس في العلاقات الجنسية مع شخص ليس رفيق زواجنا مؤشِّرا يدلّ على نقص في احترام الذات؟
٢٤-٣٠ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ٦
ماذا نتعلَّم من النملة؟
بص «النملة»
النملة
«حكيمة بالغريزة»: ‹حكمة› النمل ليست بفضل ذكائه، بل بفضل الغرائز التي اعطاها له خالقه. يذكر الكتاب المقدس ان النملة «تهيئ في الصيف طعامها، وتجمع في الحصاد مؤونتها». (ام ٦:٨) فأحد انواع النمل الاكثر انتشارا في فلسطين، النمل الحصَّاد او الزراعي (Messor semirufus)، يخزِّن كمية كبيرة من الحبوب في الربيع والصيف كي يستعملها في اوقات يصعب فيها ايجاد الطعام، مثل فصل الشتاء. وغالبا ما يتواجد هذا النمل قرب البيادر، حيث تتوفر البزور والحبوب بكثرة. وإذا تسبَّب المطر في ترطيب البزور والحبوب المخزَّنة، يُخرِجها النمل الحصَّاد كي تجف تحت الشمس. حتى ان هذا النمل معروف بأنه يقضم جنين البزور كي لا تنبت اثناء تخزينها. ومستعمرات النمل الحصَّاد تكون واضحة من الممرات الممهَّدة التي تؤدي اليها، بالاضافة الى قشور البزور التي يتركها النمل في الخارج عند مداخلها.
صفات يُقتدى بها: اذًا، يكفي اخذ فكرة مختصرة عن النمل ليصير واضحا لماذا يوصي الكتاب المقدس: «اذهبْ الى النملة ايها الكسلان، وانظر طرقها وكن حكيما». (ام ٦:٦) فاللافت في النمل ليس فقط استعداده للمستقبل بالغريزة، بل ايضا مثابرته وتصميمه. فهو غالبا ما يحمل او يجرُّ بإصرار اشياء اثقل من وزنه بمرتين او اكثر. وهو يعمل كل جهده ليتمم اعماله المحدَّدة، ويرفض ان يتراجع حتى لو كان سيقع، ينزلق، او يتدحرج على منحدر حاد. وبفضل تعاونه الواضح، يحافظ على اعشاشه نظيفة جدا ويهتم برفاقه، حتى انه يساعد احيانا المصابين او المتعبين منهم على الرجوع الى العش.
صونوا سمعتكم
أفلا يجب ان يكون لدينا اجتهاد كهذا؟ فالعمل بكد والاجتهاد لتحسين عملنا نافع لنا بصرف النظر عمّا إذا كنا مراقَبين أو لا. لذلك يجب ان نعطي أفضل ما لدينا في المدرسة، في مكان عملنا، او عند اشتراكنا في النشاطات الروحية. وكما تنتفع النملة من اجتهادها، يريد اللّٰه ان ‹نرى خيرا من كل تعبنا›. (جامعة ٣:١٣، ٢٢؛ ٥:١٨) فتعبنا يُكافَأ بنيلنا ضميرا طاهرا واكتفاء. — جامعة ٥:١٢.
في محاولة لإيقاظ كسول من كسله، يطرح سليمان سؤالين بَيانيين: «الى متى تنام أيها الكسلان. متى تنهض من نومك». وإذ يقلّد اللهجة المتكاسلة يتابع: «قليل نوم بعدُ قليل نعاس وطيّ اليدين قليلا للرقود. فيأتي فقرك كساعٍ وعوزك كغازٍ». (امثال ٦:٩-١١) ففيما الكسول مستلقٍ، يباغته الفقر بسرعةِ من يسعى الى السلب، ويهاجمه العوز كالغازي المسلّح، ويعلو حقولَه العوسج والقرّيص. (امثال ٢٤:٣٠، ٣١) ولا يمضي وقت طويل حتى يخسر في عمله. وكم من الوقت يستطيع رب عمل ان يحتمل مهمِلا؟ وهل يتوقع الطالب الكسول ان يبلي بلاء حسنا في مدرسته؟
جواهر روحية
صونوا سمعتكم
ان الفئات السبع المذكورة هنا هي اساسية وتغطي فعليا كل اشكال الخطإ. فـ ‹العيون المتعالية› و ‹القلب الذي ينشئ أفكارا رديئة› هي خطايا فكرية. أما ‹اللسان الكاذب› و‹شاهد الزور الذي يفوه بالأكاذيب› فهما من الخطايا الشفهية. وكأعمال شريرة يجري ذكر ‹الأيدي السافكة دما بريئا› و‹الأرجل السريعة الجريان الى السوء›. ويكره يهوه بشكل خصوصي الشخص الذي يبتهج بإضرام الخصام بين اشخاص يعيشون بسلام بعضهم مع بعض. أما زيادة العدد من ستة الى سبعة فتشير الى ان القائمة لم تُعدّ لتكون كاملة، نظرا الى الازدياد الدائم في اعمال البشر الشريرة.
٣١ آذار (مارس)–٦ نيسان (أبريل)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ٧
تجنَّب المواقف التي تغريك أن تفعل الخطأ
«احفظ وصاياي فتحيا»
ان الكوة التي نظر سليمان من خلالها لها شباك — بنية مشبَّكة بالخشب، كما يبدو، وربما عليها نقوش متقنة. وإذ تلاشى نور الشمس في العِشاء وغطى ظلام الليل الشوارع، رأى شابا قابلا جدا للتأثر. وهذا الشاب هو عديم الفهم لافتقاره الى البصيرة والفطنة. فكان يعي، على الأرجح، نوع الحي الذي دخله وما يمكن ان يحدث له هناك. غير انه اقترب من «زاويتها» الواقعة في الطريق الى بيتها. ولكن مَن هي هذه المرأة؟ وماذا كانت تفعل؟
«احفظ وصاياي فتحيا»
كانت شفتا هذه المرأة معسولتين. وقد أوقحت وجهها فتكلمت بجرأة وأحسنت صياغة كلامها بغية اغواء الشاب. وبقولها انها قدَّمت ذبائح السلامة في ذلك اليوم عينه وأوفت نذورها، كانت تتظاهر بالبر ملمِّحة انها ليست ضعيفة روحيا. كانت ذبائح السلامة في هيكل اورشليم تتألف من اللحم والطحين والزيت والخمر. (لاويين ١٩:٥، ٦؛ ٢٢:٢١؛ عدد ١٥:٨-١٠) وبما انه بإمكان مقدِّم ذبيحة السلامة ان يأخذ جزءا منها له ولعائلته، فقد اشارت المرأة بذلك الى وجود وفرة من الطعام والشراب في بيتها، مما يعني بوضوح ان الشاب سيقضي وقتا ممتعا هناك. لقد خرجت من بيتها خصوصا لكي تبحث عنه. كم ذلك مؤثر — هذا اذا استطاع احد تصديقها. فأحد علماء الكتاب المقدس يقول: «لقد خرجت حقا لتبحث عن شخص ما، ولكن هل صحيح انها خرجت لتبحث فقط عن هذا الشاب بالتحديد؟ لن يصدِّقها سوى الأحمق — ربما هذا الشاب فقط».
بعدما أغوته المرأة بمنظر لباسها ووقع كلماتها الملِقة وملمس عناقها وطعم شفتيها، لجأت الى حاسة الشم. فقالت: «بالديباج فرشت سريري بموَشّى كتان من مصر. عطَّرت فراشي بمُرّ وعود وقرفة». (امثال ٧:١٦، ١٧) لقد زيَّنت سريرها بشكل رائع بكتان متعدد الالوان من مصر وعطَّرته بمجموعة من العطور كالمرّ والعود والقرفة.
وتابعت: «هلم نرتوِ ودًّا الى الصباح. نتلذذ بالحب». فالمرأة دعته الى اكثر بكثير من وجبة شهية لشخصين. لقد وعدته بالاستمتاع بعلاقة جنسية. فبدا العرض للشاب مثيرا ومليئا بالمغامرة! ولمزيد من الإغراء، اضافت: «لأن الرجل ليس في البيت. ذهب في طريق بعيدة. اخذ صرَّة الفضة بيده. يوم الهلال يأتي الى بيته». (امثال ٧:١٨-٢٠) لقد اكَّدت له انهما سيكونان في امان تام لأن زوجها ذهب في رحلة عمل بحيث لا يُتوقَّع منه العودة قبل فترة من الوقت. فكم هي ماهرة في تضليل شخص فتيّ السن! لقد «اغوته بكثرة فنونها بمَلْث شفتيها طوَّحته». (امثال ٧:٢١) يلزم ان يتحلّى الرجل بالمقدرة العقلية التي ليوسف ليستطيع مقاومة عرض مغرٍ كهذا. (تكوين ٣٩:٩، ١٢) فما القول في هذا الشاب؟
«احفظ وصاياي فتحيا»
لم يستطع الشاب مقاومة الدعوة. فتجاهل المنطق السليم وذهب وراءها «كثور يذهب الى الذبح». وكما ان الغبي المقيَّد بأغلال لا يستطيع الإفلات من العقاب، كذلك انقاد هذا الشاب الى الخطية ولم يستطع الإفلات منها. فلم يعِ الخطر المحيط به حتى ‹شقَّ سهم كبده›، اي حتى أصابه جرح يؤدي به الى الموت. وقد يكون موته هذا جسديا، اي ناجما عن تعرض الشاب للأمراض المميتة المنتقلة جنسيا، او روحيا؛ فهو موت «لنفسه». فكان الامر سيؤثر على نحو خطير في كامل كيانه وحياته، فضلا عن كونه اخطأ خطأً مميتا الى اللّٰه. فهو بهذه الطريقة يكون قد أسرع الى براثن الموت كطير يسرع الى الفخ!
جواهر روحية
«احفظ وصاياي فتحيا»
يتابع سليمان: «اربطها [وصاياي] على اصابعك اكتبها على لوح قلبك». (امثال ٧:٣) فكما ان الأصابع تراها عيوننا بشكل واضح ولها دور حيوي في اتمام مقاصدنا، كذلك فإن الدروس، التي نتعلمها من خلال التربية المؤسسة على الأسفار المقدسة او من خلال نيلنا معرفة الكتاب المقدس، يجب ان تكون مذكِّرا ومرشدا لنا على الدوام في كل ما نفعله. وعلينا نقش هذه الوصايا على لوح قلبنا جاعلين منها جزءا لا يتجزأ من طبيعتنا.
٧-١٣ نيسان (أبريل)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ٨
إسمع لحكمة يسوع
«اني احب الآب»
٧ تقول الحكمة في العدد ٢٢: «يهوه خلقني بداية لطريقه، اول اعماله منذ القِدَم». لا بد ان هذه الكلمات تشير الى امر آخر غير الحكمة، لأن هذه الصفة لم ‹تُخلَق›. فالحكمة ليست لها بداية لأن يهوه ازلي ولطالما كان حكيما. (مزمور ٩٠:٢) اما ابن اللّٰه فكان «بكر كل خليقة»، مما يعني انه خُلق وأنه اول ما ابدعته يَدَا يهوه. (كولوسي ١:١٥) وتقول الامثال ان هذا الابن وُجد قبل الارض والسماء. وبما انه الكلمة، اي الناطق بلسان اللّٰه، فقد جسّد حكمة يهوه بشكل مطلق. — يوحنا ١:١.
«اني احب الآب»
٨ وماذا كان الابن يفعل كل هذا الوقت الطويل قبل مجيئه الى الارض؟ يخبرنا العدد ٣٠ انه كان بجانب اللّٰه «عاملا ماهرا». فماذا يعني ذلك؟ توضح كولوسي ١:١٦: «به خُلقَت سائر الاشياء في السموات وعلى الارض . . . به وله خُلقَت». فيهوه الخالق استخدم ابنه، العامل الماهر، ليُوجِد كل الخلائق الاخرى: المخلوقات الروحانية في الحيز السماوي، الكون المادي الفسيح، الارض بما فيها من حياة نباتية وحيوانية متنوعة، والجنس البشري الذي توَّج به اعماله الخلقية على الارض. ويمكننا الى حدّ ما ان نشبِّه هذا التعاون بين الآب والابن بالتعاون بين المهندس المعماري والبنّاء، او المقاول، الذي ينفِّذ تصاميم المهندس المبدعة بحذافيرها. لذلك حين يذهلنا شيء ما في الخليقة، ننسب الفضل الى المهندس العظيم. (مزمور ١٩:١) لكننا قد نتذكر ايضا التعاون الرائع الطويل الامد بين الخالق و ‹العامل الماهر› الذي استخدمه.
٩ عندما يعمل شخصان ناقصان عن كثب، قد يجدان صعوبة في الانسجام واحدهما مع الآخر. لكنّ ذلك لم يحصل مع يهوه وابنه. فالابن عمل طوال دهور مع الآب وكان «مسرورا امامه كل حين». (امثال ٨:٣٠) نعم، لقد كان الابن مسرورا برفقة ابيه، وكان هذا شعورا متبادلا. وصار هذا الابن مثل ابيه تماما، اذ تعلّم الاقتداء بصفات اللّٰه. فلا عجب اذًا ان يصير الرباط بين الآب والابن متينا الى هذه الدرجة! وهذا الرباط يُدعى بحقٍّ اقدم وأمتن رباط محبة في الكون بأسره.
فهم دور يسوع — داود الاعظم وسليمان الاعظم
١٤ هُنَالِكَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ فَقَطْ فَاقَ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً. وَهذَا ٱلْإِنْسَانُ هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ «أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ». (مت ١٢:٤٢) فَقَدْ تَكَلَّمَ ‹بِكَلَامِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›. (يو ٦:٦٨) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَتَوَسَّعُ ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ فِي ٱلْمَبَادِئِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي بَعْضِ أَمْثَالِ سُلَيْمَانَ. فَقَدْ عَدَّدَ سُلَيْمَانُ أَشْيَاءَ تَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ لِعَابِدِ يَهْوَه. (ام ٣:١٣؛ ٨:٣٢، ٣٣؛ ١٤:٢١؛ ١٦:٢٠) أَمَّا يَسُوعُ فَشَدَّدَ عَلَى أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَنْجُمُ عَمَّا لَهُ عَلَاقَةٌ بِعِبَادَةِ يَهْوَه وَتَرْتَبِطُ بِإِتْمَامِ مَقَاصِدِهِ، فَقَالَ: «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ». (مت ٥:٣) وَٱلَّذِينَ يُطَبِّقُونَ ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي تَنْطَوِي عَلَيْهَا تَعَالِيمُ يَسُوعَ يَصِيرُونَ أَقْرَبَ إِلَى يَهْوَه، «يَنْبُوعِ ٱلْحَيَاةِ». (مز ٣٦:٩؛ ام ٢٢:١١؛ مت ٥:٨) فَٱلْمَسِيحُ يُجَسِّدُ «حِكْمَةَ ٱللّٰهِ». (١ كو ١:٢٤، ٣٠) وَهُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ ٱلَّذِي عِنْدَهُ «رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ». — اش ١١:٢.
جواهر روحية
‹الحكمة تنادي›، فهل تسمعها؟
▪ تقول دائرة معارف الكتاب العالمي (بالانكليزية) ان الكتاب المقدس هو «الاكثر توزيعا في التاريخ. وهو يفوق الكتب الاخرى في تنوُّع الترجمات وعدد اللغات المترجَم بها». فهذا الكتاب متوفر كاملا او جزئيا بحوالي ٦٠٠,٢ لغة. وهكذا في وسع اكثر من ٩٠ في المئة من الناس الحصول عليه بلغتهم الام.
▪ ان الحكمة «تصيح» حرفيا ايضا. تخبر متى ٢٤:١٤: «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم، ثم تأتي النهاية»، اي نهاية هذا العالم.
١٤-٢٠ نيسان (أبريل)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ٩
كُن حكيمًا، لا مستهزئًا
«إسمع كلمات الحكماء»
٤ ولكنْ في الحَقيقَة، قد نستَصعِبُ خُصوصًا أن نقبَلَ النَّصيحَةَ المُباشِرَة. حتَّى إنَّنا قد نشعُرُ بِالإهانَة. وما السَّبَب؟ سَهلٌ علَينا أن نعتَرِفَ أنَّنا ناقِصون. لكنَّنا قد نستَصعِبُ أن نقبَلَ نَصيحَةً مِن أحَدٍ عن ضُعفٍ مُعَيَّنٍ فينا. (إقرإ الجامعة ٧:٩.) فقدْ نُبَرِّرُ نَفْسَنا، أو نُشَكِّكُ في نَوايا الشَّخصِ الَّذي أعطانا النَّصيحَة، أو نغضَبُ مِن أُسلوبِه. حتَّى إنَّنا قد ننتَقِدُهُ ونقول: ‹بِأيِّ حَقٍّ يُعطيني نَصيحَة؟! فلْيَنظُرْ إلى نَفْسِهِ أوَّلًا›. وفي النِّهايَة، إذا لم تُعجِبْنا النَّصيحَةُ الَّتي سمِعناها، فقدْ نتَجاهَلُها أو نبحَثُ عن نَصيحَةٍ أُخرى تُعجِبُنا أكثَر.
«إسمع كلمات الحكماء»
١٢ يُساعِدُنا التَّواضُعُ أن نقبَلَ النَّصيحَة. كَيفَ ذلِك؟ حينَ نكونُ مُتَواضِعين، نتَذَكَّرُ كم نَحنُ ناقِصون، وكم نتَصَرَّفُ بِغَباءٍ أحيانًا. فكما رأينا، كانَت لَدى أيُّوب طَريقَةُ تَفكيرٍ خاطِئَة. لكنَّهُ عدَّلَها وبارَكَهُ يَهْوَه. فماذا ساعَدَ أيُّوب؟ التَّواضُع. فهو قبِلَ النَّصيحَةَ مِن ألِيهُو، مع أنَّهُ أصغَرُ مِنهُ بِكَثير. (اي ٣٢:٦، ٧) والتَّواضُعُ يُساعِدُنا نَحنُ أيضًا أن نقبَلَ النَّصيحَة، حتَّى لَو شعَرنا أنَّها لا تنطَبِقُ علَينا أو أنَّ الَّذي أعطانا إيَّاها أصغَرُ مِنَّا. يقولُ شَيخٌ مِن كَنَدَا: «صَعبٌ أن نرى أخطاءَنا بِمُفرَدِنا. إذًا كَيفَ سنتَقَدَّمُ إنْ لم ينصَحْنا أحَد؟». ومَن مِنَّا لا يُريدُ أن يتَقَدَّمَ في الخِدمَةِ ويُظهِرَ أكثَرَ ثَمَرَ الرُّوحِ في حَياتِه؟ — إقرإ المزمور ١٤١:٥.
١٣ إعتَبِرِ النَّصيحَةَ دَليلًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّك. يَهْوَه يُحِبُّنا كَثيرًا ويُريدُ مَصلَحَتَنا. (ام ٤:٢٠-٢٢) وهو يُظهِرُ هذِهِ المَحَبَّةَ عِندَما ينصَحُنا مِن خِلالِ الكِتابِ المُقَدَّس، أو مَطبوعَةٍ مُؤَسَّسَة علَيه، أو مَسيحِيٍّ ناضِج. وهو يفعَلُ ذلِك «لِفائِدَتِنا»، مِثلَما تقولُ العِبْرَانِيِّين ١٢:٩، ١٠.
١٤ ركِّزْ على المَضمون، لا على الأُسلوب. أحيانًا نشعُرُ أنَّ النَّصيحَةَ لم تُقَدَّمْ لنا كما يجِب. طَبعًا، الشَّخصُ الَّذي يُقَدِّمُ النَّصيحَةَ علَيهِ أن يُحاوِلَ قَدرَ الإمكانِ أن يُسَهِّلَ علَينا أن نقبَلَها. (غل ٦:١) ونَحنُ بِدَورِنا، جَيِّدٌ أن نُرَكِّزَ على مَضمونِ النَّصيحَة، حتَّى لَو شعَرنا أنَّ الأُسلوبَ كانَ يجِبُ أن يكونَ أفضَل. لِذلِك لِنسألْ نَفْسَنا: ‹صَحيحٌ أنَّ أُسلوبَ الشَّخصِ الَّذي أعطاني النَّصيحَةَ لم يُعجِبْني، ولكنْ هل هُناكَ شَيءٌ مِن نَصيحَتِهِ ينطَبِقُ علَيّ؟ هل أقدِرُ أن أتَجاهَلَ عُيوبَهُ وأستَفيدَ مِن نَصيحَتِه؟›. وعِندَما نبذُلُ جُهدَنا لِنستَفيدَ مِنَ النَّصيحَة، نُظهِرُ أنَّنا حُكَماءُ فِعلًا. — ام ١٥:٣١.
‹بالحكمة تكثر ايامنا›
يتجاوب الحكيم والمستهزئ مع التوبيخ بطريقتين متعاكستين. يذكر سليمان: «وبِّخ حكيما فيحبك. اعطِ حكيما فيكون اوفر حكمة». (امثال ٩:٨ب، ٩ أ) فالحكيم يعرف «ان كل تأديب لا يبدو في الحاضر مفرحا، بل محزنا؛ ولكنه بعد ذلك يعطي من تدرَّب به ثمر سلام، اي برًّا». (عبرانيين ١٢:١١) وقد تبدو المشورة مؤلمة، ولكن لِمَ ننتقم او نتخذ موقفا دفاعيا حيالها في حين ان قبولها يجعلنا اكثر حكمة؟
يتابع الملك الحكيم: «علِّم صدِّيقا فيزداد علما». (امثال ٩:٩ب) لا يتوقف التعلُّم عند بلوغ المرء سنًّا محددة او درجة معينة من الحكمة. وكم هو مبهج ان نرى حتى المتقدمين في السن يقبلون الحق وينتذرون ليهوه! فلنسعَ نحن ايضا ان نبقى راغبين في التعلُّم ونشاطى في التفكير.
‹بالحكمة تكثر ايامنا›
ان بذل الجهد الدؤوب لنيل الحكمة هو مسؤوليتنا الشخصية. ويشدِّد سليمان على هذه الحقيقة قائلا: «إن كنت حكيما فأنت حكيم لنفسك وإن استهزأت فأنت وحدك تتحمل». (امثال ٩:١٢) فالحكيم يستفيد من حكمته، والمستهزئ هو وحده الملوم على ألمه. حقا، اننا نحصد ما نزرعه. اذًا، ‹فلنمِل أُذُننا الى الحكمة›. — امثال ٢:٢.
جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر الامثال
٩:١٧ — ما هي «المياه المسروقة»، ولماذا هي «عذبة»؟ بما ان الكتاب المقدس يشبّه التمتع بالعلاقات الجنسية ضمن الزواج بشرب مياه منعشة مستقاة من بئر، تمثل المياه المسروقة العلاقات الجنسية الفاسدة ادبيا التي تجري في السر. (امثال ٥:١٥-١٧) وفكرة عدم افتضاح الخطإ تعطي الانطباع ان طعم هذه المياه عذب.
٢١-٢٧ نيسان (أبريل)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ١٠
ما الذي يجعل حياتك غنيَّة فعلًا؟
‹البركات للبارّ›
ويُبارَك البارّ بطريقة اخرى ايضا. «العامل بيد رخوة يفتقر. أما يد المجتهدين فتُغْني. مَن يجمع في الصيف فهو ابن عاقل ومَن ينام في الحصاد فهو ابن مخزٍ». — امثال ١٠:٤، ٥.
ان كلمات الملك ذات معنى خصوصي للعمال في الحصاد. فموسم الحصاد ليس وقتا للنوم بل للاجتهاد والعمل ساعات طويلة. انه وقت ملحّ حقا.
لم يقصد يسوع حصاد الحبوب بل الناس عندما قال لتلاميذه: «إن الحصاد كثير، ولكن العمال قليلون. فتوسلوا إلى سيد الحصاد [يهوه اللّٰه] أن يرسل عمالا إلى حصاده». (متى ٩:٣٥-٣٨) وفي سنة ٢٠٠٠، حضر اكثر من ١٤ مليونا ذكرى موت يسوع، اي اكثر من ضعف عدد شهود يهوه. فمن يمكن ان ينكر ان ‹الحقول قد ابيضَّت للحصاد›؟ (يوحنا ٤:٣٥) يطلب العبّاد الحقيقيون من السيد المزيد من العمال ويعملون بانسجام مع صلواتهم اذ يبذلون انفسهم بنشاط في عمل التلمذة. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وما اسخى بركة يهوه على جهودهم! فخلال سنة الخدمة ٢٠٠٠، اعتمد اكثر من ٠٠٠,٢٨٠ شخص جديد. وهم ايضا يبتغون ان يصيروا معلمين لكلمة اللّٰه. فلنختبر الفرح والاكتفاء في موسم الحصاد هذا بالاشتراك كاملا في عمل التلمذة.
اسلكوا في ‹طريق الاستقامة›
يبرز سليمان اهمية البر. يقول: «ثروة الغني مدينته الحصينة. هلاك المساكين فقرهم. عمل الصدِّيق [«البار»، عج] للحياة. ربح الشرير للخطية». — امثال ١٠:١٥، ١٦.
يمكن ان يزوِّد الغنى حماية من بعض تقلبات الحياة، تماما كما تزوِّد المدينة الحصينة قسطا من الامن للمقيمين فيها. اما الفقر فيمكن ان يكون مهلكا عندما تحدث امور غير متوقعة. (جامعة ٧:١٢) وربما يلمِّح ايضا الملك الحكيم الى خطر يحيط بالاغنياء والفقراء على السواء. فقد يميل الغني ان يضع ثقته الكاملة في غناه متصوِّرا ان ثروته «مثل سور عال». (امثال ١٨:١١) ويمكن ان يعتقد الفقير بشكل خاطئ ان فقره يجعل مستقبله يائسا. وهكذا يفشلان كلاهما في صنع صيت حسن امام اللّٰه.
بص «البركة»
البركة
يهوه يبارك البشر: «بركة يهوه هي تُغنِي، وهو لا يزيد معها عناء». (ام ١٠:٢٢) فيهوه يبارك الذين يرضى عنهم بالحماية، الازدهار، الارشاد، النجاح، وتأمين حاجاتهم؛ ممَّا يصب في مصلحتهم.
جواهر روحية
افراح السير باستقامة
١٨ إِنَّ «بَرَكَةَ يَهْوَهَ» هِيَ مَا يُنْتِجُ ٱلِٱزْدِهَارَ ٱلرُّوحِيَّ لِشَعْبِهِ. وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ «لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً». (امثال ١٠:٢٢) فَلِمَاذَا إِذًا تُصِيبُ ٱلْمِحَنُ وَٱلتَّجَارِبُ كَثِيرِينَ مِنْ أَوْلِيَاءِ ٱللّٰهِ، مِمَّا يُسَبِّبُ لَهُمُ ٱلْأَلَمَ وَٱلْمَشَقَّاتِ؟ هُنَالِكَ ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ لِمُعَانَاتِنَا ٱلصُّعُوبَاتِ وَٱلشَّدَائِدَ. أَوَّلًا، مَيْلُنَا ٱلْخَاطِئُ (تكوين ٦:٥؛ ٨:٢١؛ يعقوب ١:١٤، ١٥)؛ ثَانِيًا، ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ (افسس ٦:١١، ١٢)؛ وَثَالِثًا، ٱلْعَالَمُ ٱلشِّرِّيرُ (يوحنا ١٥:١٩). وَفِي حِينِ أَنَّ يَهْوَه يَسْمَحُ بِأَنْ تُصِيبَنَا ٱلْأُمُورُ ٱلرَّدِيئَةُ، فَهُو لَا يُسَبِّبُهَا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، لِأَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ». (يعقوب ١:١٧) نَعَمْ، إِنَّ بَرَكَاتِ يَهْوَه لَا تُسَبِّبُ ٱلْأَلَمَ.
٢٨ نيسان (أبريل)–٤ أيار (مايو)
كنوز من كلمة اللّٰه أمثال ١١
لا تقُل . . .
الاستقامة تهدي المستقيمين
ان استقامة المستقيمين وشرّ الاثمة يتركان اثرا في الآخرين. يقول ملك اسرائيل: «بالفم يخرب المنافق صاحبه وبالمعرفة ينجو الصدِّيقون [«الابرار»، الترجمة اليسوعية الجديدة]». (امثال ١١:٩) فمَن ينكر ان الافتراء، الثرثرة المؤذية، الكلام البذيء، والاحاديث التافهة تضر الآخرين؟ أما البار فيتفوه بكلمات نقية ومراعية لمشاعر الآخرين بعد ان يفكّر فيها مليًّا. وهو ينجو بالمعرفة لأن استقامته هي الدليل اللازم للبرهان ان متهميه كاذبون.
الاستقامة تهدي المستقيمين
ان السكان الذين يتبعون مسلك الاستقامة يروِّجون السلام والخير ويبنون الآخرين في المجتمع. وهكذا تعلو المدينة، او تزدهر. أما الذين يتضمن حديثهم كلمات افتراء خاطئة ومؤذية فيسببون الاضطراب، التعاسة، الشقاق، والمشاكل. ويصحّ ذلك خصوصا عندما يكون هؤلاء الاشخاص في مركز سلطة. فتسود الفوضى، الفساد، والانحطاط الادبي وربما التدهور الاقتصادي في هذه المدينة.
على نحو مماثل، ينطبق المبدأ المذكور في الامثال ١١:١١ على شعب يهوه الذين يعاشرون واحدهم الآخر في جماعاتهم المشبّهة بمدن. فالجماعة التي يؤثر فيها اشخاص روحيون — اشخاص مستقيمون تهديهم الاستقامة — يكون اعضاؤها اشخاصا سعداء، نشاطى، ونافعين يجلبون المجد للّٰه. ويهوه يبارك هذه الجماعة فتزدهر روحيا. لكنّ القليلين الذين قد يستاؤون ويسخطون، الذين ينتقدون ويتكلمون كلاما لاذعا عن طريقة القيام بالامور، هم ‹كأصل سامّ› يمكن ان ينتشر ويسمِّم الآخرين الذين لم يتأذوا في البداية. (عبرانيين ١٢:١٥) وغالبا ما يطمح امثال هؤلاء الى السلطة والبروز. فيثيرون الاشاعات ان هنالك ظلما، تحاملا عرقيا، او ما شابه، في الجماعة او من قبل الشيوخ. وهكذا، يمكن ان يسبِّب فمهم الانشقاق في الجماعة. أفلا ينبغي ان ندير اذنا صمّاء لحديثهم ونحاول ان نكون اشخاصا روحيين يروِّجون السلام والوحدة في الجماعة؟!
الاستقامة تهدي المستقيمين
ما اكبر الاذى الذي يسبِّبه الشخص العديم التمييز، او ‹الناقص الفهم›! فهو يستمر في كلامه غير المضبوط الى حد الافتراء او الشتم. لذلك يجب ان يبادر الشيوخ المعيَّنون الى وضع حدّ لهذا التأثير المؤذي. وبعكس ‹الناقص الفهم›، يعرف الشخص الذي يملك التمييز متى يبقى صامتا. فيكتم الامر ولا يخون الثقة. وهو ‹امين الروح› لأنه يعرف ان عدم صون اللسان يسبِّب اذى كبيرا. كما انه ولي للرفقاء المؤمنين ولا يفشي المسائل السرية التي تعرّضهم للخطر. فيا لهؤلاء المحافظين على الاستقامة من بركة للجماعة!
جواهر روحية
ع٢٠/١ ص ١١، الإطار
كيف تتحكم بالاجهاد؟
«عالِج الاجهاد باللطف»
«الشخص اللطيف يفيد نفسه، اما القاسي فيجلب المشاكل لنفسه». — امثال ١١:١٧، الحاشية.
يحتوي احد مؤلفات الطبيب النفسي تيم كانتوفر على فصل بعنوان «عالِج الاجهاد باللطف». ويذكر فيه ان الشخص اللطيف يتمتع بصحة افضل وسعادة اكثر، اما الشخص القاسي فيكون تعيسا لأنه ينفِّر الناس منه.
ولا يكفي ان تكون لطيفا مع الآخرين. فعليك ان تكون لطيفا مع نفسك ايضا. فمن ناحية، لا تطلب من نفسك امورا تفوق طاقتك. ومن ناحية اخرى، لا تستخف بقدراتك. قال يسوع المسيح: «أحب قريبك كنفسك». — مرقس ١٢:٣١.