مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٣ ٢٢/‏١١ ص ٣-‏٧
  • عيد الميلاد —‏ هل يكلِّف اكثر مما تظنون؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • عيد الميلاد —‏ هل يكلِّف اكثر مما تظنون؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • اسطورة سانتا —‏ زعزعة للثقة؟‏
  • عطاء يفوق الحد؟‏
  • ‏‹ألا يقيِّد ذلك الاولاد؟‏›‏
  • ساعدوا اولادكم على الشعور بالمحبة نحو اللّٰه
  • هل عطاء عيد الميلاد معقول؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • شيء افضل من عطاء عيد الميلاد
    استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • درِّبوا ولدكم من الطفولية
    سرّ السعادة العائلية
  • ‏«لسنا محرومين!‏»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٣
ع٩٣ ٢٢/‏١١ ص ٣-‏٧

عيد الميلاد —‏ هل يكلِّف اكثر مما تظنون؟‏

‏«ماما،‏ بابا،‏ هل هنالك حقا سانتا كلوز [بابا نويل]؟‏» لقد دقت ساعة الحقيقة التي يخشاها والدون كثيرون.‏ وبخليط من خيبة الامل والالم في عينيه،‏ يتوسل اليهما جيمي البالغ من العمر ٧ سنين بأن يؤكدا له ان الشخصية الخيالية التي كانت تجلب كل هذه الهدايا الرائعة موجودة فعلا —‏ وأن والدَيه لم يكذبا عليه.‏

لقد تبيَّن ان ابن الجيران الصغير هو المذنب الذي كشف الحقيقة المروِّعة ووضَع هذين الوالدَين في هذا الموقف الحرِج.‏ وربما تتضمن ذكريات طفولتكم حادثة مشابهة.‏

ان الاحتفالات بالأعياد في هذه الايام هي اكثر بكثير من مجرد شعائر دينية.‏ ويبدو ان عيد الميلاد صار مقبولا في بعض الاماكن غير المتوقعة.‏ فالبوذيون اليابانيون،‏ المؤمنون الافريقيون بحيوية المادة،‏ اليهود الاميركيون،‏ والمسلمون السنغافوريون على السواء فتحوا الطريق امام الرجل الممتلئ الجسم،‏ الاحمر اللباس والحامل الهدايا.‏ سأل احد القادة الدينيين:‏ «ألم يصر الميلاد عيدا عالميا يحتفل به الجميع؟‏»‏

في نظر الكثيرين،‏ نشر عيد الميلاد طابعه «المسيحي» الغربي وصار وقتا رائعا يتمتع فيه الجميع بفرحة العيد.‏ والاولاد هم في قلب الاحتفال.‏ ويجرؤ بعض الناس على القول ان حياة الولد لا تكتمل دون فرحة هذا العيد السحرية.‏ وكما يبدو،‏ انه هنا ليبقى.‏ فمنهج التعليم الدراسي يدور حول محوره.‏ والتلفزيون يمجِّده.‏ ومجمَّعات التسوُّق والمتاجر المتعددة الاقسام تعرضه بحلَّة باهرة.‏ ويصرف الوالدون الكثير من الوقت والمال في عيد الميلاد.‏ لكن علاوة على النتيجة المعتادة لذلك،‏ الدَّين الفادح،‏ هل هنالك ثمن باهظ اكثر قد تدفعه عائلتكم؟‏

اسطورة سانتا —‏ زعزعة للثقة؟‏

‏«لا أومن بوجود اللّٰه،‏» قال جون البالغ من العمر سبع سنين لأمه.‏ أما السبب فتوضحه مقالة في صحيفة وورلد هيرالد:‏ «يبدو ان جون علم في وقت باكر من ذلك اليوم ان سانتا كلوز ليس حقيقيا.‏ فقال لأمه،‏ ربما اللّٰه ايضا ليس حقيقيا.‏» وفيما كان يتذكَّر خيبة امله الباكرة،‏ قال جون البالغ من العمر ٢٥ سنة:‏ «عندما يقول الوالدون للاولاد ان سانتا حقيقي،‏ أعتقد ان ذلك هو على الارجح زعزعة للثقة.‏»‏

فماذا يجب فعله بشأن هذا الوضع الحسَّاس؟‏ ان خبراء الاطفال غير متفقين.‏ وقد شجَّع احدُهم الوالدين على إخبار اولادهم بالحقيقة عند بلوغهم سن السادسة او السابعة،‏ محذِّرا من انه «اذا اصرَّ الوالدون على إدامة الاسطورة،‏ فقد يكون ذلك في الواقع مضرا لعقولهم.‏»‏

وفي كتاب لماذا يكذب الاولاد —‏ كيف يمكن للوالدين ان يشجعوا على الصدق،‏ يذكر الدكتور پول اكمان:‏ «لا يوجد شك في انكم كوالدين تمارسون تأثيرا مهمًّا في اولادكم عندما يتعلق الامر بالمواقف،‏ المعتقدات،‏ والسلوك الاجتماعي كالكذب او الغش.‏» ويتابع اكمان:‏ «قد لا تعود العلاقات كما كانت عندما تزعزع اكذوبة الثقة.‏ ومن الصعب اصلاح فقدان الثقة؛‏ وفي بعض الاحيان لا يمكن اصلاحه ابدا.‏» فلماذا يواصل المرء الخداع عندما يتعلق الامر بالعطاء في الأعياد؟‏

اكَّدت باحثة في شؤون الاطفال:‏ «أعتقد ان الاولاد يصدمهم الوالدون الذين يكذبون عليهم ويخدعونهم اكثر من اكتشافهم ان سانتا كلوز ليس حقيقيا.‏» وتذكر جودِث أ.‏ بوس،‏ پروفسورة في الفلسفة:‏ «ان نيَّة الراشدين .‏ .‏ .‏ هي تضليل الاولاد عمدا بشأن طبيعة سانتا كلوز .‏ .‏ .‏ فبإخبار الاولاد ان سانتا كلوز انسان حقيقي،‏ لا نشغِّل مخيِّلات الاولاد.‏ اننا ببساطة نكذب عليهم.‏»‏

اذا كنتم والدا او والدة،‏ فأنتم تواجهون تحديا هائلا —‏ تربية اولاد محبِّين وسعداء في عالم يتعلمون فيه من سن مبكِّرة انه لا يمكن الوثوق بالناس.‏ «لا تكلِّم الغرباء.‏» «لا يمكنك ان تصدِّق كل ما تقوله اعلانات التلفزيون.‏» «قل لهم ان الماما ليست في البيت.‏» فكيف يعلم الولد بمن يثق؟‏ يقول كتاب كيف تساعدون ولدكم على البلوغ:‏ «يجب ان يتعلم الاولاد الصغار من وقت باكر ضرورة وجمال النزاهة،‏ الشجاعة،‏ التعامل الشريف مع الآخرين؛‏ والبيت هو حيث تبتدئ هذه.‏»‏

طبعا،‏ لا يوجد شيء يدعى العائلة المثالية.‏ لكنَّ المؤلِّفة دلورِس كِرِن اعتزمت على تحديد ميزة العائلات القوية.‏ فطلبت من ٥٥١ متخصصا في شؤون العائلة في مختلف المجالات ان يختاروا الاوجه الاهم.‏ وتناقش نتائجُ بحثها،‏ في كتاب سِمات العائلة السليمة،‏ الصفات الـ‍ ١٥ الأبرز التي انتقاها الخبراء.‏ والسِّمة رقم اربعة كانت «الاحساس بالثقة.‏» «ففي العائلة السليمة،‏» تقول،‏ «يجري التسليم بأن الثقة هي ملكيَّة ثمينة،‏ ويجري تطويرها وتعزيزها بعناية فيما يمر الاولاد والوالدون على السواء بمراحل متنوعة من الحياة العائلية معا.‏»‏

فيحسن بالوالدين ان يسألوا:‏ ‹هل تستحق إدامة اسطورة سانتا دفع الثمن الذي هو ثقة ولدي بي؟‏› فقد لا يكون ممكنا استرداد ما دُفع.‏ وهل يكلِّف عيد الميلاد امورا اخرى غير ظاهرة؟‏

عطاء يفوق الحد؟‏

‏«ابتدئوا من الطفولية بإعطاء الولد كل ما يريده.‏ فبهذه الطريقة سيكبر معتقدا ان العالم يدين له بلقمة العيش،‏» كما يقول الكتيِّب ١٢ قاعدة لتربية الاولاد الجانحين.‏ فالتشديد المبالغ فيه على الامور المادية يمكن ان يكون مضرا فعلا.‏

تسأل الكاتبة والوالدة مورين اورْث:‏ «كيف نغرس قيَما وخُلُقا حسنا في عالم مادي كعالمنا هذا،‏ حيث يبدو الاستهلاك والجشع ممجَّدَين جدا،‏ وغالبا دون ان يُدرى بذلك؟‏» وفي المقالة «عطية عدم الاعطاء،‏» ترثي:‏ «يعتقد امبراطورنا الصغير ان الهدايا شأن يومي —‏ كتسلُّم البريد.‏» فهل هذه هي رسالة عيد الميلاد الحقيقية؟‏

وماذا عن العائلات التي لا يمكنها تحمُّل دفع ثمن الهدايا الوافرة التي يجهر الباعة بأنها من ضرورات عيد الميلاد؟‏ وكيف يشعر الاحداث فيها عندما يسمعون ان سانتا يجلب الهدايا فقط للاولاد الصالحين؟‏ وماذا عن الاحداث في البيوت المحطمة الذين يجعلهم وقت العيد يدركون بألمٍ الفجوة في عائلاتهم؟‏

‏«غالبا ما يشدِّد التجمُّع في مناسبة العيد على فتح الهدايا،‏» كما تقول ذا نيويورك تايمز.‏ «وهذا التشديد يُفهِم الاولاد ان التجمُّع العائلي هو من اجل الحصول على الهدايا ويمهِّد الطريق لخيبة الامل.‏»‏

المحبة هي دافع مُرضٍ اكثر الى فعل ما هو صالح.‏ يذكر ڠْلِن اوستن،‏ مؤلِّف المحبة والسلطة:‏ الوالد والولد:‏ «في العائلة المنسجمة حيث يحب الولدُ والدَه ويحترمه على السواء،‏ قد يتصرف الولد بطريقة مقبولة لارضاء الوالد.‏» وشهود يهوه يبذلون قصارى جهودهم لخلق دورة دافئة كهذه من المحبة في بيوتهم.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يُربَّى اولاد شهود يهوه ليعرفوا ويحبوا الاله الذي يخدمونه،‏ يهوه.‏ فيا لها من قوة فعَّالة في حياتهم لفعل ما هو صالح!‏ وهم ليسوا بحاجة الى شخصية اسطورية لانتزاع الاعمال الصالحة.‏

يعزُّ شهود يهوه اولادهم كعطايا من اللّٰه.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ لذلك،‏ بدلا من انتظار الروزنامة لتتحكم في تقديم الهدايا،‏ يمكن لهؤلاء الوالدين ان يقدموا الهدايا على مدار السنة.‏ وفي اوقات كهذه يصعب تحديد مَن يشعر بالاثارة اكثر —‏ الحدث المفاجَأ ام والده المسرور.‏ ويعرف الولد من اين اتت الهدية.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يُشجَّع الوالدون الشهود على تقديم وقتهم بشكل متكرر كهدية.‏ فعندما تشعر الفتاة الصغيرة بالحزن او الوحدة،‏ كيف يمكن ان تُقارَن غرفة ملآنة دمى بلحظات قليلة تقضيها بين ذراعي امها فيما تصغي الى الماما وهي تخبرها قصصا عن الوقت الذي فيه كانت صغيرة؟‏ وهل يتعلم الصبي الصغير كيف يصير رجلا بواسطة معدات لعبة البايسبول ام بواسطة محادثات طويلة ومبهجة مع ابيه فيما يتنزهان معا مرارا؟‏

ويمكن لهذا التقارب المعزَّز ان ينقذ الحياة.‏ فقد وجد الباحثون في شؤون الاطفال انه فيما تنفتح فجوة الجيل الشهيرة امام الحدث،‏ يصير تأثره بنظرائه اقوى.‏ وسوء تصرف الاحداث والموقف المتدهور من الراشدين يلازم واحدهما الآخر.‏ «لكنَّ الذين يحافظون على وجهات نظر ايجابية حيال آبائهم والراشدين عموما لم يشاركوا النظراء الآخرين في التصرفات السيئة.‏»‏

لقد انتُقد على شهود يهوه عدم اشتراكهم في فرحة العيد مع عائلاتهم.‏ وقد يَظهر ان اولاد شهود يهوه محرومون من هذه الفرحة الخصوصية.‏ لكنَّ هؤلاء الوالدين والاولاد المخلصين لديهم اسباب وجيهة من الكتاب المقدس حتى يمتنعوا.‏ (‏انظروا من فضلكم الصفحات ١١-‏١٤.‏)‏ ويطوِّر هؤلاء الاحداث قوة ادبية متينة ترفع ثقل ضغط النظير الذي يسحق ارادة غيرهم من الاحداث.‏ فالآداب يمحوها مدُّ بحر الإثم.‏ والجنس الفاسد ادبيا،‏ المخدِّرات،‏ العنف،‏ الكحول،‏ الطقوس الدينية،‏ المتحرشون بالأولاد —‏ اخطار كثيرة جدا تهدد الاحداث السريعي التأثر.‏

فكيف يمكن للوالد ان يحمي الحدث من هذه الاخطار المتواصلة؟‏ ينال الاولاد الشهود من الطفولية تدريبا ثابتا في الاعتماد على شرائع الكتاب المقدس الادبية المتينة.‏ ويساعدهم والدوهم المحبون على فهم نظرة اللّٰه ليس فقط الى الأعياد بل الى كل اوجه الحياة.‏ وتنبع طاعتهم لالههم من محبتهم واحترامهم له،‏ حتى لو عنى ذلك ان يكونوا مختلفين.‏ تخيَّلوا كم يعدُّهم ذلك حتما لشباب ناجح راشد!‏ فإذا كان بإمكان ولد صغير ان يجلس في صفٍّ ممتلئ نظراء يفعلون ما يبدو مسلِّيا ويتخذ موقفا الى جانب ما يعتقد انه صائب،‏ فكم يكون قادرا بشكل افضل على الصمود امام الاغراء اللاحق للأمور الاخرى التي تبدو مسلِّية —‏ المخدِّرات،‏ الجنس قبل الزواج،‏ وغيرها من المغريات المؤذية!‏ وقد يطوِّر اولاد شهود يهوه طبيعة ادبية قد يكون اولاد آخرون كثيرون محرومين منها.‏

‏«ان كثيرين من الاولاد الذين درستُ حالتهم لا يملكون الايمان،‏» كما يلاحظ الدكتور روبرت كولْس،‏ باحث من جامعة هارڤرد.‏ «لقد فقدوا كل شيء إلا الانشغال التام بأنفسهم،‏ وكل يوم تعزِّز ذلك طريقة تربيتهم.‏»‏

يصف طبيب اطفال عائلةً مختلفة:‏ «يريدون اولادا يهتمون بالآخرين ويعطون قليلا من انفسهم.‏ .‏ .‏ .‏ يعيشون حياة ابسط .‏ .‏ .‏ ،‏ لكنهم يملكون شيئا آخر.‏ ولأني لا اجد تعبيرا افضل،‏ ادعو ذلك قناعة.‏»‏

وتذكر دلورِس كِرِن ان تقدير خدمة الآخرين هو امرٌ اساسي من اجل السعادة.‏ «بالنسبة الى بعض العائلات في امتنا [الولايات المتحدة] —‏ وأنا اقول معظمها —‏ النجاح والسعي وراء العيشة الرغْد هو الهدف الرئيسي.‏» لكنَّ «العائلات التي تعتبر ان اعضاءها يستطيعون اظهار الاهتمام بالآخرين وأنهم سيظهرون هذا الاهتمام تصير هي تلك العائلات السليمة التي تقدِّر خدمة الآخرين.‏ .‏ .‏ .‏ واذ يكبر اولاد هذه العائلات،‏ يميلون الى ان يصيروا اشخاصا مسؤولين يُظهرون الى حد بعيد الاهتمام نتيجةً لاختباراتهم العائلية.‏» وتلاحظ كِرِن بين الوالدين الناجحين «عودةً الى اهمية محاولة ايجاد الفرح في الناس وفي العطاء،‏ لا في الشراء،‏ الأخذ،‏ والاستهلاك.‏»‏

وبعبارة اخرى ذكرها خبير آخر بالعطاء،‏ «مغبوط هو العطاء اكثر من الأخذ.‏» (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وعائلات الشهود هي برهان حي على صحة قول المسيح يسوع هذا.‏ فحياتهم مركَّزة مثله على الخدمة المسيحية.‏ وقد يشعر البعض بأن الاحداث الشهود يُستغَلّون ويُجبَرون على مرافقة والديهم من باب الى باب.‏ إلّا انهم،‏ على العكس من ذلك،‏ يتعلمون بالمثال الابوي كيف يظهرون المحبة لرفيقهم الانسان بتقديم البشارة عن ملكوت اللّٰه بحرية لجيرانهم.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

‏‹ألا يقيِّد ذلك الاولاد؟‏›‏

ولكن ألا تقيِّد التربيةُ الدينية الصارمة الولدَ الصغير؟‏ أليس من الافضل ترك كل واحد يتخذ القرارات الدينية عند بلوغه سن الرشد؟‏ قد تكون تلك القاعدة رقم ٣ من الـ‍ ١٢ قاعدة لتربية الاولاد الجانحين:‏ «لا تمنحوه ابدا تدريبا روحيا.‏ انتظروا حتى يبلغ الـ‍ ٢١ وعندئذ دعوه ‹يقرر لنفسه.‏›»‏

لكنَّ الحس الادبي الاساسي لدى الولد،‏ استنادا الى الدكتور كولْس،‏ يبدأ بالتفتُّح في سن مبكِّرة،‏ حتى في الثالثة من العمر.‏ «في داخل الولد هنالك حس ادبي يتطور.‏ ويتَّفق انني أَعتقد انه معطى من اللّٰه،‏ ان هنالك رغبة شديدة في نظام ادبي.‏» وهذا الوقت حاسم لغرس القيَم الادبية الحقيقية.‏ مثلا،‏ انه الوقت لتعليمهم بالمثال قيمة الصدق بالمقارنة مع الكذب.‏ ويشدد الكتاب المقدس على اهمية التدريب خلال سني الحداثة:‏ «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ لا يحيد عنه.‏» —‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

وتلاحظ كِرِن:‏ «لا يمكن التوقُّع من الاولاد اليوم ان يكونوا فاضلين دون مساعدة.‏ .‏ .‏ .‏ ويشير الاشخاص الذين اجابوا عن اسئلة استطلاعي الى ان العائلة تكون سليمة اكثر كلما كان الشعور بالصواب والخطإ ناميا اكثر.‏»‏

ولاحظ مشرف اجتماعي اجاب عن اسئلة استطلاع كِرِن:‏ «هنالك نواة من القوة لا مفر منها يمنحها الايمان الديني للعائلات.‏» وبالنسبة الى العائلة ذات النواة الدينية المشتركة،‏ تقول كِرِن:‏ «يلعب الايمان باللّٰه دورا اساسيا في الحياة اليومية للعائلة.‏ فالنواة الدينية تقوِّي نظام الدعم لدى العائلة.‏ ويشعر الوالدون بمسؤولية نقل ايمانهم الكبيرة،‏ ولكنهم يفعلون ذلك بطرائق ايجابية وذات مغزى.‏»‏

ساعدوا اولادكم على الشعور بالمحبة نحو اللّٰه

أَروا الاولاد عطايا اللّٰه التي تجلب لهم فرحهم هذا.‏ تمدَّدوا على العشب وافحصوا معهم الزهرة الصغيرة المصمَّمة تصميما معقَّدا جدا.‏ راقبوا الدعسوقة وهي تخرج من دغل الاعشاب هذا لتصعد الى رأس عشبة،‏ ترفع غمدَي جناحيها الاحمرَين الزاهيَين المنقَّطين بنقط سوداء،‏ وتطير مبتعدة.‏ دعوهم يشعرون بالروعة الباهرة عندما تحطُّ فجأة فراشة على اليد وترفع وتُنزل اجنحتها الصفراء الزاهية من اجل راحة قليلة وتتنعم بأشعة الشمس الدافئة.‏ استديروا واستلقوا على ظهركم لتروا الغيوم البيضاء الخفيفة فيما تسبح في الجو،‏ وراقبوها فيما تتغير اشكالها من سفن الى احصنة الى قصور في السماء.‏ وفي اثناء ذلك كله،‏ الفتوا نظر اولادكم الى ان اللّٰه خالقنا هو الذي يجلب لنا عطايا مفرحة كهذه.‏

وهنالك عطايا كثيرة اخرى،‏ كالهر الصغير الذي تجعلنا حركاته المرحة وهو يلعب بورقة شجرة نستغرق في الضحك،‏ او الجرو الجعد الذي «يهاجمنا،‏» فيحرك رأسه من جانب الى آخر ويهرُّ بشراسة فيما يشدُّ كُمَّ قميصنا،‏ أما ذنبه فيهتز دون توقف في اثناء ذلك كله تعبيرا عن الأُلفة.‏ او اللعب بين امواج المحيط المتكسرة،‏ التنزُّه سيرا على الاقدام في الجبال،‏ او التحديق ليلا برهبة في السماء التي تعج بالنجوم المتلألئة والمتألِّقة فوقنا عاليا.‏ ومعرفتنا ان هذه العطايا وعطايا اخرى لا تُعدُّ هي من الذي اعطانا الحياة،‏ وتمكُّننا من شكره على هذه العطايا،‏ والشعور بأننا شاكرون لأننا نعرفه —‏ كل هذه الامور تجلب لنا الفرح وتعكس محبة عميقة ومفعمة بالتقدير له.‏

وأخيرا،‏ هنالك في المحيط العائلي الكثير من المعانقات والقُبَل من الاب والام التي تساعد الاولاد على الشعور بوهج الامان الدافئ وعرفان الجميل كل يوم.‏ ساعدوهم على المحافظة على ايمانهم بيهوه،‏ رافضين الاكذوبة الاكبر من اكذوبة سانتا كلوز في لباسه الاحمر،‏ وهي ان كل هذه العطايا الجميلة من اللّٰه حدثت هكذا،‏ تطوَّرت هكذا —‏ كذب يجري تعليمه بدون دليل علمي،‏ غير مدعوم بطريقة المنهج العلمي،‏ ولا يساعد على استمراره إلا جزميَّة تُكَرَّر مرارا وتكرارا لغمر عقول الاحداث.‏a

اشتركوا مع اولادكم في الصلوات المتكررة الى اعظم المعطين —‏ عند تناول الطعام،‏ عند قراءة كلمته،‏ في نهاية اليوم.‏ ربُّوا ولدا شاكرا،‏ وهذا الاحساس بالتقدير سيحلِّي كل اختبار يحصل معه في الحياة.‏ وسينمو ليصير هو نفسه معطيا سعيدا تمثُّلا بالاله الحقيقي وبوالدَيه الذين يحبهم.‏ وعندئذ،‏ ستأتي السعادة،‏ لا مع الايام المحدَّدة مسبقا في الروزنامة،‏ بل مع لحظات الفرح العفوية،‏ الفرح التام بالعيش.‏ «طوبى للشعب الذي (‏يهوه)‏ الهه.‏» —‏ مزمور ١٤٤:‏١٥‏.‏

‏[الحاشية]‏

a انظروا كتاب الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوُّر ام بالخلق؟‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك،‏ بالانكليزية.‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

احدى افضل الهدايا التي يمكنكم تقديمها الى اولادكم هي الوقت

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة