مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
2024 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania ©
٢-٨ أيلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٧٩–٨١
أظهِر أنك تحب اسم يهوه المجيد
الفدية هبة كاملة من الآب
٥ وَكَيْفَ نُظْهِرُ نَحْنُ أَيْضًا أَنَّنَا نُحِبُّ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟ مِنْ خِلَالِ سُلُوكِنَا. فَيَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ قُدُّوسِينَ. (اقرأ ١ بطرس ١:١٥، ١٦.) وَيَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ وَنُطِيعَهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا حَتَّى لَوْ تَعَرَّضْنَا لِلِٱضْطِهَادِ. وَعِنْدَمَا نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةِ، ‹يُضِيءُ نُورُنَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ› وَنُمَجِّدُ بِٱلتَّالِي ٱسْمَ يَهْوَهَ. (مت ٥:١٤-١٦) كَمَا نُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ وَأَنَّ شَرَائِعَ يَهْوَهَ هِيَ لِخَيْرِنَا. لٰكِنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ. لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا نُخْطِئُ، يَجِبُ أَنْ نَتُوبَ تَوْبَةً صَادِقَةً وَنَتَوَقَّفَ عَنْ فِعْلِ مَا يُسِيءُ إِلَى ٱسْمِ يَهْوَهَ. — مز ٧٩:٩.
مشيشآ ٣ ف ٤-٥
روما ١٠:١٣: «يدعو باسم الرب»
وفي الكتاب المقدس، تعني عبارة «يدعو باسم يهوه» اكثر من مجرد معرفة اسم اللّٰه واستعماله في العبادة. (مزمور ١١٦:١٢-١٤) فهي تشمل الثقة باللّٰه والاتكال عليه. — مزمور ٢٠:٧؛ ٩٩:٦.
كان اسم اللّٰه مهمًّا جدا بالنسبة الى يسوع المسيح. فحين علَّم تلاميذه كيف يصلُّون، ذكر اولا: «ابانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك». (متى ٦:٩) وأوضح يسوع ايضا اننا يجب ان نتعرف الى شخصية الاله الذي يحمل هذا الاسم، ونطيعه، ونحبه كي نحصل على الحياة الابدية. — يوحنا ١٧:٣، ٦، ٢٦.
جواهر روحية
بص «يُوسُف»
يُوسُف
اسم يوسف يبرز: نظرا الى مركز يوسف البارز بين ابناء يعقوب، كان من الملائم جدا ان يُستخدم اسمه احيانا ليشير الى كل اسباط اسرائيل (مز ٨٠:١) او الى الذين اصبحوا يشكلون المملكة الشمالية. (مز ٧٨:٦٧؛ عا ٥:٦، ١٥؛ ٦:٦) وتتضمن نبوات الكتاب المقدس ايضا اسمه. ففي رؤيا حزقيال النبوية، كان ليوسف نصيبان من الميراث (حز ٤٧:١٣)، وحمل احد ابواب مدينة «يهوه هناك» اسم يوسف (حز ٤٨:٣٢، ٣٥)، وفي الاشارة الى اعادة توحيد شعب يهوه، قيل عن يوسف انه رئيس قسم من الامة ويهوذا رئيس القسم الآخر. (حز ٣٧:١٥-٢٦) وتشير نبوة عوبديا ان «بيت يوسف» سيشترك في تدمير «بيت عيسو» (عو ١٨)، اما نبوة زكريا فتشير الى ان يهوه سيخلص «بيت يوسف». (زك ١٠:٦) وعوضا عن افرايم يرد يوسف كأحد اسباط اسرائيل الروحي. — رؤ ٧:٨.
يشير إدراج اسم يوسف في الرؤيا ٧:٨ الى ان نبوة يعقوب التي تفوه بها وهو على فراش الموت تنطبق على اسرائيل الروحي. لذلك، من الجدير بالملاحظة ان قدير يعقوب، يهوه اللّٰه، زود المسيح يسوع كراع فاضل، راعٍ ضحّى بحياته من اجل «الخراف». (يو ١٠:١١-١٦) والمسيح يسوع هو حجر الزاوية الاساسي الذي عليه يقوم هيكل اللّٰه المؤلف من الاسرائيليين الروحيين. (اف ٢:٢٠-٢٢؛ ١ بط ٢:٤-٦) وهذا الراعي والحجر هو عند اللّٰه القادر على كل شيء. — يو ١:١-٣؛ اع ٧:٥٦؛ عب ١٠:١٢؛ قارن تك ٤٩:٢٤، ٢٥.
٩-١٥ أيلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٨٢–٨٤
قدِّر امتيازاتك
ماذا نتعلم من الطيور؟
كان سكان اورشليم معتادين على رؤية طير السنونو الذي يبني عشَّه عادة تحت حواف سقوف الابنية. ومن هذه الابنية هيكل سليمان. فطيور السنونو، التي كانت تعشِّش هناك كل سنة، وجدت الهيكل على الارجح مكانا آمنا لتربية صغارها.
ومَن لاحظ هذه الطيور؟ كاتب المزمور ٨٤، متحدر من قورح كان يخدم في الهيكل اسبوعا واحدا كل ستة اشهر. فقد تمنى ان يكون مثل طير السنونو الذي وجد لنفسه منزلا دائما في بيت يهوه. لذا عبَّر بحماسة قائلا: «ما احلى مسكنك العظيم يا يهوه الجنود! تشتاق وتذوب نفسي الى ديار يهوه . . . الطائر ايضا وجد بيتا، والسنونوة عشًّا لنفسها، حيث تضع فراخها، عند مذبحك العظيم يا يهوه الجنود، ملكي وإلهي!». (مزمور ٨٤:١-٣) فهل نشتاق نحن وأولادنا مثله الى الاجتماع بانتظام مع شعب اللّٰه؟ وهل نقدِّر هذا الترتيب الحبي؟ — مزمور ٢٦:٨، ١٢.
كن متعقلا في توقعاتك وافرح بخدمتك
يمكن ان تحدّ الصحة الرديّة والتقدّم في السن من خدمتنا ليهوه. وإذا كنت والدا، فقد تشعر انك لا تستفيد كما ينبغي من الدرس الشخصي او الاجتماعات المسيحية لأن اولادك الصغار يستنزفون الكثير من وقتك وطاقتك. ولكن ألا يمكن ان يكون تركيزك على تقصيراتك هو ما يعيقك احيانا عن ادراك الامور التي ما زلت قادرا على انجازها؟
منذ آلاف السنين، شعر احد اللاويين برغبة في البقاء قرب المذبح طوال حياته. ورغم ان رغبته هذه جديرة بالثناء، كان من المستحيل عليه تحقيقها، اذ كان يحق له ان يخدم في الهيكل اسبوعين في السنة. (مز ٨٤:١-٣) فما الذي ساعد هذا الرجل الامين ان يشعر بالاكتفاء؟ لقد ادرك ان يوما واحدا في ديار الهيكل هو امتياز فريد من نوعه. (مز ٨٤:٤، ٥، ١٠) بشكل مماثل، عوض ان نركز على حدودنا فقط، ينبغي ان نحاول ادراك وتقدير ما في وسعنا فعله.
انت غالٍ على قلب يهوه
١٢ إِذَا كُنْتَ مَرِيضًا، فَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِسُّ بِكَ وَيَعْرِفُ مَا تُعَانِيهِ. لِذَا تَوَسَّلْ إِلَيْهِ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تَنْظُرَ إِلَى وَضْعِكَ مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. اِبْحَثْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ كَلِمَاتٍ طَيِّبَةٍ وَمُشَجِّعَةٍ. وَرَكِّزْ عَلَى ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ كَمْ يُقَدِّرُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ. وَسَتَرَى عِنْدَئِذٍ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهٌ حَنُونٌ لَا يَتْرُكُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ. — مز ٨٤:١١.
جواهر روحية
بص «اليتيم»
اليتيم
بما انه كان سهلًا ان يغفل الاسرائيليون عن اليتامى الضعفاء والمكسوري القلب، تحدث يهوه عن «اليتيم» ليُظهِر الى اي درجة كان، او لم يكن، الاسرائيليون ابرارًا وعادلين. فحين تمتعت الامة بصحة روحية جيدة، اهتم الاسرائيليون باليتامى. اما حين تحرَّف العدل في ارضهم، فكانوا بالتأكيد يهمِلون اليتامى، وهذا كان مؤشرًا على انحطاط الامة. (مز ٨٢:٣؛ ٩٤:٦؛ اش ١:١٧، ٢٣؛ ار ٧:٥-٧؛ ٢٢:٣؛ حز ٢٢:٧؛ زك ٧:٩-١١؛ مل ٣:٥) لكن يهوه لعن الذين ظلموا اليتيم. (تث ٢٧:١٩؛ اش ١٠:١، ٢) ووصف نفسه بأنه فادي اليتامى (ام ٢٣:١٠، ١١)، معينهم (مز ١٠:١٤)، وأبوهم (مز ٦٨:٥). وقال انه هو الذي يقضي لهم بالعدل (تث ١٠:١٧، ١٨)، يُظهِر لهم الرحمة (هو ١٤:٣)، يريحهم (مز ١٤٦:٩)، ويحفظهم احياء. — ار ٤٩:١١.
ومن مميزات المسيحيين الحقيقيين انهم يراعون الذين قلبهم مكسور نتيجة خسارة زوج او والد. كتب التلميذ يعقوب للمسيحيين: «الديانة الطاهرة غير المدنَّسة في نظر إلهنا وأبينا هي هذه: الاعتناء باليتامى والارامل في ضيقهم، وحفظ النفس بلا لطخة من العالم». — يع ١:٢٧.
١٦-٢٢ أيلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٨٥–٨٧
الصلاة تساعدنا أن نحتمل
هل تعكس مجد يهوه؟
١٠ وَلِكَيْ نَعْكِسَ مَجْدَ ٱللّٰهِ، تَنْصَحُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ». (رو ١٢:١٢) فَفِي وُسْعِنَا بَلْ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يُسَاعِدَنَا أَنْ نَخْدُمَهُ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِيهِ. لِذلِكَ مِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ نَطْلُبَ مِنْهُ إِعْطَاءَنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ، زِيَادَةَ إِيمَانِنَا، تَقْوِيَتَنَا فِي وَجْهِ ٱلتَّجَارِبِ، وَتَزْوِيدَنَا بِٱلْقُدْرَةِ عَلَى ‹ٱسْتِعْمَالِ كَلِمَةِ ٱلْحَقِّ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ›. (٢ تي ٢:١٥؛ مت ٦:١٣؛ لو ١١:١٣؛ ١٧:٥) وَمِثْلَمَا يَعْتَمِدُ ٱلْوَلَدُ عَلَى أَبِيهِ، يَلْزَمُ أَنْ نَعْتَمِدَ عَلَى أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَهَ. وَإِذَا سَأَلْنَا مِنْهُ ٱلْعَوْنَ عَلَى خِدْمَتِهِ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ، فَلَنَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّهُ يَسْتَجِيبُ. فَلَا نَشْعُرْ أَبَدًا أَنَّ صَلَوَاتِنَا مَصْدَرُ إِزْعَاجٍ لَهُ! بَلْ لِنُسَبِّحْهُ، وَنَشْكُرْهُ، وَنَسْأَلْهُ ٱلْإِرْشَادَ خُصُوصًا حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ، وَلْنَطْلُبْ مِنْهُ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى خِدْمَتِهِ بِطَرَائِقَ تُمَجِّدُ ٱسْمَهُ ٱلْقُدُّوسَ. — مز ٨٦:١٢؛ يع ١:٥-٧.
كيف يستجيب يهوه صلواتنا؟
١٧ إقرإ المزمور ٨٦:٦، ٧. وثِقَ المَلِكُ دَاوُد أنَّ يَهْوَه يسمَعُ صَلَواتِهِ وسَيَستَجيبُها. ونَحنُ لَدَينا الثِّقَةُ نَفْسُها اليَوم. وفي هذِهِ المَقالَة، رأيْنا اختِباراتٍ عَديدَة تُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه يُعطينا الحِكمَة، ويُقَوِّينا لِنتَحَمَّلَ الصُّعوبات. كما يُساعِدُنا بِواسِطَةِ الإخوَة، وحتَّى بِواسِطَةِ أشخاصٍ لا يعبُدونَه.
١٨ ومع أنَّ يَهْوَه لا يستَجيبُ صَلَواتِنا دائِمًا بِالطَّريقَةِ الَّتي نُريدُها، نثِقُ أنَّهُ سيَستَجيبُ لنا. فهو سيُعطينا ما نحتاجُهُ بِالضَّبط، وفي الوَقتِ المُناسِبِ تَمامًا. فاستَمِرَّ في الصَّلاةِ إلَيهِ بِإيمان. وثِقْ أنَّهُ يهتَمُّ بك، وأنَّهُ ‹سيُشبِعُ رَغبَةَ كُلِّ كائِنٍ حَيٍّ› قَريبًا في عالَمِهِ الجَديد. — مز ١٤٥:١٦.
جواهر روحية
بص «القلب»
القلب
الخدمة «بقلب كامل»: يجب ان يكون القلب الحرفي كاملا كي يعمل بطريقة طبيعية، لكن القلب المجازي يمكن ان يكون منقسما. صلَّى داود الى اللّٰه: «وحِّد قلبي ليخاف اسمك»، وهذا يشير ان قلب الانسان يمكن ان ينقسم من جهة المشاعر والمخاوف. (مز ٨٦:١١) وإنسان كهذا قد يكون ‹قلبه منقسما› بمعنى انه فاتر في عبادة اللّٰه. (مز ١١٩:١١٣؛ رؤ ٣:١٦) ايضا، يمكن ان يكون الشخص ‹بقلب مزدوج› (حرفيا بقلب وقلب)، اي انه يحاول ان يخدم سيدين، او يخدع غيره حين يقول شيئا وهو مقتنع بشيء آخر. (١ اخ ١٢:٣٣؛ مز ١٢:٢) ويسوع انتقد بشدة نفاق شخص كهذا قلبه مزدوج. — مت ١٥:٧، ٨.
٢٣-٢٩ أيلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٨٨–٨٩
حُكم يهوه هو الأفضل
أيِّد سلطان يهوه
٥ كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يَمْلِكُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْحُكْمِ لِأَنَهُ عَادِلٌ تَمَامًا. فَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا يَهْوَهُ، ٱلصَّانِعُ لُطْفًا حُبِّيًّا وَعَدْلًا وَبِرًّا فِي ٱلْأَرْضِ، لِأَنِّي بِهٰذِهِ أُسَرُّ». (ار ٩:٢٤) وَيَهْوَهُ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى ٱلْقَوَانِينِ ٱلْبَشَرِيَّةِ كَيْ يُحَدِّدَ ٱلصَّوَابَ وَٱلْخَطَأَ. فَهُوَ مَنْ يَضَعُ مِقْيَاسَ ٱلْعَدْلِ. وَعَلَى أَسَاسِ عَدْلِهِ ٱلْكَامِلِ، يُعْطِي شَرَائِعَهُ لِلْبَشَرِ. قَالَ إِيثَانُ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ إِنَّ ‹ٱلْبِرَّ وَٱلْعَدْلَ مَقَرُّ عَرْشِهِ›. فَكُلُّ شَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ وَأَحْكَامِهِ حَقَّةٌ وَعَادِلَةٌ. (مز ٨٩:١٤؛ ١١٩:١٢٨) بِٱلْمُقَابِلِ، ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ ٱللّٰهَ حَاكِمٌ ظَالِمٌ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُحَقِّقَ ٱلْعَدْلَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ.
أيِّد سلطان يهوه
١٠ كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ حَاكِمًا مُسْتَبِدًّا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَتَّعَ خُدَّامُهُ بِٱلْحُرِّيَّةِ وَٱلْفَرَحِ. (٢ كو ٣:١٧) قَالَ دَاوُدُ عَنْ يَهْوَهَ: «اَلْوَقَارُ وَٱلْبَهَاءُ أَمَامَهُ، ٱلْعِزَّةُ وَٱلْفَرَحُ فِي مَكَانِهِ». (١ اخ ١٦:٧، ٢٧) وَكَتَبَ إِيثَانُ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلشَّعْبُ ٱلْعَارِفُ هُتَافَ ٱلْفَرَحِ. يَا يَهْوَهُ، بِنُورِ وَجْهِكَ يَسِيرُونَ. بِٱسْمِكَ يَفْرَحُونَ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ، وَبِبِرِّكَ يَرْتَفِعُونَ». — مز ٨٩:١٥، ١٦.
١١ كُلَّمَا تَأَمَّلْنَا فِي صَلَاحِ يَهْوَهَ، ٱقْتَنَعْنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ أَنَّ حُكْمَهُ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ. لِذَا نَضُمُّ صَوْتَنَا إِلَى كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٱلَّذِي قَالَ: «إِنَّ يَوْمًا وَاحِدًا فِي دِيَارِكَ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفٍ». (مز ٨٤:١٠) وَلِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ خَالِقُنَا، يَعْرِفُ تَمَامًا مَا يُسْعِدُنَا. لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، يُعْطِينَا بِسَخَاءٍ كُلَّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. كَمَا أَنَّ وَصَايَاهُ هِيَ لِخَيْرِنَا. لِذَا نَفْرَحُ دَائِمًا بِإِطَاعَتِهَا، حَتَّى وَإِنْ قَدَّمْنَا بَعْضَ ٱلتَّضْحِيَاتِ. — اقرأ اشعيا ٤٨:١٧.
ليكن ايمانك بالملكوت راسخا
١٤ حِينَ كَانَ دَاوُدُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، قَطَعَ يَهْوَهُ مَعَهُ ٱلْعَهْدَ ٱلدَّاوُدِيَّ. (اقرأ ٢ صموئيل ٧:١٢، ١٦.) فَقَدْ وَعَدَهُ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا سَيَكُونُ مِنْ سُلَالَتِهِ. (لو ١:٣٠-٣٣) وَبِذٰلِكَ حَصَرَ سِلْسِلَةَ نَسَبِ ٱلْمَسِيَّا، وَمَهَّدَ لِمَجِيءِ مُتَحَدِّرٍ مِنْ دَاوُدَ سَيَكُونُ لَهُ «ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ» أَنْ يَجْلِسَ عَلَى عَرْشِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (حز ٢١:٢٥-٢٧) وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ هٰذَا ٱلْوَارِثُ، فَإِنَّ مُلْكَ دَاوُدَ «يَثْبُتُ إِلَى ٱلدَّهْرِ» وَيَكُونُ نَسْلُهُ «إِلَى ٱلدَّهْرِ . . . وَعَرْشُهُ كَٱلشَّمْسِ». (مز ٨٩:٣٤-٣٧) فَٱلْفَسَادُ لَنْ يُصِيبَ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْمَسِيَّانِيَّةَ أَبَدًا، وَسَتَبْقَى إِنْجَازَاتُهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.
جواهر روحية
«انك وحدك ولي»
٤ «الولاء»، كما يُستخدم في الاسفار العبرانية، هو لطف يلتصق بهدف التصاقا حبيا، ولا يفارقه حتى تتحقق الغاية المنشودة. والولاء اوسع دلالة من الامانة. فالشخص قد يكون امينا بدافع الشعور بالواجب فحسب. أما الولاء فهو متجذِّر في المحبة. كما ان كلمة «امين» يمكن ان تطبَّق على الجَماد. مثلا، قال المرنم الملهم عن القمر انه «الشاهد الامين في السماء»، بسبب انتظام ظهوره في الليالي. (مزمور ٨٩:٣٧، ترجمة تفسيرية) ولكن لا يقال عن القمر انه ولي. ولماذا؟ لأن الولاء هو تعبير عن المحبة، ولا تستطيع الاشياء الجامدة ان تعرب عن هذه الصفة.
٥ الولاء، بمعناه المستخدم في الاسفار المقدسة، هو صفة تتميز بالدفء والود. ويدل وجوده على ان علاقة تربط الذي يُعرِب عن هذه الصفة بالذي تُعرَب له. وليس هذا الولاء متقلقلا. فهو لا يشبه امواج البحر المتلاطمة بتأثير الرياح المتغيِّرة، بل يتميز هذا الولاء، او محبة الولاء، بالثبات والقوة اللذين يمكّنانه من التغلب على اصعب العوائق.
٣٠ أيلول (سبتمبر)–٦ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٩٠–٩١
كي تطيل حياتك، اتَّكل على يهوه
بحث البشر عن الخلود
يعترف علماء كثيرون ان العلاجات المضادَّة للشيخوخة لن تطيل الحياة اكثر مما هي عليه الآن. صحيح ان معدل عمر الانسان ارتفع منذ القرن الـ ١٩، إلا ان هذا يعود اجمالا الى اتباع العادات الصحية، مكافحة الامراض المُعدية، واستعمال اللقاحات والمضادات الحيوية. لذا يعتقد بعض علماء الوراثة ان حياة البشر وصلت الى حدها الاقصى.
ومن اللافت ان النبي موسى قال قبل ٥٠٠,٣ سنة تقريبا: «ايام سنينا سبعون سنة، وإن كانت مع القوة ثمانين سنة، فهي ملآنة شقاء وأذى، لأنها تمر سريعا فنطير». (مزمور ٩٠:١٠) ورغم كل جهود البشر ليطيلوا حياتهم، لا يزال الوضع كما وصفه موسى.
بالمقابل، يتجاوز عمر بعض السلاحف الـ ١٥٠ سنة، وتعيش اشجار مثل الارز آلاف السنين. وحين نقارن عمرنا بعمر هذه الكائنات، قد نتساءل: ‹لمَ لا نعيش سوى ٧٠ او ٨٠ سنة؟ لمَ حياتنا قصيرة الى هذا الحد؟›.
ب-عم١٩/١ ص ٥، الإطار
ما اسم اللّٰه؟
كيف اتى اللّٰه الى الوجود؟
يدور هذا السؤال في ذهن كثيرين، ولعلك واحد منهم. فقد تفكر: اذا كان هناك مسبِّب او خالق للكون وكل ما فيه، فكيف اتى اللّٰه الى الوجود؟
يوافق العلماء عموما ان للكون المادي بداية. وانسجاما مع هذه الفكرة الاساسية، تقول الآية الاولى في الكتاب المقدس: «في البدء خلق اللّٰه السموات والارض». — تكوين ١:١.
فمن غير الممكن ان يخلق الكون نفسه بنفسه او ان يأتي من العدم. فما من شيء يولَد من لا شيء. فإذا لم يكن هناك شيء قبل بداية الكون، فلن يوجد الكون اساسا. صحيح ان هذه الفكرة صعبة الفهم، ولكن لا بد من وجود علة اولى غير مادية لا بداية لها ولا نهاية. ويهوه اللّٰه، الكائن الروحاني الذي لا حدود لقدرته وحكمته، هو هذه العلة الاولى. — يوحنا ٤:٢٤.
يقول الكتاب المقدس عن اللّٰه: «من قبل ان تولَد الجبال، او انشأتَ الارض والمعمورة، من الدهر الى الدهر انت اللّٰه». (مزمور ٩٠:٢) اذًا اللّٰه موجود منذ الازل. ثم «في البدء» خلق الكون المادي. — رؤيا ٤:١١.
محبة يهوه لنا أقوى من الخوف
١٦ يعرِفُ الشَّيْطَان أنَّنا نُقَدِّرُ الحَياة. لكنَّهُ يدَّعي أنَّنا سنُضَحِّي بِكُلِّ شَيء، حتَّى بِعَلاقَتِنا مع يَهْوَه، لِنُحافِظَ على حَياتِنا. (أي ٢:٤، ٥) طَبعًا، ما يقولُهُ الشَّيْطَان غَيرُ صَحيح. ولكنْ بِما أنَّهُ يقدِرُ «أن يُسَبِّبَ المَوت»، يُحاوِلُ أن يستَغِلَّ خَوفَنا الطَّبيعِيَّ مِنَ المَوتِ لِيَجعَلَنا نترُكُ يَهْوَه. (عب ٢:١٤، ١٥) ففي بَعضِ الحالات، يدفَعُ الشَّيْطَان أشخاصًا أن يُهَدِّدونا بِالقَتلِ إذا لم نتَخَلَّ عن إيمانِنا. وفي حالاتٍ أُخرى، قد يستَغِلُّ الشَّيْطَان ظَرفًا صِحِّيًّا لِيجعَلَنا نتَخَلَّى عن مَبادِئِنا. فقدْ يضغَطُ علَينا الأطِبَّاءُ أوِ الأقرِباءُ غَيرُ المُؤمِنينَ لِنكسِرَ شَريعَةَ اللّٰهِ ونقبَلَ نَقلَ الدَّم. أو قد يُحاوِلُ أحَدُ الأشخاصِ أن يُقنِعَنا بِأن نقبَلَ عِلاجًا يتَعارَضُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس.
١٧ صَحيحٌ أنَّنا لا نُريدُ أن نموت، لكنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه سيَظَلُّ يُحِبُّنا حتَّى لَو مُتنا. (إقرأ روما ٨:٣٧-٣٩.) فهو يظَلُّ يتَذَكَّرُ أصدِقاءَهُ الَّذينَ ماتوا، كما لَو أنَّهُم لا يزالونَ أحياء. (لو ٢٠:٣٧، ٣٨) وهو مُشتاقٌ أن يُعيدَهُم إلى الحَياة. (أي ١٤:١٥) وقدْ دفَعَ ثَمَنًا غالِيًا كَي ‹نَنالَ حَياةً أبَدِيَّة›. (يو ٣:١٦) لا شَكَّ إذًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويَهتَمُّ بنا كَثيرًا. لِذلِك عِندَما نمرَضُ أو تكونُ حَياتُنا في خَطَر، لا نتَخَلَّى عن يَهْوَه، بل نلجَأُ إلَيه كَي يُعَزِّيَنا ويُعطِيَنا الحِكمَةَ والقُوَّة. وهذا بِالضَّبطِ ما فعَلَتهُ فَالِيرِي وزَوجُها. — مز ٤١:٣.
جواهر روحية
هل لديك ملاك حارس؟
لا يعلِّم الكتاب المقدس ان لدى كل شخص ملاكا حارسا. ولكن من الملفت ان يسوع قال ذات مرة: «انظروا ألا تحتقروا احد هؤلاء الصغار [تلاميذ المسيح]؛ فإني اقول لكم ان ملائكتهم في السماء يرون كل حين وجه ابي الذي في السماء». (متى ١٨:١٠) فماذا عنت كلماته هذه؟ قصد يسوع ببساطة ان الملائكة يهتمون اهتماما عمليا بكل من تلاميذه، ولم يقصد ان لدى كل فرد ملاكا يحرسه. بناء على ذلك، لا يجازف العباد الحقيقيون بحياتهم ولا يتصرفون بتهور مفترضين ان ملائكة اللّٰه سيحمونهم.
لكنَّ ذلك لا يعني ان الملائكة لا يساعدون البشر. (مزمور ٩١:١١) فهناك اشخاص مقتنعون ان اللّٰه يزوِّدهم بحماية الملائكة وإرشادهم، مثل كينيث المذكور في المقالة الاولى. ومع اننا لا نستطيع ان نؤكد ذلك، فقد يكون محقا. فكثيرا ما يرى شهود يهوه ادلة على تدخل الملائكة في عملهم التبشيري. ولكن بما ان الملائكة غير منظورين، فلا نعرف الى اي درجة يستخدمهم اللّٰه في مساعدة البشر في مختلف المسائل. مع ذلك، من الملائم ان نشكر اللّٰه القادر على كل شيء على اي دعم نشعر انه قدَّمه لنا. — كولوسي ٣:١٥؛ يعقوب ١:١٧، ١٨.
٧-١٣ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٩٢–٩٥
خدمة يهوه هي أفضل طريقة لنعيش حياتنا
ايها الشباب، ما هي اهدافكم؟
٥ اَلسَّبَبُ ٱلْأَوَّلُ وَٱلْأَهَمُّ لِتَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً هُوَ شُكْرُ يَهْوَهَ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِكَ. ذَكَرَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «حَسَنٌ هُوَ ٱلشُّكْرُ لِيَهْوَهَ . . . لِأَنَكَ فَرَّحْتَنِي يَا يَهْوَهُ بِأَفْعَالِكَ، لِأَجْلِ أَعْمَالِ يَدَيْكَ أُهَلِّلُ». (مز ٩٢:١، ٤) فَفَكِّرْ فِي بَرَكَاتِ يَهْوَهَ عَلَيْكَ: هِبَةِ ٱلْحَيَاةِ، مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، رَجَاءِ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ، وَغَيْرِهَا. وَحِينَ تَضَعُ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً، تُظْهِرُ أَنَّكَ شَاكِرٌ لِلّٰهِ عَلَى تِلْكَ ٱلْبَرَكَاتِ، وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُقَرِّبُكَ إِلَيْهِ.
مَن يؤثر على تفكيرك؟
٨ وَكَأَبٍ مُحِبٍّ، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَنْجَحَ أَوْلَادُهُ فِي ٱلْحَيَاةِ. (اش ٤٨:١٧، ١٨) لِذَا زَوَّدَنَا بِمَبَادِئَ تُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَصَرَّفُ وَنُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ. وَهُوَ يَدْعُونَا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَهُ وَنَعِيشَ بِحَسَبِ مَبَادِئِهِ. وَهٰذَا لَا يُقَيِّدُ حُرِّيَّتَنَا، بَلْ يُسَاعِدُنَا لِنَكُونَ حُكَمَاءَ وَنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً. (مز ٩٢:٥؛ ام ٢:١-٥؛ اش ٥٥:٩) فَسَيُرْشِدُنَا إِلَى خِيَارَاتٍ تُفْرِحُنَا، دُونَ أَنْ يَحْرِمَنَا مِنْ تَفْضِيلَاتِنَا. (مز ١:٢، ٣) حَقًّا، إِنَّ تَبَنِّيَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ مُفِيدٌ لَنَا.
انت غالٍ على قلب يهوه
١٨ حَتَّى لَوْ كَبِرْنَا فِي ٱلْعُمْرِ، لِنَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَانَا نَافِعِينَ فِي خِدْمَتِهِ. (مز ٩٢:١٢-١٥) وَقَدْ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ خِدْمَتَنَا لَهُ، مَهْمَا بَدَتْ قُدُرَاتُنَا وَجُهُودُنَا مَحْدُودَةً. (لو ٢١:٢-٤) لِذَا رَكِّزْ عَلَى مَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ. فَأَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ، تُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ، وَتُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ. وَلَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْتَبِرُكَ عَامِلًا مَعَهُ لَا بِسَبَبِ إِنْجَازَاتِكَ بَلْ لِأَنَكَ تُطِيعُهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. — ١ كو ٣:٥-٩.
جواهر روحية
‹يا لعمق حكمة اللّٰه!›
١٨ لاحظ كيف عبَّر الرسول بولس عن تميُّز حكمة يهوه: «يا لَعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه! كم احكامه لا تُستقصى، وطرقه لا تُرسم!». (روما ١١:٣٣) بافتتاح الآية بعبارة «يا لَـ . . .» التي تشير الى التعجب، عبَّر بولس عن انفعال شديد يخالجه، وفي هذه الحالة كان الانفعال تعبيرا عن رهبة عميقة. كما ان الكلمة اليونانية التي اختارها مقابل «عمق» ترتبط ارتباطا وثيقا بالكلمة التي تُنقل الى «مهواة». وهذا ما يجعل كلماته تولّد صورة حيّة في الذهن. لذلك عندما نتأمل في حكمة يهوه، يكون ذلك كما لو اننا ننظر الى هوّة عميقة لا قعر لها، الى مكان سحيق وشاسع جدا بحيث لا نستطيع حتى ان نستوعب ضخامته، فكم بالاحرى ان نرسمه او نضع خريطة مفصلة له. (مزمور ٩٢:٥) أفلا يولّد ذلك فينا شعورا بالتواضع؟
١٤-٢٠ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٩٦–٩٩
«أعلِنوا الأخبار الحلوة»
ما هي البشارة؟
يجب على المسيحيين ان يكرزوا «ببشارة الملكوت» بإخبار الآخرين عنها، موضحين ان الملكوت هو حكومة عالمية عتيدة ستحكم الارض بالبر. غير ان الكلمة «بشارة» ترد في عبارات اخرى في الكتاب المقدس. فهو يشير مثلا الى ‹بشارة الخلاص› (مزمور ٩٦:٢)، «بشارة اللّٰه» (روما ١٥:١٦)، و «البشارة عن يسوع المسيح». — مرقس ١:١.
ببسيط العبارة، تشمل البشارة جميع الحقائق التي علّمها يسوع ودوَّنها تلاميذه. فقبل صعوده الى السماء، قال لأتباعه: «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم، وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به». (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وعليه، لا يقتصر عمل المسيحيين الحقيقيين على إخبار الآخرين عن الملكوت، بل يجب ان يسعوا الى تلمذتهم ايضا.
ماذا سيحدث في يوم الدينونة؟
كما ترون في الصورة الى اليسار، يعتقد كثيرون ان اللّٰه سيُحضر في يوم الدينونة بلايين الانفس للمثول امام عرشه. ثم سيبدأ بمحاسبتهم على اعمالهم السابقة، فيكافئ البعض بالحياة في السماء ويعاقب البعض الآخر بالعذاب في جهنم. لكن الكتاب المقدس يظهر ان القصد من يوم الدينونة هو انقاذ الناس من الظلم. (مزمور ٩٦:١٣) ولهذه الغاية، عيَّن اللّٰه يسوع لكي يقضي بالعدل للبشر. — اقرأ اشعيا ١١:١-٥؛ اعمال ١٧:٣١.
السلام لألف سنة والى ما لا نهاية!
١٨ تَعَكَّرَ صَفْوُ ٱلِٱنْسِجَامِ حِينَ تَمَرَّدَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ بِتَأْثِيرٍ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ. لكِنْ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤، يَتَّخِذُ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ خُطُوَاتٍ تُؤَدِّي إِلَى إِعَادَةِ ٱلْوَحْدَةِ وِٱلِٱنْسِجَامِ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهِمَا. (اف ١:٩، ١٠) وَخِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَتَتَحَقَّقُ ٱلْأُمُورُ ٱلرَّائِعَةُ «ٱلَّتِي لَا تُرَى» حَالِيًّا. ثُمَّ تَأْتِي «ٱلنِّهَايَةُ»، أَيْ نِهَايَةُ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. وَمَاذَا سَيَحْدُثُ عِنْدَئِذٍ؟ رَغْمَ أَنَّ يَسُوعَ دُفِعَتْ إلَيْهِ «كُلُّ سُلْطَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ»، فَهُوَ لَا يَطْمَحُ إِلَى ٱغْتِصَابِ عَرْشِ يَهْوَهَ. بل يَسْتَغِلُّ مَرْكَزَهُ ٱلْفَرِيدَ وَسُلْطَتَهُ «لِمَجْدِ ٱللّٰهِ». لذلك، سَيُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَ «يُسَلِّمُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِلٰهِهِ وَأَبِيهِ». — مت ٢٨:١٨؛ في ٢:٩-١١.
١٩ بِحُلُولِ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ، سَيَكُونُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَرْضِيُّونَ قَدْ بَلَغُوا ٱلْكَمَالَ. وَٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ، سَيَعْتَرِفُونَ بِسُلْطَانِ يَهْوَهَ طَوْعًا وَبِتَوَاضُعٍ، وَذلِكَ بِبَقَائِهِمْ أُمَنَاءَ فِي ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلْأَخِيرِ. (رؤ ٢٠:٧-١٠) بَعْدَئِذٍ، سَيَهْلِكُ إِلَى ٱلْأَبَدِ كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ. وَكَمْ سَيَكُونُ ذلِكَ ٱلْوَقْتُ رَائِعًا! فَٱلْعَائِلَةُ ٱلْكَوْنِيَّةُ بِرُمَّتِهَا سَتُسَبِّحُ بِفَرَحٍ يَهْوَهَ، ٱلَّذِي سَيَكُونُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ». — اِقْرَأْ مزمور ٩٩:١-٣.
جواهر روحية
بص «الاغنية»
الاغنية
لا ترد عبارة «ترنيمة جديدة»، او «اغنية جديدة»، في المزامير فقط بل ايضًا في كتابات اشعيا والرسول يوحنا. (مز ٣٣:٣؛ ٤٠:٣؛ ٩٦:١؛ ٩٨:١؛ ١٤٤:٩؛ ١٤٩:١؛ اش ٤٢:١٠؛ رؤ ٥:٩؛ ١٤:٣) وعند مراجعة اغلب السياقات التي ترد فيها هذه العبارة، يتضح ان الترنيمة الجديدة تُرنَّم حين يحصل تطوُّر جديد في الطريقة التي يمارس بها يهوه سيادته الكونية. مثلًا في المزمور ٩٦:١٠، يُعلَن بفرح: «يهوه قد ملك». وكما يبدو، موضوع ‹الترنيمة الجديدة› هو اجراءات يهوه الاضافية المرتبطة بالتطوُّر الذي يحصل، بالاضافة الى ما يعنيه هذا التطوُّر للسماء والارض. — مز ٩٦:١١-١٣؛ ٩٨:٩؛ اش ٤٢:١٠، ١٣.
٢١-٢٧ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ١٠٠–١٠٢
أَظهِر أنك تُقدِّر ولاء يهوه
كيف تستعد للمعمودية؟
١٨ الوَلاءُ لِيَهْوَه، أوِ المَحَبَّةُ الثَّابِتَة له، صِفَةٌ جَميلَة جِدًّا. (أم ٣:٣، الحاشية) إنَّها أفضَلُ صِفَةٍ تقدِرُ أن تُنَمِّيَها. (إقرإ الأمثال ٣:٣-٦.) فحينَ تكونُ مَحَبَّتُكَ لِلّٰهِ قَوِيَّة، تُساعِدُكَ أن تتَغَلَّبَ على مُختَلِفِ التَّحَدِّيات. ولِمَ تقدِرُ أن تُنَمِّيَ هذِهِ الصِّفَة؟ لِأنَّ اللّٰهَ عمِلَكَ على صورَتِه. (تك ١:٢٦) فيَهْوَه يُحِبُّ خُدَّامَه، ويَبقى وَلِيًّا لهُم. فهو لا يتَوَقَّفُ عن مَحَبَّتِهِم، ولا يتَخَلَّى عنهُم أبَدًا. (مز ١٠٠:٥) ولكنْ كَيفَ تُنَمِّي مَحَبَّةً كهذِه؟
١٩ نمِّ أوَّلًا تَقديرَكَ لِيَهْوَه. (١ تس ٥:١٨) فكُلَّ يَوم، اسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لي؟›. ثُمَّ اشكُرْهُ في صَلاتِكَ على أشياءَ مُحَدَّدَة فعَلَها مِن أجْلِك. فمِثلَ الرَّسولِ بُولُس، لاحِظْ ماذا يفعَلُ يَهْوَه لكَ أنتَ لِأنَّهُ يُحِبُّك. (إقرأ غلاطية ٢:٢٠.) بَعدَ ذلِك، اسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ أُظهِرُ بِدَوري أنِّي أُحِبُّ يَهْوَه؟›. وهكَذا، ستُقَوِّي مَحَبَّتَكَ لِلّٰه. وعِندَئِذٍ، ستقدِرُ أن تُقاوِمَ الإغراءاتِ وتتَغَلَّبَ على الصُّعوبات. كما ستُحافِظُ على روتينِكَ الرُّوحِيّ، وتُظهِرُ بِالتَّالي مَحَبَّتَكَ لِأبيكَ السَّماوِيِّ كُلَّ يَوم.
«كونوا واعين وساهرين»
١٠ وماذا تشمُلُ المَخاطِرُ الَّتي يلزَمُ أن نتَجَنَّبَها؟ المُغازَلَة، الإفراطَ في الأكلِ والشُّرب، الكَلامَ الجارِح، ومُشاهَدَةَ التَّسلِيَةِ العَنيفَة والمَوادِّ الإباحِيَّة وما شابَه. (مز ١٠١:٣) لا ننسَ أنَّ خَصمَنا إبْلِيس يسعى دائِمًا لِيُفسِدَ عَلاقَتَنا بِيَهْوَه. (١ بط ٥:٨) فإذا لم نكُنْ واعينَ وساهِرين، سيَزرَعُ في عَقلِنا وقَلبِنا بُذورَ الحَسَد، الغِشّ، الطَّمَع، الكُره، التَّكَبُّر، والحِقد. (غل ٥:١٩-٢١) في البِدايَة، لا تكونُ هذِهِ المُيولُ قَوِيَّةً جِدًّا. ولكنْ إذا لم نستَأصِلْها فَورًا، فسَتنمو تَدريجِيًّا وتصيرُ نَباتاتٍ سامَّة تؤذينا. — يع ١:١٤، ١٥.
هل تصغي الى تحذيرات يهوه الواضحة؟
٧ وَعَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ طَبْعًا، يَلْزَمُ أَلَّا نَسْتَقْبِلَهُمْ فِي بُيُوتِنَا أَوْ نُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ. كَمَا يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ قِرَاءَةَ مَطْبُوعَاتِهِمْ، مُشَاهَدَةَ بَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ ٱلَّتِي يَظْهَرُونَ فِيهَا، تَصَفُّحَ مَوَاقِعِهِمِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ، أَوِ ٱلتَّعْلِيقَ عَلَى ٱلْيَوْمِيَّاتِ ٱلْخَاصَّةِ بِهِمْ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت. وَمَا يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ هذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلثَّابِتِ لَيْسَ سِوَى ٱلْمَحَبَّةِ. فَبِمَا أَنَّنَا نُحِبُّ «إِلٰهَ ٱلْحَقِّ»، لَا تَهُمُّنَا ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْمُعَوَّجَةُ ٱلَّتِي تُنَاقِضُ كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ. (مز ٣١:٥؛ يو ١٧:١٧) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، نَحْنُ نُحِبُّ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي عَلَّمَتْنَا حَقَائِقَ رَائِعَةً كَٱسْمِ ٱللّٰهِ وَمَعْنَاهُ، قَصْدِهِ لِلْأَرْضِ، حَالَةِ ٱلْمَوْتَى، وَرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ. هَلْ تَذْكُرُ كَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ عِنْدَمَا سَمِعْتَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى هذِهِ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ؟ إِذًا، لَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَخْصٍ يُشَوِّهُ سُمْعَةَ ٱلْهَيْئَةِ بِأَنْ يَجْعَلَكَ تَنْقَلِبُ ضِدَّهَا. — يو ٦:٦٦-٦٩.
٨ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ مَهْمَا قَالُوا. فَإِذَا ٱلْتَجَأْنَا إِلَى هذِهِ ٱلْآبَارِ ٱلْجَافَّةِ، نَعُودُ فَارِغِي ٱلْأَيْدِي وَخَائِبِينَ. عِوَضًا عَنْ ذلِكَ، لِنُصَمِّمْ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ ٱلَّتِي طَالَمَا أَرْوَتْ ظَمَأَنَا بِمِيَاهِ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةِ وَٱلْمُنْعِشَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا. — اش ٥٥:١-٣؛ مت ٢٤:٤٥-٤٧.
جواهر روحية
بص «البجع»
البجع
عندما يُتخم البجع من الطعام، يطير في اغلب الاحيان الى مكان بعيد منعزل، وهناك يتخذ وضعية توحي بالحزن اذ يجعل رأسه يغرق بين كتفيه. ويبقى هكذا بلا حراك، حتى ان الناظر من بعيد يظنه حجرا ابيض. وبما ان البجع يتخذ هذه الوضعية طوال ساعات متواصلة، استخدمه صاحب المزمور على نحو ملائم لوصف الخمول الناجم عن الكآبة، حين عبّر عن شدة حزنه قائلا: «شابهتُ بجع البرية». (مز ١٠٢:٦) وكلمة «برية» لا تعنى بالضرورة صحراء. فقد يُقصد بالكلمة مكان بعيد عن سكنى الناس، مثل المستنقع؛ ولا تزال المستنقعات في شمال وادي الاردن تؤوي بجعا في بعض الفصول. وتوجد في ارض فلسطين ثلاثة انواع من البجع، اكثرها انتشارا هو البجع الابيض الشرقي (Pelecanus onocrotalus). اما البجع الدلماسي (Pelecanus crispus) والبجع الوردي الظهر (Pelecanus rufescens) فهما اقل انتشارا.
يتميز البجع بتفضيله الاماكن غير المزروعة حيث لا يزعجه الانسان. ففيها يعشش ويضع بيضه حتى يفقس، وإليها يرجع بعد صيد السمك. وبسبب حب هذا الطائر للاماكن الموحشة المهجورة، يُستعمل في الكتاب المقدس كرمز الى الخراب التام. فقد انبأ اشعيا ان البجع سيمتلك ارض ادوم، رمزا الى خرابها الآتي. (اش ٣٤:١١) كما تنبأ صفنيا بأن البجع سيبيت بين اعمدة نينوى، مما يشير الى خرابها التام وانعدام وجود الانسان فيها. — صف ٢:١٣، ١٤.
٢٨ تشرين الأول (أكتوبر)–٣ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ١٠٣–١٠٤
«يتذكَّر أننا تراب»
كُن مرنًا مثل يهوه
٥ يَهْوَه مَرِنٌ لِأنَّهُ مُتَواضِعٌ وحَنون. لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ أظهَرَ التَّواضُعَ في إحدى المَرَّات. فبَعدَما قرَّرَ أن يُدَمِّرَ مَدينَةَ سَدُوم وسُكَّانَها الأشرار، أرسَلَ مَلاكَينِ لِيُخبِرا لُوط الطَّائِعَ أن يهرُبَ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة. لكنَّ لُوط خافَ أن يذهَبَ إلى هُناك. فترَجَّى يَهْوَه أن يسمَحَ لهُ أن يذهَبَ مع عائِلَتِهِ إلى صُوغَر، مَدينَةٍ صَغيرَة قرَّرَ يَهْوَه أن يُدَمِّرَها هي أيضًا. فماذا فعَلَ يَهْوَه؟ لم يُصِرَّ أن يتبَعَ لُوط إرشاداتِهِ كما هي. بل وافَقَ على طَلَبِه، ولم يُدَمِّرْ صُوغَر. (تك ١٩:١٨-٢٢) لاحِظْ أيضًا كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه أنَّهُ حَنون. فبَعدَ مِئاتِ السِّنين، قرَّرَ أن يُدَمِّرَ سُكَّانَ نِينَوَى الأشرارَ ومَدينَتَهُم. وأرسَلَ نَبِيَّهُ يُونَان لِيُخبِرَهُم بِذلِك. لكنَّهُم تابوا. فأشفَقَ يَهْوَه علَيهِم، وأعادَ النَّظَرَ في قَرارِه. — يون ٣:١، ١٠؛ ٤:١٠، ١١.
تمثَّلْ بشمشون واتَّكِل على يهوه
١٦ كما رأينا، ارتَكَبَ شَمْشُون خَطَأً كَبيرًا سبَّبَ لهُ كارِثَة. لكنَّهُ ظلَّ يسعى لِيَفعَلَ مَشيئَةَ يَهْوَه. فماذا نتَعَلَّمُ مِنه؟ إذا نِلنا تَأديبًا أو خسِرنا تَعيينًا بِسَبَبِ خَطَإٍ ما، يجِبُ أن لا نستَسلِم. لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لن يعتَبِرَنا غَيرَ نافِعين. (مز ١٠٣:٨-١٠) بل سيُقَوِّينا لِنفعَلَ مَشيئَتَه، تَمامًا مِثلَما قوَّى شَمْشُون.
١٧ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع أخٍ شابٍّ اسْمُهُ مَايْكِل. فهو كانَ خادِمًا مُساعِدًا وفاتِحًا عادِيًّا، وبِالتَّالي انشَغَلَ بِالنَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة. ولكنْ لِلأسَف، ارتَكَبَ خَطَأً وخسِرَ مَسؤولِيَّاتِهِ في الجَماعَة. يُخبِر: «حتَّى ذلِكَ الوَقت، كُنتُ مُنطَلِقًا في خِدمَةِ يَهْوَه. ولكنْ فَجأة، شعَرتُ أنِّي اصطَدَمتُ بِحائِط. كُنتُ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه لم يترُكْني. لكنِّي شكَكتُ أنَّ عَلاقَتي به، أو خِدمَتي لهُ في الجَماعَة، ستعودُ كما كانَت».
١٨ لكنَّ مَايْكِل لم يستَسلِم. يُخبِر: «سعَيتُ لِأُصَلِّحَ عَلاقَتي بِيَهْوَه. فبقيتُ أدرُس، أتَأمَّل، وأفتَحُ لهُ قَلبي في الصَّلاة». وهكَذا بَعدَ فَترَة، استَعادَ مَسؤولِيَّاتِهِ في الجَماعَة. وهوَ الآنَ شَيخٌ وفاتِحٌ عادِيّ. يقول: «نِلتُ بِاستِمرارٍ الدَّعمَ والتَّشجيع، خُصوصًا مِنَ الشُّيوخ. وهكَذا، تأكَّدتُ أنَّ يَهْوَه لا يزالُ يُحِبُّني. والآن، أخدُمُهُ مُجَدَّدًا في الجَماعَةِ بِضَميرٍ طاهِر. وقدْ تعَلَّمتُ مِمَّا حصَلَ أنَّ يَهْوَه يُسامِحُ الَّذينَ يتوبونَ بِصِدق». إذًا حتَّى لَوِ ارتَكَبنا خَطَأً، فلا نستَسلِم. بل لِنثِقْ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُنا وسَيَظَلُّ يستَخدِمُنا، ما دُمنا نتَّكِلُ علَيهِ ونسعى لِنُصَلِّحَ عَلاقَتَنا به. — مز ٨٦:٥؛ أم ٢٨:١٣.
إسعَ لأهدافك الروحية ولا تستسلم
٢ حينَ تستَصعِبُ الوُصولَ إلى هَدَفِك، لا تعتَبِرْ نَفْسَكَ فاشِلًا. فأنتَ تحتاجُ إلى وَقتٍ وجُهدٍ لِتصِلَ حتَّى إلى أهدافٍ بَسيطَة. وبِما أنَّكَ تسعى لِهَدَفِك، فهذا دَليلٌ أنَّكَ تُقَدِّرُ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه، وتُريدُ أن تُعطِيَهُ أفضَلَ ما لَدَيك. ويَهْوَه يُقَدِّرُ جُهودَك، ولا يطلُبُ مِنكَ أن تفعَلَ شَيئًا فَوقَ طاقَتِك. (مز ١٠٣:١٤؛ مي ٦:٨) لِذلِك، راجِعْ هَدَفَكَ لِتتَأكَّدَ أنَّهُ يُناسِبُ ظُروفَكَ وإمكانِيَّاتِك. ثُمَّ اسعَ لِتصِلَ إلَيه. وماذا سيُساعِدُك؟ إلَيكَ بَعضَ الاقتِراحات.
جواهر روحية
القدرة على الخلق — «صانع السموات والارض»
١٨ ماذا نتعلم من استخدام يهوه قدرته على الخلق؟ نحن نمتلئ رهبة حين نرى التنوع في خليقته. ذكر احد كتبة المزامير: «ما اكثر اعمالك يا يهوه!. . . الارض ملأى من نتاجك». (مزمور ١٠٤:٢٤، عج) وما اصح هذه الكلمات! فقد صنّف علماء الاحياء اكثر من مليون نوع من الكائنات الحية على الارض، ولكن تتفاوت الآراء بشأن عدد الانواع غير المصنَّفة، اذ يقال ان العدد هو ١٠ ملايين، او ٣٠ مليونا، او اكثر. في بعض الاحيان يجد الفنان البشري ان قدرته على الإبداع تنضب. ولكن من الواضح ان الإبداع عند يهوه، اي قدرته على اختراع وخلق اشياء جديدة ومتنوعة، لا ينضب ابدا.