مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٠ ٨/‏١٢ ص ٢٠-‏٢٤
  • الجزء ٩:‏ الحكم البشري يبلغ ذروته!‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الجزء ٩:‏ الحكم البشري يبلغ ذروته!‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • وعود،‏ وعود!‏
  • الاحتزام معا
  • محاولة ثانية
  • انكسِروا
  • السير الطويل للدول العالمية يقترب من نهايته
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٨
  • سبب نشوء الحاجة الى عصبة
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • حلُّ سرّ رهيب
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
  • ماذا يحدث في الامم المتحدة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٠
ع٩٠ ٨/‏١٢ ص ٢٠-‏٢٤

الحكم البشري يوزَن بالموازين

الجزء ٩:‏ الحكم البشري يبلغ ذروته!‏

الانظمة السياسية المسيطرة على الدول:‏ امبراطوريات،‏ عُصَب،‏ كونفيديراليات (‏اتحادات تعاهدية)‏،‏ او اتحادات مشكَّلة بين دول الامم إما على اساس موقَّت او دائم سعيا وراء اهداف مشتركة تتخطى الحدود،‏ السلطة،‏ او المصالح القومية.‏

وجد ٥ تشرين الاول ٥٣٩ ق‌م مدينة بابل في مزاج احتفالي.‏ فأَلْف موظف حكومي من المرتبة العليا قبلوا دعوة للعشاء من الملك بيلشاصر.‏ وعلى الرغم من انهم مهدَّدون من قِبل قوات مادي وفارس المحاصِرة،‏ فان بيلشاصر ورفقاءه السياسيين لم يكونوا منزعجين.‏ وبرغم كل شيء،‏ كانت اسوار المدينة منيعة.‏ فلم يكن هنالك سبب مباشر للخوف.‏

ثم،‏ دون انذار،‏ في وسط الاحتفالات،‏ ابتدأت اصابع يد بشرية منفصلة عن الجسد تكتب كلمات مشؤومة على حائط القصر:‏ مَنَا،‏ مَنَا،‏ تَقَيْل وفَرْسِين.‏ فابتدأت رُكْبتا الملك بالارتجاف،‏ وصار شاحبا.‏ —‏ دانيال ٥:‏٥،‏ ٦،‏ ٢٥‏.‏

دعي دانيال،‏ اسرائيلي وعابد للّٰه،‏ الذي كان بيلشاصر ومعاونوه الحكوميون يعربون له عن الازدراء،‏ ليشرح.‏ ‹هذا هو التفسير،‏› ابتدأ دانيال،‏ ‏«مَنَا احصى اللّٰه ملكوتك وأنهاه.‏ تَقَيْلُ وُزنتَ بالموازين فوُجدتَ ناقصا.‏ فَرْسٍ قُسمت مملكتك وأُعطيت لمادي وفارس.‏» ان النبوة بالتأكيد لم تبشر بالخير.‏ ففي الاتمام،‏ «في تلك الليلة قُتل بيلشاصر ملك الكلدانيين.‏» —‏ دانيال ٥:‏٢٦-‏٢٨،‏ ٣٠‏.‏

بين عشيَّة وضُحاها،‏ استُبدل شكل واحد من الحكم البشري بآ‌خر!‏ وبالنظر الى الاضطرابات السياسية المماثلة التي حدثت اخيرا في اوروپا الشرقية،‏ قد نتساءل عما اذا كان ما حدث لبيلشاصر يمكن ان يكون له معنى ليومنا.‏ فهل يمكن لذلك ان ينذر بشيء للحكم البشري بكلِّيَّته؟‏ لدينا كل سبب لنفكر جديا في ذلك،‏ لأن «حضارات بكاملها تفنى،‏» يقول الپروفسور جاك بارزِن في جامعة كولومبيا،‏ مضيفا:‏ «ان النهاية المروِّعة لليونان او روما ليست اسطورة.‏»‏

ابتكر البشر كل نوع للحكومة يمكن تصوُّره.‏ وبعد آلاف السنين من التجربة والخطإ،‏ ما هي النتائج؟‏ هل كان الحكم البشري مُرضيا؟‏ هل يمكنه ان يزوِّد حلولا لمشاكل الجنس البشري المتصاعدة؟‏

وعود،‏ وعود!‏

تقدِّم باكول راجني پاتَل،‏ مديرة مركز ابحاث من المرتبة العليا في بومباي،‏ الهند،‏ جوابا جزئيا.‏ واذ تتَّهم السياسيين بـ‍ «الرياء المطلق،‏» تقول:‏ «انه موضة في الهند وغيرها من امم العالم الثالث ان يقف القادة على المنصات ويلقوا محاضرات مثيرة عن ‹التنمية› و ‹التقدم.‏› ايّ تنمية وتقدم؟‏ مَن نخدع؟‏ يلزمكم فقط ان تنظروا الى الاحصاءات الفظيعة المتعلقة بالعالم الثالث:‏ يموت كل يوم ٠٠٠‏,٤٠ طفل من امراض يمكن الوقاية منها.‏» وتضيف ان ٨٠ مليون طفل على الاقل تُساء تغذيتهم او يذهبون الى الفراش وهم جياع كل ليلة.‏

‏‹ولكن لحظة،‏› قد تحتجّون.‏ ‹على الاقل أعطوا السياسيين الفضل في المحاولة.‏ فنوع ما من الحكومة ضروري اذا كانت المشاكل الخطيرة التي تواجه العالم اليوم ستحَل.‏› صحيح،‏ لكنّ السؤال هو:‏ هل يجب ان يكون حكومة بشرية الصنع ام يجب ان يكون حكومة من صنع اللّٰه؟‏

لا تصرفوا النظر عن هذا السؤال باعتباره ساذجا،‏ معتقدين،‏ كما يفعل اناس كثيرون،‏ ان اللّٰه يختار ان يبقى غير متورط.‏ ومن الواضح ان البابا يوحنا بولس الثاني يعتقد ايضا ان اللّٰه قد ترك الامر للبشر ليحكموا انفسهم بأفضل ما يستطيعون،‏ لأنه فيما كان يزور كينيا قبل عشر سنوات تقريبا،‏ قال:‏ «التحدّي المهم بالنسبة الى المسيحي هو ذاك الذي للحياة السياسية.‏» وتابع:‏ «في الدولة لدى المواطنين حق وواجب ليشاركوا في الحياة السياسية.‏ .‏ .‏ .‏ ومن الخطإ الاعتقاد ان المسيحي الفرد لا يجب ان يكون متورطا في هذه النواحي من الحياة.‏»‏

والبشر،‏ اذ ساروا بموجب هذه النظرية،‏ وغالبا بدعم ديني،‏ بحثوا عن الحكومة الكاملة منذ زمن طويل.‏ وكل نوع جديد من الحكومة رافقته وعود عظيمة.‏ ولكن حتى الوعود ذات الرنَّة الافضل تنغم بنغمة نشاز عندما لا تُحفظ.‏ (‏انظروا «الوعود ازاء الوقائع» في الصفحة ٢٣.‏)‏ فمن الواضح ان البشر لم يحققوا الحكومة المثالية.‏

الاحتزام معا

وهل كان لدى العالِم النووي هارولد يوري الجواب؟‏ فقد جادل بأنه «ما من حل بنّاء لمشاكل العالم سوى حكومة عالمية في النهاية قادرة على تثبيت القانون على سطح الارض بكامله.‏» ولكن ليس كل شخص واثقا جدا بأن ذلك ينجح.‏ ففي الماضي،‏ كان التعاون الفعَّال بين اعضاء الهيئات الدولية بعيد المنال عمليا.‏ لاحظوا مثالا بارزا.‏

بعد الحرب العالمية الاولى،‏ جرى تأسيس منظمة مسيطرة على الدول supranational،‏ عُصبة الامم،‏ في ١٦ كانون الثاني ١٩٢٠،‏ بعضوية ٤٢ بلدا.‏ وبدلا من ان تنظَّم كحكومة عالمية،‏ قُصد بها ان تكون پرلمانا عالميا،‏ مصمَّمة لترويج الوحدة العالمية،‏ في المقام الاول بتسوية الخلافات بين دول الامم ذات السيادة،‏ مانعة بالتالي حدوث الحرب.‏ وفي سنة ١٩٣٤ ازدادت العضوية الى ٥٨ امة.‏

لكنّ العُصبة أُنشئت على اساس متزعزع.‏ «انتهت الحرب العالمية الاولى على نغمة توقُّعات سامية،‏ لكنّ خيبة الامل لم يطل بها الوقت حتى جاءت،‏» يشرح تاريخ العالم لكولومبيا.‏ «فالآمال المركَّزة في عُصبة الامم تبيَّن انها موهِمة.‏»‏

ابتدأت الحرب العالمية الثانية في ١ ايلول ١٩٣٩،‏ مقحمة العُصبة حفرة الخمول.‏ وعلى الرغم من انها لم تحَلّ رسميا حتى ١٨ نيسان ١٩٤٦،‏ فانها ماتت بالنسبة الى كل النيات والمقاصد،‏ ك‍ «مراهِقة،‏» بعمر لم يبلغ حتى ٢٠ سنة.‏ وقبل دفنها الرسمي،‏ كان قد جرى استبدالها بمنظمة اخرى مسيطرة على الدول،‏ الامم المتحدة،‏ التي شكِّلت في ٢٤ تشرين الاول ١٩٤٥،‏ مع ٥١ دولة كاعضاء.‏ فكيف كانت ستسير الامور مع محاولة الاحتزام الجديدة هذه؟‏

محاولة ثانية

يقول بعض الناس ان العُصبة فشلت بسبب وجود خلل في تصميمها.‏ ويضع رأي آخر اللوم الرئيسي لا على العُصبة بل على الحكومات الافرادية التي كانت محجِمة عن منحها التأييد الملائم.‏ ودون شك هنالك شيء من الصحة في كلا الرأيين.‏ وعلى اية حال،‏ حاول مؤسِّسو الامم المتحدة ان يتعلَّموا من عدم فعَّالية العُصبة وأن يعالجوا بعض الضعفات التي اظهرتها العُصبة.‏

يعتبر الكاتب ر.‏ بولدوين الامم المتحدة «اسمى من العُصبة القديمة بمقدرتها على خلق نظام عالمي للسلام،‏ التعاون،‏ القانون،‏ وحقوق الانسان.‏» وفي الحقيقة،‏ سعت بعض وكالاتها المتخصصة،‏ بما فيها WHO (‏منظمة الصحة العالمية)‏،‏ UNICEF (‏صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة)‏،‏ و FAO (‏منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة)‏،‏ وراء اهداف جديرة بالثناء بمقدار من النجاح.‏ وما يبدو ايضا انه يدل على ان بولدوين على صواب هو الواقع ان الامم المتحدة تعمل الآن طوال ٤٥ سنة،‏ اطول من العُصبة باكثر من مرتين.‏

ان الانجاز الكبير للامم المتحدة كان في تعجيل ازالة الاستعمار،‏ جعْل ذلك على الاقل «منظَّما اكثر قليلا مما كان سيكون عليه بطريقة اخرى،‏» وفقا للصحافي ريتشارد ايڤُر.‏ ويدَّعي ايضا ان المنظمة «ساعدت على حصر الحرب الباردة في معترَك اللغة الطنَّانة.‏» ويثني على «نموذج التعاون الفعَّال العالمي» الذي ساعدت على انتاجه.‏

وطبعا،‏ يحاجّ البعض بأن تهديد الحرب النووية عمل على منع الحرب الباردة من التأجُّج اكثر مما فعلته الامم المتحدة.‏ وبدلا من ان تحفظ الوعد المجسَّد في اسمها،‏ توحيد الامم،‏ فان الواقع هو ان هذه المنظمة غالبا ما عملت ليس اكثر من الخدمة كوسيطة،‏ محاولة ان تمنع الامم غير المتحدة من ان تهاجم احداها الاخرى فجأة وبغضب عظيم.‏ وحتى في دور الحكَم هذا،‏ لم تكن دائما ناجحة.‏ وكما يشرح المؤلِّف بولدوين،‏ كالعُصبة القديمة،‏ ان «الامم المتحدة عاجزة عن ان تفعل اكثر مما تسمح به بتفضُّل دولة عضوة مدَّعى عليها.‏»‏

وهذا التأييد غير المخلص على الاطلاق من جهة اعضاء الامم المتحدة ينعكس احيانا في عدم رغبتها في تزويد المال لابقاء المنظمة تعمل.‏ فالولايات المتحدة،‏ على سبيل المثال،‏ منعت استحقاقاتها عن FAO بسبب قرار اعتُبر مندِّدا باسرائيل ومؤيدا للفلسطينيين.‏ وفي ما بعد،‏ وافقت هذه المساعِدة المالية الكبيرة للامم المتحدة على دفع ما يكفي للاحتفاظ بصوتها ولكنها مع ذلك تركت اكثر من ثلثي الدين غير مسدَّد.‏

كتب ڤَريندرا طَرزي ڤيتاتشي،‏ نائب مدير سابق لـ‍ UNICEF،‏ في سنة ١٩٨٨ انه يرفض «الانضمام الى الفريق العام الذي يعدم دون محاكمة قانونية» المؤلَّف من اولئك الذين يتبرأون من الامم المتحدة.‏ ومن جهة اخرى،‏ اذ يسمِّي نفسه «ناقدا وليا،‏» يعترف بأن هجوما واسع الانتشار يشَن من قِبل الناس الذين يقولون ان «الامم المتحدة هي ‹النور الذي تضاءل،‏› انها لم تجعل سيرتها وفق مُثُلها العليا،‏ انها لم تكن قادرة على انجاز وظائفها المتعلقة بحفظ السلام وان وكالاتها للتنمية،‏ مع استثناءات بارزة قليلة،‏ لم تبرِّر وجودها.‏»‏

والضعف الرئيسي للامم المتحدة يظهره المؤلِّف ايڤُر عندما يكتب:‏ «ان الامم المتحدة،‏ مهما كان ما يمكن ان تفعله،‏ فلن تزيل الخطية.‏ ومن جهة اخرى،‏ يمكن ان تجعل ارتكاب الخطية الدولي اكثر صعوبة نوعا ما وتجعل الخاطئ اكثر عرضة للمحاسبة.‏ لكنها لم تنجح بعدُ في تغيير قلوب وعقول الناس الذين يقودون البلدان او الناس الذين يؤلِّفونها.‏» —‏ الحروف المائلة لنا.‏

وهكذا فان الخلل في الامم المتحدة هو نفسه كالخلل في كل اشكال الحكم البشري.‏ فلا واحد منها في وسعه ان يغرس في الناس المحبة غير الانانية للصواب،‏ البغض للخطإ،‏ والاحترام للسلطة التي هي مستلزمات اولية للنجاح.‏ تأملوا كم من المشاكل العالمية كان يمكن ان تخفف لو كان الناس راغبين في ان توجههم المبادئ البارة!‏ وعلى سبيل المثال،‏ يقول تقرير اخباري عن التلوُّث في اوستراليا ان المشكلة توجد «لا بسبب الجهل بل بسبب الموقف.‏» واذ تعتبر الجشع سببا جوهريا،‏ تقول المقالة ان «سياسة الحكومة جعلت المشكلة تتفاقم.‏»‏

ان البشر الناقصين لا يمكنهم تشكيل حكومات كاملة.‏ وكما لاحظ الكاتب توماس كارلايل في سنة ١٨٤٣:‏ «على المدى الطويل كل حكومة هي الرمز الدقيق لشعبها،‏ بحكمتهم وحماقتهم.‏» فمن يمكنه ان يحاجّ ضد منطق كهذا؟‏

انكسِروا

والآن،‏ خلال القرن الـ‍ ٢٠،‏ جرى بلوغ ذروة الحكم البشري.‏ فالحكومات البشرية خططت لتشكِّل المؤامرة الاكثر وقاحة وتحديا ضد الحكم الالهي التي وُجدت على الاطلاق.‏ (‏قارنوا اشعياء ٨:‏١١-‏١٣‏،‏ ع‌ج.‏‏)‏ وقد فعلت ذلك لا مرة بل مرتين،‏ خالقة اولا عُصبة الامم ثم الامم المتحدة.‏ والرؤيا ١٣:‏١٤،‏ ١٥ تدعو ما نتج «صورة الوحش.‏» وذلك ملائم لانها صورة لكامل نظام الاشياء السياسي البشري على الارض.‏ فكوحش،‏ افترست عناصر هذا النظام السياسي سكان الارض وسبَّبت شقاء غير محدود.‏

انتهت العُصبة الى كارثة في سنة ١٩٣٩.‏ والمصير نفسه ينتظر الامم المتحدة اتماما لنبوة الكتاب المقدس:‏ «احتزِموا وانكسِروا.‏ احتزِموا وانكسِروا.‏ تشاوروا مشورة فتبطُل.‏» —‏ اشعياء ٨:‏٩،‏ ١٠‏.‏

ومتى سيحدث هذا الانكسار الاخير لـ‍ «صورة الوحش،‏» بالاضافة الى نظام الحكم البشري الذي تعكسه؟‏ متى سينهي يهوه الحكم البشري الذي يتحدّى سيادته؟‏ لا يعطي الكتاب المقدس تاريخا محدَّدا،‏ لكنّ نبوة الكتاب المقدس وأحداث العالم تقول:‏ ‹قريبا جدا.‏› —‏ لوقا ٢١:‏٢٥-‏٣٢‏.‏

ان كتابة اليد على الحائط هي هنالك ليراها كل الذين يهتمون بأن ينظروا.‏ وكما ان مملكة بيلشاصر بالتأكيد وُزنت بالموازين فوُجدت ناقصة،‏ هكذا بالمقدار نفسه من التأكيد جرت مقاضاة الحكم البشري بكلِّيَّته فوُجد ناقصا.‏ فهو يتساهل مع الفساد السياسي،‏ يثير الحروب،‏ يروِّج الرياء والانانية من كل نوع،‏ ويهمل تزويد مؤيديه بالمساكن،‏ الطعام،‏ التعليم المدرسي،‏ والعناية الصحية الكافية.‏

وعندما يمضي الحكم البشري،‏ سيمضي،‏ اذا جاز التعبير،‏ في ليلة واحدة.‏ اليوم هنا،‏ غدا يمضي —‏ يُستبدل بملكوت اللّٰه،‏ الحكومة الكاملة اخيرا!‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٣]‏

الوعود ازاء الوقائع

الفوضويات تعد بالحرية غير المحدودة والمطلقة؛‏ أما الواقع فهو انه دون حكومة لا توجد حدود من القوانين او المبادئ يمكن للافراد ان يتعاونوا ضمنها من اجل المنفعة المتبادلة؛‏ فالحرية غير المحدودة تؤدي الى التشويش التام.‏

الملَكيّات تعد بالاستقرار والوحدة في ظل حكم حاكم واحد؛‏ أما الواقع فهو ان الحكام البشر،‏ ذوي المعرفة المحدودة،‏ الذين تعوقهم النقائص والضعفات البشرية،‏ الذين ربما يندفعون ايضا بدوافع خاطئة،‏ هم انفسهم فانون؛‏ لذلك لا يدوم ايّ استقرار ووحدة إلا قليلا.‏

الارستقراطيات تعد بتزويد الافضل بين الحكام؛‏ أما الواقع فهو انهم يحكمون لانهم يملكون الثروة،‏ التحدُّر الدموي المعيَّن،‏ او السلطة،‏ وليس بالضرورة لأن لديهم الحكمة،‏ البصيرة،‏ او المحبة والاهتمام بالآخرين؛‏ فالحاكم غير الكفء لملَكيّة يجري استبداله بالحكام العديدين من طبقة الاعيان الارستقراطية.‏

الديموقراطيات تعد بأن كل الشعب يمكن ان يقرر من اجل منفعة الجميع؛‏ أما الواقع فهو ان المواطنين يفتقرون الى المعرفة وكذلك الدوافع النقية الضرورية لاتخاذ القرارات الصائبة على نحو ثابت من اجل الخير العام؛‏ والديموقراطية وصفها افلاطون بأنها «شكل فاتن من الحكومة،‏ مملوء بالتنوُّع والاضطراب،‏ ويقيم نوعا من المساواة بين المتساوين وغير المتساوين على السواء.‏»‏

الأُتوقْراطيات تعد بأن تنجز الامور وأن تفعل ذلك دون توانٍ غير ضروري؛‏ أما الواقع فهو انه،‏ كما يكتب الصحافي أوتو فريدريتش،‏ «حتى الرجال ذوو النيات الافضل،‏ حالما يدخلون غابة سياسة القوة،‏ يتعيَّن عليهم ان يواجهوا ضرورة الاشراف على الاعمال التي،‏ في الاحوال العادية،‏ يكونون ميالين الى اعتبارها غير ادبية»؛‏ ولذلك يتحول الأُتوقْراطيون «الصالحون» الى حكام مسوقين من القوة مستعدين ان يضحوا بحاجات مواطنيهم على مذبح الطموح الشخصي او المصلحة الخاصة.‏

الحكومات الفاشيّة تعد بأن تسيطر على الاقتصاد من اجل الخير العام؛‏ أما الواقع فهو انها تفعل ذلك دون نجاح البتة وعلى حساب الحرية الشخصية؛‏ وبتمجيد الحرب والقومية،‏ تخلق وحوشا سياسية فظيعة كايطاليا تحت حكم موسوليني والمانيا تحت حكم هتلر.‏

الحكومات الشيوعية تعد بأن تخلق مجتمعا يوطوپِيًّا غير طبقي بمواطنين يتمتعون بالمساواة الكاملة امام القانون؛‏ أما الواقع فهو ان الطبقات وعدم المساواة لا تزال موجودة وأن السياسيين الفاسدين يسلبون الرجل العادي؛‏ وكانت النتيجة رفضا واسع الانتشار للمفهوم الشيوعي،‏ مع تهديد معاقله بالانهيار بواسطة الحركات القومية والانفصالية.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٣]‏

عن الامم المتحدة

▪ لدى الامم المتحدة حاليا ١٦٠ عضوا.‏ والبلدان الوحيدة من ايّ حجم كان التي لا تنتمي بعدُ هي الكوريتان وسويسرا؛‏ ورفض استفتاء سويسري عام اجري في آذار ١٩٨٦ العضوية بنسبة ٣ الى ١.‏

▪ الى جانب منظمتها الرئيسية،‏ تدير ٥٥ منظمة خصوصية اضافية،‏ وكالات خصوصية،‏ لجان حقوق الانسان،‏ وعمليات حفظ السلام.‏

▪ كل امة عضوة مخوَّلة صوتا واحدا في الجمعية العامة،‏ ومع ذلك فلدى الامة الاكثر اكتظاظا بالسكان،‏ الصين،‏ نحو ٠٠٠‏,٢٢ ساكن مقابل كل ساكن واحد من العضوة الاقل اكتظاظا بالسكان،‏ سانت كيتس ونيڤِس.‏

▪ خلال الاحتفال بالسنة الدولية للسلام التي للامم المتحدة في سنة ١٩٨٦،‏ اختبر العالم ٣٧ نزاعا مسلحا،‏ اكثر منه في ايّ وقت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.‏

▪ من كل الامم الاعضاء في الامم المتحدة،‏ لدى ٣٧ في المئة مواطنون اقل مما لدى «الامة» الدولية المتحدة لشهود يهوه؛‏ ولدى ٥٩ في المئة مواطنون اقل من عدد الاشخاص الذين حضروا هذه السنة الاحتفال التذكاري بموت المسيح.‏

‏[الصور في الصفحة ٢٤]‏

لقد كان فوق قدرة البشر الناقصين ان يزوِّدوا حكومة كاملة

عُصبة الامم

الامم المتحدة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة