مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٣ ٨/‏١٢ ص ٢٠-‏٢٢
  • حياة المدينة في منحدرات تلال كاراكاس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حياة المدينة في منحدرات تلال كاراكاس
  • استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الرحلة صعودا
  • بيوت منحدرات التلال
  • الحياة في الـ‍ باريو
  • التقدُّم صعودا على الاقدام
  • الاستقبال
  • النزول
  • عندما حاول الجبل ان ينضم الى البحر
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠
  • اخذت قراراتي ويهوه في بالي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
  • ‏«اسم يهوه برج حصين»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • مساكنهم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٣
ع٩٣ ٨/‏١٢ ص ٢٠-‏٢٢

حياة المدينة في منحدرات تلال كاراكاس

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في ڤنزويلا

كاراكاس،‏ ڤنزويلا.‏ مباني المكاتب الشاهقة والحديثة تشرف على حركة المرور الصاخبة،‏ الدكاكين الناشطة،‏ والمطاعم المكتظة.‏ السُيَّاح يطوفون في الساحات العامة بسراويلهم القصيرة وقُبَّعاتهم الواقية من الشمس،‏ والكاميرات تتدلّى من اكتافهم.‏ والارصفة تعجُّ بالناس.‏

ولكن هنالك وجه آخر لـ‍ كاراكاس.‏ فوراء الابنية الحديثة من الكْروم،‏ الفولاذ،‏ والزجاج تكمن لوس سِرّوس (‏التلال)‏،‏ مجتمعات فريدة أُقيمت في منحدرات التلال.‏ وهي تتشبَّث بالصِّفاح الشديدة الانحدار التي تحيط بالمدينة من الشرق،‏ الغرب،‏ والجنوب.‏ ويعيش هناك مليونا شخص تقريبا،‏ في مئات الاحياء التي تُدعى باريو.‏

وكيف اتت هذه المجتمعات الى الوجود؟‏ في السنة ١٩٥٨ وضعت الحكومة خطَّة تهب المال لسكان المدينة العاطلين عن العمل.‏ فتدفَّق الناس الى العاصمة كاراكاس لينتفعوا من هذا التدبير.‏ وهجر كثيرون الارياف طالبين حسنات المدينة —‏ المستشفيات،‏ المدارس،‏ الجامعات.‏

والعنف السياسي والكساد الاقتصادي في البلدان المجاورة حرَّضا ايضا على الهجرة اذ اتى الناس الى كاراكاس بحثا عن عمل.‏ وسرعان ما امتلأت كاملا المنطقة المستوية لوادي كاراكاس،‏ مما دفع الناس الى الاتجاه صعودا بحثا عن مكان للسكن.‏ وهكذا وُلدت مجتمعات منحدرات التلال.‏

الرحلة صعودا

نبتدئ رحلتنا بالانضمام الى صف طويل من الناس.‏ انهم لا ينتظرون باصا بل سيارة جيپ،‏ وهي ملائمة اكثر للمُرتقى الصعب الممتدّ امامنا.‏ يقترب جيپ طويل الهيكل،‏ فيتزاحم فيه اثنا عشر شخصا.‏ يجلس خمسة على كل مقعد يمتد بالطول الى المؤخرة؛‏ ويتقاسم اثنان المقعد الامامي المرغوب فيه.‏ وسرعان ما نحني ظهورنا للدخول عبر الباب الخلفي.‏ ونحشر انفسنا في فسحة على المقعد،‏ نثني ركبتَينا جاعلينهما تحت ذقننا،‏ ونحاول تجنُّب دوس كيس خُضَر لاحدى السيدات.‏

نبتدئ بصعود المُرتقى الصعب.‏ الشوارع ضيقة وفي الغالب متعرِّجة.‏ وأحيانا تبدو شبه عمودية.‏ يُدخل السائق كسيتة موسيقاه المفضَّلة في آلة التسجيل،‏ فتسارع الاقدام الى الضرب ضربا خفيفا مرافِقةً الايقاع اللاتيني.‏ وفجأة ينادي شخص السائق:‏ ‏«دونديه پُوِدا!‏»‏ (‏حيثما تستطيع!‏)‏ تبدو طريقة غريبة يُطلَب بها ان يتوقف.‏ ولكن من الافضل الاعتماد على قراره.‏ فلو توقف الجيپ في احد امتدادات الطريق الاشد انحدارا لما تمكَّن ربما من السير ثانية —‏ على الاقل،‏ ليس الى الامام!‏ فيخرج بضعة مسافرين شُعْث متدافعين من الباب الخلفي،‏ بعد دَوْس بعض اصابع الاقدام في طريقهم.‏

وفي الحال نجد انفسنا خلف عربة تسير ببطء ويقطر سائل من كل شقّ فيها.‏ انها شاحنة ماء،‏ تنقل حمولتها النفيسة الى بيوت حيث الماء الجاري في الواقع ترفٌ غير معروف.‏ والناس غالبا ما يخزنونه في احواض او براميل نفط مستعملة.‏

ينتفض الجيپ لتوقُّف آخر من توقُّفاته الكثيرة،‏ فندرك انه قد حان لنا ان نخرج.‏ تبدو الارض الصلبة غريبة الى حد ما تحت اقدامنا،‏ فنتوقف لنعرف اين نحن.‏

بيوت منحدرات التلال

تُبنى المنازل في ايّ مكان وكيفما كان.‏ ويبدو ان غرفا اضافية او حتى طوابق اضافية تُزاد عليها فيما تكبر العائلات.‏ بعض المساكن صغير متين مصنوع من آجرّ الطين الناضج.‏ أما بعضها الآخر فمصنوع من ألواح خشبية ثقيلة،‏ علب معدنية جُعلت مسطَّحة،‏ او حتى صناديق شحن لا تزال تحمل الكلمات «هذا الجانب الى اعلى.‏»‏

يخيِّم الهدوء الى حد ما،‏ اذ توارى الآن الجيپ الهادر عن الانظار.‏ المنظر يقطع الانفاس.‏ فهناك،‏ في الاسفل البعيد،‏ يقع مركز كاراكاس.‏ وفجأة يحطم السكون صوت خشن من مكبِّر للصوت ينادي:‏ «معنا بصل.‏ معنا بطاطا،‏ يوكا،‏ وپلانتان.‏» وإذ نلتفت نرى ان الشاحنة التي كانت واقفة بهدوء على مقربة منا تصير فجأة مركزا للنشاط.‏ ويخدم صبي الزبائن من مؤخرة الشاحنة.‏

هنالك ما يقدَّر بـ‍ ٥٠٠ باريو في كاراكاس.‏ البعض مُسمًّى باسم «القديسين،‏» والبعض الآخر باسم تواريخ شهيرة او شخصيات سياسية بارزة.‏ والاسماء الاخرى ايضا تعكس مطامح السكان بدلا من الواقع.‏ مثلا:‏ إِل پروڠرِسّو (‏التقدُّم)‏،‏ نُوِڤو مونْدو (‏العالم الجديد)‏،‏ و إِل إنْكانْتو (‏البهجة)‏.‏

الحياة في الـ‍ باريو

هنا تزدهر الروح الاجتماعية.‏ فغالبا ما تُبذل جهود متَّحدة لتخليص باريو من اساءة استعمال المخدِّرات او الجريمة.‏ ومعظم الـ‍ باريوات لديها حوانيت —‏ دكاكين عامة تبيع مختلف الاشياء —‏ بالاضافة الى مدرسة وصيدلية،‏ حيث الصيدلي مستعد دائما للمساعدة على تشخيص العلل غير الخطيرة ووَصْف العلاجات لها.‏

لكنَّ الحياة هنا صعبة.‏ والدكتور إلْيو ڠومِس ڠريلو المختص بعلم الإجرام يصف المشاكل:‏ «في الوقت الحاضر يعيش في هذه المناطق الهامشية مليونا شخص لا يكادون يستطيعون بلوغ الضرورات الاساسية للحياة.‏ ان نسبة الديون المتأخِّرة ترتفع .‏ .‏ .‏ وحوادث الانتحار،‏ السطو،‏ سرقة البنوك،‏ والسلب المسلَّح الذي يؤدي الى القتل تبعث على القلق.‏» والنقص في الماء وانقطاع الكهرباء امران مألوفان.‏

في الفصل الممطر،‏ تتغيَّر لوس سِرّوس كليا.‏ فالتراب يتحوَّل الى وحل،‏ السلالم تتحوَّل الى شلالات مصغَّرة،‏ والنفاية تنزلق عبر النهرين الجاريين على جانبي الطريق.‏ وطَرْق المطر على السطوح المصنوعة من الزنك يُصمّ الآذان؛‏ فتنقطع المحادثة في الداخل اذ يركِّز السكان على ايجاد طاسات ودِلاء لوضعها تحت الشقوق التي يتسرَّب منها الماء.‏ ولكن سرعان ما تطلّ الشمس مرة اخرى،‏ مجفِّفة السطوح والطرقات المشبعة بالماء.‏ وعلى نحو مماثل،‏ تتجدَّد الروح الڤنزويلية التي لا تُقهر.‏ وتستمر الحياة.‏

التقدُّم صعودا على الاقدام

لا تنتهي رحلتنا بعد.‏ فيلزم ايضا ان نصل الى بيت صديقنا.‏ وبين بيتين،‏ يمتد درج اسمنتي شديد الانحدار وغير متناسق الى اعلى التل.‏ وتتبارى في استئسار انتباهنا لافتات على بيوت ضيِّقة يبدو انها تتنافس من اجل المكان:‏ پايڠو سْيِرِس (‏اخيط سحّابات)‏؛‏ كورتِس دي پِلو (‏قصّ الشعر)‏؛‏ سي ڤِندِن إلادوس (‏هنا تُباع الآيس كريم)‏.‏ فالمقيمون يبتكرون كل انواع الطرائق لكسب العيش.‏ والبعض يدهنون السيارات بالرش،‏ يغيِّرون زيتها،‏ ويصلحونها —‏ كل ذلك هناك في الشارع.‏

وبعد ان نتوقف لنستريح عندما نصل الى قمة الدرج،‏ ننعطف وندخل شبكة من الممرات الضيقة بين البيوت.‏ ونخرج من متاهة الممرات هذه بعينين نصف مفتوحتين في اشعة الشمس الساطعة.‏ يقع بيت صديقنا في هذا الممر غير المعبَّد.‏ لا توجد ارقام للبيوت هنا —‏ ولا حتى خدمة بريد.‏ وتتخلَّل الهواءَ رائحة القهوة المخمَّرة الطازجة.‏ ولا شك ان مضيفينا سيستقبلوننا بتقديم القهوة في فناجين صغيرة،‏ الى جانب الـ‍ أريپا (‏خبز ذرة سائغ يصير لذيذ الطعم لِتنوُّع ما يُحشى به)‏.‏

الاستقبال

كما يُتوقَّع،‏ تستقبلنا العائلة بالضيافة المألوفة في الـ‍ رانشيتو البسيط انما النظيف الذي لهم،‏ كما تُدعى هذه البيوت الصغيرة.‏ و ‏«إستان إن سوكاسا»‏ (‏البيت بيتكم)‏ هي احد الامور الاولى التي يقولونها.‏

ولأن اشعة الشمس تقع على السطح المصنوع من الزنك،‏ نشكر على النسمة التي تهب الى الداخل عبر النوافذ الخالية من الزجاج.‏ لكنَّ النوافذ لها قضبان على طولها،‏ اذ ان السطو شائع الى حد كبير.‏ وإذ يلاحظ مضيفونا اننا نشعر بالحرّ،‏ يجلبون مِروحة كهربائية هي،‏ كالبرّاد والتلفزيون،‏ جهاز متوافر هنا.‏ وأرضية البيت اسمنتية.‏ أما عند كثيرين من الجيران فالارضية ترابية فقط.‏

انتقل الزوج،‏ وهو اب لخمسة اولاد صغار،‏ من الريف الى كاراكاس كمراهق للبحث عن امكانيات افضل في المدينة الكبيرة.‏ وسكن مع اخيه الاكبر سنا والمتزوِّج الذي،‏ ككثيرين قبله،‏ أَشهرَ مطالبته بحقه في قطعة ارض خالية في اعالي منحدر التل بوضع اوتاد حولها.‏ وفي ما بعد عندما التقى صديقنا مَن كانت ستصير زوجته،‏ قال اخوه بدافع الكَرَم انهما يستطيعان استعمال القطعة الصغيرة المتوافرة من الارض بجانب بيته لبناء بيت بديل مؤقت.‏ وبمساعدة الجيران والاقرباء بنى هذان الزوجان بيتهما القرميدي شيئا فشيئا،‏ في ذلك الموضع عينه.‏

تشعر العائلة بأن الموقع ليس الافضل على الاطلاق،‏ ولكنهم رضخوا للامر الواقع.‏ وهم قانعون بما لديهم.‏ ‹ربما نتمكن يوما ما من الانتقال الى اسفل التل،‏› يقولون،‏ ‏«سي ديوس كييري»‏ (‏إن شاء اللّٰه)‏.‏

تمر فترة ما بعد الظهر بشكل ممتع جدا مع هذه العائلة الفقيرة انما اللطيفة.‏ ومن حين الى آخر،‏ يقاطع محادثتنا اولاد صغار يأتون لشراء الحلوى عند النافذة الامامية.‏ فهذه هي الطريقة التي بها تساعد الزوجة على زيادة دَخْل زوجها.‏

النزول

نريد ان نغادر قبل ان يحلّ الظلام.‏ واليوم هو الجمعة،‏ والـ‍ باريو مفعم بالحياة اذ يأتي الرجال الى بيوتهم مع اجورهم.‏ فينشط بيع الحوانيت للبيرة،‏ وتضفي اصوات ايقاع الـ‍ سالسا والـ‍ ميرينڠ جوًّا من الاسترخاء على نهاية الاسبوع.‏

وحالما نصل الى الاسفل،‏ نسير نحو اقرب محطة للسكك الحديدية.‏ وهناك يأخذنا قطار كهربائي نفقي ناشط الحركة الى مركز المدينة.‏ فنشعر بالارتياح قليلا لعودتنا الى ارض مألوفة اكثر.‏ ولكن اذ نلتفت الى الوراء نحو الاعلى الى لوس سِرّوس،‏ وهي الآن كتلة اضواء تومض في الظلام،‏ يسرُّنا اننا تمكَّنا من الاطلاع بشكل افضل على هذا الجانب الآخر من كاراكاس.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة