مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠١ ٢٢/‏١٢ ص ١٩-‏٢٣
  • ثقتي باللّٰه دعمتني

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ثقتي باللّٰه دعمتني
  • استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تغيير الدين
  • مختبئة ولكن مثابرة على الكرازة
  • الاعتقال والسجن
  • رفضي صنع السلاح
  • النجاة من نهاية الحرب
  • الاتّحاد ثانية بالرفقاء الشهود
  • نشاط ما بعد الحرب
  • نجونا بعون يهوه من قبضة نظامَين مستبدَّين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • فرِحة بخدمة يهوه رغم المحن
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • مدعومة خلال المحن الشديدة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • يا له من فرح ان نجلس على مائدة يهوه!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠١
ع٠١ ٢٢/‏١٢ ص ١٩-‏٢٣

ثقتي باللّٰه دعمتني

كما روتها رايتشِل ساكسييوني ليڤاي

عندما اشبعتني حارسة ضربا على وجهي لأني رفضتُ صنع قطع لقاذفات القنابل التابعة للنازيين،‏ قالت لها حارسة اخرى:‏ «من الأفضل ان تتوقّفي.‏ فهؤلاء ‹البيبلفورشر› سيدَعون انفسهم يُضربون حتى الموت من اجل الههم».‏

حصل ذلك في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤٤ في بَيندورف،‏ في معسكر العمل الالزامي للنساء قرب مناجم الملح شمالي المانيا.‏ دعوني اشرح لكم كيف وصلتُ الى هناك وتمكّنتُ من البقاء على قيد الحياة خلال الاشهر الاخيرة للحرب العالمية الثانية.‏

وُلدتُ في عائلة يهودية في امستردام،‏ هولندا،‏ سنة ١٩٠٨،‏ وكنت المولودة الثانية بين ثلاث فتيات.‏ كان ابي صاقل الماس،‏ كالعديد من اليهود في امستردام قبل الحرب العالمية الثانية.‏ لكنه مات وأنا في الـ‍ ١٢ من العمر،‏ فأتى جدي ليسكن معنا.‏ كان جدي رجلا متديّنا،‏ فحرص على تربيتنا وفق التقاليد الدينية.‏

تعلّمتُ كأبي مهنة قطع الالماس،‏ وفي سنة ١٩٣٠ تزوّجتُ احد زملائي فرُزقنا بِوَلدين —‏ سيلڤاين،‏ صبي مغامر مفعم بالحياة،‏ وكاري،‏ فتاة صغيرة هادئة وجميلة.‏ من المؤسف ان زواجنا لم يدم طويلا.‏ وفي سنة ١٩٣٨ بعيد الطلاق،‏ تزوّجتُ لُوِي ساكسييوني،‏ ايضا صاقل الماس.‏ ثم في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٤٠،‏ وُلدَت ابنتنا يوهانّا.‏

رغم كون لُوِي يهوديا،‏ لم يكن يمارس دينه.‏ لذلك لم نعد نحتفل بالأعياد الدينية التي طالما ابهرتني في طفولتي.‏ لقد افتقدتُ تلك الاعياد كثيرا،‏ ولكني في داخلي لم اتوقّف قط عن الايمان باللّٰه.‏

تغيير الدين

في اوائل سنة ١٩٤٠ التي بدأ خلالها الألمان احتلالهم هولندا،‏ اتت امرأة الى بيتنا وحدثتني عن الكتاب المقدس.‏ لم افهم الكثير مما قالته،‏ ولكني قبلتُ منها المطبوعات تكرارا.‏ غير اني لم اقرأها البتة اذ رفضتُ ان تربطني اية صلة بيسوع.‏ فقد سبق وتعلّمتُ انه يهودي مرتدّ.‏

ثم في احد الأيام قرع رجل بابي.‏ فطرحتُ عليه اسئلة مثل:‏ «لمَ لم يخلق اللّٰه بشرين آخرين بعد ان اخطأ آدم وحواء؟‏ لمَ هنالك الكثير من الألم؟‏ لمَ يكره الناس بعضهم بعضا ويشنون الحروب؟‏».‏ فأكّد لي انه سيجيب عن اسئلتي من الكتاب المقدس ان مارستُ الصبر.‏ وهكذا رتّبنا لدرس بيتي في الكتاب المقدس.‏

مع ذلك،‏ قاومتُ فكرة كون يسوع هو المسيَّا.‏ ولكن سرعان ما صلَّيت بشأن المسألة،‏ وابتدأتُ بقراءة نبوات مسيّانية في الكتاب المقدس متفحِّصة اياها من منظار مختلف.‏ (‏مزمور ٢٢:‏٧،‏ ٨،‏ ١٨؛‏ اشعياء ٥٣:‏١-‏١٢‏)‏ فمكّنني يهوه ان ارى ان تلك النبوات تمّت في يسوع.‏ ومع ان زوجي لم يهتم بالأمور التي كنت اتعلّمها،‏ لم يعارض صيرورتي واحدة من شهود يهوه.‏

مختبئة ولكن مثابرة على الكرازة

شكّل احتلال الألمان هولندا خطرا عليّ.‏ فأنا لم اكن فقط من اليهود،‏ الذين يعتقلهم الألمان لأخذهم الى معسكرات الاعتقال،‏ بل ايضا واحدة من شهود يهوه،‏ هيئة دينية يحاول النازيون محوها من الوجود.‏ مع ذلك،‏ بقيتُ نشيطة في عمل الكرازة اذ كنت اقضي معدّل ستين ساعة شهريا في اخبار الآخرين عن ايماني المسيحي الجديد.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

ذات ليلة في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤٢،‏ لم يعد زوجي من عمله الى المنزل.‏ وكما تبيّن لاحقا،‏ كان قد اوقف مع زملائه خلال العمل.‏ لم ارَه ثانية قط.‏ لذلك نصحني رفقائي الشهود ان اختبئ مع اولادي.‏ ولكن إذ كان بقاء اربعتنا معا في مكان واحد يشكّل خطرا علينا،‏ اضطررتُ ان اترك اولادي مع آخرين وأذهب للمكوث عند اخت مسيحية في الجهة الاخرى من امستردام.‏

كثيرا ما افلتّ من القبض عليّ بجلد اسناني.‏ ففي احدى الليالي،‏ بينما كان شاهد ينقلني الى مخبإ جديد على درّاجته،‏ اوقفنا شرطيَّان هولنديان اذ كان مصباح الدرّاجة معطّلا.‏ فصوّبا مشعليهما الكهربائيين في وجهي وعرفا هويّتي.‏ من المفرح ان كل ما قالاه كان:‏ «اذهبا بسرعة —‏ ولكن سيرا على الاقدام».‏

الاعتقال والسجن

ذات صباح في ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٤ فيما كنت على وشك الابتداء بخدمتي،‏ اوقفتُ —‏ ليس لأني شاهدة بل لأني يهودية.‏ فنُقلتُ الى سجن في امستردام حيث بقيتُ عشرة ايام.‏ ثم توجّهنا بالقطار مع يهود آخرين الى معسكر ڤستربورك الانتقالي في الجزء الشمالي الشرقي من هولندا.‏ من هناك،‏ كان اليهود يؤخذون الى المانيا.‏

في ڤستربورك،‏ التقيتُ صهري وابنه،‏ اللذين سبق ان اعتُقلا ايضا.‏ كنت الشاهدة الوحيدة بين اليهود،‏ وكنت اصلّي الى يهوه باستمرار طلبا لدعمه.‏ بعد يومين،‏ فيما كنت جالسة برفقة صهري وابنه في قطار لنقل الماشية وعلى وشك التوجه نحو اوشڤيتس او سوبيبور،‏ معسكرَي الموت في پولندا،‏ استُدعيتُ فجأة لنقلي الى قطار مختلف —‏ قطار لنقل الرّكاب.‏

كان القطار يحمل على متنه زملاء سابقين في مهنة الالماس.‏ فنحو مئة عامل بالألماس نُقلوا الى برڠِن-‏بلزِن في الجزء الشمالي من المانيا.‏ وعلمتُ لاحقا ان مهنتي قد انقذت حياتي،‏ لأن اليهود الذين أُخذوا الى اوشڤيتس وسوبيبور توجّهوا مباشرة نحو غرف الغاز!‏ وهذا ما حصل لزوجي،‏ اثنين من اولادي،‏ وأقرباء آخرين.‏ غير اني لم اعرف حينئذ ما قد حلَّ بهم.‏

في برڠن-‏بلزِن وُضعنا نحن قاطعي الألماس في ثكنات خاصة.‏ ولحفظ ايدينا بغية الإفلاح في عملنا الدقيق،‏ لم يُطلب منا القيام بعمل آخر.‏ كنت الشاهدة الوحيدة في فريقنا،‏ وقد تكلّمتُ بجرأة الى زملائي اليهود عن ايماني الجديد.‏ ولكنهم اعتبروني مرتدّة،‏ تماما كما اعتُبر الرسول بولس في القرن الاول.‏

لم يكن لديّ كتاب مقدس،‏ وكنت اتوق الى الطعام الروحي.‏ ولكن ثمة طبيب متديِّن في المعسكر كان يملك كتابا مقدسا،‏ فأعطاني اياه مقابل بضع قطع من الخبز وقليل من الزبدة.‏ لقد قضيتُ سبعة اشهر مع ‹فريق الألماس› هذا في برڠِن-‏بلزِن.‏ وتلقّينا معاملة جيدة نسبيا،‏ ممّا اثار تجاهنا من قِبَل السجناء اليهود الآخرين مشاعر عدائية.‏ ولكن تبيّن في النهاية انه لم يوجد الماس نصقله.‏ فنُقلت ونحو ٧٠ من النساء اليهوديات الى معسكر اعتقال للنساء في بَيندورف في ٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤٤.‏

رفضي صنع السلاح

في المناجم قرب المعسكر،‏ نحو ٤٠٠ متر تحت سطح الارض،‏ كان على المساجين ان يعملوا في صنع قطع لقاذفات القنابل.‏ عندما رفضتُ الاشتراك في هذا العمل،‏ تلقّيتُ بضع لطمات عنيفة.‏ (‏اشعياء ٢:‏٤‏)‏ وقد زمجر الحارس قائلا انه يُستحسن ان اكون جاهزة للعمل في اليوم التالي.‏

في الصباح التالي،‏ لم احضر عند تلاوة الاسماء لتفقّد السجناء اذ بقيتُ في الثكنة.‏ كنت متأكّدة انني سأُقتل رميا بالرصاص،‏ فصلّيتُ الى يهوه ان يكافئني على ايماني،‏ ورحتُ اردّد لنفسي احد المزامير في الكتاب المقدس:‏ «على اللّٰه توكلت فلا اخاف.‏ ماذا يصنعه بي الانسان».‏ —‏ مزمور ٥٦:‏١١‏.‏

فُتِّشت الثكنات فعُثر عليَّ.‏ عندئذ،‏ حدث ان ضربتني احدى الحارسات مرة بعد مرة،‏ سائلة:‏ «مَن هو الذي يمنعك من العمل؟‏».‏ وفي كل مرة،‏ كنت اجيب انه اللّٰه.‏ وهنا قالت لها حارسة اخرى:‏ «من الأفضل ان تتوقّفي.‏ فهؤلاء البيبلفورشرa سيدَعون انفسهم يُضربون حتى الموت من اجل الههم».‏ فكم قوّتني كلماتها!‏

بما ان تنظيف الحمامات كان يُعيّن عقابا وكان اقذر عمل تصوّرته،‏ اقترحتُ القيام به.‏ وسُررتُ عند نيلي التعيين لأن هذا العمل لا يتعارض مع ضميري.‏ وذات صباح اتى الينا قائد المعسكر،‏ الذي يهابه الجميع.‏ فوقف مقابلي وقال:‏ «اذًا،‏ انتِ هي اليهودية التي لا تريد ان تعمل؟‏».‏

فأجبته قائلة:‏ «يمكنك ان ترى انني اعمل».‏

‏«ولكنكِ لن تعملي للمجهود الحربي،‏ أليس كذلك؟‏».‏

فقلتُ له:‏ «لا،‏ فاللّٰه لا يريد ذلك».‏

‏«ولكنكِ ان عملتِ في صنع هذه القطع لا تكونين مشتركة في القتل،‏ ألا توافقينني الرأي؟‏».‏

فأوضحتُ له حينئذ انه باشتراكي في صنع الاسلحة،‏ أُخالف ضميري المسيحي.‏

فأخذ مِكنستي وقال:‏ «ألا استطيع ان اقتلكِ بهذه؟‏».‏

فأجبته:‏ «بلى،‏ ولكن المِكنسة لم تُصمّم لهذا القصد،‏ بخلاف المسدس».‏

تحدّثنا عن كون يسوع يهوديا وعن صيرورتي واحدة من شهود يهوه رغم انني يهودية الاصل.‏ وما ان ذهب حتى اقترب السجناء مني،‏ متحيِّرين من اين لي الجرأة على التكلّم بمنتهى الهدوء الى قائد المعسكر.‏ فأجبتهم بأنها ليست مسألة جرأة بل اني استطعتُ ذلك لأن الهي قد اعطاني القوة على التكلُّم هكذا.‏

النجاة من نهاية الحرب

في ١٠ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٤٥،‏ فيما اقتربَت قوات الحلفاء من بَيندورف،‏ كان علينا ان نقف في الفناء بانتظار تلاوة الاسماء طيلة النهار تقريبا.‏ بعدئذ،‏ حُشرت مع نحو ١٥٠ امرأة،‏ في قطارات لنقل الماشية،‏ دون طعام او ماء.‏ وقد انطلقت القطارات باتجاه مجهول،‏ وبقينا اياما نسافر ذهابا وإيابا بين خطوط الجبهات.‏ حتى ان البعض خنقن رفيقاتهن السجينات لتوسيع المكان في القطارات،‏ ممّا سبّب لنساء عديدات انهيارا عقليا.‏ ولكن ما جعلني احتمل،‏ كان ثقتي بعناية يهوه بي.‏

ذات يوم،‏ توقّف قطارنا قرب معسكر للرجال،‏ وسُمح لنا بالخروج.‏ وأعطي بعض منا دلاء لاستقاء الماء من المعسكر.‏ فما ان وصلتُ الى الحنفية حتى شربتُ مطوّلا،‏ ثم ملأت الدلو.‏ وكان عند عودتي ان النساء هجمن عليّ كالحيوانات الوحشية.‏ فانصبّ الماء كلُّه من الدلو على الارض.‏ وكان اعضاء وحدات الحماية (‏نخبة حرس هتلر)‏ يتفرَّجون على المشهد مستغرقين في الضحك.‏ وبعد احد عشر يوما،‏ انتهى بنا الامر الى أَيدلْستد،‏ معسكر في احدى ضواحي هامبورڠ.‏ وقد مات نحو نصف فريقنا نتيجة قسوة الرحلة.‏

ذات يوم في أَيدلْستد،‏ فيما كنت اقرأ من الكتاب المقدس على بعض النساء،‏ أطلّ قائد المعسكر فجأة من النافذة.‏ فارتعبنا حقا لأن الكتاب المقدس كان ممنوعا في المعسكر.‏ اقترب قائد المعسكر،‏ اخذ الكتاب المقدس وقال:‏ «هذا كتاب مقدس،‏ أليس كذلك؟‏».‏ ولكن لراحتي الكبيرة،‏ لم يلبث ان اعاده اليّ قائلا:‏ «ان ماتت احدى النساء،‏ فعليك ان تقرأي جهارا شيئا منه».‏

الاتّحاد ثانية بالرفقاء الشهود

بعد ١٤ يوما من تحريرنا،‏ نقلَنا الصليب الاحمر الى مدرسة قرب مالمو،‏ السويد.‏ وهناك بقينا في حجْر صحّي فترة وجيزة.‏ فسألتُ احدى الممرّضات هل بإمكانها ان تُعلم شهود يهوه انني في مأوى اللاجئين.‏ استُدعيتُ بعد بضعة ايام،‏ وعندما اخبرتُ المرأة التي اتت انني شاهدة،‏ ابتدأت تبكي.‏ فقد كانت شاهدة هي ايضا!‏ بعد ان هدأَت،‏ اخبرتني ان الشهود في السويد طالما صلّوا من اجل اخوتهم وأخواتهم في معسكرات الاعتقال النازية.‏

من ذلك الحين فصاعدا،‏ كانت اخت تزورني يوميا ومعها القهوة والحلوى.‏ بعد تركي مأوى اللاجئين،‏ نُقلت الى مكان قرب ڠوتبورڠ حيث نظّم الشهود بعد ظهر احد الايام لقاء جميلا من اجلي.‏ ومع اني لم اتمكّن من فهم لغتهم،‏ شعرتُ بالدفء لوجودي بين اخوتي وأخواتي مرة اخرى.‏

بينما كنت في ڠوتبورڠ،‏ تلقّيتُ رسالة من شاهد في امستردام مفادها ان ولديَّ سيلڤاين وكاري بالإضافة الى كل اقربائي قد اعتُقلوا ولم يعودوا قط.‏ وقد نجَت ابنتي يوهانّا وأختي الاصغر فقط.‏ ومؤخرا،‏ قرأتُ اسمَي ابني وابنتي في سجل بأسماء اليهود الذين قُتلوا في حجرة الغاز في اوشڤيتس وسوبيبور.‏

نشاط ما بعد الحرب

لدى عودتي الى امستردام وبعد اجتماعي ثانية بابنتي يوهانّا التي كانت قد بلغت الخامسة من عمرها،‏ انخرطتُ فورا في الخدمة ثانية.‏ التقيتُ احيانا بعض الذين كانوا اعضاء الحركة الهولندية الاشتراكية الوطنية المعروفة بالـ‍ NSB،‏ الحزب السياسي الذي سبق ان تعاون مع الألمان.‏ لقد ساهم هؤلاء فعليا في قتل كامل عائلتي.‏ وكان عليّ التغلّب على المشاعر السلبية بغية الاشتراك معهم في البشارة عن ملكوت اللّٰه.‏ وبقيتُ افكّر ان يهوه هو من يفحص القلب وأنه في النهاية هو مَن يدين،‏ وليس أنا.‏ وكم بورِكتُ على ذلك!‏

درستُ الكتاب المقدس مع امرأة كان زوجها مسجونا لأنه تعاون مع النازيين.‏ وأحيانا فيما كنت ارتقي درج منزلها،‏ كنت اسمع الجيران يقولون:‏ «انظروا!‏ تلك اليهودية تزور اناس الـ‍ NSB مجددا».‏ ولكن رغم المقاومة الخطيرة من زوجها المسجون المعادي للسامية،‏ اصبحت هذه المرأة وبناتها الثلاث جميعا شهودا ليهوه.‏

كم افرحني ان ابنتي يوهانّا نذرت لاحقا حياتها ليهوه.‏ وقد انتقلتُ معها للخدمة حيث الحاجة اعظم الى منادين بالملكوت.‏ كما تمتّع كلانا ببركات روحية عديدة.‏ والآن اسكن في بلدة صغيرة في جنوب هولندا،‏ حيث اشترك في العمل الكرازي مع باقي الجماعة كلّما سنحت الفرصة.‏ اذ اتطلّع الى الماضي،‏ لا يسعني سوى القول انني لم اشعر قط بأن يهوه تخلّى عني.‏ فلطالما شعرتُ بأن يهوه وابنه الحبيب يسوع هما معي،‏ حتى في اسوإ الظروف.‏

خلال الحرب خسرتُ زوجي،‏ اثنين من اولادي،‏ ومعظم افراد عائلتي.‏ ولكن لي رجاء برؤيتهم جميعا ثانية في عالم اللّٰه الجديد.‏ عندما اكون وحدي وأفكّر في ما عانيته في الماضي،‏ اتأمل بفرح وشكر في كلمات المزمور:‏ «ملاك الرب حالٌّ حول خائفيه وينجِّيهم».‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٧‏.‏

‏[الحاشية]‏

a الاسم الذي كان شهود يهوه في المانيا معروفين به آنذاك.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

يهود يؤخذون الى المانيا من المعسكر في ڤستربورك

‏[مصدر الصورة]‏

Herinneringscentrum kamp Westerbork

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

مع ولديَّ كاري وسيلڤاين،‏ اللذين قُتلا في المحرقة

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

في الحجر الصحي في السويد

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

بطاقة هوية مؤقتة لإعادتي الى موطني

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مع ابنتي يوهانّا اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة