مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩١ ١/‏٨ ص ٢٥-‏٢٩
  • يا له من فرح ان نجلس على مائدة يهوه!‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يا له من فرح ان نجلس على مائدة يهوه!‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • اختبار المحن
  • طعام روحي في المعسكر
  • الامانة حتى الموت
  • تدابير روحية في نوينڠاما
  • بركات روحية بوفرة
  • المحافظة على الاستقامة في المانيا النازية
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • نجونا بعون يهوه من قبضة نظامَين مستبدَّين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • المحافظة على الاستقامة في المانيا النازية
    استيقظ!‏ ١٩٨٦
  • لا شيء افضل من الحق
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
ب٩١ ١/‏٨ ص ٢٥-‏٢٩

يا له من فرح ان نجلس على مائدة يهوه!‏

كما رواها إرنست ڤوير

من السهل عليَّ اليوم نسبيا ان احضر اجتماعات شهود يهوه،‏ ان ادرس الكتاب المقدس،‏ وأن اكرز ببشارة الملكوت.‏ ولكن،‏ لم تكن الحال دائما هكذا هنا في المانيا.‏ فعندما كان ادولف هتلر دكتاتورا،‏ من السنة ١٩٣٣ الى السنة ١٩٤٥،‏ استلزم اشتراك المرء في نشاطات مسيحية كهذه المجازفة بحياته.‏

قبل ان يأتي هتلر الى السلطة بسنة،‏ عندما كنت في الـ‍ ٣٠ من عمري،‏ التقيت لأول مرة شهود يهوه في دْرَسْدن.‏ وفي كانون الثاني ١٩٣٥،‏ نذرت نفسي ليهوه وعبَّرت عن رغبتي في ان اعتمد.‏ وكان عملنا قد حُظِر في السنة ١٩٣٣،‏ لذلك سُئلت:‏ «هل تدرك ما يعنيه قرارك؟‏ انت تعرِّض عائلتك،‏ صحتك،‏ عملك،‏ حريتك،‏ وحتى حياتك للخطر!‏»‏

‏«لقد حسبت النفقة،‏ وأنا مستعد لأفعل مشيئة اللّٰه وأن اموت من اجلها،‏» اجبت.‏

وحتى قبل معموديتي،‏ بدأت اكرز من بيت الى بيت.‏ وعند احد الابواب،‏ قابلت قائدا شابا من الـ‍ SS (‏حرس هتلر الخاص ذوو البزات السوداء)‏،‏ الذي صرخ:‏ «ألا تعلم ان هذا ممنوع؟‏ سأطلب الشرطة!‏»‏

‏«هيَّا.‏ فأنا اتكلم فقط عن الكتاب المقدس،‏ وليس هنالك اي قانون ضد ذلك،‏» اجبت بهدوء.‏ وفي الحال التفتُّ الى الباب التالي ودعاني رجل ودّي فورا الى الداخل.‏ ولم يحدث اي شيء لي.‏

وسرعان ما عُهد اليَّ بالاهتمام بفريق للدرس يتألف من خمسة الى سبعة شهود كانوا يجتمعون اسبوعيا.‏ وكنا ندرس اعدادا من برج المراقبة كان يجري تهريبها الى المانيا من البلدان المجاورة.‏ ولذلك،‏ على الرغم من الحظر،‏ كنا نجلس قانونيا على «مائدة الرب» لكي نتقوَّى روحيا.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٢١‏.‏

اختبار المحن

في سنة ١٩٣٦،‏ زار ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس جمعية برج المراقبة محفلا في لوسرن،‏ سويسرا،‏ ودعا الاخوة الذين كانوا يشغلون مراكز الاشراف الثيوقراطي في المانيا الى ان يكونوا حاضرين.‏ وبما انه جرت مصادرة جوازات سفر كثيرين من الاخوة وكانت الشرطة تراقب عن كثب عددا من الاخوة،‏ تمكّن قليلون فقط من الحضور.‏ فطلب اليَّ الاخ الذي يشرف على العمل في دْرَسْدن ان امثّله في لوسرن.‏

‏«ولكن ألستُ صغيرا جدا وعديم الخبرة؟‏» سألت.‏

‏«ان ما يهم الآن،‏» اكّد لي،‏ «هو الكينونة امينا.‏ ذلك هو الامر الرئيسي.‏»‏

بعد عودتي من لوسرن بمدة وجيزة،‏ جرى توقيفي وإبعادي فجأة عن زوجتي إيڤا وولدَينا الصغيرين.‏ وفي طريقي الى مركز الشرطة الرئيسي في دْرَسْدن حاولت بجهد بالغ ان اتذكر آية لكي توجّهني.‏ فخطرت ببالي الامثال ٣:‏٥،‏ ٦‏:‏ «توكَّل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.‏ في كل طرقك اعرفه وهو يقوّم سبلك.‏» ان تذكّر هذه الآية قوَّاني للاستجواب الاولي.‏ وبعد ذلك سُجنت في زنزانة ضيقة،‏ وللحظة انتباني شعور يائس بأنني هُجرت.‏ لكنّ الصلاة الحارة ليهوه ملأتني سلاما.‏

حكمت عليَّ المحكمة بالسجن لمدة ٢٧ شهرا.‏ وأُبقيت في سجن انفرادي سنة واحدة في الاصلاحية في بوتسن.‏ وذات مرة،‏ فتح ضابط قضائي متقاعد —‏ كان يحل محل شخص آخر —‏ باب زنزانتي وقدَّم تعليقا على نحو متعاطف:‏ «انا اعلم انه غير مسموح لك بأن تقرأ اي شيء،‏ ولكن ربما تحتاج الى شيء يريح ذهنك بحيث لا تفكّر في حالتك.‏» وبذلك مرَّر اليَّ خلسة بضع مجلات عائلية قديمة وقال:‏ «سأستعيدها الليلة.‏»‏

وفي الواقع لم اكن احتاج الى اي شيء ‹يريح ذهني بحيث لا افكّر في حالتي.‏› فبينما كنت في السجن الانفرادي،‏ كنت اتذكر آيات الكتاب المقدس من الذاكرة وأطوّر مواعظ وألقيها بصوت عالٍ.‏ لكنني القيت نظرة سريعة على المجلات لأرى ما اذا كانت تحتوي على أية آيات من الاسفار المقدسة —‏ فوجدت العديد!‏ واحداها كانت فيلبي ١:‏٦‏،‏ التي تقول جزئيا:‏ «واثقا .‏ .‏ .‏ أنَّ الذي ابتدأ فيكم عملا صالحا يكمِّل.‏» فشكرت يهوه على هذا التشجيع.‏

وبعد ذلك نُقلت الى معسكر للأشغال.‏ ثم،‏ في ربيع ١٩٣٩،‏ فيما كان يُنتظر انتهاء سجني،‏ سأل المشرف على المعسكر ما اذا كانت آرائي قد تغيرت.‏ «انا انوي البقاء وليًّا لايماني» كانت اجابتي.‏ وبعد ذلك اعلمني انه سيجري نقلي الى معسكر الاعتقال ساكسنهاوزن.‏

وهناك سلَّمت ملابسي الشخصية،‏ اغتسلت بالدُشّ،‏ حُلق شعر جسدي كله،‏ وزُوِّدت بملابس السجن.‏ ثم وُضعت تحت الدُشّ مرة اخرى،‏ وهذه المرة بكامل ملابسي —‏ عملية يسميها الـ‍ SS «المعمودية.‏» وبعدئذ أُكرهت على الوقوف خارجا،‏ مبلَّلا تماما،‏ حتى المساء.‏

وفي المعسكرات كان الـ‍ SS يُخضعون شهود يهوه لوحشية غير اعتيادية.‏ وفي مناسبات كثيرة كان علينا ان نقف في ساحة العرض العسكري لساعات بدت بدون نهاية.‏ وأحيانا كان واحد منا يتنهد:‏ «أليس لذيذا ان نحصل على وجبة جيدة حقا؟‏» فكان آخر يجيب:‏ «لا تركّز ذهنك على امور كهذه.‏ فكّر فقط اي شرف هو ان ندافع عن اسم يهوه وملكوته.‏» وكان شخص آخر يضيف:‏ «يهوه سيقوينا!‏» وبهذه الطريقة كنا نشجع بعضنا بعضا.‏ وأحيانا كانت مجرد ايماءة وديَّة بالرأس كافية لتقول:‏ «اريد ان اكون وليًّا؛‏ وأنت ايضا تريد!‏»‏

طعام روحي في المعسكر

كان اشخاص معيَّنون يأخذون القيادة بإطعام الاخوة روحيا،‏ وجرى اختياري لمساعدتهم.‏ وكل ما لدينا كان كتابا مقدسا لوثريا سميكا.‏ وكانت حيازته ممنوعة طبعا.‏ لذلك خُبئ هذا الكنز،‏ وفي كل مجموعة من الزنزانات امكن لأخ معيَّن واحد فقط الحصول عليه لمدة قصيرة.‏ وعندما يحين دوري كنت ازحف تحت السرير مع مصباح كهربائي بحجم الجيب وأقرأ نحو ١٥ دقيقة.‏ فاستظهرت آيات من الاسفار المقدسة امكن لي ان اناقشها لاحقا مع الاخوة في مجموعة الزنزانات التي لنا.‏ وهكذا،‏ كان توزيع الطعام الروحي منظَّما الى حد ما.‏

وجرى تشجيع جميع الاخوة ان يطلبوا من يهوه بالصلاة مزيدا من الطعام الروحي،‏ وقد سمع تضرعاتنا.‏ ففي شتاء ١٩٣٩⁄‏١٩٤٠ نجح اخ مسجون حديثا في تهريب بضعة اعداد جديدة من برج المراقبة الى المعسكر داخل رجله الخشبية.‏ وبدا ذلك كأنه اعجوبة،‏ لأنه جرى تفتيش جميع الاشخاص بدقة.‏

لاسباب امنية،‏ جُعلت هذه المجلات متوافرة للاخوة المختارين ليوم واحد في كل مرة.‏ وذات مرة،‏ عندما كان مرأب قيد التشييد،‏ جثمت في خندق وقرأت فيما راقب احد الاخوة خارجا.‏ وفي مناسبة اخرى وضعت برج المراقبة في حِجْري في اثناء «ساعة الخياطة» التي لنا (‏في الامسيات كنا نجلس في ثكنتنا نصلح القفافيز وأشياء اخرى)‏،‏ فيما كان اخوة يجلسون في الجانبين كرقباء.‏ وعندما اتى حارس من الـ‍ SS خبأت برج المراقبة بسرعة.‏ فالامساك بي كان سيعني حياتي!‏

لقد ساعدنا يهوه على نحو رائع على استظهار الافكار المشجِّعة في المقالات.‏ وعادة كان الانهاك التام يحملني على النوم العميق في الليل.‏ ولكن في الليالي التي تلت قراءتي برج المراقبة،‏ كنت استيقظ مرارا عديدة واتذكر الافكار بوضوح تام.‏ وكانت لدى الاخوة المعيَّنين في مجموعات الزنزانات الاخرى اختبارات مماثلة.‏ وهكذا جعل يهوه ذاكرتنا حادة بحيث يمكن ان نوزع الطعام الروحي.‏ وقمنا بذلك بالاقتراب الى كل اخ شخصيا وتقويته.‏

الامانة حتى الموت

في ١٥ ايلول ١٩٣٩ كان على فرقتنا للاشغال ان تعود الى المعسكر ابكر من المعتاد.‏ فماذا كانت المناسبة؟‏ أوڠست دِكمان،‏ احد اخوتنا الاحداث،‏ كان سيُعدم علنا.‏ وكان النازيون واثقين بأن ذلك سيقنع عددا كبيرا من الشهود بإنكار ايمانهم.‏ وبعد الاعدام،‏ صُرف جميع المساجين الآخرين.‏ ولكن نحن شهود يهوه جرت مطاردتنا بواسطة الكلاب جيئة وذهابا في ساحة العرض العسكري،‏ رُفسنا وضُربنا بالعصي حتى لم يعد يمكننا ان نتحرك بعدُ.‏ وأُمرنا بتوقيع بيان ننكر فيه ايماننا؛‏ وإلا فسنُعدم نحن ايضا رميا بالرصاص.‏

وعند نهاية اليوم التالي،‏ لم يوقّع احد.‏ وفي الواقع،‏ ثمة مسجون جديد،‏ كان قد وقَّع لدى وصوله،‏ اما الآن فتراجع عن توقيعه.‏ لقد فضَّل الموت مع اخوته على مغادرة المعسكر كخائن.‏ وفي الاشهر التي تلت جرت معاقبتنا بالاشغال الشاقة،‏ سوء المعاملة المتواصل،‏ والحرمان من الطعام.‏ واكثر من مئة من اخوتنا ماتوا خلال شتاء ١٩٣٩⁄‏١٩٤٠ القاسي.‏ لقد حافظوا على استقامتهم امام يهوه وملكوته حتى النهاية.‏

وبعد ذلك زود يهوه بعض الراحة.‏ فقد جرى ترحيل اخوة كثيرين ليعملوا في معسكرات مؤسَّسة حديثا،‏ حيث حصلوا على مقدار اكبر من الطعام.‏ وفضلا عن ذلك،‏ خفَّت حدة سوء المعاملة الى حد ما.‏ وفي ربيع ١٩٤٠،‏ نُقلت الى معسكر الاعتقال نوينڠاما.‏

تدابير روحية في نوينڠاما

عندما وصلت،‏ كان هنالك فريق من حوالي ٢٠ شاهدا،‏ دون اي كتاب مقدس او مطبوعات اخرى.‏ فصليت الى يهوه لكي يساعدني في استعمال الامور التي تعلمتها في ساكسنهاوزن لتقوية الاخوة في نوينڠاما.‏ وكخطوة اولى،‏ تذكرت آيات وانتقيتها كآ‌يات يومية.‏ ثم صُنعت تدابير من اجل الاجتماعات يمكنني فيها ان اوضح افكارا من مقالات برج المراقبة التي كنت قد قرأتها في ساكسنهاوزن.‏ وعندما وصل اخوة جدد ذكروا الامور التي تعلموها من اعداد حديثة من برج المراقبة.‏

وبحلول السنة ١٩٤٣ كان عدد شهود يهوه في نوينڠاما قد ارتفع الى ٧٠.‏ وصار شهود يهوه المفضَّلين للقيام باعمال خارج المعسكر،‏ كالتنظيف بعد الغارات الجوية.‏ ونتيجة لذلك،‏ تمكّنا من جلب الكتب المقدسة،‏ نُسَخ من برج المراقبة،‏ وبعض كتب وكراريس الجمعية سرًّا الى المعسكر.‏ وتلقّينا ايضا طرودا بالبريد،‏ تحتوي على مطبوعات اضافية،‏ بالاضافة الى خمر حمراء وخبز فطير للذكرى السنوية.‏ فمن الواضح ان يهوه اعمى اولئك الذين فتَّشوا الطرود.‏

واذ كنا مشتّتين بين ثكنات مختلفة،‏ شكّلنا سبع فرق لدرس برج المراقبة،‏ كل فرقة مع مدير وبديل.‏ وصُنعت نُسَخ من برج المراقبة سرًّا في مكتب قائد المعسكر،‏ حيث عملت وقتيا.‏ لذلك،‏ تلقّى كل فريق درس عددا واحدا كاملا على الاقل للدرس الاسبوعي.‏ ولم يُلغَ اجتماع واحد.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ حصلت الفرق كل صباح في ساحة العرض العسكري على نسخة من الآية اليومية تشتمل على تعليق مأخوذ من برج المراقبة.‏

ذات مرة،‏ حصل الـ‍ SS على عطلة،‏ فتمكنَّا من عقد محفل لنصف نهار ومناقشة كيفية الكرازة في المعسكر.‏ وجزّأنا المعسكر الى مقاطعات وحاولنا على نحو نظامي ان نوصل «بشارة الملكوت» الى المساجين.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وبما ان المساجين اتوا من بلدان مختلفة،‏ فقد صنعنا بطاقات شهادة متعددة اللغات تشرح عملنا والملكوت.‏ وكرزنا بغيرة حتى ان المساجين السياسيين تذمّروا:‏ «حيثما تذهبون،‏ كل ما تسمعونه هو حديث عن يهوه!‏» ووصل ايضا تقرير خدمة الحقل لنشاطنا الى مكتب الفرع في برن،‏ سويسرا.‏

سارت كل الامور حسنا الى ان قام الڠستابو بتحقيق في كل معسكرات الاعتقال في سنة ١٩٤٤.‏ لم يجرِ اكتشاف مخزننا للمطبوعات في نوينڠاما،‏ ولكن وُجدت بضعة اشياء مع كارل شوارتسر ومعي.‏ فجرى استجوابنا وضربنا لثلاثة ايام.‏ وعندما انتهى التعذيب كان كلانا مغطَّيين بالكدمات.‏ ولكن،‏ بمساعدة يهوه بقينا حيَّين.‏

بركات روحية بوفرة

افرجت الجيوش الحليفة عني في ايار ١٩٤٥.‏ وفي اليوم الذي تلا تحريري،‏ بدأت اسير مع فرقة صغيرة من الاخوة والاشخاص المهتمين.‏ واذ كنا متعَبين،‏ جلسنا عند بئر في اول قرية وصلنا اليها وشربنا ماء.‏ واذ شعرت بالانتعاش،‏ ذهبت من بيت الى بيت مع كتاب مقدس تحت ذراعي.‏ وثمة شابة تأثّرت الى حد بعيد عندما علمت اننا نحن شهود يهوه كنا في معسكرات الاعتقال من اجل ايماننا.‏ فتوارت في مطبخها،‏ عائدة مع حليب طازج وشطائر لفرقتنا.‏

وبعدئذ،‏ اذ كنا لا نزال نرتدي ملابسنا للمعسكر،‏ نادينا برسالة الملكوت في كل تلك القرية.‏ ودعانا قروي آخر الى الداخل من اجل مأدبة سخية.‏ وقدم لنا اشياء كانت تنقصنا لسنوات.‏ فما اشهى المنظر!‏ ولكن،‏ لم نلتهم الطعام فورا.‏ لقد تلونا صلاة وأكلنا بطريقة هادئة ومهذَّبة.‏ فأثّر ذلك في المشاهدين كثيرا حتى انه عندما بدأنا اجتماعا في ما بعد،‏ استمعوا الى الخطاب من الكتاب المقدس.‏ وقبلت امرأة الرسالة وهي اليوم اختنا الروحية.‏

تابعنا السير واختبرنا عناية يهوه بطرائق مذهلة.‏ وما كان اعظم الشعور ان نستمر في التمتُّع،‏ الآن بحرية،‏ بجميع الطعام الروحي الذي تصدره هيئة يهوه وأن نشترك فيه مع الآخرين!‏ وفي السنوات التي تلت،‏ جرت مكافأة توكلنا المطلق على يهوه مرارا وتكرارا.‏

من السنة ١٩٤٥ الى السنة ١٩٥٠،‏ كان لي امتياز الخدمة في بتل ماڠْدَبورڠ ثم،‏ حتى السنة ١٩٥٥،‏ في مكتب جمعية برج المراقبة في برلين.‏ وبعدئذ،‏ خدمت كناظر جائل حتى سنة ١٩٦٣،‏ عندما اعلنت زوجتي هيلدا انها تنتظر مولودا.‏ (‏إيڤا،‏ زوجتي الاولى،‏ ماتت في اثناء سجني،‏ فتزوجت ثانية في السنة ١٩٥٨.‏)‏ وصارت ابنتنا شاهدة غيورة لاحقا.‏

وماذا عن الولدين من زواجي الاول؟‏ للأسف،‏ لم يُظهر ابني اي اهتمام بالحق.‏ ولكنّ ابنتي جيزيلا اظهرت اهتماما،‏ وحضرت مدرسة جلعاد للمرسلين في السنة ١٩٥٣.‏ وهي تخدم الآن،‏ مع زوجها،‏ في احدى قاعات المحافل في المانيا.‏ وبمساعدة يهوه،‏ تمكَّنتُ من البقاء في خدمة الفتح القانوني منذ السنة ١٩٦٣ ومن الخدمة حيث تلزم المساعدة،‏ في فرانكفورت اولا ثم في توبنڠن.‏

والى هذا اليوم أَستمر في التمتع بجميع التدابير التي تصنعها هيئة يهوه من اجل بيته،‏ بيت الايمان.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ وفي الوقت الحاضر،‏ من السهل جدا الحصول على الطعام الروحي،‏ ولكن هل نقدّره دائما؟‏ انا واثق بأن يهوه يخبّئ بركات وافرة لأولئك الذين يتوكلون عليه،‏ يبقون اولياء،‏ ويأكلون على مائدته.‏

‏[الرسم في الصفحتين ٢٦ و ٢٧]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَق في المطبوعة)‏

معسكر الاعتقال ساكسنهاوزن

أ-‏ ثكنات الـ‍ SS

ب-‏ باحة التفقُّد

ج-‏ بناية الزنزانات

د-‏ السجن الانفرادي

ه‍-‏ مركز ابادة القَمْل

و-‏ مكان الاعدام

ز-‏ غرفة الغاز

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة