مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب١١ ١٥/‏١ ص ٩-‏١٢
  • فرِحة بخدمة يهوه رغم المحن

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • فرِحة بخدمة يهوه رغم المحن
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«ماما،‏ هل تعودين بسرعة؟‏»‏
  • ‏«لا تخافي يا عزيزتي»‏
  • الحياة اليومية في المعسكر
  • ألمٌ،‏ فندمٌ،‏ فتشجيعٌ
  • محنة مؤلمة
  • بركات وأفراح
  • نجونا بعون يهوه من قبضة نظامَين مستبدَّين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • انتظرُ مملكة «ليست جزءا من هذا العالم»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • ثقتي باللّٰه دعمتني
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • يا له من فرح ان نجلس على مائدة يهوه!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
ب١١ ١٥/‏١ ص ٩-‏١٢

فرِحة بخدمة يهوه رغم المحن

كما روته مارْتشيه دو يونڠ ڤان دن هوڤل

انا اتمتع منذ ٧٠ سنة بامتياز خدمة يهوه —‏ وذلك بالرغم من امتحانات الايمان التي تعرضت لها.‏ فخلال الحرب العالمية الثانية،‏ أُدخلت الى معسكر للاعتقال حيث حدا بي التثبط في احدى المراحل الى اتخاذ قرار ندمت عليه لاحقا.‏ كما اني عانيت بعد بضع سنوات امتحانا مؤلما آخر.‏ انا الآن في الـ‍ ٩٨ من عمري،‏ وصحيح اني قاسيت المحن لكني اشكر يهوه لأنه منحني شرف خدمته.‏

تغيرت حياتي في تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٤٠.‏ آنذاك،‏ كنت اعيش في هيلڤَرسوم،‏ مدينة في هولندا تقع جنوب شرق امستردام وتبعد عنها نحو ٢٤ كيلومترا.‏ وفي تلك الاثناء،‏ كان البلد تحت سيطرة النازيين.‏ وكنت متزوجة منذ خمس سنوات من رجل محب اسمه ياپ دو يونڠ،‏ ولدي ابنة احبها كثيرا عمرها ثلاث سنوات تدعى ڤيلي.‏ وقد كنا نسكن قرب عائلة معوزة تناضل لإطعام ثمانية اولاد.‏ لكن رغم فقرهم،‏ قدموا المأوى والمأكل لضيف شاب اقام عندهم اقامة دائمة.‏ فرحت اتساءل:‏ ‹لماذا يحمِّلون انفسهم هذا العبء الاضافي؟‏›.‏ وحين اخذت لهم الطعام ذات مرة،‏ علمت ان ذاك الشاب هو فاتح.‏ وقد أخبرني عن ملكوت اللّٰه والبركات التي سيجلبها.‏ فتأثرت جدا بما سمعته وسرعان ما اعتنقت الحق.‏ ففي تلك السنة عينها،‏ نذرت نفسي ليهوه واعتمدت.‏ وبعد سنة،‏ اعتنق زوجي الحق هو ايضا.‏

رغم معرفتي الضئيلة للكتاب المقدس،‏ ادركت جيدا اني عندما صرت شاهدة بتُّ انتمي الى هيئة محظورة.‏ وعلمت ايضا ان شهودا كثيرين سُجنوا بسبب الكرازة برسالة الملكوت.‏ مع ذلك،‏ بدأت على الفور بالكرازة من باب الى باب،‏ وفتحنا انا وزوجي بيتنا لاستضافة الفاتحين والنظار الجائلين.‏ كما امسى منزلنا مخزنا لمطبوعات الكتاب المقدس التي كان يسلّمنا اياها اخوة وأخوات من امستردام.‏ فكانوا يحمِّلون دراجاتهم بالكتب ويغطونها بقماش مشمّع.‏ فيا لمحبة وشجاعة هؤلاء السعاة الذين خاطروا بحياتهم في سبيل اخوتهم!‏ —‏ ١ يو ٣:‏١٦‏.‏

‏«ماما،‏ هل تعودين بسرعة؟‏»‏

بعد نحو ستة اشهر من معموديتي،‏ اتى ثلاثة شرطيين الى بيتنا وراحوا يفتشونه.‏ صحيح انهم لم يعثروا على الخزانة المليئة بالمطبوعات،‏ لكنهم وجدوا بعض الكتب المخبأة تحت سريرنا.‏ وعلى الفور،‏ امروني بمرافقتهم الى مركز الشرطة في هيلڤَرسوم.‏ وعندما عانقت ابنتي ڤيلي مودعة اياها،‏ سألتني:‏ «ماما،‏ هل تعودين بسرعة؟‏».‏ فقلت لها:‏ «اجل يا حبيبتي،‏ لن اتأخر».‏ غير اني لم اتمكن من ضمها الى صدري مجددا الا بعد مرور سنة ونصف ذقت فيها الامرّين.‏

بعدما وصلنا الى المركز،‏ اخذني شرطي بالقطار الى امستردام لأخضع للاستجواب.‏ فحاول المحققون هناك حملي على الاعتراف بأن ثلاثة رجال من هيلڤَرسوم هم شهود ليهوه.‏ فقلت:‏ «انا لا اعرف إلا واحدا منهم،‏ وهو بائع الحليب».‏ ولم اكن اكذب لأن ذاك الاخ كان يجلب لنا الحليب.‏ ثم اضفت:‏ «لكن عليكم ان تسألوه هو وليس انا لتعرفوا إن كان واحدا من شهود يهوه».‏ وحين رفضت قول المزيد،‏ ضربوني على وجهي وحبسوني في زنزانة طوال شهرين.‏ وبعدما وجد زوجي مكاني،‏ استطاع ان يجلب لي بعض الثياب والطعام.‏ ثم في آب (‏اغسطس)‏ سنة ١٩٤١،‏ أُرسلت الى رَڤنسْبروك،‏ معسكر اعتقال للنساء سيئ السمعة في المانيا،‏ يبعد حوالي ٨٠ كيلومترا عن برلين شمالا.‏

‏«لا تخافي يا عزيزتي»‏

قيل لنا لدى وصولنا الى المعسكر ان بإمكاننا العودة الى الديار بتوقيع بيان ننكر فيه ايماننا.‏ لكني طبعا لم اوقّعه.‏ لذلك،‏ كان علي ان اسلِّم ما في حوزتي وأخلع ثيابي في احد المراحيض،‏ حيث التقيت ببعض الاخوات من هولندا.‏ وقد أُعطي لنا صحن وكوب وملعقة وملابس خاصة بالمعسكر خِيط عليها مثلَّث ارجواني.‏ وفي الليلة الاولى وُضعنا في ثكنة مؤقتة.‏ وهناك،‏ بكيت لأول مرة منذ اعتقالي.‏ فرحت اشهق وأقول:‏ «ماذا سيحدث لي؟‏ الى متى سأبقى هنا؟‏».‏ وبصراحة،‏ لم تكن علاقتي بيهوه في تلك المرحلة متينة بعد لأنه كانت قد مرت مجرد اشهر قليلة على تعرُّفي بالحق.‏ فكان لا يزال امامي الكثير لتعلمه.‏ وأثناء تلاوة الاسماء في اليوم التالي،‏ لاحظت احدى الاخوات الهولنديات حزني.‏ فقالت لي:‏ «لا تخافي يا عزيزتي،‏ لا تخافي!‏ ما عساه يحل بنا؟‏».‏

بعد تلاوة الاسماء،‏ أُخذنا الى ثكنة اخرى حيث رحبت بنا مئات الاخوات الالمانيات والهولنديات.‏ وكان قد مر على وجود بعض الاخوات الالمانيات هناك اكثر من سنة.‏ وعشرتي لهن شجعتني الى حد كبير وهدَّأت مخاوفي.‏ وقد لفتني ان ثكنة الاخوات انظف بكثير من غيرها في المعسكر.‏ كما عُرفت ثكنتنا بأنها مكان خال من السرقة،‏ الشتم،‏ او الشجار.‏ فبخلاف الظروف القاسية التي عشناها في المعسكر،‏ كانت ثكنتنا اشبه بجزيرة نظيفة وسط بحر قذر.‏

الحياة اليومية في المعسكر

انطوت حياتنا في المعسكر على الكثير من العمل والقليل من الاكل.‏ فكان علينا ان نستيقظ عند الخامسة صباحا.‏ وبعد ذلك مباشرة،‏ كانت الحارسات يوقفننا خارجا ساعة تقريبا من اجل تلاوة الاسماء،‏ سواء كان الطقس صاحيا او ماطرا.‏ وعند الخامسة عصرا،‏ وبعد العمل بكد طوال النهار،‏ كانت تُعاد عملية تلاوة الاسماء.‏ ومن ثم،‏ كنا نتناول الحساء والخبز ونخلد الى النوم منهوكات القوى.‏

كل يوم ما عدا الاحد،‏ كان عليّ ان اعمل في المزارع حيث احصد الحنطة بالمنجل وأنظِّف القنوات وزرائب الخنازير.‏ ومع ان مهمتي هذه كانت مضنية ومقرفة،‏ فقد تمكنت من القيام بها لأني كنت لا ازال شابة تتمتع بصحة جيدة.‏ كما كنت استمد القوة من انشاد الترانيم اثناء العمل.‏ لكني شعرت كل يوم بتوق شديد الى رؤية زوجي وابنتي.‏

رغم قلة الطعام،‏ حاولنا نحن الاخوات جميعا ان نحتفظ يوميا بقطعة خبز نوفرها لأيام الآحاد.‏ فآ‌نذاك،‏ كان يتسنى لنا ان نجتمع معا لمناقشة مواضيع من الكتاب المقدس مع اننا لم نمتلك اية مطبوعة.‏ وكنت اصغي بكل انتباه الى الاخوات الالمانيات الامينات الاكبر سنا فيما يناقشن افكارا روحية.‏ حتى اننا احتفلنا بذكرى موت المسيح.‏

ألمٌ،‏ فندمٌ،‏ فتشجيعٌ

في بعض الاحيان،‏ كنا نؤمر بالقيام بأعمال تدعم بشكل مباشر جهود النازيين الحربية.‏ وبسبب حيادنا في المسائل السياسية،‏ رفضت كل الاخوات الرضوخ لهذه الاوامر،‏ فاتَّبعت مثالهن الشجاع.‏ وكان عقابنا الحرمان من الاكل اياما عدة والوقوف طوال ساعات عند تلاوة الاسماء.‏ وذات مرة في الشتاء حُجزنا في ثكنة لا تدفئة فيها مدة ٤٠ يوما.‏

قيل لنا نحن الشهود مرارا اننا اذا وقّعنا بيانا ننكر فيه ايماننا فسيُطلق سبيلنا ونعود الى بيوتنا.‏ وبعد مضي اكثر من سنة على وجودي في رَڤنسْبروك،‏ تملكني التثبط وتغلَّب علي توقي الى رؤية زوجي وابنتي.‏ فذهبت الى الحارسات،‏ طلبت منهن البيان الذي يتضمن الاعتراف بأني لم اعد تلميذة للكتاب المقدس،‏ ووقعته.‏

ولما عرفت الاخوات بما فعلته،‏ بدأ بعضهن بتجنبي.‏ غير ان ثمة اختين المانيتين كبيرتين في السن،‏ هما هايتْڤيخ وڠيرتْرُوت،‏ بحثتا عني وأكَّدتا لي محبتهما.‏ وفيما كنا نعمل معا في الزرائب،‏ اوضحتا لي بلطف اهمية البقاء اولياء ليهوه وكيف نعرب عن محبتنا له بعدم المسايرة.‏ وقد مسَّني اهتمامهما الحنون وعطفهما في الصميم.‏a كنت اعلم ان ما فعلته خاطئ،‏ لذا أردت ابطال البيان الذي وقعته.‏ وفي احدى الامسيات اخبرتُ اختا بقراري هذا.‏ ولا بد ان احد الرسميين سمع صدفة حديثنا لأنه في تلك الليلة عينها أُخرجت فجأة من المعسكر وأُرسلت على متن قطار الى هولندا.‏ وقد قالت لي احدى المسؤولات،‏ التي اتذكَّر وجهها حتى الآن:‏ «ما زلتِ بيبلفورشر (‏تلميذة للكتاب المقدس)‏،‏ وستظلين كذلك».‏ فأجبت:‏ «اجل بالتأكيد بمشيئة يهوه».‏ غير اني استمررت اتساءل:‏ ‹ما العمل كي ابطل ذلك الاعتراف؟‏›.‏

تضمن البيان النقطة التالية:‏ «اقر بذلك اني لن اكون ثانية عضوا ناشطا في جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم».‏ لذا عرفت ما علي فعله!‏ فبعيد وصولي الى البيت في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٣،‏ استأنفت عملي الكرازي.‏ وطبعا،‏ في حال امسكتني هذه المرة السلطات النازية اثناء الكرازة عن ملكوت اللّٰه فسيكون عقابي شديدا.‏

وكي ابرهن ليهوه مدى رغبتي القلبية في خدمته بولاء،‏ عدنا انا وزوجي نستضيف السعاة والنظار الجائلين.‏ وكم كنت شاكرة لأني حظيت بفرصة ثانية لأثبت محبتي ليهوه ولشعبه!‏

محنة مؤلمة

قبل انتهاء الحرب بأشهر قليلة،‏ واجهنا انا وزوجي محنة مؤلمة جدا.‏ ففي تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٤٤،‏ أُصيبت ابنتنا بالخانوق.‏ وقد تدهورت صحتها بسرعة هائلة وماتت بعد ثلاثة ايام.‏ وكان عمرها آنذاك سبع سنوات فقط.‏

ان فقدان ابنتنا الوحيدة سبَّب لنا حزنا مريرا.‏ اجل،‏ كانت المحن التي عانيتها في رَڤنسْبروك لا شيء بالمقارنة مع الالم الذي احسست به عندما ماتت ڤيلي.‏ إلا اننا في لحظات تعاستنا،‏ استمددنا العزاء من المزمور ١٦:‏٨‏:‏ «جعلت يهوه امامي كل حين.‏ لأنه عن يميني فلا اتزعزع».‏ وكان لدي انا وياپ كل الثقة بوعد يهوه المتعلق بالقيامة.‏ كما اننا حافظنا على امانتنا في الحق وكرزنا دوما بغيرة.‏ وقد كان زوجي داعما لي في خدمتي ليهوه بفرح حتى مماته سنة ١٩٦٩.‏

بركات وأفراح

خلال العقود الماضية،‏ كانت عشرتي اللصيقة للخدام كامل الوقت مصدر فرح كبير بالنسبة الي.‏ وكما في زمن الحرب،‏ ظل بيتنا مفتوحا للنظار الجائلين وزوجاتهم الذين يزورون جماعتنا.‏ ومن هؤلاء مارتن ونِل كاپتاين اللذان مكثا عندنا ١٣ سنة!‏ وحين أُصيبت نِل بمرض مميت،‏ منحتها افضل عناية في بيتنا طوال ثلاثة اشهر الى ان ماتت.‏ وقد ساعدتني رفقة هذا الاخ وزوجته —‏ فضلا عن الاخوة والاخوات الاحباء في الجماعة المحلية —‏ على التمتع بالفردوس الروحي الذي ننعم به الآن.‏

كانت احدى المحطات البارزة في حياتي الدعوة التي تلقيتها سنة ١٩٩٥ الى حضور مناسبة لجمع الشمل في رَڤنسْبروك.‏ فهناك التقيت اخوات كن معي في المعسكر ولم أرَهنَّ منذ اكثر من ٥٠ سنة!‏ ولقاؤهن كان اختبارا مؤثرا لا يُنسى وفرصة رائعة للتشجيع المتبادَل على التطلع بشوق الى اليوم الذي فيه سيُعاد احباؤنا الموتى الى الحياة.‏

يذكر الرسول بولس في روما ١٥:‏٤ انه «باحتمالنا وبالتعزية من الاسفار المقدسة يكون لنا رجاء».‏ وأنا اشكر يهوه على تزويدنا بهذا الرجاء الذي مكَّنني من خدمته بفرح رغم المحن.‏

‏[الحاشية]‏

a في تلك الفترة،‏ كان الاخوة يعالجون المسائل المتعلقة بالحياد وفق معرفتهم لأنه لم يكن بالامكان الاتصال بالمركز الرئيسي.‏ لهذا السبب،‏ اختلفت طريقة تعامل الاخوات في المعسكر مع مارْتشيه.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

مع ياب سنة ١٩٣٠

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

ابنتنا ڤيلي في السابعة من عمرها

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

اللقاء المؤثر سنة ١٩٩٥.‏ انا في الصف الاول،‏ الثانية من اليسار

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة