مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٨٦ ١٥/‏٢ ص ٢٠-‏٢٤
  • ما اثمن صداقتك،‏ يا اللّٰه!‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ما اثمن صداقتك،‏ يا اللّٰه!‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • البدايات الروحية
  • النمو الروحي
  • تعيينات جديدة
  • اختبارات السجن
  • التنقلات التي اثرت في حياتي
  • يهوه كلَّل خدمتي بالنجاح
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٦
  • يد يهوه كانت معنا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • انتظرت يهوه بصبر منذ صباي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • تحرّرتُ من اليأس الذي غمرني في حداثتي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
ب٨٦ ١٥/‏٢ ص ٢٠-‏٢٤

ما اثمن صداقتك،‏ يا اللّٰه!‏

كما رواها دانيال سيدليك

ابتدأت الحياة بالنسبة الي في مزرعة قرب بلفيل،‏ ميتشيغن،‏ في شباط سنة ١٩١٩.‏ واستُخدمت قابلة عند ولادتي لان امي المهاجرة اعتبرت الطبيب غير ضروري.‏ «لمَ الذهاب الى المستشفى؟‏ انا لست مريضة،‏» كانت تقول هذا بلغتها الانكليزية غير السليمة لمن يسأل عن المكان الذي سيولد فيه الطفل.‏

كانت الاوقات صعبة في المزرعة.‏ وبحثا عن حياة افضل انتقلت عائلتها الى ديترويت.‏ وبعد ذلك بوقت ليس بطويل مرض والدي ومات عندما كنت في الثالثة من العمر تقريبا.‏ لقد كان يعاشر بصورة فعالة تلاميذ الكتاب المقدس الامميين،‏ المعروفين اليوم بشهود يهوه.‏

والآن تُركت والدتي مع ستة اولاد وديون لدفعها.‏ وكانت قد عارضت ديانة والدي بمرارة،‏ ولكن بعد وفاته اتجهت الى الكتاب المقدس لتعرف لماذا فتنه الى هذا الحد وبعد عدد من السنين اصبحت هي ايضًا واحدة من شهود يهوه.‏

بعد موت والدي عملت امي كخادمة في الليل واعتنت بالعائلة خلال النهار.‏ واستمر ذلك الى ان تزوجت ثانية بعد بضع سنين.‏ وأظهر زوج امي بنجاح ان المكان الافضل لتربية الاولاد هو في الريف الفسيح لا في موطن اسمنتي مكتظ.‏

جرى شراء مزرعة من ٥٥ أكرا (‏٢٢ هكتارا)‏ قرب كارو،‏ ميتشيغن.‏ وعندما وصلنا في ربيع السنة ١٩٢٧ كانت البساتين متوهجة بالبراعم.‏ وكان الهواء لطيفا برائحة الزهور البرية،‏ وكانت الاشجار مزهرة.‏ كانت هنالك حفر للسباحة وأشجار للتسلق وحيوانات لنلعب معها.‏ فالحياة هنا كانت رائعة!‏ لا شيء كالمدينة.‏ ولكنّ حياة الريف كانت صعبة بالنسبة الى امي.‏ لقد كانت بدائية بكل معنى الكلمة —‏ فلا مياه جارية ولا انابيب مياه داخلية ولا كهرباء.‏

كانت فصول الشتاء طويلة وقاسية.‏ ونحن الاولاد كنا ننام في العلية،‏ حيث كان الثلح يُتنخَّل غالبا عبر السطح المتداخل ليغطي اسرتنا،‏ وفي الصباح يكون تعذيبا تاما ارتداء السراويل الباردة كالثلج التي كانت احيانا يابسة كالجليد.‏ والعمل في الحظيرة كان يجب القيام به قبل الفطور.‏ ومن ثم السير عبر الغابات الى المدرسة،‏ التي كانت لها غرفة تدريس واحدة حيث يجري تعليم ثمانية صفوف بواسطة معلم واحد.‏

البدايات الروحية

كانت لدى امي محبة حقيقي للّٰه أثرت فينا كثيرا نحن اولادها.‏ فكانت تقول بالبولندية:‏ «قد منحنا اللّٰه يوما جميلا.‏» وكنا نحن الصغار نخرج لنعرف ما تتكلم عنه —‏ ولكن لنجدها تمطر.‏ فبالنسبة الى امي،‏ كل ما يحدث كان بطريقة ما يسببه اللّٰه.‏ وعندما يولد عجل جديد او عندما يضع الدجاج بيضه او يسقط الثلج كان الامر يتعلق باللّٰه.‏ فكان اللّٰه مسؤولا عن الامور الجيدة بطريقة ما.‏

كانت والدتي تؤمن بالصلاة.‏ وكان الصلاة واجبة علينا اوقات الطعام.‏ فكانت تقول:‏ «الكلاب تلوح بأذيالها عند اطعامها.‏ فهل نحن اقل تقديراً من الكلاب؟‏» كما ارادت ان نصلي قبل الذهاب الى الفراش.‏ وبما انه لم يكن احد منا يعرف الصلاة الربانية بالانكليزية،‏ كانت تجعلنا نركع ونتلو الكلمات بالبولندية بعدها.‏ —‏ متى ٦:‏٩-‏١٣‏.‏

كان هذا قبل التلفزيون بوقت طويل.‏ وبعد المغيب كان لدينا القليل لنفعله غير الذهاب الى الفراش.‏ لقد شجعتنا امي على القراءة.‏ فكانت تقرأ كتابها المقدس في نور قنديل كاز.‏ وكنا نحن الصغار نقرأ المطبوعات التي نحصل علينا بواسطة الخدام الجائلين لتلاميذ الكتاب المقدس الامميين،‏ مثل «قيثارة اللّٰه» و «الخليقة» و «المصالحة.‏» وبذلك بدأت تُنمَّى الصداقة مع اللّٰه.‏

في اوائل ثلاثينات الالف والتسعمئة زارنا بعض تلاميذ الكتاب المقدس من ساغينو،‏ ميتشيغن،‏ وشجعونا على الكرازة للآخرين.‏ ولكن اذ لم يوجد فريق منظم لدرس الكتاب المقدس او جماعة في الجوار كانت جهودنا في الكرازة تافهة.‏ وكان نمونا الروحي معلَّقا في اغلب الاحيان.‏

وبسبب الكساد الاقتصادي لثلاثينات الالف والتسعمئة كان من الضروري ان اترك البيت وأجد عملا في ديترويت.‏ فكانت المزرعة مرهونة على نحو ثقيل،‏ وكانت رغبتي ان أُخرج العائلة من ذلك العبء.‏ لكنّ ديترويت كانت آنذاك مدينة الاصطفاف من اجل العيش.‏ فكان ألوف من الرجال يصطفون كل الليل احيانا،‏ محتشدين حول نيران الخشب والفحم الحجري،‏ باذلين جهدهم للبقاء دفاء حتى تفتح مكاتب الاستخدام ابوابها.‏ لقد حالفني الحظ في الحصول على وظيفة في مصنع للسيارات.‏

النمو الروحي

ليس قبل الجزء الثاني لذلك العقد،‏ حين كنت في لونغ بيتش،‏ كاليفورنيا.‏ حدث ان اتقد اهتمامي الروحي بطريقة مثمرة.‏ لقد قُدمت اليَّ دعوى الى محاضرة عامة.‏ وذلك الاحد حضرت اول اجتماع لي في قاعة للملكوت.‏ وهناك التقيت اوليف ووليم (‏بيل)‏ بيركينز،‏ من الناس الحكماء بعلاقة فائقة الثمن بيهوه اللّٰه.‏

كانت الاخت بيركينز معلمة رائعة لكلمة اللّٰه،‏ تستخدم كتابها المقدس بمهارة كالتي للجراح حين يستخدم سكينه.‏ فكانت تضع كتابها المقدس الكبير ترجمة الملك جيمس على يدها اليسرى وتلحس ابهام يدها اليمنى وتقلب الصفحات من آية الى اخرى.‏ وكان الناس يفتتنون بمهارتها وبما كانوا يتعلمونه من الكتاب المقدس.‏ كانت مساعدة في جلب كثيرين من الناس الى فهم قصد اللّٰه.‏ والعمل معها في الخدمة كان الهاماً.‏ لقد شجعتني على الانخراط في خدمة الفتح كامل الوقت في ايلول ١٩٤١.‏

والاخت ويلكوكس كانت شخصا آخر ساعدني.‏ فكانت امرأة طويلة القامة جليلة وبيضاء الشعر في السبعينات من عمرها،‏ شعرها معقود بأناقة فوق رأسها على شكل كعكة.‏ وكان لباسها دائما تعلوه قبعة جميلة واسعة الاطراف.‏ لقد بدت مميَّزة في ثوبها الانيق الذي يبلغ رسخ القدم،‏ وكأنها شخص قد تخطى الآن ثمانينات الـ‍ ١٨٠٠.‏ ومعا كرزنا في المقاطعات التجارية في لونغ بيتش.‏

كان المديرون يتأثرون فورا عند رؤية الاخت ويلكوكس.‏ وبحماسة توّاقة يدعونها الى مكاتبهم.‏ وكنت أتبعها.‏ «ماذا هناك؟‏» كانوا يسألون باحترام.‏ «هل يمكنني المساعدة؟‏»‏

وبدون تردد كانت الاخت ويلكوكس تجيب بلغة انكليزية جيدة:‏ «انا هنا لاخبركم عن الزانية القديمة للرؤيا الراكبة على الوحش.‏» (‏رؤيا ١٧:‏١-‏٥‏)‏ فكان المديرون يجفلون ويُسوّون انفسهم في مقاعدهم متسائلين عما سيلي.‏ فترسم لهم صورة حية عن نهاية نظام الاشياء هذا.‏ وغالبا ما كانت ردة الفعل حاسمة.‏ فكانوا يريدون ايّ شيء لديها.‏ وكنا نوزع يوميا صناديق من المطبوعات.‏ وكانت وظيفتي ان ادير الفونوغراف عندما تطلب ادارته.‏ وأن اكون عديم الخوف وشجاعا قدر الامكان عندما تتكلم.‏

تعيينات جديدة

والظرف من جمعية برج المراقبة كان يملأني دائما بالاثارة وظرف كهذا،‏ تسلمته في السنة ١٩٤٢،‏ حدث ان احتوى على تعيين للخدمة كفاتح خصوصي في سان بادرو،‏ كاليفورنيا.‏ وهناك فتح بيل وميلدرد تايلر بيتهما لي.‏ لقد تطلَّب الكثير من تأديب الذات العمل وحدي في خدمة الحقل يوما بعد يوم.‏ لكنّ ذلك قربني الى يهوه حتى انني شعرت حقا بصداقته.‏ ثم ارسلت الجمعية جورجيا وأرشي بويد مع ابنهما وابنتهما دونالد وسوزان للمساعدة على خدمة المقاطعة.‏ وسكن آل بويد في مقطورة من ١٨ قدما (‏٥‏,٥ م)‏ ومعهم جميع حوائجهم ومقتنياتهم.‏

ثم وصل ظرف آخر من الجمعية!‏ اعترتنا القشعريرة ونحن نقرأ عن تعييننا الجديد —‏ ريتشموند،‏ كاليفورنيا،‏ الى الشمال من سان فرنسيسكو.‏ ورغم بعد احتمال تمكّن سيارتنا القديمة والمقطورة من ذلك،‏ حزمنا امتعتنا ومضينا.‏ بدونا كالغجر عند الارتحال،‏ مصلحين المحرك ومرقعين الأطر في الطريق.‏ وعندما وصلنا الى ريتشموند كان المطر يهطل بغزارة.‏

كانت الحرب العالمية الثانية تحتدم الآن.‏ وكانت ترسانات قيصر تبني ما دعي «بسفن الحرية» على نطاق واسع.‏ وكانت مهمتنا ان نكرز للناس الذين احتشدوا هنا من اجل العمل.‏ فمن الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من الليل تكلمنا عن الملكوت،‏ وغالبا ما رجعنا الى البيت بصوت اجش من كثرة التكلم.‏ باشرنا العديد من دروس الكتاب المقدس.‏ وعمال الترسانات كانوا أناساً اسخياء وذوي ضيافة.‏ وفي الواقع،‏ دعمتنا المقاطعة ولم يلزمنا الانهماك في وظائف دنيوية لبعض الوقت.‏

اختبارات السجن

كان الفتيان يُطلبون الى القوى المسلحة.‏ وأخواي الجسديان اللذان لم يكونا من الشهود تطوعا وكانا يخدمان مع جنود المظلات وفيلق الهندسة.‏ قدمت طلبا من اجل الاعفاء بصفتي خادما معارضا للحرب بسبب الضمير.‏ ورفض المجلس المختص الاعتراف بمركزي كخادم.‏ فجرى ايقافي ومحاكمتي والحكم عليَّ في ١٧ تموز ١٩٤٤ بثلاث سنين من الاشغال الشاقة في السجن الفدرالي لجزيرة ماكنيل في ولاية واشنطن.‏ وفي السجن تعلمت ان صداقة يهوه تبقى الى الابد.‏ —‏ مزمور ١٣٨:‏٨‏،‏ الكتاب المقدس بالانكليزية الحية.‏

لمدة شهر أُبقيت في سجن المقاطعة في لوس انجلس،‏ بانتظار الانتقال الى جزيرة ماكنيل.‏ والانطباعات الاولى لحياة السجن يصعب نسيانها،‏ كيف صاح نزلاء السجن بالكلمات القذرة على الحراس وعلينا فيما جرى ادخالنا.‏ او كيف امر الحراس:‏ «راقبوا الابواب!‏» وصوت قعقعة الابواب الكهربائية عند تدحرجها لتُغلق كان يشبه اصوات الرعد في المكان.‏ واذ كانت الابواب تنغلق الواحد تلو الآخر كان الصوت يقترب اكثر حتى يهتز باب المرء ويتدحرج منغلقا مع صلصلة الاصطدام!‏ كان لدينا شعور مكبوت وموجة من الخوف.‏ فصليت بسرعة الى اللّٰه كي يساعدني وفي الحال انتابني توهج هادئ،‏ اختبار لن انساه ابدا.‏

في ١٦ آب جرى تكبيلي وتقييدي مع فريق من السجناء الآخرين.‏ ومن ثم،‏ امام العين اليقظة لقوة من الشرطة المسلحة،‏ جرت مواكبتنا عبر زحمة الظهيرة في لوس انجلس الى اوتوبوس انتقلنا بعده الى قطار سجن جزيرة ماكنيل.‏ وقيود السجن هذه ملأتني فرحا اذ ربطتني بجماعة رسل المسيح الذين قُيِّدوا ايضا بسبب المحافظة على استقامتهم.‏ اعمال ١٢:‏٦،‏ ٧؛‏ ٢١:‏٣٣؛‏ افسس ٦:‏٢٠‏.‏

وبينما كنت أسجَّل في سجن ماكنيل سألني ضابط وراء طاولة «هل انت من ش.‏ي.‏؟‏» لقد فاجأني ذلك اذ كانت المرة الاولى التي اسمع فيها بتعبير «ش.‏ي.‏» ولكن سرعان ما اتضح لي ما كان يتكلم عنه،‏ فقلت «نعم!‏»‏

قال لي،‏ «قف هناك.‏» وأخذتني الدهشة عندما سمعته يسأل الرجل الواقف ورائي مباشرة السؤال ذاته:‏ «هل انت من ش.‏ي.‏؟‏» فأجاب الرجل بسرعة،‏ «نعم!‏»‏

‏«ايها الكاذب الكبير!‏» قال الضابط ضاحكا.‏ «انك لا تعرف ما يعني ش.‏ي.‏» وعلمت لاحقا بأن الرجل كان مجرما متمرّسا ذا سجل سجن بطول ذراعه.‏ وطبعا،‏ كانت «ش.‏ي.‏» تمثل «شهود يهوه،‏» وهو لم يكن احدهم.‏

كان الوقت متأخرا،‏ واقتداني حارس في الظلام الى سريري.‏ كان من الصعب ان اصدق انني كنت في سجن فدرالي على بعد مئات الاميال من المنزل ومن ايّ شخص اعرفه.‏ عندئذ رأيت شخصا قادما نحوي في الظلام.‏ «هس!‏» قال هذا عندما جلس بقربي على السرير.‏ «انا اخ.‏ سرت اشاعة بأن شاهدا قادم.‏» لقد عرَّفني بنفسه وقدم كلمات تشجيعية،‏ مخبرا اياي عن درس الفريق «لبرج المراقبة» الذي كان يُسمح به داخل السجن ايام الآحاد بعد الظهر.‏ وكان مخالفا للانظمة البقاء خارج السرير عندما تُطفأ الاضواء،‏ لذلك بقي لفترة قصيرة فقط.‏ ولكنني في تلك اللحظات القليلة شعرت بصداقة يهوه الثمينة التي تعرب عن ذاتها من خلال خدامه المنتذرين.‏

وزيارات أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان المتكررة من مركز الجمعية في بروكلين كانت جزءا ذا اهمية خاصة من اقامتي في السجن.‏ لقد كان «برنابا،‏» مشجعاً،‏ اذا كان هنالك مشجع.‏ وعندما يأتي كان يُسمح لنا باستخدام قاعة القداس حيث كنا نحتشد نحن الشهود جميعنا مع كثيرين من السجناء الآخرين للاستماع اليه.‏ لقد كان متكلما بارعا،‏ وحتى رسميو السجن استمتعوا بالاستماع اليه.‏

نظمنا الحُجر وعنابر النوم الى مقاطعة للكرازة.‏ وبترتيب كرزنا ببشارة الملكوت في هذه المناطق كما كنا نفعل في وحدة من مباني المدينة قبل ان نسجن.‏ وكان الاستقبال متنوعا ويصعب التنبؤ عنه.‏ ولكن كانت هنالك آذان صاغية.‏ فسارقو المصارف وغيرهم،‏ بمن فيهم حراس السجن،‏ التفتوا الى يهوه واعتمدوا.‏ ولا أزال أبتهج عندما اتذكر اختبارات كهذه.‏

التنقلات التي اثرت في حياتي

في اوائل سنة ١٩٤٦،‏ عند انتهاء الحرب،‏ أُطلق سراحي من السجن.‏ وكان بانتظاري ظرف من الجمعية!‏ فتعيين فتحي الخصوصي التالي كان في هوليود،‏ كاليفورنيا!‏ مدينة التظاهر الكاذب.‏ التحدث عن التحديات!‏ كانت هنالك اوقات يكون فيها بيع البرادات الى سكان الاسكيمو اسهل من جعل هؤلاء الناس يدرسون الكتاب المقدس.‏ ورغم ذلك،‏ كانت توجد «خراف» الرب ببطء ولكن بثبات.‏

عند حضور المحفل الاممي «الامم الفرحة» في كليفلاند،‏ اوهايو،‏ في آب ١٩٤٦ اوقفني ميلتن هنشل،‏ سكرتير ناثان نور،‏ رئيس جمعية برج المراقبة في ذلك الوقت،‏ وسألني:‏ «متى ستأتي الى البتل،‏ يا دان؟‏» فقلت له انني كنت سعيداً بالفتح.‏ قال لي،‏ ولكننا نحتاج اليك في البتل.‏» وبعد بضع كلمات اخرى نفدت اعذاري.‏ لقد احببت كاليفورنيا وخشيت فكرة العيش في نيويورك.‏ ولكنني اذكر ما قتله لنفسي،‏ «يا دان،‏ اذا ارادك يهوه في بروكلين،‏ فلتكن بروكلين.‏» وفي ٢٠ آب ١٩٤٦ باشرت خدمتي في البتل،‏ مركز بروكلين لشهود يهوه.‏

ولسنوات عملت في معمل بروكلين لتجليد الكتب،‏ قائماً بمجموعة متنوعة من الوظائف التي تتطلب الجهد الجسدي.‏ وأخيرا أُرسلت الى قسم الاشتراكات،‏ الذي قدم اتجاها جديدا.‏ ثم جاءت التحديات العقلية،‏ ككتابة نصوص الراديو والاذاعة في محطة راديو الجمعية دبليو بي بي آر.‏ عملت ايضا في قسم الكتابة طوال ٢٠ سنة،‏ محاولا بلوغ مقاييسها العالية.‏ وفي هذه الاثناء كانت هنالك تعيينات لمؤسستي بنسلفانيا ونيويورك لجمعية برج المراقبة،‏ جلسات تسجيل المسرحيات،‏ تعيينات خطابية في المحافل الدائرية والاممية،‏ ومجموعة من الامتيازات الاخرى للخدمة اكثر من ان تُذكر.‏

ثم في تشرين الثاني ١٩٧٤ وصل ظرف آخر.‏ واحتوى هذا على تعيين لا يصدَّق ولا يخطر على بال.‏ لقد دعيت لاخدم كأحد اعضاء الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏ شعرت بعدم الكفاءة تماما وبالشكر المتواضع.‏ مضى حوالى عشر سنين على هذا التعيين،‏ ولا تزال المشاعر كما كانت.‏

لقد جرى اغناء السنين المنقضة بالعلائق البشرية مع رجال منتذرين وأتقياء احبوا يهوه اكثر من الحياة ذاتها —‏ رجال مثل القاضي رذرفورد،‏ الذي كان لي امتياز التقائه في بيته في سان ديغو،‏ كاليفورنيا.‏ وكان لي ايضاً امتياز العمل جنباً الى جنب مع رجال كهؤلاء،‏ بمن فيهم هيوغو رايمر،‏ ناثان نور،‏ كلوس جانسن،‏ جون بري،‏ برت كامينغ،‏ ومجموعة من الآخرين الذين كانوا عمالقة روحيين،‏ «اشجار البر.‏» —‏ اشعياء ٦١:‏٣‏.‏

والحصول على امتياز رؤية هيئة يهوه تنمو من مجرد عدد صغير مؤلف من ٠٠٠‏,٥٠ ناشر للملكوت حول الارض الى حوالي ثلاثة ملايين لشرف كبير.‏ ومن المثير ان اشهد نمو النشر من مجرد تسهيلات قليلة في الطباعة الى عشرات المعامل التي يدعمها ٩٥ فرعا يعلن البشارة في ٢٠٣ بلدان من الارض.‏ كما ان التغييرات والتكييفات في التقنية والبرمجة على الكومبيوتر كانت مذهلة.‏ وعندما يشهد المرء كل ذلك لا يمكنه الا ان يردد كلمات متى ٢١:‏٤٢‏:‏ «من قبل (‏يهوه)‏ كان هذا وهو عجيب في اعيننا.‏»‏

لقد كانت حياة غنية وتجلب المكافأة هذا اقل ما يقال.‏ وفي وقت ما تزوجت فتاة جميلة من هيوبورن،‏ انكلترا.‏ فكانت زوجتي مارينا دعما مرسلا من اللّٰه.‏ فكم تصح كلمات الامثال ١٩:‏١٤‏:‏ «البيت والثروة ميراث من الآباء.‏ أما الزوجة المتعقلة فمن عند (‏يهوه)‏.‏»‏

وخلال اختبارات الحياة كانت هنالك القوة الداعمة لصداقة اللّٰه،‏ كملجأ واق.‏ والتأمل في كلمة يهوه،‏ والتفكير في معناها،‏ والبحث عن التبصر والفهم قد ملأ ساعات يقظتي بغنى روحي واطمئنان.‏ وحتى في هذه اللحظة يغمرني فرح شديد عندما اقرأ كلمات صاحب المزمور:‏ «طوبى للامة التي (‏يهوه)‏ الهها الشعب الذي اختاره ميراثا لنفسه.‏ انفسنا انتظرت (‏يهوه)‏.‏ معونتنا وترسنا هو.‏ لانه به تفرح قلوبنا لاننا على اسمه القدوس اتكلنا.‏ لتكن (‏صداقتك علينا يا يهوه)‏ حسبما انتظرناك.‏» —‏ مزمور ٣٣:‏١٢،‏ ٢٠-‏٢٢ (‏باينتون.‏)‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

كانت اوليف بيركينز الهاماً لي

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

ساعدت عائلة بويد في خدمة مقاطعة سان بدرو،‏ كاليفورنيا

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

في محفل «الامم الفرحة» سنة ١٩٤٦ مع الرفقاء الشهود الذين اطلق سراحهم مؤخرا من سجن جزيرة ماكنيل

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

اذاعة صباح الاحد من دبليو بي بي آر

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة