مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٧ ١/‏٥ ص ٢٤-‏٢٩
  • اللّٰه ملجإي وقوَّتي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اللّٰه ملجإي وقوَّتي
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تقويتُ للمستقبل
  • ردّ العدو —‏ السجن
  • في ليخْتنْبورڠ
  • في رَڤنْسْبروك
  • السنوات الصعبة ما بعد الحرب
  • من جديد تحت الحظر وفي الحجز
  • القوة والمساعدة من يهوه
  • لا يزال يهوه ملجإي وقوَّتي
  • المحافظة على الاستقامة في المانيا النازية
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • نجونا بعون يهوه من قبضة نظامَين مستبدَّين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • يا له من فرح ان نجلس على مائدة يهوه!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • انتظرت يهوه بصبر منذ صباي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
ب٩٧ ١/‏٥ ص ٢٤-‏٢٩

اللّٰه ملجإي وقوَّتي

كما روته شارلوت مولر

قال القاضي الشيوعي:‏ «لا شك في ان سنوات‍كِ التسع من المعاناة تحت حكم هتلر جديرة بالثناء.‏ فقد كنتم حقا ضد الحرب،‏ لكنكم الآن تقفون في وجه سلامنا!‏»‏

كان يشير الى سنوات سجني الابكر على يد النازيين وإلى الاشتراكية في جمهورية المانيا الديموقراطية.‏ لم اتمكن من التكلم في البداية لشدة خوفي لكنني اجبت بعد ذلك:‏ «لا يجاهد المسيحي من اجل السلام الحقيقي بالطريقة نفسها كسائر الناس.‏ فأنا احاول ببساطة ان اتبع امر الكتاب المقدس ان احب اللّٰه وقريبي.‏ وكلمة اللّٰه تساعدني على المحافظة على السلام في القول والعمل.‏»‏

في ذلك اليوم،‏ ٤ ايلول ١٩٥١،‏ حكم الشيوعيون عليَّ بالسجن ثماني سنوات —‏ اقل من حُكم النازيين عليَّ بسنة واحدة.‏

عندما كان الاشتراكيون القوميون والشيوعيون يضطهدوننا،‏ نحن شهود يهوه،‏ وجدتُ التعزية في المزمور ٤٦:‏١‏:‏ «اللّٰه لنا ملجأ وقوة.‏ عونا في الضيقات وُجد شديدا.‏» فيهوه وحده اعطاني القوة على الاحتمال،‏ وكلما تعمقت في كلمته،‏ صرت اقوى.‏

تقويتُ للمستقبل

ولدتُ سنة ١٩١٢ في ڠوتا-‏زيبلابن في ثورنجيا،‏ المانيا.‏ ومع ان والديَّ كانا من الپروتستانت،‏ كان ابي يبحث عن حق الكتاب المقدس وعن حكومة بارة.‏ وتأثر والداي كثيرا عندما شاهدا «رواية الخلق المصوَّرة.‏»‏a فقد وجد ابي ما كان يبحث عنه —‏ ملكوت اللّٰه.‏

استقال ابي وأمي،‏ معنا نحن الاولاد الستة،‏ من الكنيسة في ٢ آذار سنة ١٩٢٣.‏ وكنا نعيش في كمنِتز في سكسونيا،‏ وصرنا نعاشر هناك تلاميذ الكتاب المقدس.‏ (‏ثلاثة من اخوتي وأخواتي صاروا شهودا ليهوه.‏)‏

وفي اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كانت آيات الاسفار المقدسة والحقائق الثمينة تؤثر فيَّ عميقا،‏ وقد غمرت قلبي الفتي بالسعادة.‏ اولا وقبل كل شيء،‏ كان هنالك الارشاد الذي كنا نحن الاحداث المسيحيين،‏ اكثر من ٥٠ منا،‏ نناله يوم الاحد،‏ والذي نلناه اختي كاتي وأنا لفترة قصيرة.‏ وشمل فريقنا الشاب كونرات فرانكي،‏ الذي كان ينظِّم نُزَها طويلة ويتمرن معنا على الترنيم.‏ وفي وقت لاحق،‏ خدم الاخ فرانكي من سنة ١٩٥٥ الى ١٩٦٩،‏ كناظر فرع برج المراقبة في المانيا.‏

كانت عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ سنوات مضطربة،‏ حتى بين شعب اللّٰه احيانا.‏ وإذ لم يعد البعض يقبلون برج المراقبة على انها «الطعام في حينه،‏» كانوا ضد نشاط الكرازة من بيت الى بيت.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ فأدى ذلك الى الارتداد.‏ لكنها كانت «الطعام» عينه الذي منحَنا القوة التي كنا آنذاك في امسّ الحاجة اليها.‏ على سبيل المثال،‏ كانت هنالك مقالتان في برج المراقبة «مبارَكون هم الشجعان» (‏١٩١٩)‏ و «مَن سيكرمون يهوه؟‏» (‏١٩٢٦)‏ اردت ان اكرم يهوه من خلال النشاط الشجاع،‏ لذلك وزَّعت كتبا وكراريس كثيرة كتبها الاخ رذرفورد.‏

اعتمدت كواحدة من شهود يهوه في آذار ١٩٣٣.‏ وفي تلك السنة عينها،‏ حُظر عملنا التبشيري في المانيا.‏ وعند المعمودية،‏ قُدِّمت الرؤيا ٢:‏١٠ كنصيحة للمستقبل:‏ «لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتألم به.‏ هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تُجرَّبوا ويكون لكم ضيق عشرة ايام.‏ كن امينا الى الموت فسأعطيك اكليل الحياة.‏» تأملت بعمق في هذه الآية،‏ ولم اشك في ان محنا قاسية كانت تنتظرني.‏ وتبين ان ذلك كان صحيحا.‏

ولأننا بقينا حياديين سياسيا،‏ نظر الينا العديد من جيراننا بشك.‏ وبعد احد الانتخابات السياسية،‏ صاح وفد من وحدات الحماية النازية في بزاتهم الرسمية امام بيتنا،‏ «اهل هذا البيت خونة!‏» والمقالة «لا تخافوهم،‏» التي ظهرت في الطبعة الالمانية من برج المراقبة في كانون الاول ١٩٣٣،‏ كانت مصدر تشجيع خصوصي لي.‏ فكنت اريد ان ابقى شاهدة امينة ليهوه حتى تحت احلك الظروف.‏

ردّ العدو —‏ السجن

كان ممكنا انتاج برج المراقبة سرًّا في كمنِتز حتى خريف سنة ١٩٣٥.‏ وبعد ذلك كان يجب اخذ آلة النسخ المستخدَمة الى بايرفلت في إرتزجبرجه،‏ حيث استُخدمت لنسخ المطبوعات حتى آب ١٩٣٦.‏ وكنا كاتي وأنا نوزِّع النسخ على الاخوة الذين اعطانا ابي عناوينهم.‏ سار كل شيء على ما يرام الى حين.‏ ولكن بعد ذلك وضعني الڠستابو تحت المراقبة،‏ وفي آب ١٩٣٦،‏ اعتقلوني في بيتي ووضعوني في السجن بانتظار المحاكمة.‏

في شباط ١٩٣٧،‏ مَثَل ٢٥ أخا وأختان —‏ احداهما انا —‏ امام محكمة خصوصية في سكسونيا.‏ فقد جرى الادعاء ان هيئة شهود يهوه هي هيئة تخريبية.‏ فحُكم على الاخوة الذين كانوا ينسخون برج المراقبة بالسجن خمس سنوات.‏ وحُكم عليَّ بسنتين.‏

وبدلا من اطلاق سراحي بعد اكمال عقوبتي،‏ احتجزني الڠستابو.‏ فكان من المفترض ان اوقِّع بيانا يفيد انني لن اكون نشيطة كشاهدة ليهوه.‏ رفضتُ بثبات،‏ وعند ذلك حمي غضب الرسمي،‏ فهبّ واقفا،‏ وأصدر مذكرة توقيف بحقي.‏ وتظهر المذكرة في الصورة.‏ ودون ان يؤذن لي برؤية والديّ،‏ جرى اقتيادي على الفور الى معسكر اعتقال صغير للنساء في ليخْتنْبورڠ على نهر ألْبَه.‏ وبُعيد ذلك التقيت كاتي.‏ فقد كانت في معسكر الاعتقال في مورينڠن منذ كانون الاول ١٩٣٦،‏ ولكن بعد اغلاق معسكر الاعتقال هذا اتت مع اخوات كثيرات اخريات الى ليخْتنْبورڠ.‏ وكان ابي ايضا في السجن،‏ ولم اره ثانية حتى سنة ١٩٤٥.‏

في ليخْتنْبورڠ

لم يُسمح لي بالانضمام الى الشاهدات الاخريات فورا،‏ لأنهن كن يعاقَبن لسبب او لآخر.‏ وفي احدى القاعات،‏ لاحظت فريقين من السجينات —‏ نساء يجلسن عادة الى الطاولات وشاهدات كان يجب ان يجلسن اليوم كله على مقاعد بلا ظهر دون ان يُعطَين شيئا لأكله.‏b

كنت اقبل بسرعة ايّ تعيين عمل،‏ على امل ان اجد بطريقة ما كاتي.‏ وهذا ما حصل بالضبط.‏ فقد كانت في طريقها الى العمل مع سجينتين اخريين عندما التقينا.‏ ومن شدة فرحي،‏ عانقتها طويلا.‏ لكنّ الحارسة سارعت الى التبليغ عنا.‏ فاستُجوبنا،‏ ومن ذلك الوقت فصاعدا فُصلنا عمدا احدانا عن الاخرى.‏ كان ذلك صعبا للغاية.‏

وفي ليخْتنْبورڠ،‏ انطبعت حادثتان اخريان في ذاكرتي.‏ ففي احدى المناسبات كان على كل السجينات ان يجتمعن في الباحة ليصغين الى احد خطابات هتلر السياسية على الراديو.‏ فرفضنا نحن شاهدات يهوه الامر،‏ لأن ذلك كان يشمل الاحتفالات الوطنية.‏ فحوَّل الحراس خراطيم الاطفاء نحونا،‏ راشقيننا بدفق هائل من الماء من احدى الحنفيات ومطارديننا نحن اللواتي لا يمكننا الدفاع عن انفسنا من الطابق الرابع نزولا الى الباحة.‏ وهناك كان يجب ان نقف مشبعات بالماء.‏

وفي مناسبة اخرى أُمرت انا وڠيرتْرُوت اومي وڠرتل بورلين،‏ ان نزيِّن مركز قيادة الآمر بالاضواء،‏ لأن يوم ميلاد هتلر كان وشيكا.‏ فرفضنا ذلك مدركات ان هذا الامر من اساليب الشيطان الساعية الى خداعنا لكي نكسر استقامتنا من خلال المسايرة في امور صغيرة.‏ وكعقاب،‏ كان على كل واحدة منا نحن الاخوات الشابات ان تقضي الاسابيع الثلاثة التالية وحدها في زنزانة صغيرة مظلمة.‏ لكنَّ يهوه بقي الى جانبنا،‏ مبرهنا انه ملجأ حتى في مكان مرعب كهذا.‏

في رَڤنْسْبروك

في ايار ١٩٣٩،‏ نُقلت السجينات في ليخْتنْبورڠ الى معسكر الاعتقال في رَڤنْسْبروك.‏ وهناك عُيِّنت في المغسل مع عدة اخوات شاهدات اخريات.‏ وبُعيد اندلاع الحرب،‏ كان من المفترض ان نلمَّ راية الصليب المعقوف،‏ الامر الذي رفضنا القيام به.‏ ونتيجة لذلك وُضعت اثنتان منا،‏ ميلخن ارنست وأنا في بناء للعقوبات.‏ كان ذلك اقسى اشكال العقاب وعنى ان علينا ان نقوم بعمل شاق كل يوم،‏ حتى يوم الاحد،‏ مهما كانت حالة الطقس.‏ وعادة كانت اقصى فترة للعقوبة ثلاثة اشهر،‏ لكننا بقينا هناك سنة.‏ فدون مساعدة يهوه،‏ ما كنت لأنجو ابدا.‏

وفي سنة ١٩٤٢،‏ هانت الظروف بعض الشيء علينا نحن السجينات،‏ وعيِّنت لاعمل مدبرة منزل عند احدى عائلات وحدات الحماية في مكان لا يبعد كثيرا عن المعسكر.‏ وسمحت لي العائلة بمقدار من الحرية.‏ مثلا،‏ عندما اخذت ذات مرة الاولاد في نزهة،‏ التقيت يوزِف رايڤالد وڠوتفريت مالهورن،‏ سجينان يحملان المثلثات الارجوانية،‏ فكان بإمكاننا ان نتبادل بعض كلمات التشجيع.‏c

السنوات الصعبة ما بعد الحرب

عندما اقتربت قوات الحلفاء سنة ١٩٤٥،‏ فرّت العائلة حيث كنت اعمل،‏ وكان يجب ان ارافقها.‏ فشكَّلت مع غيرها من عائلات وحدات الحماية قافلة كبيرة تتجه غربا.‏

كانت الايام الاخيرة القليلة من الحرب مشوِّشة ومشحونة بالخطر.‏ وأخيرا،‏ التقينا بعض الجنود الاميركيين الذين سمحوا لي بأن اتسجل في البلدة التالية كشخص حر.‏ ومَن التقيت هناك؟‏ يوزِف رايڤالد وڠوتفريت مالهورن.‏ فقد علما ان كل الشهود من معسكر الاعتقال في زاكسنهاوزن وصلوا الى شْڤيرين بعد مسيرة موت محفوفة بالمخاطر.‏ ولذلك انطلقنا نحن الثلاثة في رحلة الى تلك البلدة،‏ التي كانت تقع على بعد نحو ٧٥ كيلومترا (‏٥٠ ميلا)‏.‏ كم كان مفرحا ان نلتقي في شْڤيرين كل اولئك الاخوة الامناء،‏ الناجين من معسكرات الاعتقال،‏ بمن فيهم كونرات فرانكي.‏

وبحلول كانون الاول ١٩٤٥ تحسنت الحالة في البلد الى حد انه صار بإمكاني ان اسافر بالقطار.‏ وهكذا كنت في طريقي الى البيت!‏ لكنَّ الرحلة شملت قضاء وقت ممدَّدةً على سطح عربة السكة الحديدية وواقفة على سلم العربة.‏ وفي كمنِتز تابعت طريقي من محطة السكة الحديدية الى المكان الذي كنا نسكن فيه كعائلة.‏ ولكن لم ينجُ ايّ بيت من الدمار في الشارع حيث وقفت وحدات الحماية النازية سابقا وصاحت:‏ «اهل هذا البيت خونة!‏» فالمنطقة السكنية بكاملها قد دُمرت الى الحضيض.‏ ولكن ارتحت عندما وجدت ان امي،‏ ابي،‏ كاتي،‏ وأخويَّ وأختيَّ ما زالوا على قيد الحياة.‏

كانت الحالة الاقتصادية في المانيا ما بعد الحرب رديئة جدا.‏ ورغم ذلك ابتدأت جماعات شعب اللّٰه بالازدهار في كل انحاء المانيا.‏ ولم توفر جمعية برج المراقبة ايّ جهد لتجهزنا لنشاط الكرازة.‏ وبوشر العمل من جديد في بيت ايل في ماڠْدَبورڠ،‏ الذي كان النازيون قد اقفلوه.‏ وفي ربيع سنة ١٩٤٦،‏ دُعيت الى العمل هناك وكان تعييني في المطبخ.‏

من جديد تحت الحظر وفي الحجز

تقع ماڠْدَبورڠ في القسم الالماني الذي صار تحت سيطرة الشيوعيين.‏ وقد حظروا عملنا في ٣١ آب ١٩٥٠،‏ وأغلقوا بيت ايل في ماڠْدَبورڠ.‏ فأنهى ذلك خدمتي في بيت ايل،‏ التي كانت فترة تدريب قيِّم.‏ فعدت الى كمنِتز،‏ مصممة،‏ حتى تحت حكم الشيوعيين،‏ على التمسك بالحق والمناداة بملكوت اللّٰه،‏ الرجاء الوحيد للجنس البشري المتألم.‏

وفي نيسان ١٩٥١،‏ سافرت مع احد الاخوة الى برلين لأجلب نسخا من برج المراقبة.‏ وعندما عدنا راعتنا رؤية الشرطة المدنية تحاصر محطة السكة الحديدية في كمنِتز.‏ لقد كان واضحا انهم يتوقعوننا،‏ فاعتُقلنا على الفور.‏

وعندما وصلنا الى مكان الاحتجاز بانتظار المحاكمة،‏ كنت احمل وثائق تبرهن ان النازيين سجنوني سنوات عدة.‏ لذلك عاملني الحراس باحترام.‏ وقالت احدى الحارسات المسؤولات:‏ «انتم شهود يهوه لستم مجرمين؛‏ ومكانكم ليس في السجن.‏»‏

وذات مرة،‏ اتت الحارسة المسؤولة الى زنزانتي،‏ حيث كنت مع اختين اخريين،‏ ودست شيئا تحت احد الاسرَّة.‏ وماذا كان؟‏ كتابها المقدس،‏ الذي سمحت لنا بالحصول عليه.‏ وفي مناسبة اخرى،‏ زارت والديَّ في البيت،‏ لأنهما كانا يسكنان في مكان لا يبعد كثيرا عن السجن.‏ وأخذت بعض نسخ برج المراقبة وبعض الطعام،‏ وخبأتها في جسمها،‏ وأدخلتها كلها خلسة الى زنزانتي.‏

وثمة شيء آخر احب ان اتذكره.‏ كنا احيانا نرنم صباح الاحد ترانيمنا الثيوقراطية بصوت عالٍ الى حد ان السجينات الاخريات كن يصفقن لكل ترنيمة بسرور.‏

القوة والمساعدة من يهوه

خلال اجراءات المحكمة في ٤ ايلول ١٩٥١،‏ ذكر القاضي التعليق المذكور في بداية المقالة.‏ قضيت عقوبتي في السجن في ڤالتهايم،‏ ثم في هالي،‏ وأخيرا في هوينيك.‏ وتُظهر حادثة او اثنتان موجزتان كيف كان اللّٰه ملجأ وقوة لنا نحن شهود يهوه وكيف انعشتنا كلمته.‏

في السجن في ڤالتهايم،‏ صارت كل الاخوات الشاهدات يجتمعن قانونيا في احدى القاعات،‏ حيث كان بإمكاننا ان نعقد الاجتماعات المسيحية.‏ ولم يكن مسموحا ان نحمل قلما وورقة،‏ لكنَّ بعض الاخوات جلبن بعض قطع القماش واستخدمْنها لصنع لافتة صغيرة تحمل الآية السنوية لعام ١٩٥٣،‏ التي كانت:‏ «اسجدوا للرب في زينة مقدسة.‏» —‏ مزمور ٢٩:‏٢‏.‏

باغتتنا احدى الحارسات وبلَّغت عنا على الفور.‏ فأتى رئيس السجن وطلب من اختين منا ان ترفعا اللافتة عاليا.‏ وسأل:‏ «من صنع هذه؟‏ وما الغاية منها؟‏»‏

ارادت احدى الاخوات ان تعترف وتتحمل المسؤولية عنا،‏ لكننا تهامسنا بسرعة في ما بيننا،‏ متفقات على ان نتحمل جميعنا المسؤولية.‏ لذلك اجبنا:‏ «صنعناها لنقوي ايماننا.‏» صودرت اللافتة،‏ وحُرمنا من الوجبات كعقاب.‏ ولكن خلال المناقشة كلها،‏ رفعت الاختان اللافتة عاليا حتى تنطبع في اذهاننا الآية التشجيعية.‏

عندما أُقفل سجن النساء في ڤالتهايم،‏ نُقلنا نحن الاخوات الى هالي.‏ وكان يُسمح لنا هنا بأن نتسلم الرزم،‏ وماذا كان مَخيطًا داخل خفَّين ارسلهما اليّ والدي؟‏ مقالات من برج المراقبة!‏ ولا يزال بإمكاني ان اتذكر المقالتين بعنوان «المحبة الحقيقية عملية» و «الاكاذيب تؤدي الى خسارة الحياة.‏» كانت هاتان المقالتان ومقالات اخرى شهية حقا،‏ وعندما مررناها سرًّا من شخص الى آخر،‏ اخذت كل واحدة ملاحظاتها.‏

وجدت احدى الحارسات خلال كبسة ملاحظاتي الشخصية مخبأة في فراشي المصنوع من القش.‏ فاستدعتني لاحقا الى الاستجواب وقالت انها تريد ان تعرف تماما معنى المقالة «آمال خائفي يهوه لعام ١٩٥٥.‏» ولأنها شيوعية،‏ فقد كانت قلقة جدا حيال موت قائدها،‏ ستالين،‏ سنة ١٩٥٣،‏ وبدا المستقبل قاتما.‏ اما بالنسبة الينا،‏ فكان المستقبل سيجلب بعض الانفراجات في ظروفنا في السجن،‏ لكنني لم اكن وقتئذ أُدرك ذلك.‏ وأوضحتُ بثقة ان آمال شهود يهوه كانت الافضل.‏ لماذا؟‏ اقتبست من الآية المحورية في المقالة،‏ المزمور ١١٢:‏٧‏:‏ «لا يخشى من خبر سوء.‏ قلبه ثابت متكلا على الرب.‏»‏

لا يزال يهوه ملجإي وقوَّتي

بعد اصابتي بمرض خطير،‏ أُطلق سراحي من السجن قبل انتهاء الفترة بسنتين،‏ في آذار ١٩٥٧.‏ وضغط عليَّ ثانية الرسميون في المانيا الشرقية بسبب نشاطاتي في خدمة يهوه.‏ ولذلك اغتنمت الفرصة في ٦ ايار ١٩٥٧ لأهرب الى برلين الغربية،‏ ومن هناك انتقلت الى المانيا الغربية.‏

مرَّت سنوات عديدة قبل ان اتعافى جسديا.‏ ولكن حتى اليوم لا ازال اتمتع بشهية روحية سليمة وأتطلع بشوق الى كل نسخة جديدة من برج المراقبة‏.‏ ومن وقت الى آخر افحص نفسي.‏ أما زال توجُّهي روحيا؟‏ هل أنمي صفات جيدة؟‏ هل نوعية ايماني الممتحَنة سبب لتمجيد يهوه وإكرامه؟‏ ان هدفي هو ان ارضي اللّٰه في كل شيء،‏ حتى يبقى ملجإي وقوَّتي الى الابد.‏

‏[الحواشي]‏

a تتألف «الرواية المصوَّرة» من صور منزلقة ومتحركة وابتداء من سنة ١٩١٤،‏ عرضها على نطاق واسع ممثِّلون لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏

b اوردت مجلة تروست (‏التعزية)‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة في برْن،‏ سويسرا،‏ في ١ ايار ١٩٤٠،‏ الصفحة ١٠،‏ انه في احدى المناسبات لم تَنَل شاهدات يهوه في ليخْتنْبورڠ وجبة الظهيرة طيلة ١٤ يوما لأنهن رفضن ان يقمن بايماءة تكريم عندما كانت الاناشيد النازية تُعزف.‏ وكان هنالك ٣٠٠ شاهدة ليهوه.‏

c ظهر تقرير عن يوزِف رايڤالد في استيقظ!‏ عدد ٨ شباط ١٩٩٣،‏ الصفحات ٢٠-‏٢٣‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

مكتب وحدات الحماية في رَڤنْسْبروك

‏[مصدر الصورة]‏

Top: Stiftung Brandenburgische Gedenkstätten

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

تصريحي بالعمل خارج المعسكر

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة