مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٣-٩ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ١٣–١٤
«اثبتوا وانظروا كيف سيخلِّصكم يهوه»
موسى: مثال في الايمان
ربما لم يخطر في باله ان اللّٰه كان يوشك ان يشق البحر الاحمر ليهيّئ للاسرائيليين منفذا للهرب. لكنه كان مقتنعا ان اللّٰه سيحمي شعبه حتما. وهو اراد ان يمتلك رفقاؤه الاسرائيليون القناعة عينها. نقرأ: «قال موسى للشعب: ‹لا تخافوا. اثبتوا وانظروا خلاص يهوه الذي يصنعه اليوم لكم›». (خروج ١٤:١٣) فهل نجح في توطيد ايمانهم؟ نعم بالتأكيد. فالكتاب المقدس يخبرنا ان موسى والاسرائيليين جميعا «بالإيمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في ارض يابسة». (عبرانيين ١١:٢٩) فهذه الصفة اذًا لم تنفع موسى فحسب بل كل مَن سعى الى التحلي بها ايضا.
اله قدير يراعي خدامه
١٣ اقرإ الخروج ١٤:١٩-٢٢. تَخَيَّلْ أَنَّكَ هُنَاكَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، عَالِقٌ بَيْنَ جَيْشِ فِرْعَوْنَ وَٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ. وَهَا هُوَ يَهْوَهُ يَتَدَخَّلُ. فَيَنْتَقِلُ عَمُودُ ٱلسَّحَابِ إِلَى وَرَاءِكُمْ، وَيَقِفُ حَاجِزًا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ. فَيُبْقِي جَانِبَهُمْ مُظْلِمًا، أَمَّا جَانِبُكُمْ فَيُنِيرُهُ عَجَائِبِيًّا. بَعْدَ ذٰلِكَ، تَرَى مُوسَى يَمُدُّ يَدَهُ عَلَى ٱلْبَحْرِ. فَتَهُبُّ رِيحٌ شَرْقِيَّةٌ قَوِيَّةٌ، وَتَفْتَحُ مَمَرًّا يَصِلُ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْآخَرِ. وَبِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ، تَسِيرُ أَنْتَ وَعَائِلَتُكَ وَمَوَاشِيكَ عَلَى قَاعِ ٱلْبَحْرِ مَعَ بَاقِي ٱلشَّعْبِ. وَإِذَا بِكَ تُلَاحِظُ أَمْرًا غَرِيبًا. فَٱلْقَاعُ لَيْسَ مُوحِلًا وَلَا زَلِقًا، بَلْ جَافٌّ وَصُلْبٌ يَسْهُلُ ٱلسَّيْرُ عَلَيْهِ. وَهٰكَذَا يَعْبُرُ ٱلْجَمِيعُ بِأَمَانٍ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْآخَرِ، حَتَّى ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِبُطْءٍ.
لا تنسَ يهوه
وبينما المصريون يجاهدون لسوق مركباتهم الحربية المعطلة، وصل كل اسرائيل الى الشاطئ الشرقي. عندئذ مدّ موسى يده على البحر. فجعل يهوه سورَي المياه ينهاران على الممر الذي بينهما. فانهالت ملايين الاطنان من المياه بهدير مدوٍّ على رؤوس فرعون وجنوده وأغرقتهم عن بكرة ابيهم. اما الاسرائيليون فأصبحوا احرارا. — خر ١٤:٢٦-٢٨؛ مز ١٣٦:١٣-١٥.
بلغت اخبار هذه الواقعة الامم المجاورة، وكان لها صدى مخيف على مدى فترة طويلة. (خر ١٥:١٤-١٦) فبعد اربعين سنة، قالت راحاب من اريحا لرجلين اسرائيليَّين: «ان رعبكم قد وقع علينا، . . . لأننا قد سمعنا كيف جفف يهوه مياه البحر الاحمر امامكم عند خروجكم من مصر». (يش ٢:٩، ١٠) حتى هذه الامم الوثنية لم تنسَ كيف انقذ يهوه شعبه. ولا ريب ان الاسرائيليين كانت لديهم اسباب اخرى عديدة ليتذكروا الههم.
البحث عن جواهر روحية
«اثبتوا وانظروا خلاص يهوه»
٩ كَانَتْ أَقْصَرُ طَرِيقٍ يُمْكِنُ أَنْ يَسْلُكَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لِيَصِلُوا إِلَى وُجْهَتِهِمْ تَمْتَدُّ بِمُحَاذَاةِ ٱلْبَحْرِ ٱلْمُتَوَسِّطِ وَتَمُرُّ بِأَرْضِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. لكِنَّ تِلْكَ ٱلْأَرْضَ مُعَادِيَةٌ لَهُمْ. لِذلِكَ هَدَى يَهْوَه شَعْبَهُ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ إِذْ أَرَادَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ يُجَنِّبَهُمْ خَوْضَ حَرْبٍ مَعَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. وَمَعَ أَنَّ ٱلشَّعْبَ ٱلْخَارِجَ ضَمَّ مَلَايِينَ ٱلْأَشْخَاصِ، لَمْ تَعُمَّ هذَا ٱلْحَشْدَ ٱلْفَوْضَى. فَسِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَقُولُ: «صَعِدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مُنَظَّمِينَ كَٱلْجَيْشِ». — خروج ١٣:١٧، ١٨.
الخُرُوج
اين شُقَّ البحر الاحمر لكي يمر اسرائيل عبره؟
من الجدير بالملاحظة انه بعد بلوغ ايثام «في طرف البرية»، وهي المحطة الثانية في رحلة الاسرائيليين، امر اللّٰه موسى ان «يرجعوا ويخيّموا امام فم الحيروث . . . عند البحر». وكان هذا التحرك سيجعل فرعون يعتقد ان الاسرائيليين «هائمون». (خر ١٣:٢٠؛ ١٤:١-٣) والعلماء الذين يعتبرون ان طريق الحج هي الطريق المحتملة يشيرون الى ان الفعل العبراني مقابل «يرجعوا» هو بصيغة التوكيد في العبرانية، وهو لا يعني مجرد «انحراف» او «انعطاف»، بل يتضمن بالاكثر فكرة «العودة الى الوراء» او على الاقل فكرة تحوّل واضح عن الطريق المباشر. ويقترحون ان الاسرائيليين، عند بلوغهم نقطة شمال رأس خليج السويس، عكسوا خط سيرهم والتفّوا الى الجانب الشرقي لجبل عتاقة، وهو سلسلة جبلية تحاذي الجانب الغربي للخليج. وما كان هذا الحشد الكبير من الاسرائيليين ليجد وسيلة جيدة للخروج بسرعة من هذا الموضع اذا كانوا مطارَدين من الشمال، لأن البحر يسد الطريق امامهم معيقا اياهم عن التقدم.
ينقل التقليد اليهودي في القرن الاول بم صورة مشابهة. (انظر «فَم الحِيرُوث».) لكن الاهم هو ان هذا الوضع يتناسب مع الصورة التي يرسمها الكتاب المقدس نفسه، الامر الذي لا يصح في الآراء الشائعة لدى علماء كثيرين. (خر ١٤:٩-١٦) وكما يتضح، لا بد ان العبور جرى على مسافة من رأس الخليج (او الفرع الغربي للبحر الاحمر)، وإلا لكان بإمكان قوات فرعون ان تلتف حول طرف الخليج وتنقض بسهولة على الاسرائيليين من الجانب الآخر. — خر ١٤:٢٢، ٢٣.
١٠-١٦ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ١٥–١٦
«سبِّح يهوه بالترانيم»
لماذا يجب ان نخاف الإله الحقيقي الآن؟
١١ ان اهلاك يهوه للجيش المصري عظَّمه في أعين عبَّاده وجعل اسمه معروفا على نطاق واسع. (يشوع ٢:٩، ١٠؛ ٤:٢٣، ٢٤) نعم، لقد ارتفع اسمه عاليا فوق آلهة مصر الباطلة العديمة القوة التي تبيَّن انها غير قادرة على انقاذ عبَّادها. والثقة بمعبوداتهم وبالبشر البائدين وبالقوة العسكرية قادتهم الى خيبة امل مرَّة. (مزمور ١٤٦:٣) ولا عجب ان يندفع الاسرائيليون الى ترنيم تسابيح عكست خوفهم السليم من الإله الحيّ، الذي ينقذ شعبه بقوة شديدة!
لماذا يجب ان نخاف الإله الحقيقي الآن؟
١٥ لو نجونا بأمان مع موسى، لاندفعنا بالتأكيد الى الترنيم: «مَن مثلك بين الآلهة يا (يهوه). مَن مثلك معتزّا في القداسة. مَخوفا بالتسابيح. صانعا عجائب.» (خروج ١٥:١١) تتردَّد هذه المشاعر طوال قرون منذ ذلك الوقت. وفي السفر الاخير من الكتاب المقدس يصف الرسول يوحنا فريقا من خدام اللّٰه الامناء الممسوحين «وهم يرتِّلون ترنيمة موسى عبد اللّٰه وترنيمة الخروف.» وما هي هذه الترنيمة العظيمة؟ «عظيمة وعجيبة هي اعمالك ايها الرب الإله القادر على كل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين. مَن لا يخافك يا رب ويمجِّد اسمك لأنك وحدك قدوس.» — رؤيا ١٥:٢-٤.
١٦ وهكذا يوجد اليوم ايضا عبَّاد محرَّرون يقدِّرون ليس فقط اعمال اللّٰه الخلقية بل ايضا احكامه. ويتحرَّر روحيا اناس من كل الامم منفصلين عن هذا العالم الملوَّث لأنهم يدركون احكام اللّٰه البارة ويضعونها موضع العمل. وسنويا، يهرب مئات الآلاف من هذا العالم الفاسد ليكونوا مع الهيئة النقية المستقيمة من عبَّاد يهوه. وقريبا، بعد ان تُنفَّذ دينونة اللّٰه النارية في الدين الباطل وباقي النظام الشرير هذا، سيحيون الى الابد في عالم جديد بار.
الموسيقى
على ما يظهر، كان اغلب الغناء الجماعي في اسرائيل على طريقة المجاوبة الصوتية. فكان مغنٍّ منفرد يتناوب مع جوقة غنائية تجاوبه، او كانت الجوقة الغنائية تُقسم نصفين يتناوب كلٌّ منهما على غناء اسطر متوازية. وهذا ما تسميه الاسفار المقدسة على ما يبدو ‹مجاوبة› او ‹ترديدا›. (خر ١٥:٢١؛ ١ صم ١٨:٦، ٧) ونلاحظ اشارة الى هذا النوع من الغناء في طريقة كتابة بعض المزامير مثل المزمور ١٣٦. كما ان الكلام عن جوقتَي الشكر الكبيرتين ايام نحميا وعن دورهما في تدشين سور اورشليم يدل انهما غنَّتا بهذا الاسلوب. — نح ١٢:٣١، ٣٨، ٤٠-٤٢؛ انظر «الاغنية».
النبية
مريم هي اول نبية مذكورة في الكتاب المقدس. فكما يتضح، اعلن يهوه بواسطتها رسالة او اكثر، ربما على شكل ترانيم موحى بها. (خر ١٥:٢٠، ٢١) لذلك قالت هي وهارون لموسى: «ألم يتكلم [يهوه] بنا ايضا؟». (عد ١٢:٢) ويهوه نفسه قال بواسطة النبي ميخا انه ارسل «موسى وهارون ومريم» امام الاسرائيليين حين اصعدهم من مصر. (مي ٦:٤) صحيح ان اللّٰه اعطى مريم الامتياز ان تعلن رسائله، لكنه اعطى اخاها موسى امتيازات اهم. وقد عاقبها اللّٰه عقابا شديدا حين تجاوزت حدودها. — عد ١٢:١-١٥.
البحث عن جواهر روحية
هل تعلم؟
لمَ اختار اللّٰه طيور السلوى ليطعم الاسرائيليين في البرية؟
بعد خروج الاسرائيليين من مصر، زودهم اللّٰه في مناسبتين بكمية وافرة من طيور السلوى ليأكلوا لحمها. — خروج ١٦:١٣؛ عدد ١١:٣١.
يبلغ طول هذه الطيور الصغيرة حوالي ١٨ سنتيمترا ووزنها نحو ١٠٠ غرام. وهي تتكاثر في مناطق عديدة من غرب آسيا ومن اوروبا. كما انها طيور مهاجرة تقضي الشتاء في افريقيا الشمالية وشبه الجزيرة العربية. وفي موسم الهجرة، تقطع اسرابها الكبيرة الشواطىء الشرقية للبحر المتوسط وتطير فوق شبه جزيرة سيناء.
ايضا، يذكر قاموس وستمنستر الجديد للكتاب المقدس انها «تسرع في طيرانها وتجيده، وتستغل هبوب الرياح المؤاتية؛ لكن اذا تغيّر اتجاه الرياح او تعبت الطيور من طول السفر، يمكن ان يهبط سربها الضخم بكامله على الارض حيث تقبع منهكة القوى». وهكذا قبل ان تتابع هجرتها تضطر الى الاستراحة يومين او ثلاثة، فتصبح فريسة سهلة للصيادين. وفي اوائل القرن العشرين، صدَّرت مصر سنويا نحو ثلاثة ملايين من هذه الطيور كمادة غذائية.
ان المناسبتين اللتين اقتات فيهما الاسرائيليون بطيور السلوى كانتا في فصل الربيع. ورغم ان هذه الطيور تطير عادة فوق منطقة سيناء في هذا الفصل، فيهوه هو من سبّب ‹هبوب ريح› تسوقها الى مخيّم الاسرائيليين. — عدد ١١:٣١.
اسئلة من القراء
بُعيد انقاذ الاسرائيليين من ارض مصر، ابتدأوا بالتذمر من نوعية الطعام الذي يأكلونه. لذلك زوّدهم يهوه بالمن. (خروج ١٢:١٧، ١٨؛ ١٦:١-٥) وقد طلب موسى من هارون وقتئذ ان ‹يأخذ جرة ويجعل فيها مقدار عُمِر من المن ويضعها امام يهوه لتكون محفوظة مدى اجيالهم›. ويخبرنا السجل: «كما امر يهوه موسى، وضعها هارون امام الشهادة [سجلات تدوَّن فيها الامور المهمة التي يُراد حفظها] لتكون محفوظة». (خروج ١٦:٣٣، ٣٤) رغم ان هارون وضع المن داخل جرة في ذلك الوقت، لم توضع الجرة امام الشهادة إلّا بعد ان أتمّ موسى صنع تابوت العهد ووُضع فيه لوحا الشريعة.
١٧-٢٣ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ١٧–١٨
«درِّب الآخرين وفوِّضهم»
موسى: مثال في المحبة
اضف الى ذلك انه احب رفقاءه الاسرائيليين. وهم ادركوا ان يهوه كان يستخدمه في قيادة شعبه، لذا احتكموا اليه كي يحلّ مشاكلهم. نقرأ: «بقي الشعب واقفا امام موسى من الصباح الى المساء». (خروج ١٨:١٣-١٦) تخيَّل الارهاق الذي كان يصيبه وهو يصغي اليهم طوال ساعات فيما راحوا يلقون عليه اعباءهم. مع ذلك، كان سعيدا بتخفيف همومهم لأنه احبهم.
الثقة من مقوِّمات الحياة السعيدة
كان الاشخاص الذين اختيروا رجالا اظهروا صفات ترضي اللّٰه قبل نيلهم تعيينات تتطلب ان يكونوا موضع ثقة. فقد برهنوا انهم يخافون الخالق ويعربون عن توقير سليم له ويخشون عدم ارضائه. وكان واضحا للجميع انهم يبذلون قصارى جهدهم للالتصاق بمقاييس اللّٰه. كما انهم ابغضوا الرشوة، مما يدل على امتلاكهم قوة ادبية تحول دون ان يدعوا السلطة تفسدهم. ولم يكونوا رجالا يستغلون ثقة الآخرين بغية تعزيز مصالحهم الشخصية او مصالح اقربائهم وأصدقائهم.
الاستقامة تهدي المستقيمين
كان موسى ايضا شخصا محتشما ومتواضعا. فعندما كان يُجهِد نفسه في الاعتناء بمشاكل الآخرين، قدَّم له حموه يثرون، حلا عمليا: تقاسم المسؤولية مع رجال اكفاء آخرين. وإذ ادرك موسى حدوده، تصرف بحكمة وقبل الاقتراح. (خروج ١٨:١٧-٢٦؛ عدد ١٢:٣) فالشخص المحتشم يكون مستعدا ان يفوِّض السلطة الى الآخرين، ولا يخشى ان يفقد السيطرة بطريقة او بأخرى باشتراكه في المسؤوليات المناسبة مع رجال اكفاء آخرين. (عدد ١١:١٦، ١٧، ٢٦-٢٩) لكنه يتوق الى مساعدتهم على التقدم روحيا. (١ تيموثاوس ٤:١٥) أفلا ينبغي ان نفعل ذلك نحن ايضا؟
البحث عن جواهر روحية
لا ترتخِ يداك
١٤ لَقَدْ سَنَدَ هَارُونُ وَحُورٌ يَدَيْ مُوسَى خِلَالَ ٱلْمَعْرَكَةِ. فَلِمَ لَا نَبْحَثُ نَحْنُ أَيْضًا عَنْ طَرَائِقَ لِنَدْعَمَ ٱلْآخَرِينَ وَنُسَاعِدَهُمْ؟ فَبَعْضُ إِخْوَتِنَا مَرْضَى أَوْ كِبَارٌ فِي ٱلسِّنِّ أَوْ حَزَانَى لِأَنَّهُمْ خَسِرُوا أَحَدَ أَحِبَّائِهِمْ. وَآخَرُونَ يُحِسُّونَ بِٱلْوَحْدَةِ، أَوْ يُوَاجِهُونَ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا ٱلشَّبَابَ ٱلَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِضُغُوطٍ كَيْ يَفْعَلُوا أُمُورًا خَاطِئَةً أَوْ يَسْعَوْا لِتَحْقِيقِ ٱلنَّجَاحِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ. (١ تس ٣:١-٣؛ ٥:١١، ١٤) فَٱبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ لِتَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا، سَوَاءٌ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، فِي ٱلْخِدْمَةِ، خِلَالَ وَجْبَةِ طَعَامٍ، أَوْ عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ.
الكتاب المقدس — كتابنا الدراسي الرئيسي
٧ أما ان كتابات موسى موحى بها من اللّٰه فليس هنالك شك في ذلك، في ضوء الدليل الداخلي. فلم يكن فكرة موسى ان يصير قائدا للاسرائيليين. وفي بادئ الامر تردد موسى عند اقتراح ذلك. (خروج ٣:١٠، ١١؛ ٤:١٠-١٤) ولكنّ اللّٰه هو الذي اقام موسى وأعطاه قوى عجائبية. وحتى الكهنة الذين يمارسون السحر اضطروا الى الاعتراف بأن ما فعله موسى كان من اللّٰه. (خروج ٤:١-٩؛ ٨:١٦-١٩) واطاعة لأمر اللّٰه، وبأوراق الاعتماد الالهية للروح القدس، اندفع موسى اولا ليتكلم ومن ثم ليدوّن جزءا من الكتاب المقدس. (خروج ١٧:١٤) وعقب موت موسى أُضيفت كتابات يشوع وصموئيل وجاد وناثان (يشوع، قضاة، راعوث، ١، ٢ صموئيل). وقد ساهم ايضا الملكان داود وسليمان في المجموعة القانونية المتزايدة للكتابات المقدسة. ثم اتى الانبياء من يونان الى ملاخي، وساهم كل منهم في المجموعة القانونية للكتاب المقدس. وقد بلغ كل واحد بدوره متطلبات الانبياء الحقيقيين كما رسمها يهوه: تكلَّموا باسم يهوه، تحقَّقت نبواتهم، وردّوا الناس الى اللّٰه. — تثنية ١٣:١-٣؛ ١٨:٢٠-٢٢.
٢٤-٣٠ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ١٩–٢٠
«ماذا تتعلم من الوصايا العشر؟»
ماذا تعني لكم الوصايا العشر؟
ان الوصايا الاربع الاولى تُبرز مسؤولياتنا تجاه يهوه. (الاولى) انه إله لا يزال يتطلَّب التعبد المطلق. (متى ٤:١٠) (الثانية) لا احد من عبّاده يجب ان يستعمل التماثيل. (١ يوحنا ٥:٢١) (الثالثة) استعمالنا اسم اللّٰه يجب ان يكون لائقا ومكرَّما، لا عديم الاحترام ابدا. (يوحنا ١٧:٢٦؛ رومية ١٠:١٣) (الرابعة) حياتنا بكاملها يجب ان تدور حول الامور المقدسة. وهذا يمكِّننا من الاستراحة، او ‹اخْذ سبت،› من مسلك البر الذاتي. — عبرانيين ٤:٩، ١٠.
ماذا تعني لكم الوصايا العشر؟
(الخامسة) ان طاعة الاولاد لوالديهم تستمر في ان تكون كحجر الزاوية للوحدة العائلية، جالبة معها بركات يهوه. وما أبدع الرجاء الذي تقدمه هذه ‹الوصية الاولى بوعد›! فهي ليست فقط «لكي يكون لكم خير» بل ايضا لكي «تكونوا طوال الاعمار على الارض.» (افسس ٦:١-٣) والآن اذ نحن عائشون في «الايام الاخيرة» لهذا النظام الشرير الحاضر فان مثل هذه الطاعة التقوية تقدِّم للاحداث الامل بعدم الموتِ ابدا. — ٢ تيموثاوس ٣:١؛ يوحنا ١١:٢٦.
والمحبة لقريبنا ستمنعنا من ايذائه بأفعال شريرة مثل (السادسة) القتل، (السابعة) الزنى، (الثامنة) السرقة، و (التاسعة) تقديم اقوال زور. (١ يوحنا ٣:١٠-١٢؛ عبرانيين ١٣:٤؛ افسس ٤:٢٨؛ متى ٥:٣٧؛ امثال ٦:١٦-١٩) ولكن ماذا عن دوافعنا؟ ان الوصية (العاشرة)، بعدم الاشتهاء، تذكِّرنا بأن يهوه يتطلَّب ان تكون نياتنا دائما مستقيمة في عينيه. — امثال ٢١:٢.
البحث عن جواهر روحية
تكونون «مملكة كهنة»
٥ وَفَّرَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ أَيْضًا كَهَنُوتًا رَمَزَ إِلَى كَهَنُوتٍ أَعْظَمَ سَيَأْتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (عب ٧:١١؛ ١٠:١) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، حَظِيَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ بِوَاسِطَةِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ بِفُرْصَةٍ وَٱمْتِيَازٍ فَرِيدَيْنِ: أَنْ تَصِيرَ «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ» إِنْ هِيَ أَطَاعَتْ شَرَائِعَ يَهْوَهَ. (اقرإ الخروج ١٩:٥، ٦.) إِلَّا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَأُمَّةٍ لَمْ يُحَافِظُوا عَلَى طَاعَتِهِمْ لِلّٰهِ وَرَفَضُوا ٱلْمَسِيَّا، ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. فَرَفَضَهُمُ ٱللّٰهُ هُوَ بِدَوْرِهِ.
نقاط بارزة من سفر الخروج
٢٠:٥ — بأي معنى ‹يفتقد يهوه ذنوب الآباء› في الاجيال اللاحقة؟ يُحاكَم كل فرد بعد بلوغه سن الرشد على اساس سلوكه وموقفه الشخصي. ولكن عندما تحوَّلت امة اسرائيل الى عبادة الاصنام، عانت عواقب ذلك طوال اجيال. حتى ان الاسرائيليين الامناء تأثروا. فتقصير الامة عن اتّباع الشرائع الالهية صعَّب على الامناء ان يحافظوا على استقامتهم.
٣١ آب (اغسطس)–٦ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ٢١–٢٢
«قدِّر الحياة تمثلا بيهوه»
هل وافق اللّٰه على تجارة العبيد؟
فقد نصّت شريعة اللّٰه ان خطف وبيع الانسان عاقبتهما الموت. علاوة على ذلك، زوّد يهوه ارشادات لحماية العبيد. على سبيل المثال، اذا شُوِّه العبد على يد سيده يُطلق سراحه. وإذا مات عبد بسبب ضرب سيده يمكن معاقبة السيد بالموت. وكان يمكن ان تصير النساء المسبيات إماء، او يمكن اتخاذهن زوجات. ولكن لم يُسمح بأن يُستغللن من اجل اشباع الشهوة الجنسية. ولا بد ان روح الشريعة جعلت الاسرائيليين المستقيمين يعاملون العبيد باحترام ولطف، كما لو ان العبيد عمال مأجورون. — خروج ٢٠:١٠؛ ٢١:١٢، ١٦، ٢٦، ٢٧؛ لاويين ٢٢:١٠، ١١؛ تثنية ٢١:١٠-١٤.
هل تقدِّر قيمة الحياة كما يقدِّرها اللّٰه؟
١٦ حتى حياة الجنين ثمينة في عيني اللّٰه. ففي اسرائيل القديمة، اذا آذى شخص امرأة حاملا وماتت هي او طفلها، اعتُبر هذا الشخص قاتلا في نظر اللّٰه وكان عليه ان يعطي «نفسا بنفس»، اي حياة بحياة. (اقرإ الخروج ٢١:٢٢، ٢٣.) فهل تتخيل كيف يشعر يهوه اليوم حين يرى اعدادا لا تُحصى من الاجنّة تُجهَض عمدا كل سنة، وفي احيان كثيرة من باب المنفعة الذاتية والتحرر الجنسي؟
يهوه يريد منك ان تحافظ على ‹سلامتك›
كانت عقوبات الشريعة تُفرض ايضا عند حدوث اذية تسببها الحيوانات. فإذا نطح ثور احد الاشخاص فمات، كان على صاحبه ان يقتله حفاظا على سلامة الغير. وكان قتله يلحق بصاحبه خسارة كبيرة لأنه لم يُسمح له بأكل لحمه او بيعه للغرض نفسه. ولكن لنفترض ان ثورا ما آذى احد الاشخاص لكن صاحبه لم يضبطه. في هذه الحالة، اذا قتل هذا الثور عينه انسانا ما لاحقا، يُقتل هو وصاحبه. وهذه الشريعة جعلت كل مَن يميل الى الاهمال في هذا المجال يعيد تقييم نظرته. — خر ٢١:٢٨، ٢٩.
البحث عن جواهر روحية
لمَ ينبغي ان تنذر نفسك ليهوه؟
٤ إِنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ ٱلْمَسِيحِيَّ مَسْأَلَةٌ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَهُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْتِزَامٍ. وَلكِنْ كَيْفَ يُفِيدُنَا؟ لِنَتَأَمَّلْ، عَلَى سَبِيلِ ٱلْمُقَارَنَةِ فَقَطْ، كَيْفَ يَعُودُ عَلَيْنَا ٱلشُّعُورُ بِٱلِٱلْتِزَامِ فِي مَجَالِ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بِفَوَائِدَ جَمَّةٍ. أَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ هُوَ ٱلصَّدَاقَةُ. فَلَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَمَتَّعَ بِصَدَاقَةِ أَحَدٍ مَا لَمْ تَأْخُذْ عَلَى نَفْسِكَ عَهْدًا أَنْ تَرْعَى هذِهِ ٱلصَّدَاقَةَ. وَهذَا يَسْتَلْزِمُ ٱلشُّعُورَ بِٱلِٱلْتِزَامِ، أَيْ أَنْ تُوجِبَ عَلَى نَفْسِكَ ٱلِٱهْتِمَامَ بِأَمْرِ صَدِيقِكَ. وَأَحَدُ أَبْرَزِ أَمْثِلَةِ ٱلصَّدَاقَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ تِلْكَ ٱلَّتِي جَمَعَتْ بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ، ٱللَّذَيْنِ تَعَاهَدَا عَلَى ٱلصَّدَاقَةِ مَدَى ٱلْعُمْرِ. (اِقْرَأْ ١ صموئيل ١٧:٥٧؛ ١٨:١، ٣.) وَرَغْمَ أَنَّ هذِهِ ٱلدَّرَجَةَ مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ نَادِرَةٌ، فَإِنَّ أَوَاصِرَ ٱلصَّدَاقَةِ تَقْوَى عَادَةً حِينَ يَكُونُ ٱلشُّعُورُ بِٱلِٱلْتِزَامِ مُتَبَادَلًا بَيْنَ ٱلطَّرَفَيْنِ. — ام ١٧:١٧؛ ١٨:٢٤.
٥ تَصِفُ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ لِإِسْرَائِيلَ نَوْعًا آخَرَ مِنَ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱسْتَفَادَ فِيهِ ٱلشَّخْصُ مِنْ أَخْذِ ٱلْتِزَامٍ عَلَى نَفْسِهِ. فَكَانَ بِإِمْكَانِ ٱلْعَبْدِ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْعَمَ بِشَكْلٍ دَائِمٍ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ وَٱلْأَمَانِ نَتِيجَةَ كَوْنِهِ مِلْكًا لِسَيِّدٍ صَالِحٍ، أَنْ يُبْرِمَ مَعَ سَيِّدِهِ ٱتِّفَاقًا مُلْزِمًا لَا رُجُوعَ عَنْهُ. نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ: «إِنْ قَالَ ٱلْعَبْدُ: ‹إِنِّي أُحِبُّ سَيِّدِي وَزَوْجَتِي وَأَبْنَائِي، لَا أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ حُرًّا›، فَعِنْدَئِذٍ يُقَرِّبُهُ سَيِّدُهُ إِلَى ٱللّٰهِ، وَيُقَدِّمُهُ إِلَى ٱلْبَابِ أَوْ قَائِمَتِهِ، وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذُنَهُ بِمِخْرَزٍ، فَيُصْبِحُ عَبْدًا لَهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — خر ٢١:٥، ٦.
مدن الملجإ — تدبير اللّٰه الرحيم
٥ بين الاسرائيليين لم يكن القاتلون عمدا يُمنحون ملجأ. وحتى الكاهن اللاوي الذي يخدم عند مذبح اللّٰه كان يجب ان يُساق الى الاعدام لأنه قتل بغدر. (خروج ٢١:١٢-١٤) وفضلا عن ذلك، لم يسمح الناموس بالاهمال كعذر لطلب الرحمة عندما يُقتل شخص ما. مثلا، كان يجب ان يعمل الرجل حائطا للسطح المنبسط لبيته الجديد. وإلا فإنه يجلب على البيت دما اذا سقط شخص ما عن السطح ومات. (تثنية ٢٢:٨) وأيضا اذا حُذِّر صاحب ثور نطَّاح ولكنه لم يضبط الحيوان فقتل شخصا ما، كان صاحب الثور يُعتبر مذنبا بسفك الدم ويمكن ان يُقتل. (خروج ٢١:٢٨-٣٢) والدليل الاضافي على احترام اللّٰه الرفيع للحياة واضح في ان كل مَن يقتل سارقا يُعتبَر مذنبا بسفك الدم اذا حدث ذلك في النهار حين يمكن رؤية السارق وتحديد هويته. (خروج ٢٢:٢، ٣) فمن الواضح ان فرائض اللّٰه المتَّزنة كاملا لم تسمح للقاتلين عمدا بالنجاة من عقوبة الاعدام.
يُوآب
ينضم الى ادونيا في محاولته الاستيلاء على العرش: رغم ان يوآب خدم سابقا تحت قيادة داود، فقد تخلى عنه عندما اصبح مسنا ومريضا ليشترك في المؤامرة التي حاكها ابنه ادونيا. (١ مل ١:١٨، ١٩) ومن المحتمل انه فعل ذلك لاعتقاده انه سيكون المتحكم الفعلي في السلطة في حال ملك ادونيا، او ربما لأنه شعر ان مركزه سيكون مضمونا مع ادونيا اكثر منه مع سليمان. ولكن عندما سمع يوآب ان داود ملّك سليمان، تخلى عن ادونيا. (١ مل ١:٤٩) وبعد ان قُتل ادونيا لاحقا، ركض يوآب الى خيمة يهوه وتمسك بقرون المذبح. (١ مل ٢:٢٨) لكن هذا لم يؤمن له الحماية لأنه قام بالقتل عمدا؛ فأرسل سليمان بنايا ليقتله هناك. وهكذا نفذ سليمان وصية داود وهو على فراش الموت ألا يدع شيبة يوآب تنزل بسلام الى شيول، وذلك بسبب ذنب سفك الدم الذي حمله يوآب من جراء قتله ابنير وعماسا، «رجلين ابر منه وأفضل». فدُفن يوآب في بيته في البرية. وبعد ذلك نُصب بنايا رئيسا للجيش. — ١ مل ٢:٥، ٦، ٢٩-٣٥؛ ١١:٢١.